Cairo , Egypt +01508281514 darr@elsayad121216.com

الفصل الثامن

ضرب نائب آمر المعتقل الجديد مكتبه بيده صارخا في غضب:: أغبياء...أنتم حقا أغبياء جنرال 1_في اضطراب:: نحن لا نفهم فيم أخطأنا يا سيدي نائب الآمر_في غضب:: لستم المخطئين بل من عيّنكم في هذا الموقع الحساس هو المخطئ جنرال 2_في تردد:: لقد كنا ننفذ تعليمات نائب الآمر السابق و فقط يا سيدي نائب الآمر_في غضب:: هو الآخر غبي صعق الجنرالان لما سمعاه من سب نائب الآمر الجديد للقديم ولكنهما لم يجرؤا علي التفوه بكلمة اقترب النائب من الضابط 1حتي لفحت أنفاسه الغاضبة وجه هذا الأخير قائلا بغضب مكتوم:: كم سجين لديك هنا أيها الجنرال؟؟؟ الجنرال 1::500 سجين سيدي نائب الآمر:: هل تعرف حياتهم قبل سجنهم أيها الجنرال؟؟ الجنرال_بلهجة عسكرية:: ليس تماما سيدي نائب الآمر مبتسما بسخرية:: أنتم فعلا مثار فخر للإدارة الأمريكية شعر الجنرالان بالغضب الشديد لسخريته منهما لكنهما لم يقويا علي إبداء أي إشارة علي هذا فصمتا علي مضض أكمل نائب الآمر في تباهي:: أثبتت لكم منذ قليل خطأ طرق تعاملكم مع (حسين الهداوي) و (( ذاكر أبو مروان)) و ((عبد الله الحسناوي)) و الآن سأثبت لكم خطأ طرقكم مع ((حمزة حمدي الرمّالي))...هل تعلمون من هو خاله؟؟؟ الجنرالان:: لا سيدي نائب الآمر_مغمضا عينيه ومبتسما بسخرية:: آه حقا أغبياء تبادل الجنرالان النظرات الغاضبة الخاطفة وسكتا مرغمين فتح نائب الآمر عينيه ببطء قائلا وهو يضغط علي كل حرف مراقبا تعبيرات وجهيهما:: عمارّ ياسين ابوزحلة خيّم الصمت و الصدمة علي الحجرة وتبادل الجنرالان نظرات الدهشة حتي استطاع أحدهما الحديث أخيرا جنرال 2_في صدمة:: عمار ابوزحلة الإرهابي المعروف؟؟ أومأ نائب الآمر برأسه إيجابا و ابتسامة السخرية لا تفارق شفتيه جنرال 1:: و لكن أم حمزة هذا تختلف كنيتها عن كنية عمار فاسمها هو سعاد احمد بسيون ضغط نائب الآمر علي أضراس فكيه غضبا ثم قال:: عمار هو أخوها من جهة أمها أيها الهمام جنرال 2: إذن يجب القضاء علي حمزة هذا نائب الآمر_كاتما غضبه:: لماذا؟؟ جنرال 1:: إنه ينحدر من عائلة من الارهابيين...والده يساعد الإرهابيين في العراق...و أخوه معهم...وهو كان معهم...والآن نعرف أن خاله هو عمار أبو زحلة الإرهابي الذي دمر العديد من معداتنا و جنودنا هو ورجاله في العراق و قبل ذلك كم نفذ رجاله عمليات قتالية ضد حلفائنا في دولة إسرائيل وهو الآن غير معلوم المكان اقترب منه نائب الآمر جدا ثم تحدث ببطء كفحيح الأفاعي قائلا:: هل وجدت كنزا من قبل أيها الجنرال؟؟ ماذا تفعل إن وجدت كنزا؟؟ أقول لك إن ((حمزة حمدي الرمالي)) هو كنزي و أنا صائد كنوز...هل يقضي المرء علي كنزه بيديه؟؟ نظر الجنرال إليه وعلامات الحيرة تبرز من عينيه فاعتدل نائب الآمر في وقفته ثم قال بنفاذ صبر:: اسمعا.. حمزة هذا له شعبية كاسحة هنا في المعتقل بين المساجين...يعتبرونه بطلا لأنه أصغر سجين بينهم وقد تم اعتقاله وهو طفل ومع ذلك فهو ثابت كجبل لعين...و خاله مشهور جدا ومحبوب في كل العالم الإسلامي حتي إنهم يسمونه((صلاح الدين الجديد)) و أبوه الطبيب له شعبيةكبيرة بين مقاتلي العراق...فكرا...اذا قتلنا ذلك الفتي أو اضطهدناه فسيرفعونه إلي مكانة القديسين ولكن...