كنت أسمع جدي الحكيم بيقول لعمامي دايمًا.. الكلمة، الراجل مربوط بكلمته، هيبة الراجل معقوده على طرف لسانه… الكلمة اللي تخرج من بين شفايفك اعقلها، واوزنها، لأن الكلمه أول ما بتخرج من على لسانك مبتبقتاش بتاعتك بعدها، دي بتكون بعد كده زي النداغة بين دا ودا… فخلي كلامك نداغه قاسية، وصفعة قوية لكل أعداءك.. خلي كلمتك سيف تقهر بيه كل أزماتك...خليك جدع ..يشاوروا عليه بفخر ومهابة، مش بالإهانة.. خلي كلمتك تحيي القلوب، ولا تكسرش قلب الولايا… عمري مافهمت معناها، ولا فطنت ليها إلا بعد ما كل شيء انتهى..وبقيت أنا هنا دلوقتي..الكلمه اللي نطقها أبويا كانت كفيلة بهدم بيتنا وهدم ست كان هو كل عالمها…أبويا اتحول من يوم وليلة من راجل له هيبة، لراجل ما بيحكوش عنه غير بالإهانة.. وهنا عرفت معنى كلام وجع الولايا..وكسر خواطرهم، وإن كلام جدي زي صفعة لينا في النهاية.. بعد اللي صار موتنا كلنا، معشتش بعدها ولا يوم سليمة ولا أمي عاشت حتى لو كان ربنا جبر خاطرها وكسرها… كنت فاكره أنها عاشت بس الحقيقة أمي ماتت وقتها واللي فضل منها بقايا ..بقايا ست براها كان كبرياء، وجواها نار ودمار وخراب، وكفاح.. بقايا ست أخذت درس في حياتها مش هتنساه باقي عمرها..وخصوصًا بعد اللي حصل بعدها.. لا الدنيا رحمتها، ولا الكل رحمها، ولا حتى أنا..بنتها عاشت ست مصفوعة بصفعة الخذلان ..باقي عمرها وقت ما قال أبويا وصرح بكل جبروت ..وخصوصي بعد ما صرح أبويا بكل فخر ورياء.. _اه أنا اتجوزتها..أنا بحبها.. الدنيا دي وحشه أوي..غدارة..وبتتقلب زي موج البحر.. محدش عمره كان يتوقع أبويا يعمل كدا في أمي.. ويضيع الحب الكبير اللي كان بينه وبينها أمي اللي ياما دعيت عليها، بكل دعاوي الدنيا، ومفيش كلمة حلوة قولتها في حقها..كانت صح..، حتى اخواتي اللي بعدتهم عنها وكرهتهم فيها، شايله ذنبهم، الذنب كبير، وعدالة الدنيا جايه جايه… لما كبرت وعرفت.. عرفت إن كرامه الست، وخصوصًا لما تكون عاشقة، ومآمنة..عندها بالدنيا.. وإن الست لما تثور وتترك استحاله ترجع، ولو العشق كل حياتها، وأمي للأمانة طول عمرها نفسها عفيفة.. رغم فقرها واللي حصلها بعد إصرارها على الطلاق إلا أنها عمرها ما مدت ايدها لحد..ولا اشتكت اللي حصلها..على ايدي أنا بنتها لحد، إلا للرب.. أبويا كان مذبذب، تارة عاشق وتارة كاره مش متزن..منعرفش فين راح الراجل العاقل الرزين، وجه بداله المسخ ده الضعيف، محدش كان ينكر عشق أبويا لأمي، ولا عشقها هي ليه، وده اللي خلي الكل مصدوم ازاي حصل كده..؟ ـ اتحايل عليها ابويا كتير عشان تفضل، وتربي عيالها وتعيش مع ضرتها..بس كانت مجروحة ورافضة وكارهة.. جرحها الكبير زي ما كانت بتقول، كان متحكم فيها.. لدرجة إنها فضلت كرامتها على كل حاجه..حتي احنا بناتها أخدت قرار متهور، ومحسبتش حساب لغدر الدنيا..وصفعاتها