Cairo , Egypt +01508281514 darr@elsayad121216.com

الفصل الرابع

اسندت رأسها على وسادتها وظلت تنظر للفراغ تفكر في أحداث حلمها وبعد مرور بعض الوقت اعتدلت من نومتها ومدت يدها تلتقط حاسوبها الشخصي وقامت بفتحه وبدأت تبحث مرة أخرى على الإنترنت على كل ما يخص تلك الفقرة وهالتها كم المواقع التي تتحدث عن تلك الفترة تحديداً وعجبت بشدة من عنفوان الشباب في ذلك الوقت وتحملهم المسؤولية واستمرت رحلة البحث والاندهاش مما تقرأه والإعجاب إلى ما يقرب من ستة ساعات وأخيراً أغلقت حاسوبها ووضعته على الكومود وخرجت للمرحاض توضأت وعادت إلى غرفتها وادت فرضها وقامت بتسبيحها كعادتها وبعد انتهائها طوت سجادة صلاتها وخلعت اسدالها واستلقت على فراشها تقرأ في كتابها حتى غطت في أحلامها كعادتها. ******** تقف ترفع يدها تخبئ عينيها من أشعة الشمس الحارقة وتتلفت حولها تتفقد المكان فهي تقف أمام جامعة القاهرة الشهيرة بقبتها العالية وساعتها المنضبطة دائماً ولكن ملامح المكان مختلفة قليلاً عما تعرفها فهي قد زارت الجامعة من قبل وتعرفها جيداً ولكن ما لفت نظرها وبشدة المواصلات فما تراه عيناها موديلات فترة السبعينيات وما زاد من تعجبها اكتر رؤية مجموعة من الفتيات يأتين باتجاهها ولكن مهلاً فهن يرتدين ملابس قصيرة للغاية وبلوزات قصيرة الأكمام تكاد تكون موديل الكات وأخريات يرتدين فساتين بجيبونات تجعل فساتينهن منفوشه إلى حد ما وأحذية ذات كعب عالي قليلاً يا الهي ماذا يحدث من حولي وما زاد التعجب أضعاف، رؤيتها بعض الشباب يهبطون من سيارة موديل الفولكس لتلك الفترة ولكن مهلاً مهلاً ماذا يرتدون هؤلاء فكانوا يرتدون بناطيل من نوع الشارلستون وفوقها قمصان مزركشة بألوان مبهجة ويصففون شعرهم تسريحات لا تمت للواقع بصلة وينتعلون أحذية ملونة ,,, ضيقت عينيها وقررت اتباع بعض البنات في محاولة منها لمعرفة ما يحدث حولها وبالفعل اتبعتهم إلى داخل الحرم الجامعي وهي تتلفت حولها مندهشة من تغير شكل الجامعة من الداخل واختفاء بعض معالمها مما أثار استيائها ولكن قطع تفكيرها صوت أحد الشباب يهتف منادياً صديقه : صادق يا صادق التفتت تنظر إلى ذلك الصادق فوجدته شاب وسيم يأتي باتجاههم يتمتع بعينان بنيتان وشعر بني فاتح وبشرة خمرية يرتدي بنطال أبيض يعلوه قميص مزركش بورود مفتوح اول ازراره وينتعل حذاء أبيض وممسك بيده كشكول فلوح لصديقه بمرح وهو يبتسم بسعادة: ازيك يا جلال كلمتك امبارح والدتك قالتلي انك روحت النادي تقابل الشابان وتصافحا فاجاب جلال وهو يبتعد عن احضان صديقه وتلتمع عيناه بسعاده ظاهره: انا انتظرتك وقت طويل ولما مكلمتنيش نزلت روحت النادي سوزي كانت منتظراني هناك عشان ننزل ننقي حاجات للبيت ربت صادق على كتف صديقه وهو يهنئه بحبه: مبروك يا جلال ربنا يتمملك على خير بادله جلال التهنئة وهو يضمه إلى صدره بحب أخوي لا يشوبه