ولكن يا عزيزاي إذا أبعدناه عن طريقه هذا شيئا فشيئا .... إذا أغرقناه في بحر من العسل الممنوع إذا ضممناه لصفنا نحن و زعزعنا عقيدته و نجحنا في جعله يتخلي عن مبادئه حتي يجهر بمعاداته لمبادئ أبيه و خاله ويهاجمهما علنا و ننشر نحن كل ذلك...وقتها ووقتها فقط سنكون قد فزنا بزعزعة عقيدة كل من ثبتوا بثبات حمزة ذلك..القاعدة الأهم تقول:: إذا أردت تحطيم قوم ما فاضرب الرمز...القدوة...فيسهل عليك حينئذ ضرب مبادئ بقية القطيع جنرال2 مبتسما ابتسامة ساخرة :: فهمتك سيدي...فعلينا إذن أن نقرب هذا الفتي من دائرتنا ونبعده عن دائرة أصدقائه المساجين شيئا فشيئا نائب الآمر_ مبتسما ابتسامة الشيطان:؛ ممتاز .. بدأ عقلك يعمل...ولكننا لن نقربه هكذا بدون سبب..الفتي ذكي جدا و قد يفهم نوايانا...لكننا سنتصيد له خطأ ونعاقبه عليه بشدة كما لم نعاقبه من قبل ثم_وازدادت ابتسامته اتساعا وشيطنة ثم أكمل قائلا_ ثم يأتي دوري أنا عندئذ جنرال 2_مبتسما في شر:: نعم سيدي...سياسة الشرطي الشرير والشرطي الطيب أليس كذلك ؟ ؟ اتسعت ابتسامة نائب الآمر وقال:: طبعا...ولاشك أن الضابط الشرير سيُعاقَب عقابا شديدا انطفأت ابتسامة جنرال 2 وازدرد ريقه هامسا:: و من هو الضابط الشرير إذن؟؟ علت ضحكات نائب الآمر ثم قال:: لا تقلق...ليس أحد منكما علي العموم ارتخت ملامح الجنرال 2في ارتياح في حين ظل التوتر مرسوما علي ملامح جنرال 1 جنرال1_مترددا:: ولكن هذا الفتي صلب جدا و متمسك بمبادئه لأقصى حد رغم صغر سنه ولا أعتقد أن الإيقاع به سهل نائب الآمر_مبتسما بغموض:: إنه بشر وشاب و معتقل ها هنا بعيدا عن أي متع في الحياة... إنه كالظمآن الذي يصبر علي العطش فقط لأنه لا يجد ماءا....أما إذا وجد الماء العذب الرائق فسيغرق فيه غرقا...علينا فقط أن نقدم له ذلك الماء رويدا رويدا حتي يعتاد علي الرِّيّ فلا يطيق عطشا بعد ذلك والجانب الأهم هو أن نبدل أفكاره ونغسل مخه إن الحرب بيننا هي حرب عقول قبل أن تكون حرب بنادق فحرب العقول أكثر نجاحا وأعمق أثرا يا صديقي وكل ساقط منهم في حرب العقول هذه هو مكسب لإدارتنا..هيا انطلقا لحربنا المقدسة...حرب العقول و قصف الفكر بالفكر ******* كان وقت ((الفسحة ))وشيكا ..و في زنزانته كانت ملامح حمزةغامضة وتبدو غير مرتاحة و كأنه يحمل هما يفوق الجبال..لقد امتلأ البئر أبوبكر_في حنانه الأبوي المعتاد:: ما بك صامتا هكذا يا بني؟؟ حمزة_متنهدا:: لا شئ يا أبي أبوبكر_في إشفاق:: نعم لكنك تبدو مهموما و......... حمزة_مقاطعا في نفاذ صبر:: أبي أنا بخير....أخبرتك ألا شئ بي تعجب أبوبكر من لهجته التي تؤكد أن بقلبه هم كبير لكنه سكت حمزة_مستدركا في اعتذار صادق:: أبي أنا آسف لم أقصد أن أحدثك بهذه الطريقة أبوبكر_مبتسما ابتسامة تفيض حبا:: لا عليك يا ولدي المهم الآن..هل أنت مستعد لإلقاء الدرس؟؟ حمزة_محاولا الابتسام:: نعم برعاية الله ثم رعايتك ابتسم أبوبكر واضعا يده علي كتف حمزة في تشجيع ثم دوي نفير و بدأ السجانون يفتحون الزنازين استعدادا لفترة فسحة المعتقلين في فناء المعتقل. جلس حمزة علي مكان بالأرض و بجانبه أبوبكر وحولهما التف عدد من المساجين كعادتهم منذ عام....