سطعت الشمس بأشعتها الذهبية فالقتها على النائمة بهدوء كالاطفال ينسدل شعرها بأريحية على وسادتها مما اعطاها مظهراً جذاباً للغاية ولكن اشعة الشمس رفضت ان تتركها تغط في احلامها فسارة كانت تستمتع بعالم احلامها كل ليلة فليلة ترى نفسها أميرة من أميرات ديزني وليلة ترى نفسها أميرة فرعونية ولكن قطع حلمها اشعه الشمس ورنين هاتفها المتواصل يعلن عن موعد استيقاظها تأفأفت بشدة ومدت يدها على الكومود ممسكة بهاتفها تغلق رنين منبهها المتواصل والمزعج بشدة لها فهي كل ليلة تستيقظ لوقت متأخر تقرأ كتابها قبل خلودها للنوم ولكن هيهات لا يتركها هاتفها تنعم بنوم ممتع اعتدلت بجلستها فظهرت من تحت غطائها منامتها القطنية والتي كانت مزينة برسومات الأطفال مما جعل مظهرها مضحك للغايه فحكت رأسها ووقفت تنتعل مداسها للذهاب إلى المرحاض ومالت بجسدها قليلاً تلتقف منشفتها القطنية بمبية اللون متجهة لخارج غرفتها مبتسمة كعادتها لتعانق والدتها وهي تقف تعد الافطار داخل المطبخ ثم تطبع قبلة رقيقة على خدها وتهتف بجنون اعتدته: _ صباح الفل يا مامتي يا حبيبتي ,, بلاش تحضري فول عالفطار النهارده بيتعب القولون وبيعمل حاجات مش ظريفه للغاية. ضحكت الام وقرصت سارة من اذنها فهي مشاكسة تملأ المنزل صخب وضوضاء وكأنها طفلة صغيرة: -هههههه بطلي لماضة شوية لله ابوكي واخوكي بيحبوا فول على الفطار يلا خدي حمامك ولا شوفي هتتوضي ولا هتعملي ايه متعطلينش معاكي. عقدت حاجبيها بغضب طفولي مصطنع عندما رأت والدها آتياً تجاه المطبخ فهي مدللته وهو الذي يتفنن في تدليلها: -عاجبك كده يا بابتي مامتي تشدني من ودني وتوجعهالي اهئ اهئ اهئ. ضحك الاب بشدة واحتضن ابنته بحضن أبوي محبب لقلبها مقبلاً مقدمة رأسها ونظر لزوجته مدعي الغضب وهو يعقد حاجبيه: _ كده توجعي ودنها برضو يا ام سارة... ههههه وودنها تحمر كده يعني وتبقى شبه الطماطمايه لاااااا انا زعلان. ضحكت سارة فهي اعلم الناس أن والدها يشاكس والدتها ليس اكثر واحتضنت والدها هاتفة: _ هههه ربنا يخليك ليا يا بابتي يا حبيبي جبتلي حقي. خبطتها الام على مؤخرة رأسها قائلة بصوت نبرته عالية إلى حد ما : = بطلي لماضة وخدي ابوكي واخرجوا بره عطلوني اخوكي على وصول كان بايت في الشغل من امبارح هيفطر وينام. انصاعت لأوامر والدتها ودلفت إلى المرحاض تتوضأ وخرجت ذاهبه إلى غرفتها وما إن دلفتها حتى ارتدت اسدالها سريعاً وفرشت سجادة صلاتها ووقفت لتتم صلاتها بخشوع فهي عاشقة لخشوعها بين يدي خالقها ومناجاته وإفراغ ما يجول داخل صدرها من هموم حيث اتمت صلاتها وجلست على سجادتها تسبح بمسبحتها العاجية وفور انتهائها صدح هاتفها معلنًا عن اتصال حيث قامت تنظر لشاشته فوجدتها صديقتها المقربة هي من تتصل فأجابتها وتعلو شفتيها ابتسامة هادئة: _ السلام عليكم صدح صوت صديقتها المقربة عبر هاتفها وهي تهتف كعادتها الصاخبة دائماً: = وعليكم السلام يا سارة ها خلصتي لبس اجيلك دلوقتي يدوبك نلحق المحاضرة نظرت سارة مبتسمة إلى اسدالها التي ترتديه ومن اسفله منامتها القطنيه وتحدثت برقه في محاوله منها للسيطرة على نوبه غضب صديقتها المتوقعة: _ هو الحقيقة انا لبست بس مش لبس الجامعة انا لبست اسدالي كنت بصلي ولسة مخلصة حااالًا شهقت صديقتها وضيقت عينيها ثم جزت من بين اسنانها بغيظ وقهر من أفعال صديقتها: = يعني اعمل فيكي ايه دلوقتي؟ انتي بتهزري صح؟! كااام مره اقولك بطلي تسهري تقرأي في الروايات بتاعتك دي هو احنا جامعتنا قريبة يا ست سارة؟ ضحكت سارة بطفولتها المعتادة وهتفت من بين ضحكاتها: _ هههه خلاص خلاص على ما تيجي هكون لبست هنط في الهدوم على طول يلا متتاخريش انتي بس يا ست فيفيان سلاموز يا قطتي ابتسمت فيفيان فهي لا تستطيع أخذ موقف من صديقتها المقربة فهما الاثنتان صديقتان منذ الصغر : = سلاموز يا آخرة صبري ربع ساعه واكون عندك اغلقت الهاتف وشرعت في ارتداء ملابسها والتي تتكون من تنورة واسعة سوداء اللون اعلاها بلوزة فضفاضة كريمية وحجاب من نفس اللون، جمعت اشيائها داخل حقيبتها وخرجت مسرعة تودع عائلتها الصغيرة عندما صدح صوت هاتفها معلناً عن قدوم صديقة طفولتها فسارة وفيفيان اصدقاء منذ المرحلة الابتدائية ولم يفترقان مطلقاً حتى انهما التحقتا بنفس الجامعة هبطت لأسفل مسرعة وبدأت الفتاتان رحلتهما اليومية لجامعتهما مستقلتان المواصلات العامة حتى تساعدهم للوصول لمحطة المترو وصلت أخيراً الفتاتان إلى المترو ودلفتا إلى عربات السيدات وقد كانت أصوات ضحكاتهما تعلو وسط صخب المكان المكتظ بالعديد من النساء من مختلف الأعمار ممن يستقلونه يومياً للذهاب إلى وجهتهم المختلقة ما بين العمل والدراسة وغيرها اقتربت أحدى صديقتهن وقالت بحماس: _ يا بنات المعرض الاسبوع الجاي ابتسمت سارة بسعادة فهي معروفه بعشقها للقراءه ولها ذوق راقٍ للغاية مما جعلها مطمع لجميع صديقاتها ممن يريدون اقتناء كتب ذات طابع خاص وراقٍ: = بجد يا حور عرفتي منين _ أجابتها حور وهي تلوك تلك القطعه من البسكوت التي تناولتها قبل قليل: يا ستي انا متابعة البيدج بتاعت دار النشر واعلنوا عن المعرض الاسبوع الجاي. صفقت سارة بسعادة وتعلو وجهها ابتسامة مشرقة زادته إشراقًا وهي تردف: انا رايحه مين جايه معايا؟ ابتسمت فيفيان فرحًا لسعادة صديقتها وهي تجيبها على الفور: انا طبعا هي دي محتاجه سؤال من امتي بتروحي مكان من غيري يا ست سارة ضحكت سارة محتضنة صديقتها الوفيه بسعادة: ههههه لا طبعاً يا قلبي هو انتِ حد يا فيفي ده انتِ تؤامي ضحكت الفتاتان وانضمت لهم بضع من صديقاتهن كعادة كل يوم وصلت الفتيات إلى وجهتهن المنشودة وبدأن يومهن الدراسي ما بين محاضرات وسكاشن انتهى اليوم واستعدت الفتاتان إلى العودة لمنزلهن بنفس رحلة الذهاب صباحاً وأخيراً وصلن إلى منازلهن صعدت درجات السلم منهكين للغاية وأخيراً وصلت إلى شقتها فاخرجت مفاتيحها وادخلت المفتاح في مكانه المخصص بباب الشقة وادارته فانفتح محدثاً صريرًا ليس عالٍ ولكنه مسموع ... فدلفت إلى الداخل تعلو شفتيها ابتسامة جميلة ارتسمت فور رؤيتها لأخيها قابع في ردهة شقتهم يشاهد التلفاز وفور دخولها ارتمت على الأريكة بجانبه فمد يده واحتضن راسها على صدره قائلاً: عاملة ايه يا حبيبتي؟ أجابته ولازالت بين أحضانه وتحمد الله بداخلها كونه رزقها بعائلة متماسكة وقوية يعشق أفرادها بعضهم البعض: -الحمد لله أكمل حديثه معها بنبرته الهادئه المليئة بالحنان: اخبار الدراسه معاكي ايه يا سوسة العيلة؟ ابتسمت كعادتها بعدما رفعت رأسها عالية تجيبه بفخر: الحمد لله كله تمام هو في حد في الجامعة ولا في العيلة زى الآنسة سارة مصطفى عبد الحق صدحت ضحكة أخيها عالياً فور سماعه لحديثها حيث أمتدت أصابعه تقرصها من خدودها المكتنزة: الحمد لله يا حبيبتي ربنا يوفقك وينجحك يارب يا قلب اخوكي احتضنته بسعاده وقامت ذاهبه لتبديل ثيابها دلفت إلى حجرتها وقامت بتبديل ملابسها ثم أفراغ حقيبتها وخرجت مره أخرى كي تذهب للمرحاض حتى تتوضأ ثم عادت إلى ركن صلاتها المخصص داخل حجرتها اتمت صلواتها التي لم تتمكن من تأديتها اثناء وجودها بالجامعة وفور انتهائها جلست تسبح كالمعتاد وتتلو اذكارها ولم تستفيق من حاله الخشوع الا على صوت والدتها وهي تنادي باسمها: سارة يا سارة اما تخلصي صلاة يا حبيبتي تعالي جهزتلك الاكل على السفرة اهو انهت ما تفعله وقامت تطوي سجادتها وخلعت اسدالها كي تخرج للصالة حيث يجلس الجميع فطبعت قبلة على وجنة والدها ووالدتها وجلست تتناول الطعام بنهم فهي كانت تتضور جوعاً ابتسم الاب عندما نظر إلى ابنته واسترسل اخيها ساخراً كعادته عند رؤيتها تلتهم الطعام بكثرة: براحة يا مفجوعه ايييه شويه وهتاكلينا احنا كمان اجابت وهي تلوك الطعام داخل فمها مما جعل الجميع يضحك بشدة: ملكش دعوه انت آكل زي ما يعجبني هو انا بتحشر فيك وانت بتاكل ضحك أخيها بشده على تبريرها الغير مقنع بالمره فهو يعلم أنها لا تتناول الطعام خارج المنزل لذلك تجوع بشدة وتأكل بنهم : ههههه ده من كسفتك بس وانتي عاملة بلونة وشبه كلبظ كده انت عايزه تتجوزي صاحب سوبر ماركت أو مطعم عشان يكفيكي أكل ومتفضيحناش وسط الناس أبتلعت ما بجوفها سريعاً حتى تتمكن من الرد عليه بسهوله و لا تتعرض للاختناق: عاجبني شكلي ملكش دعوة انت مش احسن ما ابقي معصعصة مش باين عليا ضحك الاب على افعالات ابنائه الطفولية فالاثنان مهما كبرا يظلان يتناقران كالاطفال حيث وجه حديثه لأبنه الأكبر : خلاص يا محمود اسكت سيب اختك تاكل براحتها. كتم محمود ضحكته وهو يشير لوالده بكف يده دليل على موافقته على حديثه : ههههه حاضر يا بابا انا هقوم انام احسن تاكلني انا كمان نهض محمود دالفًا إلى حجرته وسط نظرات شقيقته المحتقنة تجاهه فاخرج لسانه لها يحركه بمشاكسه كالاطفال فقامت تركض تجاهه مغتاظة بشدة وظلت تضربه بقبضتها الصغيرة وسط ضحكاته وابتسامات الوالدين انهت وصلة عقابها لاخيها واستاذنت من والدها لذهابها لحجرتها كي تخلد إلى النوم فهي منهكة بشدة فور دلوفها إلى حجرتها خلدت إلى النوم سريعاً وكعادتها استسلمت لعالم احلامها وتعلو شفتيها ابتسامة حالمة مستمتعة بعالمها الخاص الذي لا يستطيع اي شخص أن يقتحمه ويعكر صفوها.