استيقظت شمس في الصباح الباكر وقد قررت أن تمحو من ذهنها كل ما حدث بالأمس، وأن تباشر عملها على الفور، وبالفعل ارتدت ملابسها وذهبت لتناول الفطور سريعًا، ثم بعد ذلك توجهت إلى المصنع مباشرة، لتتابع عملية التصنيع، وتتأكد من الجودة، وتنفيذ التصميم بدقة، حاولت الانخراط في العمل حتى لا تفكر في أي شيء أخر، أرادت أن تعود لطبيعتها كما اعتادت دائمًا لا يوجد أي شيء في حياتها سوى العمل، تعمدت ألا تجيب على أي اتصال من أي شخص كان، لذا تجاهلت اتصالات شاهي فهي لا تريد أن تخبر أي أحد عن مكانها، وأيضًا محاولات قصي للوصول لها من خلال الاتصال أو الرسائل النصية، لم تحاول حتى أن تشاهدها، ظلت منغمسة في عملها فقط، تريد إنجاز أكبر قدر ممكن في أسرع وقت حتى لا تطول إقامتها . استيقظ قصي من نومه كعادته كل يوم في العاشرة صباحًا، ولكنه اليوم لم يتلكأ في الاستيقاظ والاستعداد للخروج، نهض سريعًا من الفراش وانتهى من روتينه اليومي في الصباح في وقت قصير، وخرج مسرعًا على العمل في انتظار أن يرى شمس، ولكنه ظل ينتظر طويلًا وعندما قاربت فترة الظهيرة على الانتهاء لم يستطع الانتظار أكثر وقام بالاتصال بها ولكنها لم تجيب، كرر المحاولة، ثم قام بإرسال رسائل لها على الموبايل لكنها لم ترها، ساوره الشك أن تكون غادرت الفندق في الصباح، ولكن بعد مكالمة صغيرة علم أنها بالفعل خرجت باكرًا ولكنها لم تقم بإعلام أحد بأنها ستغادر الفندق نهائيًا، ولَم يكن معها أي حقائب، هدأ قلبه قليلًا، ولكنه ما زال لا يعلم مكانها، لذا قام بالاتصال بصديقه حتى تقوم شاهي بمحادثتها ومعرفة مكانها، ولكنها لم تجيبها أيضًا، بدأ القلق يتسلل له، وظنونه بدأت تتلاعب به أن يكون هذا المدعو شريف له علاقة باختفاءها، ظل هكذا حتى قارب قرص الشمس على الاختفاء، ثم لاح إلى ذهنه خاطر ما جعله ينهض مسرعًا. من الشائع عند الرجال أن يلقبوا المرأة بالحية، التي تستطيع أن تتلون وتقوم بالالتفاف بجسدها على الضحية حتى تعتصرها تمامًا.. كما تلتف المرأة على الرجال لإيقاعهم في شركها ثم تضع سمها في اللحظة المناسبة وتقضي عليه، ولكن عزيزي الرجل لا تحاول أن تضع نفسك في دور الضحية، لأنك لم تكن مجبرًا ولا مسلوب الإرادة، بل فعلت كل شيء بإرادتك، وبعد ذلك تلوم المرأة أنها أغوتك، ونسيت أن من أغوى أدم كان الشيطان نفسه . قضى شريف ليلة كالحلم، لم يكن يتخيل حتى في أحلامه أن يكون مع أنثى كحسناء، مفعمة بالأنوثة والجمال والدلال، مغرية كإغراء اللهب للفراشة، تستطيع أن تغويك وتسوقك إلى الجحيم بكامل إرادتك ولا تبالي. قضى ليلته معها في بحور العشق والغرام والمجون، دون أدنى خوف من الله، أو من عاقبتهما، استمرا معًا حتى الساعات الأولى من الصباح ثم استسلما للنوم، ليستيقظ من النوم عند الظهيرة ولا يجدها بجواره . كانت حسناء قد استيقظت كعادتها مبكرًا حتى تصل إلى عملها في الموعد المحدد، ولكن قبل الذهاب تركت رقم هاتفها مكتوب بأحمر الشفاه على مرآة الحمام، مارست عملها المعتاد وأثناء ذلك كانت عينيها على قصي، ظلت تراقبه طوال اليوم، تنتظر اللحظة المناسبة للتحدث معه، وعندما تأخر الوقت، قررت ألا تنتظر أكثر، وأن تحدثه قبل رحيله، لذا اقتحمت مكتبه بدون استئذان وقالت مباشرة: حبيبي فكر في كلامي ولا لا؟