لطالما ذكره مشهد المساجين المساكين هؤلاء بمشهد أصحاب الجحيم....هم دركات...فمن هؤلاء المساجين من جلس بلا قيود مثله...و هناك من وضعوا له قيدا بسيطا بقدميه طويل السلسلة ليتيح له الحركة باعتدال....و هناك من تربط السلسلة علي طولها بين يديه وصولا إلي قدميه....أما من هم في الدرك الأسفل من السجن فهم محبوسون في زنازينهم لا فسحة لهم ولا متنفس....أو في حجرات العزل الرهيبة....أو يسيمهم المحققون سوء العذاب...تتفاوت دركات بؤسهم لكنهم في الجحيم سواء....حاول نفض هذه الأفكار عن رأسه و بدأ درسه كان يعلم من أراد منهم أحكام التجويد وقراءة القرآن بناءا علي طلبهم منه منذ عام فهو يجيدها ويجيد الانجليزية والعربية إلي جانب صوته العذب الذي كان يجذب بعض السجانين أنفسهم فيقفون مستمعين قليلا قبل أن يفيقوا لمكانهم فيعودون إلي الحراسة صامتين وقد أفلح من اهتدي. بعد حوالي عشر دقائق جاء سجان إلي جمعهم قائلا بغلظة:: ماذا تفعلون؟؟ رد أحدهم:: إدارة المعتقل علي علم بما نفعل كرر السجان سؤاله صائحا بصوت غليظ:: قلت ماذا تفعلون؟؟ حمزة_بهدوء: نتدارس القرآن كتابنا المقدس السجان::هيا هيا انفضوا....لن يحدث تدريس هنا أو ما شابه...أنتم إرهابيون معاقبون بالحبس ولستم في مسجد حمزة_في هدوء:: إدارة السجن علي علم ولم تمانع في هذا منذ عام مضى السجان_في غلظة:: إدارة السجن غيرت تعليماتها أيها المتحذلق حمزة_يهب واقفا في غضب:: و هل نحن مجموعة دُمي تحركونها كما تريدون؟؟....ما الضرر العائد علي معتقلكم الجحيميّ هذا من تدارس مجموعة من المساجين الراسفين في أغلالهم لكتابهم المقدس؟؟ أم أنه الإذلال فقط؟؟ وقف أبوبكر بسرعة ممسكا بذراع حمزة برفق قائلا::حمزة اهدأ ولا توقع نفسك في المشاكل حمزة_في غضب:: لا تقلق عليّ يا أبي لكنني لن أسكت علي هذا الأمر ضحك السجان مقهقها بسخرية ثم قال مستفزا حمزة:: أبي؟؟؟.... متي اتخذت أمك هذا الأحمق عشيقا لتنجبك منه؟؟ طار صواب حمزة فانقض علي السجان مسقطا إياه أرضا مكيلا له اللكمات القوية علي أنفه حتي هشمها وهو يصرخ:: أيها السافل....يا ابن ال((........))....أينطق لسانك القذر هذا عن أمي؟ سأقتلع لسانك هذا من مكانه كان السجان يصرخ ألما والدماء تنزف بغزارة من أنفه المهشمة و أبوبكر و بعض المسجونين يحاولون السيطرة علي حمزة وجذبه بعيدا عن السجان حتي لا يتعرض للعذاب الأليم من إدارة السجن لكن هيهات...حمزة ماض كالإعصار ضربا للسجان و ركلا مفرغا شحنات غضب مختزنة بداخله منذ ثلاث سنوات كاملة....هرع بقية السجانين إلي المكان و أخذوا يضربون المساجين بقاعدة بنادقهم ليفرقوهم حتي وصلوا إلي أبي بكر و حمزة فضربوا الأول بشدة مسقطين إياه أرضا ثم جروا حمزة جرّا علي الأرض وهو يركل ويصرخ ويسب كما لم يسب من قبل وهم ينهالون عليه ضربا حتي سحبوه تماما إلي المبني ليختاروا أي عذاب جهنمي سيلحقونه به و أي أتون سيلقونه فيه ******** كان نائب الآمر يتابع المشهد كله من خلف زجاج مكتبه أعلي المبني ثم تلقي اتصالا داخليا...التقط السماعة قائلا:: الو....نعم....حسنا....هل وضعتموه في الزنزانة 67 ؟؟ حسنا...الآن جاء دور ((إريك))...فليذهب إلي صيدنا الثمين وليتعامل كما هو متفق علي أسبوعا كاملا لا أحد يعلم شيئا عن حمزة...