بلال بتساؤل: ليش حزينة هيك؟ إذا بدك تحكي انا هون. نظرت له ليليان بحيرة فبلال شخص محترم لم يتعد حدوده. - كل هاد تفكير؟! إذا بدك تحكي أو لا؟ ما تخافي أنتِ متل أختي. نظرت له بصدمه: أختك؟! كيف اختك؟! قاطعها ببسمه هادئة: بعرف يلي ببالك، لكن أحب أطمنك أنت متل اختي، وأنا بعرف إنك بتعتبريني هيك، واذا كان على اختي ووالدتك فهنن رح يتقبلوا قرارنا، ما رح ننكر حبوهن إلنا، لكن بالأخير رح يحترموا قرارنا. بعد صمت كتير من ليليان أخبرت بلال عن حبها لإيثان، وكان بلال يسمعها بكل هدوء وبعد انتهاء حديثهم. - أنتِ غلطانة يا ليليان. قاطعته ليليان بحديثها: بعرف إني غلطت إنه اقبل طلب صداقة من شخص ما بعرفه، وأتمادى وأحبه كمان. بلال بعقلانية: أولاً ما بحكي عن طريقة التعارف، بحكي عن استنتاجاتك وتصرفاتك بناءً عليها. - أنتِ بالأول صدقتي رفيقته بدون أي دليل، كان على الأقل بتعرفي وين مكانه، قولي لها إذا فيكي تخبريه يحكي معي من فونك، يعني أبسط شي تطلبيه لكن انتِ استسهلتي أول شي ببالك.. ثاني شي وقت سمعتيه بيحكي لرفيقته إنه بيحبها كان فيكي برضه تنتظريه وتعاتبيه ليش حكيت هيك؟! كلمه من حقي انا، مو من حق أيا بنت، أنتِ هنا فقدتي حق المعاتبة، لا وكمان اختفيتي عنه وما تركتي اي وسيلة تا يوصل لك بها، حتى رفيقتك خبرتيها تكذب عليه وقت يسأل عنك، شو الجبروت هاد، لك اتركيه يصالحك يا بنت، وختم كلامه بضحكة خفيفة. تنفست ليليان بعمق.. ونظر لها بلال نظرة تعني لما كل هذه التنهيدة. قالت ليليان: نفس كنت كاتمته جواتي، وهلأ بفرج عنه لرتاح. استأذن بلال واخذ اخته، وغادر المنزل بعد ما حدث والدة ليليان بأنها مثل اخته، وهو بجانبها بأي وقت تحتاجه، ابتسمت نيسان وأدركت أن ابنتها لم تنسى إيثان. بعد يومين من هذا اللقاء عزمت نيسان على زيارة مصر، وتحديداً الإسكندرية، وأخذت معها بلال وأخته مايا. بعد خمس سنوات، قررت ليليان فتح حسابها على موقع الفيسبوك، ومع أول منشور لها وصل على الفور إشعار لإيثان، وعند وصول الإشعار صدم مما رآه، صورة لها وهي في الشانزليزية في الإسكندرية، هو يعرف الشارع جيداً حين كانت ليليان ترسل له كل صورها بالأماكن التي تزورها، وبسرعة فتح الماسنچر وأرسل لها رسالة: أنتِ عنجد بمصر ولا هاديك صورة قديمة؟! ماني مصدق حالي لك بربك حاكيني. عند وصول الرسالة قرأتها وبكيت وارسلت له. - نعم انا بالإسكندرية.. شو بدك مني بعد؟! - ليش تركتيني بهي الطريقة؟! أنتِ هيك دائماً متسرعة؟! تنفذي بالأول وبعدها تفكري؟! ليليان بغيظ: ماني متسرعة.. شو بدك مني بعد؟! ما اعترفت لها بُحبك إلها؟! شو منتظر مني بدله عرسك؟! ابتسم إيثان على حبيبته المجنونة: لأ.. لكن على القليلة انطريني لفهمك شو صار. - ما قدرت انطرك.. قلبي وجعني كتير. - ليكِ ماني شاب طايش، لهيك انا من وقت تعرفت عليكِ اخدت وقت كتير مشان فوت واحكي معك، كنت عم تابعك بمنشوراتك يلي عم تنزليها، حسيت إنك مميزة، إي بعرف مو كل يلي بيتنشر بيكون حقيقة لكن منشوراتك أنتِ واقعية، حسيتك بنت