مرت تلك الليلة على جميعهم في صمت وهدوء، ليأتي صباح اليوم الجديد. وصلت ريم إليهم: صباح الخير الجميع: صباح النور، اتفضلي افطري معانا. ريم: لا سبقتكم، هو انتو ازاي سايبين عربياتكم كده في الشتا ده؟ فرح: شتا؟! ريم: ايوه، المطر نازل طول الليل يوسف باستغراب: ازاي؟ احنا محسناش بحاجة. أنور: تعالى نشوف العربيات. بالفعل خرج الشباب ليجدوا السيارات معطلة، والماء يملأ المكان حولهم خالد: طب وبعدين؟ وليد: غريبة؟! معقول الشتا توقف العربية كده؟! أنور: بتحصل عادي، المهم دلوقتي هنعمل ايه؟ وجه يوسف حديثه لريم: هو مفيش ميكانيكي قريب من هنا؟ ريم: هو بعيد شويه، ممكن يجي عادي. يوسف: طب ممكن نروحله أو نتصل بيه يجي. ريم: بس هنا مفيش شبكة للمكالمات. يوسف: ازاي؟ امال أنا اتصلت بيكِ وحجزت ازاي؟ ريم: أنا بخرج من هنا وبرد على الرسايل اللي تيجي لما أكون بالخارج في الفترة اللي البيت متاح فيها، أما يتسكن أنا باجي اقعد هنا مش بروح، عمومًا أنا همشي وهحاول اتواصل مع حد يصلحها. يوسف: تمام. وليد: في حاجة غلط. خالد: مفيش حاجة، عادي، اهدوا فرح: لا في حاجة غلط، ازاي كل المطر ده محدش صحي والفون اللي اتقفل فجأة، والصوت اللي سمعته، وفوقها حبستنا هنا. يوسف: صوت ايه؟ فرح: صوت أنفاس عالية، كأنها مقطوعة. يوسف : ده نفس الصوت اللي سمعه خالد في البحر. فرح بخوف: خلينا نمشي من هنا. خالد: بس يا جماعة، بطلوا خوف، احنا هنصلح العربيات، ومجرد إحساس توتر؛ لأن المكان جديد بس مش أكتر. قاطع حديثهم طرقات متتالية على الباب، فذهب يوسف لفتح الباب: مين حضرتك؟ أمير: أنا كنت جاي سياحة بس عربيتي عطلت وتعبت من المشي، وما صدقت لقيت البيت ده، آسف لإزعاجكم، بس ممكن اقعد لحد ما أصلح عربيتي بس. وليد: اكيد عطلت من المطر. أمير: مطر ايه؟ فرح: بتاع امبارح. أمير: بس أنا طول الليل بمشي في الغابة، مكنش في حاجة, يوسف: ازاي؟! تعالى شوف. خرج الجميع للخارج، ليتفجائوا بأن الأرض يابسة، وكأنها لم ترى ماء منذ أعوام - في حاجة غلط. فرح ببكاء: قولتلكم خلينا نمشي من هنا. أمير: فهموني في ايه؟ قصت له فرح كل ما حدث منذ قدومهم لهذا المكان أمير: حاجة غريبة فعلًا. خالد: بطلوا جنان شوية، انسوا، نورت يا برنس، خلينا نلعب شوية الصراحة - لف الزجاجة لتأتي على أمير ويوسف. الكابتن الجديد هيسألنا كل واحد سؤال بقا. نظر أمير ليوسف: ايه إحساسك دلوقتي؟ يوسف: يعني عادي، بس حاسس في حاجة غلط بتحصل. أمير: طيب، أنور حاسك واخد الحياه بجنون. أنور: الحياة مغامرة. أمير: خالد ليه ساكت؟ خالد: سكوت ما قبل العاصفة. أمير باستغراب: عاصفة ايه؟ ضحك خالد بسخرية: سيبك، خلينا نكمل لعب. أكمل باقي الشباب لعبتهم هذه، وظل أمير يفكر في كل إجابة، ويحاول أن يعرف هؤلاء الأشخاص ثم التفت إلى تلك القادمة، فنظر إليها كثيرًا، ثم سألهم: مين دي؟ خلود: دي ريم صاحبة البيت. أمير باندهاش، لا يبدو عليها أنها مجرمة أو لديها القوة لذلك، يبدو أن الأمر يوجد فيه شيء آخر. ريم: مساء الخير، شايفة عندكم ضيف جديد. أنور: اه، ده صديقنا أمير. ريم: نورت، ع العموم أنا جيت ابلغكم الميكانيكي مسافر هايجي بكره. بعدما غادرت ريم المكان، قال يوسف لأنور: أنت ليه كدبت عليها؟ أنور: مش ناقصة تطلب منا إيجار زيادة، وندخل في سين وجيم. أمير: شكرًا ليك جلس الجميع في صمت، صدر نفس الصوت صرخت فرح واضعة يديها على أذنيها، والتف حولها الشباب: فرح مالك؟ فرح: الصوت قريب، هايجي تاني، الصوت المرة دي غريب صريخ وضحك. يوسف: مش سامع! فرح: بيقرب صدقوني. فجأة انقطعت الأنوار، أخرج الجميع هواتفهم، لاحظ أمير هاجر كيف تغير وجها استعاذ بالله من الشيطان وقرأ بعض آيات القرآن، ونظر إلى فرح الخائفة، وهنا صدر صوت صراخ يملأ المكان انضم البنات لبعضهن والشباب يصنعون دائرة حولهن، قال أمير: لازم نسيب المكان ده. يوسف: مفيش عربيات، ومافيش شبكة للتليفونات. أمير: في برج في نص الغابة، أكيد هنلاقي هناك إشاره للفون. وليد: تمام، أنا هاروح أجرب اتصل بحد، ونطلع من المكان ده. يوسف: تمام يا بنات، جهزوا حاجتكم، يرجع وليد نمشي بعدها، أنور ادخل معاهم. جلس الجميع في انتظار عودة وليد، ثم استأذنت خلود للذهاب إلى الحمام، لم تمر سوى دقائق إلا وكانت تصرخ، ركض إليها الجميع: في ايه؟ خلود: دم! الحمام غرقان دم، وفي رأس جوه كلها دم متعلقة على الباب ذهب أمير ليرى ماذا هناك، وكانت هذه الصدمة فإنه وجد رأس وليد معلقة. أخذها وخرج لهم وهو يحملها، صرخت الفتيات، بينما الشباب كانوا في حالة صدمة من هذا المنظر خالد: هنعمل ايه دلوقتي؟ يوسف: الحل هنطلع من اتجاه البحر. امير: عشان تعوم كل المسافة دي يبقى موتك شيء أكيد. أنور: يبقى لازم نسيب البيت ده، ونطلع من طريق الغابة كلنا مع بعض. ندى: هانموت.