أبو بكر يبيت الليل ساجدا لربه يدعو للفتي بالثبات و النجاة و مصلاه مغرقا بدموعه، غسان يكاد يفقد عقله و نضال يحاول تلمس أخبار حمزة بلا طائل..... كل معتقل بالسجن يدعو الله أن يعود الفتي سليما كما ذهب فهناك كثير ممن عادوا بأجسادهم فاقدين عقولهم أو فاقدين أنفسهم ربما إلي الأبد ******** كانت سعاد لا تزال علي حالتها منذ أسبوع....تعصف الحمى بجسدها رغم العلاج...تهذي في مرضها بكلمة واحدة(( حمزة))....الجميع حولها لكنها لا تشعر بأحد...الطبيب النفسي) يزورها يوميا والممرضة تبيت عندها مع ياسمين و حبيبة و حمدي بلا فائدة ولا تحسن...لا يفهمون ما الذي أصابها...منذ إسبوع كانت تعد الطعام هي و ياسمين بالمطبخ ثم فجأة سقط طبق من يدها و أمسكت صدرها هامسة:: حمزة اقتربت منها ياسمين رابتة علي ذراعها بلهفة قائلة:: خالة سعاد ما بك؟؟ نظرت سعاد إليها بعينين زائغتين دامعتين قائلة:: حمزة ابني ياسمين_في نظرة خوف انتقلت إليها من إحساس سعاد الخفي بالخوف:: لا أفهم سعاد_منتحبة: أشعر أن مكروها أصابه أشعر أن مكروها أصاب ابني اتسعت عينا ياسمين ذعرا ووضعت كفها علي فمها شاهقة بخوف ثم ركضت بسرعة نحو الردهة حيث يجلس حمدي هاتفة:: خالي أدرك الخالة سعاد انتفض حمدي واقفا قائلا:: ما بها؟؟ ياسمين_بعينين دامعتين:: تبكي وتهذي بكلمات غير مفهومة ركض حمدي وخلفه ياسمين إلي المطبخ فوجدا سعاد جالسة علي الأرض واضعة وجهها بين كفيها في بكاء مرير....جلس حمدي جوارها ممسكا بيديها قائلا بلهفة:: سعاد حبيبتي ما بك؟؟ سعاد_ممسكة بذراعيه كغريق يلتمس النجاة:: ابني يا حمدي ابنك أصابه مكروه حمزة يا حمدي يالصغيري! حمدي_محتضنا إياها في ذعر:: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم...رباه..إنك ترتجفين...حرارتك ارتفعت ثم التفت موجها كلامه لياسمين المذعورة عند باب المطبخ:: اتصلي بالمشفي لتبعث سيارة الإسعاف حالا. داروا بها علي كل أقسام المشفي وفعلوا كل التحاليل اللازمة ولكن لم يعرفوا حقيقة علتها أبدا نصحهم الطبيب النفساني بالعودة بها للمنزل لتغذيتها بشعور الأمان فاضطرابها ذاك نفسي محض و إن كان لا يدري تشخيصه أيضا.... فعلوا هذا ومضي إسبوع ولم تتحسن تذكرت ياسمين كل هذا بعيون دامعة أسبوع وهي تتلوي ألما لأجل زوجة خالها التي ربتها بعد أمها تشتعل النيران بقلبها كلما تذكرت تلك الكلمات:: أشعر أن مكروها أصاب حمزة...... يثور بركان خوفها فلا تطفؤه إلا دموع عينيها حمزة....أيها العزيز القابع خلف جدران الظلم...تري...ماذا يحدث لك الآن؟؟؟ ينادي قلبها الأخضر مع صمت شفتيها:: يارب....يا واسع الرحمة... اخترت امي وأبي إلى جوارك فأبقِ لي حمزة....لا اعتراض علي قضائك... لكن عافيتك هي أوسع لي و لأمه وللجميع. فيما ياسمين في دموعها إذا جرس الباب يدق فافاقت واستعدت للذهاب لفتحه فأشارت لها حبيبة بالجلوس ثم أسرعت هي لفتح باب الشقة نظرت من العين السحرية فلم تصدق عينيها فتحت الباب بسرعة وهي تحملق بشدة...... تغيرت ملامحها للفرحة العارمة الممزوجة بدموعها الغزيرة وألقت نفسها بين ذراعي الشاب الواقف عند الباب صارخة:: حسام ،،،،،

Get In Touch

Cairo , Egypt

darr@elsayad121216.com

+01508281514