أى شائبة: الله يبارك فيك عقبالك يا صادق ابتسم صادق وأردف بضحك قائلاً: موعدكش ان قريب بالرغم من ان نينا نفسها اتجوز وتشوف احفادها بس انا منتظر اما اخلص الجامعة وهسافر الأول اكون نفسي وبعدين وقت ما استعد نفسياً هختار عروسة مناسبة اكيييد أومأ جلال برأسه متفهماً قرار صديقه : زي ما تحب اكيد ده أختيارك وأنت أدرى بقرارك يلا عشان نلحق المحاضرة دلفوا إلى قاعة المحاضرات فأتبعتهم سارة ويملأها الفضول ولكنها صدمت مما رأت فمن غير المعقول أن تتغير الموضه فجأة فأقتربت من احدى الفتيات تسألها حتى تنهي وصلة الشك : لو سمحتي يا انسة لم تجيبها الفتاة واستمرت تدون بعض الأشياء داخل دفترها فصدح صوت انثوي رقيق جعل الفتاتان تلتفتان لصاحبه الصوت الرقيق والتي أردفت بعتاب لصديقتها : كده يا ست سعاد استناكي تيجي خطوبتي امبارح ومتجيش هو ده وعدك ليا انك هتكونى معايا في يوم مهم زى ده ؟ اجابتها سعاد وهي تعلو شفتيها ابتسامة جميلة ورقيقة كملامحها فكانت تتمتع ببشرة حنطيه جميلة وملساء وشعر اسود قصير ومصفف بعناية وعينان بنيتان واسعتان فكانت كإلهة الجمال فينوس: حقك عليا يا حبيبتي نينا كانت تعبانة امبارح ومقدرتش اسيبها لوحدها بإذن الله هحضر فرحك يا نجاة وهزينلك طرحتك كمان بالياسمين اللي بتحبيه ابتسمت نجاة بشدة واحتضنت رفيقتها وجلست بجانبها ولم تلحظ الفتاتان من تقف تتابعهم بتمعن واندهاش في محاوله بائسه منها لفهم ما يحدث حولها ولكنها فاقت من شرودها على صوت رجولي أجش يتحدث فالتفتت لتجد الدكتور قد دلف للمحاضرة ولكن ما أذهلها انه شاب في أوائل العقد الرابع يمتاز بالبشرة الخمرية والعيون العسلية والشعر الأسود الفاحم وقوام ممشوق وملابس منمقة ومهندمه للغاية وبدأ الشرح ولكن مهلاً ليس هذا ما تدرسه بالجامعة ايعقل ان يكون قد تغير المنهج في ليلة وضحاها وبعد مرور ما يقرب من الساعتين انتهت المحاضرة فجمع اشيائه ورحل بهدوء ولملمت الفتاتان اشيائهما حيث أردفت سعاد بحماس وهي تصفق بيدها كالأطفال: هتحضري يا نجاه معايا تدريب الفرقة المسرحية ؟ جاوبتها سعاد بإجابة لا تقبل الشك : اها طبعاً يا بنتي ما أنتي عارفه من اول سنه لينا في الجامعة واحنا بنحضر كل البروفات ومش بنسيب بروفه واحده مبنحضرهاش ذهبت الفتاتان لحضور التدريب وسارة تتبعهم كظلهما وقد بدأت تستمتع بما يحدث حولها وكأنها تشاهد عرض سينمائي إلى أن وصلتا، دقت سعاد الباب ودلفتا للداخل وسارة خلفهما بالطبع وفوراً وقعت عينيها على خشبة المسرح حيث رأت فتيات يرتدين مايوه جمباز بأشكال مختلفة ويتحركن عالمسرح برشاقة فجلست تتابع العرض باستمتاع بالرغم من اندهاشها أن جميع الفتيات لا يرتدين الحجاب ويرتدين ملابس قصيرة وعارية الأكتاف وكأنها داخل احدي الافلام بفترة السبعينيات ومازاد تعجبها أن مخرج الفرقة والمسؤول عن تدريبها فتاة وليس ذكر ولكنها شخصية لا يستهان بها ابدااااا تابعت ما يحدث ومر الوقت سريعاً فأتت المخرجة باتجاه الفتاتان وهي توجه حديثها إلى سعاد: ازيك يا سعاد اخبارك ايه؟ وقفت سعاد ثم أقتربت منها وهي تصافحها بحرارة طفيفة : الحمد لله يا منى التدريب النهاردة كان يجنن على فكره بجد ابهرتيني كل مرة بحضر البروفة بانبهر اكتر من المره اللى قبلها انت ممتازه وهيكون ليكي مستقبل مشرق في مجال الإخراج المسرحي بادلتها منى الابتسامة وهي تجيبها بهدوء : كفاية حضوركم طبعاً ده اسعدني جداااا وشرفني ورأيك اسعدني وأكيد حافز ليا طبعاً التفتت إلى نجاه قائلة بنوع من الجدية ولازالت ابتسامتها تعلو ثغرها وتلتمع عيناها ببريق غريب : ياريت يا نجاة وانت راجعة البيت تاخدي حاجتي معاكي لاني لسه هطلع على الجمعية ولو ماما سألت عرفيها اني هتأخر اومأت نجاه برأسها دليل على الموافقة واستدارت الفتاتان عائدتان للخارج في طريق عودتهما إلى المنزل وقفت الفتاتان خارج الحرم الجامعي منتظرين الحافلة (الاتوبيس) مما جعل تعجب سارة يزداد وبعد دقائق أتت الحافلة وصعد الفتاتان وبالطبع صعدت سارة خلفهما كظلهما فما يحدث حولها يحمل نوع من أنواع الغموض والريبة في نفسها فكانت تشعر وكأنها داخل احد الافلام حيث ظلت تتلفت بتعجب وصمت فكان موديل الحافلة قديم بالفعل وعكس ما تراه أمامها يومياً تكتظ الحافلات بالركاب لكن ما تراه أمامها يكاد يكون خالي من الركاب نظيف للغاية مرتب وجميع من بالحافلة يتمتع بذوق و رقي لا تراه أمامها بصفة يومية أثناء ذهابها إلى جامعتها ولكنها انتبهت إلى صوت سعاد يتساءل: هي لسه اختك يا نجاة مش عاوزة تتجوز من وقت جوزها ما استشهد في نكسه 67 ؟ تنهدت نجاه بحزن وهزت رأسها بيأس من عناد شقيقتها الكبرى فشقيقتها من وقت وفاة زوجها وهي عازمة ألا تتزوج مرة أخرى: لا رافضة تماما ومقضيه وقتها كله بين شغلها وأولادها والجمعيات اللي بتروحها وماما زهقت من كتر الكلام معاها وخايفة عليها وعلى بناتها ومن رأيها أنها تتجوز عشان تكون في حماية راجل يقدر يحافظ عليها هي وبناتها تنهدت سعاد بحزن حقيقي واضح على نبرتها وتلتمع بعينها زخات من مطر حزين : ربنا يرحمه كان من خيرة الشباب هزت نجاه رأسها بحزن وهي تجيبها: فعلا النكسة خدت شباب كتير في وشها ربنا يرحمهم توقفت الحافلة في محطتها فترجلت سعاد تاركه صديقتها تكمل مشوارها بمفردها تجلس شارده قلقه من المجهول فخطيبها ضابط بالجيش وتخاف أن يصيبه مكروه يوماً ما مثل زوج شقيقتها ولكنها فاقت من شرودها عندما وصلت الحافلة إلى وجهتها الأخيرة فترجلت نجاه بهدوء وتبعتها سارة التي انتابها الفضول أكثر حتى تعرف ما يحدث من حولها ظلت تتلفت حولها مندهشة فالمنازل تشبه منازل فترة السبعينات إلى حد كبير حتى الاشخاص أيضاً يرتدون ملابس لا تراها الا في الأفلام القديمة صعدت نجاة الدرج برشاقة حتى وصلت إلى شقتها فدقت الباب بهدوء لحظات وفتحت فتاة صغيرة تبلغ من العمر العاشرة تشبه منى الى حد كبير ولكن صدح صوت أنثوي من الداخل: مين اللي جه يا بوسي؟ أجابتها الفتاة وهي تحتضن نجاة بفرح وتضع رأسها على كتف خالتها : ديه خالتو نجاة يا نينا القت نجاة بحقيبتها وخلعت حذائها بإهمال واستلقت فوق الاريكة الموضوعة بالردهة فخرجت الأم من المطبخ وهي تحمل بيدها صينية بداخلها ارز تقوم بتنقيته من الشوائب وما أن رأت أبنتها فضحكت بمشاكسة وهي توجه حديثها إليها: مالك يا نوجا نايمة خلصانة كده ليه؟ اعتدلت نجاة فور رؤيتها لوالدتها تأتي من المطبخ فمن غير اللائق أن تستلقي هكذا أمامها: سلامتك يا ماما انا مرهقة بس النهارده اليوم كان مليان محاضرات كتير هزت الأم رأسها دليل تفهمها أرهاق ابنتها وأكملت تنقية الارز وساد الصمت ولكن قطعه صوت دق بابا المنزل فقامت نجاة لفتحه وما هي لحظات حتى دلف الأب وهو يحمل بيده اغراض كثيره فوجهت والدة نجاة حديثها اليه كعادتها كل يوم: تسلم دخلتك علينا وتعيش وتجيبلنا يا ابو ماهر أومأ الأب برأسه قبل أن يدخل إلى حجرته ليبدل ثيابه فتركت الام ما بيدها وذهبت خلفه تسأله: مالك يا ابو ماهر شكلك متضايق؟ هز رأسه بضيق فهي زوجته وعشرة عمره ورفيقة دربه ولا يستطيع اخفاء أي شيء عليها: مفيش حاجه يا فايزه انا بس كنت بشوف حاجات من جهاز نجاة الأسعار اترفعت اوووي جلست الأم بجانب الأب على الفراش ولفت عينيها تجاهه تسأله: طب وهتعمل ايه يا عبد الحميد ما أنت عارف محمد خطيب نجاة عاوز يتجوز الأجازة الجاية اما ينزل من شغله يعنى كمان 3 شهور جاوبها عبد الحميد وهو يخلع جواربه قبل أن يضعه بسبت الغسيل: هعمل ايه يعني قدمت على سلفة النهارده من الشغل تنهدت الأم بتوتر فهي أكثر من يفهم موقف زوجها وقلقه حيث أردفت: ربنا يقدم ما فيه الخير ولو اتزنقنا اووي ابيع دهبي ونكمل جهازها هز عبد الحميد راسه موافقا حديث زوجته وقام يبدل ملابسه وخرجت الام للمطبخ لتكمله تحضير الغداء وقفت تتلفت حولها وهي تتعجب من احوال هذه العائلة الغريبة على حد قولها فلا يوجد جهاز تلفاز حديث او هاتف ارضي أو يستعمل احد منهم اي هاتف محمول فحياتهم تختلف كثيراً عما تعرفه سارة ولكنها مستمتعة بمتابعة ما يحدث وكالعادة تنتظر أن ينهرها أي فرد من أفراد العائلة ولكن لا يتفوه اي احد باي شيء وكأنهم لا يرونها بتاتاً مر بعض من الوقت وانهت الام إعداد الغداء فصاحت منادية على ابنتها حتى توقظ والدها وتأتي لتحضير السفرة معها دلفت نجاة إلى حجره والديها وايقظت والدها ثم خرجت متجهة إلى المطبخ لتساعد والدتها جلسوا جميعاً لتناول الغداء ولكن قطع تناولهم صوت دقات الباب فتحت نجاة الباب فوقفت مشدوهة جامده كالتمثال تنظر باشتياق إلى وجهه الواقف أمامها يحمل حقيبته بيده وفجأة صرخت باسمه منادية بسعادة

Get In Touch

Cairo , Egypt

darr@elsayad121216.com

+01508281514