، متهيألي سيبتك يومين زيادة، كفاية أوي، أصلك وحشتني اوي يا بيبي . نظر قصي إليها ثم ابتسم بهدوء وقال: مش محتاجة تفكير يا حبيبتي، مستنيكي بالليل في أوضتي . اقتربت منه وجلست أمامه على المكتب وداعبت وجنته قائلة: ايوه كده يا قلبي، ما هو مش معقول تقدر تستغنى عن حسناء، مش حتلاقي زيي يا روحي . ظلت شمس في المصنع مع العمال حتى موعد انتهاء ساعات العمل،كانت الشمس قد قاربت على المغيب، أنهى الجميع عمله وتم إيقاف الآلات، ثم همت بالمغادرة مع العمال لتستقل معهم السيارة الخاصة بهم، حتى يقلوها إلى الطريق العام خارج المدينة الصناعية، ومن هناك تستطيع أن تستقل سيارة لتصل للفندق . خرجت من بوابة المصنع تبحث عن السيارة، ولكنها بدلًا من ذلك وجدته هو، يقف أمام سيارته في انتظارها، حاولت أن تتجاهله ولكنه لم يدع لها مجالًا لهذا، انطلق نحوها سريعًا وقال: ممكن نتكلم؟ رمقته بنظرة غاضبة وقالت: مفيش كلام بينا . فأعاد طلبه برجاء: أرجوكي . نظرت له بغضب بالغ وقالت: عايز ايه مني، ممكن افهم؟ لم ينتظر طويلًا، أمسك يدها وجذبها خلفه واتجه نحو السيارة وهو يقول: حتعرفي دلوقتي، بس نقعد ونتكلم . ركبا سويًا وأنطلق بها نحو منطقة الهضبة الوسطى، ظلا صامتين طوال الطريق، لم يحاول أيا منهما الحديث، وبمجرد أن وصل إلى المكان، طلب منها الترجل من السيارة، واتجها سويًا إلى مقهى يقع على حافة الهضبة ترى البحر منه (مقهى صديقي)، جلسا سويًا كان المكان ساحرًا، السماء لونها برتقالي، الشمس في أحضان البحر، كانت تجلس منبهرة بالمكان وروعته . تأملها قصي قليلًا وهي تشاهد مشهد المغيب ثم قال: أنا آسف.. أنا عارف إني أحرجتك واتسرعت.. بس صدقيني أنا مقصدتش أضايقك. التفتت نحوه ثم قالت: مقصدتش.. أنت مفكرتش.. مفكرتش في شكلي ولا سمعتي، مفكرتش كلام زي ده تأثيره ايه عليا، المفروض دلوقتي اتصرف ازاي، اقول لأهلي ايه اللي أكيد زمانهم عرفوا، اشرح الموقف ازاي؟ صمت قصي قليلًا وهو يشعر بالذنب ثم قال: خلاص حأروح أخطبك عشان محدش يكلمك . وكأنه أشعل فتيلًا لتنفجر، فقالت بحدة: أنت مجنون؟! يعني ايه تخطبني؟! أنت مش بتفكر خالص؟! يعني بدل ما يبقوا كلمتين لأهلي وخلاص، عايز تخطبني والنَّاس تعرف، عشان ترجع تسيبني تاني، هو أنت فاكر أنا جاية منين؟!، من جاردن سيتي ولا الزمالك، أنا من بولاق يا أستاذ، منطقة شعبية، الناس فيها كلهم يعرفوا بعض، والبنت عندنا تتخطب عشان تتجوز، مش عشان تمثل أنها مخطوبة، اللي تتخطب وتفركش خلاص بيتعلم علىها وبيبقى مكتوب في السي في بتاعها أنها فسخت قبل كده، شكلك بتتفرج على أفلام كتير، يا بني فوق بقا من العيشة بتاعتكم دي، وأعرف إن في عالم تاني عايشة فيه ناس حقيقية، بيخافوا على سمعتهم وكرامتهم، وسمعة البنت فيه ممكن تبوز لو بس واحد معندوش دم حب يطلع إشاعة، أو حطها في دماغه لأي سبب، احنا معندناش الرفاهية بتاعتكم أننا نحب ونرتبط وبعدين لما نختلف نفركش عادي ونروح نحب تاني، دي رفاهية مش من حقنا . أجابها بسخرية: ايه يا بنتي؟! أنتِ قلبتيها دراما ليه كده؟ حد قالك اني حأفركش؟ أنا حأخطبك بجد . صعقت شمس مما قال، لم تستوعب في البداية ثم قالت أخيرًا: أنت عبيط يا بني؟ كظم غيظه وقال ببرود: لاحظي إن كلامك جارح . فأضافت: لا وما شاء الله عليك بتحس، تخطب مين يا بابا، احنا حنهرج، هو الصنف الجديد اللي بتشربه طلع مغشوش . ظل قصي صامتًا حتى أنهت حوارها ثم قال: خلصتي، قاموس التهزيق لسه فيه حاجة تانية ولا خلاص، ارتحتي!، واضح إن بقا مزاج عندك تهزقيني كل شوية . فأضافت بسخرية: ويا ريت بتتعظ، ولا بتبطّل، لا ما شاء الله عليك، كل مصيبة بتعملها أنقح من اللي قبلها، ها يا عّم الأمور حتقنعني بفكرتك اللي زي الهباب دي ازاي؟ صاح بها قائلًا: اكتمي بقا شوية واسمعي عايز اقول ايه، أنتِ ايه مش بتفصلي؟ اسكتي شوية . وضعت شمس يدها على فمها كإشارة للصمت، فأضاف: ايوه كده حلو، يا ريت ما اسمعش صوت لحد ما اخلص . صمت قليلًا يستجمع أفكاره ثم قال: بصي يا شمس، أنا في حاجات صعب أشرحهالك لأني نفسي مش لاقي ليها إجابة.. أنا مش حأقدر أكد ليكي شعوري ايه من ناحيتك.. بس اللي متأكد منه إني عمري في حياتي ما حسّيت الأحاسيس الغريبة عليا دي غير معاكي، مش حأقدر أنكر إني بفكر فيكي من وقت ما شفتك، لا من قبل ما أشوفك كمان .. رمقته بنظرات تعجب وقالت: قبل ما تشوفني؟! فأجاب: مش حأقدر أوضحلك أقصد ايه دلوقتي.. صعب تفهمي.. بس اللي أقدر أقوله إني مشدود ليكي، بحس أحاسيس مختلفة معاكي، أنا نفسي بكون مختلف، وده أكبر دليل على إنك مناسبة ليا.. الإعجاب والحب مش لازم نكون نعرف بعض وقت طويل عشان نحس بيهم، هما بيتولدوا في لحظة، ولو حتى لسه مفيش حب، بس في إعجاب وتقدير، أنتِ إنسانة مميزة.. مختلفة.. وأنا متأكد إن معاكي حياتي كلها حتختلف، عشان كده عايزك تدينا فرصة نتعرف على بعض أكتر . ظلت شمس صامتة لا تجيب، فأضاف: قلتي ايه؟ أجابت: في ايه؟! هو أنت أصلًا قلت ايه، ايه الكلام اللي يترد عليه، أنا مش عارف مشاعري بالضبط.. بس بحس معاكي أحاسيس مختلفة.. أنا لسه مش بحبك.. بس ممكن أحبك، عايزني أقول ايه؟!، أنا شايفة قدامي واحد مشوش.. مش عارف هو عايز ايه.. مش عارف حتى يفسر طبيعة مشاعره.. أحاسيسك مختلفة معايا!، طبيعي عشان أنا مختلفة عن كل اللي قابلتهم.. أنت مش بتقابل غير الناس اللي من عينتك ومستواك.. حتقابل واحدة زيي فين؟ أكيد لو اتعاملت مع واحدة من مستوايا الاجتماعي حتكون بتشتغل عندك وتلقيك متعرفش شكلها ولا حاجة عنها، أخرك بس تصدر لها أوامر وخلاص.. أنا مش فار تجارب ولا أنا غبية عشان أحل مشكلة بمشكلة أكبر، ولا يمكن أقبل عرضك السخي أوي.. لأنه مش حيناسبني.. أرجوك اقفل الموضوع ده، ومتحاولش تتكلم فيه تاني.. وأنا حأعرف اتصرف في المشكلة اللي اتسببت فيها . جلست شاهي مع زوجها في شرفة الكوخ يتأملان سويًا البحر أمامهما، ولحظة غروب قرص الشمس الذي قارب على الاختفاء تمامًا، لم يكن أيًا منهما يتوقع منذ عدة أيام فقط أن الله سيجمعهما بعد أن فرقتهما الظروف، شعور جميل بالرضا والسعادة التي لا توصف، كانا الاثنان يجلسان على الأريكة المتأرجحة، يحتضن وليد زوجته ويداعب كف يدها بأنامله ثم بدأ الحديث قائلًا: ايه رأيك يا شاهي في قصي وشمس لو جمعناهم ببعض؟ رفعت زوجتها وجهها لمواجهته وقالت: والله ده اللي كنت لسه بفكر فيه وعايزة أقوله.. بس خايفة. تسائل بغرابة: ليه؟ _خايفة على شمس.. هي مش حمل وجع.. وقصي يعني فلاتي وبتاع ستات.. وشمس مش من النوعية دي . _ هو اه صحيح كده.. بس صدقيني دي مش طبيعته.. قصي طبيعة حياته فرضت عليه حاجات كتيرة هو مش حابب يعملها.. وطول الفترة اللي فاتت لما كنت أكلمه في الارتباط كان دايمًا يقولي ألاقي فين واحدة محترمة من وسط كل القرف ده.. كان بيقولي مش حأتجوز إلا اللي أحس إنها تنفع تبقى مراتي، غير كده لا.. لأني لو اتجوزت خلاص أنا حألتزم بيها ومينفعش أجرحها ولا أوجعها.. يبقى لازم اختار صح عشان أنا متوجعش . همهمت شاهي وقالت: والله لو أنت واثق منه خلاص، بس حنعملها ازاي دي؟ ضيق وليد عينيه وشرد قليلًا ثم قال: سيبيها عليا وحأقولك في الوقت المناسب. عادت حسناء إلى غرفتها لتستعد من أجل ليلتها، وكان في انتظارها شريف كما تركته، وبمجرد أن دخلت الغرفة، التقطها من على الباب وحملها وظل يدور بها وهو يقبلها قائلًأ: كل ده غياب يا جميل، وحشتيني . أطلقت ضحكاتها المثيرة العالية وقالت بدلال: حاسب يا شيري.. نزلني حأقع . _ مقدرش أوقعك يا قمر.. أنا مستنيكي من بدري، ثم ألقاها على الفراش ليبدأ معها ما أنهاه من قبل . ولكنها نهضت قائلة: سوري يا بيبي.. مش حينفع.. ورايا شغل ولازم استعد وأجهز نفسي، وبلاش تستناني لأني مش راجعة النهارده . نظر لها شريف بضيق وقال: يعني ايه.. شغل ايه ده.. وحتباتي فين؟ توجهت حسناء إلى المقعد ووضعت ساقًا على ساق بوقاحة شديدة لتكشف عن جسدها من خلال تنورتها القصيرة جدًا وقالت: لا يا حبيبي.. استوب.. مالكش فيه.. أنت هنا للمزاج وبس.. لا حبيبي ولا خطيبي ولا أي حاجة بينا تخليك تسألني عن أي حاجة . اقترب منها شريف وجلس على الأرض أمامها وقبل قدمها وقال: طب ما يبقى بينا كل ده يا قمر، ايه رأيك؟ نظرت له حسناء وهي تقول في قرارة نفسها: أنا حسناء يبقي بيني وبينك أنت يا جربوع ايه، لولا إنك كارت ممكن استفاد بيه كان زماني رميتك في الشارع، ثم ابتسمت له وتركت المقعد لتجلس أمامه على الأرض وتقول: ازاي بس يا قلبي.. أحنا لسه منعرفش بعض.. لسه نعرف بعض امبارح بس .. كان شريف منهمك في تقبيلها وهي تتحدث وقال أخيرًا: اللي يعجبك يا قلبي.. بس يرضيكي تسيبيني كل ده وكمان تمشي كده.. يعني مش حأوحشك؟ ضحكت عاليًا وقالت: لا يا حبيبي ميرضنيش.. وكمان حتوحشني اوي . لا يحتاج الشيطان هنا أن يكون ثالثهما، هو فقط يجلس ويشاهد ويتعلم، كيف يغرق بني أدم نفسه في الضلال والفجر والرذيلة بدون أن يرجع إلى الله، يشاهد ليحصي الأعداد التي ستكون وقودًا لجهنم . عادت شمس إلى غرفتها بعد أن أغلقت أي طاقة نور حاول قصي أن يفتحها بينهما، كانت تشعر بالكآبة وأنها لا ترغب في أن ترى أحد، حتى الطعام ليس لها شهية، ولكن اتصال هاتفي من شاهي وبعض الكلمات التي جعلتها تبتسم وتقبل أن تقابلها على العشاء، أما قصي عاد إلى المكتب وجلس لا يعلم هل هو حزين، أم يشعر بالراحة لأنها أغلقت شيء لا يدري كيف كان سينتهي لو استمرا فيه؟، ثم حادث وليد هاتفيًا وطلب منه الحضور، وبمجرد أن جلسا سويًا قال له: اعمل حسابك احتمال تفضل سهران معايا في الأوضة لوقت متأخر . حدق صديقه به وقال: ليه يا مفتري؟!، أنا لسه عريس جديد، خلي عندك دم . ابتسم له قصي وقال: معلش ضروري عايزين نخلص موضوع حسناء النهارده، ولازم تكون موجود وتستخبى وتصور كل حاجة حتحصل . تقلص وجه وليد وقال وقد أتسعت عيناه من الصدمة: طب وافرض الأمور اتطورت بينكم، أقف أنا كده عادي يعني ولا ايه . أجابه قصي بتهكم: لا يا ظريف مش حتتطور، الموضوع حنحاول نخلصه بدري بدري . أومأ وليد رأسه وقال: أنت تؤمر يا باشا، أي أوامر تانية؟ أخرج قصي بعض الأوراق الخاصة بالعمل من الخزينة بجواره، وبدأ يراجعها وأجابه: لا، شكرًا . علم وليد أن صديقه لا يريد الحديث الآن، فنهض قائلًا: حأستناك على العشاء . أجابه قصي بدون أن يرفع بصره عن الأوراق: لا معتقدش.. مش عايز أكل . ولكنه لم يقبل الرفض وقال: حأستناك على العشاء ومش حأكل إلا لما تيجي . زفر قصي بقوة وقال: حاضر . جلست حسناء تتزين وترتدي ما قد يجعل قصي يأتي راكعًا تحت قدميها، فهي يجب أن تنتهي من تلك المهمة الليلة، وودعت شريف بعد أن أغرقته في بحور غرامها وتركته مخمورًا من رحيقها السام، غادرت الغرفة لتذهب إلى المطعم وبعدها إلى غرفة قصي، وأثناء ذلك سمعت رنين هاتفها فأخرجته سريعًا من حقيبة يدها وعندما رأت المتصل، انتابها التوتر والقلق ثم أجابت : _שלום _שלום _לשירותכם _ מה קרה בגיליון שלנו? _שום דבר בינתיים الترجمة _مساء الخير _ مساء الخير _ في خدمتك _ عملتي ايه في المهمة؟ _ لسه مفيش جديد . _ايه يا زيلدا؟!، مش شايفة نفسك طولتي اوي، هما الرجالة المصريين عجبوكي اوي كده . _ أنت عارفني يا فندم، مفيش حاجة بتأثر فيا، وأظن أنت أكتر واحد جربت وشفت بنفسك . _ بس زيلدا اللي أنا أعرفها مفيش حاجة بتأخذ وقت معاها كده، اوعي يكون عجبك الجو عندك . _ الموضوع يا فندم بس محتاج وقت.. وقريب اوي حتسمع خبر حلو، أنا بألعب بكذا كارت وأكيد كارت فيهم حيكسب . _ أنا ميهمنيش أنتِ في أحضان كام واحد.. حتى لو ألف.. اللي يهمني الأرض.. لازم أخدها فاهمة ولا لا؟ _ فاهمة يا فندم . انتهى الاتصال ووقفت زيلدا تفكر كيف تنهي هذا الأمر سريعًا.