جدية، متمردة، عنيدة، قوية، ضعيفة، ومختلفة بكل حالاتك، ووقت شفتك بالحقيقة صيرتي ند وصيرنا ند لبعضنا. ليليان بتسمعه بكل جوارحها ودموعها بتنزل مطر من عيونها وهو منتظر منها تجاوبه. بعد ثواني وصل لها إشعار برسالة.. ما فيني اتركك، الرحمة بقلبي شوي، بعد يومين لكِ عندي مفاجئة حلوة متل عيونك. اغلقوا هاتفهم وكل منهم غرق في أفكاره ليليان تتذكر خوفه عليها في المشفى، واهتمامه بها في كل لحظة وهي في باريس، كان يتابعها في كل خطوة، ويظهر لها في كل الامكان التي كانت تزورها، ونظرة الفخر بها في كل مُناقشة يحضرها وهو مستمتع وفخور بنجاحها ويدفعها للأمام، ويساعدها في كل ما تريده من معلومات فهو أيضاً كان في عمل مع والده وشركاءهم في باريس، وعندما رآها اعتذر من والده وأخبره عن ليليان، وعن وعد بمقابلتها، لكن تدمر كل شيء عندما ذهب بها الي المدعوة چيلان. وتذكر هو ايضاً نظرة الحب في عيونها حين أدرك وقتها أنه صعب أن يتركها، أحبها بشده وتمنى أن تكون شريكة حياته، فهو لم يُحب من قبل، هي فقط لا قبلها ولا بعدها، كم أحب شعورها وهي تخبره أنه هو مصدر القوة والأمان، نهض من مكانه واتفق مع والده ووالدته على الذهاب إلى الإسكندرية حيث مكان حبيبته، فرحبوا بالفكرة ودعوا من قلبهم بأن يجمعهم الله على خير. أشرقت الشمس على عيون المُحبين، يوم يحمل الكثير من المفاجآت. كانت ليليان تتحدث مع كاميليا عبر الهاتف. كاميليا بفرحه: بجد إيثان كلمك؟! قال لك ايه وقولتي له ايه؟ يا بنتي اتكلمي.. ساكته ليه؟! ليليان بضحك على طريقة صديقتها: يا بنتي أنتِ سبتيني اتكلم ولا اعرف ارد؟! - طب ها.. يلا اتكلمي.. فين وامتي وازاي؟! - مممم فتحت الفيسبوك، نزلت صورة كالعادة يعني، ولقيته بيكلمني. واستمروا بالحديث وكل منهما أخبرت الثانية عن أخبارها واغلقوا الهاتف على موعد اخر، وذهبت كاميليا الي صديقتها التي كتبت لها عنوان المكان الذي ستراهم فيه، وتم التعارف بين بلال ومايا وكاميليا التي أذهلت بلال بطيبة قلبها عندما علم منها بمساعدتها ووقوفها بجانب ليليان، وأعجب بها وبطريقة حديثها، فليليان وكاميليا وجهان لعملة واحدة. قطع حديثها بلال الذي رأي رفيق دربه وصديق الطفولة. بلال بصوت عالي نسبياً: إيثو.. التفت الكل على صوت بلال والشخص الذي يدعى إيثو، ليليان وبيسان وكاميليا في حاله صدمه، خرجوا من صدمتهم على حديث بلال. - خير يا جماعة.. شو بكن؟! إيثان أيضاً ليس أقل منهم صدمه، وعيونه متركزة على محبوبته فقط. نظر بلال بأستيعاب لليليان. - لأ.. مو معقول!! هاد الشخص يلي حكيتيني عنه هو إيثان ما غيرو؟! أخيراً يظهر صوت إيثان.. تعرفها من وين؟! مايا بتهدئة للجو حواليهم: إيثان حبيبي.. كيفك؟! اشتقنالك كتير.. هاد إيثان خالته الله يرحمها كانت جارتنا. اكتفت بيسان بهزة من رأسها، وإيثان ووالده أيضاً.. بلال: ليش واقف هيك؟! اقعد معنا. إيثان وهو عيونه ما زالت على ليليان: واقف لحتى أفهم شو صاير بدي توضيح. بلال: توضيح لشو؟! هنن جيرانا.. لكن ما استقروا ببيروت، وبعتقد بتعرف إن والد ليليان مصري والباقي بتعرفه. نظر إيثان نظرة سريعة لبلال، نظرة تعني من أين عرفت!! فهم بلال نظرات إيثان. - بعدين مو هلأ.. اقعد بس.. اهلين عمي شو اخبارك؟ - والد إيثان: بخير حبيبي.. صدفه حلوة الكل متجمع. أخذ الحديث شكل عابر، وأستأذن كل منهم إيثان وليليان وكاميليا وبلال يجلسون على طاولة بجانبهم. حكى بلال لإيثان معرفته بليليان ووالدتها، وكانت كاميليا تنظر الي إيثان نظرات قد تحرقه. إيثان بانتباه لكاميليا: شو بكِ عم تطلعي فيني!! بدك تأوصيني؟! ضحكت كاميليا عليه: ومش بس كده.. دة الحج بوشكاش كمان بيضحي وعامل عرض سكاكين وشنط لزوم الشياكة. نظر لها إيثان بخوف مصطنع: شو هالبنت؟ لك شريرة انتِ شو سويت لك أنا؟! قاطعتهم ليليان: افتكرتك رح تدير ضهرك وتفل. إيثان.. ليش ادير ضهري قبل ما افهم شو الموضوع؟ ماني متلك.. بأول فرصة أدير ضهري وأفل بدون أي كلمة، أنتِ تركتيني بدون ما تعرفي شو اللي صار، بنيتي استنتاجك وبناءاً عليه اتصرفتي. نظر اليها بلال بمعني معه حق. قطع نظرتهم سؤال إيثان. - ليش عم تطلع فيها هيك؟ بلال بتوضيح: وقت ليليان حكيت عنك قبل ما كنت بعرف إنه أنت نفس الشخص، خبرتها إنه تصرفها وقتها كان غلط، وكان المفروض تنتظر توضيح منك. إيثان بتأثر: المفروض كان صار هيك لكن هي ما وثقت فيني. - خبرتك قبل مرة إن الثقة بتتبني مش بتُكتسب. كاميليا بتهدئة للوضع: حاسه إني في مسلسل تركي مدبلچ.. إيه يا جدع منك له له ليها جو النكد ده؟! بلال بضحكه صاخبه: أحب أقدم لك راعي الفكاهة بمصر.. أهلا فيك بمسرح كيمي برعاية كاميليا. الكل ضحك على طريقة بلال، والكل اتجمع على طاولة واحدة، والكل اتعرف على إيثان ووالدة، وكانت من تولت مهمة التعارف كاميليا، وقدرت بخفة دمها تهدي الأوضاع. بينما أمسك إيثان بهاتفه بخفه، ونظر إلى ليليان، وأشار إلى هاتفها ففهمته وعلى الفور فتحت الماسنچر وقرأت رسالته: أنا بحبك، وإن شاء الله قريباً تكوني زوجتي، هل تقبلين ان اكون زوجك؟! ليليان بدموع: أنت وجعتني. إيثان: سوء فهمك هو يلي وصلنا لهون. ليليان بخوف: أعطيني شوية وقت.. كتير تعبت.. مر خمس سنين وأنا عم اتعذب، فيك ترجع ثقتي فيا وفيك، بتعرف إنت اللي كنت تقويني من كل العالم تحميني. كفي حياتك من دوني وروح ما بدي تطلع فيّ. ولا بدها تشوفك عينيّ بدل الغلطة بتعمل مية. وبتقل لي الحق على لو بده يقتلني غيابك. راح إمشي راح سكر بابك بعد عنك أهرب منك. مطرح ما قلبي يوديني حلمي وقفته وكفيت. ودمرت الحب بإيديك لا حب بقلبي خليت. ولا قلبي بعده بيريدك ما بدي تبكي وتحكيني. ولا تفكر راح بتبكيني تركني اللي فيني بيكفيني. إيثان بصدمه تخطت كل جوارحه.. - أنا يا ليليان يلي دمرت حُبك؟! ولا سوء فهمك أنت؟! عطول متسرعة.. لك هدي نفسك شوي، الرحمة ارحميني، وهلأ احكي شو يلي فيكي؟ ارجوكِ بلاها عذاب.. تعذبنا بما فيه الكفاية. ليليان ببكاء: أنت قولت لها كلمة مو من حقها، هي من حقي أنا. إيثان بخبث: أيا كلمة؟! ليليان باندفاع وقعت في فخه: بحبك. إيثان بابتسامة وقد نال مُراده: وأنا كمان بحبك