(حكاوي من قلب الواقع…) روى عن أبي الدرداء رضي الله عنه حديثًا يختلف العلماء في درجة صحته، وذلك بسبب عدم اكتمال سنده وانقطاعه، ألا وهو: (البِرُّ لا يَبْلَى، والإثمُ لا يُنْسَى، والدَّيَّانُ لا ينامُ، فكن كما شِئْتَ، كما تَدِينُ تُدَانُ) [الألباني: السلسلة الضعيفة] كيف تغيرت كل تلك الأشياء والثوابت والمعتقدات التي كنا موقنين بدوامها..وبإيماننا الكامل بوجودها؟...كيف مر العمر؟..هكذا هباءً..ونحن مازلنا ننتظر تلك الراحة التي دومًا ما كنا نحلم بها.. كيف لم تأتِ للآن..وكيف صبر القلب؟..وكيف كنا ومازلنا نختلق لهؤلاء الذين دمرونا ببرود..كل العذر..؟! كيف لم نعترض..لم نصرخ...بل كيف مازلنا واقفون ثابتون ويكأننا مقيدون؟...معقودون بعقود لا حل لها... -كيف..ومتى..ولمَ...صار كل شغفنا لكل ما يشكلنا...ويشكل هويتنا... فارغًا..وكأننا ما عانينا وما اجتهدنا من أجل تشكيل هويتنا...وتثبيت أقدامنا.... -كيف..ومتى..وجهان لعملة نادرة..عملة لا يملكها إلا أولئك المحاربون أمثالنا.... فيا يا وطني..وموطني..وكل خطوة في طريقي مشيتها..رفقًا بي..وبعذاباتي..وبمعاناتي التي لا يشعر بها إلا من خلقنا... إلهي أنت أعلم بأحوالنا...أكثر مننا..فلا تخيب رجائي..ولا تشمت أعدائنا بدائنا.. بداية اللعنة.. أرجوكِ متتخليش عننا... احنا ملناش غيرك.. ده آخر حوار أو كلمة طيبة بيني أنا وأمي تقريبًا كان قبل ما تمشي وتسيبنا وتقرر الطلاق من أبويا. لأنه ببساطه عينه زاغت واتجوز الخدامه اللي بتخدم عندنا.. أبويا راجل تاجر كبير وكان بيعشق التراب اللي بتمشي عليه أمي.. مشكلته الوحيده إنه كان دائمًا نفسه في الواد..عادات وتقاليد ملهاش ستين لازمه..أو معتقدات إن الولد هو اللي بيشيل اسم العيله..وهو اللي هيخلد ذكري الوالد..تفاهات ياما خربت بيوت..وهدمت عائلات ودمرتهم.. ونسيوا إن في رب مطلع..وهو اللي بيهب الحياه لكل فرد فينا..وهو بس اللي عالم ليه كتب لفلان يخلف بنت، وكتب لواحد تاني يخلف ولد...أقدار منقدرش نتحكم فيها..بس نقدر نتحكم في الواقع ونغيره.. بس دا بيفضل مجرد كلام..كلام وبس ..نادر لما نلاقي حد بينفزه.. للأسف أمي جابت بنتين...والفرق بيننا وبين بعض حوالي خمس سنين لأن أمي كان عندها مشاكل في الخلفة..أو اتهيألنا كده.. وهنا بقي كان دور الخدامة اللي أمي نفسها كانت بتعاملها أحسن مني أنا شخصيًا.. كانت دايمًا تقوللي غلبانة وبلاش نيجي عليها.. دي حتى لبسها كانت بتستخسره وتديهولها..قال ايه صعبانة عليها.. أمي أطيب خلق الله..ومعرفتش دا إلا بعد فوات الاوان.. قدرت الخدامة تخدع الكل ببراءتها وطيبتها..لحد متمكنت منه..وقدرت تضحك عليه وتلعب على عقله.. وتخليه يتجوزها..كنا مذهولين مش عارفين حصل ازاي، ولا ليه؟ دا أبويا...اللي مهما كان بيتجبر بيجي لدموع أمي ويقف..اه كان دائمًا نفسه في الواد..بس عمرنا ما اتوقعنا إنه يجيبه من واحده غير أمي.. هو بسهوله كده العشره بتهون؟..الحب والإخلاص..والتضحيه.. بس للاسف اكتشفنا أنها بتهون عادي..أو بتتنسي بالتعيين معينه، وأفعال إجرامية..مش أقل إجرام من القتل..ألا وهي...السحر..والشعوذه..ومن هنا بدأت مآساتنا كلنا….