رجع سيف للبيت عقب إنتهائه من عمله، وطرق على الباب طرقة خفيفة تحسباً إن كانت كاميليا غير منتبه، فتحت فتون الباب حين سمعته وعرفت انه سيف زوجها، الذي إعتاد على عدم فتح الباب بالمفتاح منذ بداية وجود كاميليا معهم.. سيف : هي لسه مش فاكرة أي حاجة؟ فتون بتنهيده .. لأ لسه معقول محدش سأل عليها، إحنا أعطينا المستشفى عنوانا وأرقام تلفوناتنا، معقولة ميكنش عندها أهل يسألوا عليها؟! ولا يا ترى كانت عايشة لوحدها؟! ما هو ده التفسير المنطقي، عشان لو كانت عندها أهل كانوا سألوا عليها أو راحوا المستشفي. سيف بعدم معرفة : والله الوضع ده غريب، إحنا أول ما اخدناها من المستشفى أعطيت رقمي للريسبشن وقولت لهم أول ما حد يسأل عنها يعطوه رقمي وعنواني لو هي نفس المواصفات.. - خلاص بقا، ده عدي عشر سنين على الموضوع دة، المهم… - إيه هو المهم؟! - لأ يا سيف المهم عندك أنت، قول دة أنا بعرفك من عينيك. سيف بإبتسامة حب لحبيبته التي تقف أمامه وتفهمه من نظرة عينيه. - لازم أنزل إسكندرية علشان أباشر المشروع بنفسي، وطبعاً انتِ حتكوني معايا، بس المشكلة هنعمل ايه في كاميليا؟ ناخدها معانا بدل ما نسيبها لوحدها هنا في ظروفها دي؟ فتون : طبعا ناخدها معانا. نادت فتون على كاميليا. - أيوة يا تونة، في حاجة؟ - قلب تونه إنتِ، بس أنا وسيف لازم ننزل إسكندرية علشان نباشر المشروع، فإيه رأيك؟! - أجي معاكم طبعاً، هاعقد لوحدي هنا أعمل إيه؟ - تمام يا جماعة، جهزوا نفسكم علشان هننزل حالاً. جهز الكل نفسه لسفرهم للإسكندرية. والعيون إشتاقت للأحباب. واللقاء مترتب بعد فراق. ذهب سيف لموقع عمله، وترك فتون وكاميليا بالمنزل. - كيمي، أنا نازله اشتري شويه حاجات للبيت، تكوني أنتِ إرتحتي شوية من تعب السفر. ركبت فتون سيارتها وكانت تتحدث عبر الهاتف ولم تنتبه للشخص الذي ظهر أمامها من العدم. أوقفت السيارة وركضت إلى الشخص الذي تسببت في أذاه. - آسفة، آسفة، حضرتك حصلك حاجة؟ - لأ، حصل خير، رجلي بس وجعتني شوية من الخبطة. - أنا آسفة ليكي والله، طيب تحبي اوصلك فين؟ حضرتك كنتي رايحه فين؟ - البيت، ومفيش داعي لتعبك أنا هاخد تاكسي. - لا والله ما يحصل، إتفضلي يا؟! - ليليان، إسمي ليليان. - إسمك حلو شبهك. ليليان : وأنتِ؟! - اسمي فتون، يلا بس أوصلك ونتعرف أكتر. وفي خلال بضع دقائق كانت تجلس فتون في بيت ليليان، وعندما رأت فتون صورة كاميليا انصدمت. - فتون : مين دي اللي في الصورة؟! ليليان بحزن : دي وجع قلوبنا كلنا، كاميليا صحبتي وأختي. وتحدثت ليليان عن القصة بأكملها لفتون. فتون بأمل : مش معقول تكون هي!! امسكت الهاتف وإتصلت بزوجها سيف لتخبره بالقصة، فقال لها أنه خلال دقائق سيصل للعنوان التي تتواجد فيه. تجمّع الكل في بيت ليليان وإيثان وبلال يستمعون لسيف الذي بعث الأمل في قلوبهم مرة أخرى برجوع كاميليا، وبعد فترة ليست كبيرة اجتمعوا في بيت سيف. كاميليا بعدم إستيعاب : يعني أنا متزوجه وعندي أهل؟! كنتوا فين من عشر سنين؟! جاين تدورا عليا دلوقتي؟! بلال بدموع : أنا دورت عليكي كتير، الكل دور عليكي في كل المستشفيات، ومفيش أي خبر. سيف بإستغراب : إزاي مفيش خبر؟! أنا سيبت عنواني هنا وفي الغردقة وكمان رقم تليفوني في المستشفي اللي كنا فيها، على العموم هنروح كلنا المستشفى عشان مدام كاميليا تتعالج بشكل طبيعي، أنا إتصلت بالدكتور وقال لي لما نروح له هنعرف كل حاجة. ذهبوا جميعاً إلى المستشفى، وهناك كانت كل الحقيقة قد ظهرت، عندما ترك سيف عنوانه ورقم الهاتف الخاص به للدكتور وقتها كان في قمه إستعالجه ليباشر مريض آخر عنده، وكانت الورقة في جيب البالطو، وجاءت الممرضة وأرسلته للمغسلة كعادتها فتبللت الورقة وضاع معها رقم التليفون والعنوان. إيثان : المهم، حمد لله على سلامتك يا كيمي، يلا بقا عايزين الفرحة تدخل البيت من تاني. إحضتنها بلال وحمد الله على رجوع زوجته البيت، تعرفت كاميليا على روچي وصاروا أصدقاء واحبت روچي كاميليا جداً، وأصبح سيف وزوجته مقربين لعائلة إيثان وبلال، ومن وقت إلى آخر كانت تذهب كاميليا للمستشفى إلى أن تم شفاءها وإسترجعت ذاكرتها، وتفاجأ الجيمع بشخصية كاميليا المجنونة والمرحة، وأكد لهم الدكتور أن فقدانها للذاكرة كان جزئي لكنها لم تُعالج بشكل صحيح، لهذا كانت تتذكر أشياء وتنسى أشياء أخرى مثل إسمها. العُمر بيتعاش مرة واحدة فقط، فعليك أن تستمتع بكل لحظة فيه، هكذا هي الحياة لم تكن عادلة، فعليك أن تعيش حياتك بكل مراحل عُمرك، إذا جاء إليك الحب الحقيقي لا تسمح له أن يفلت من بين يديك، تمسك به بكل قوتك وحارب لأجله، إنتصر على كل الظروف وحقق الكثير من الإنتصارات، وانت في وسط كل هذه المعارك حافظ على حُبك، ولا تنتظر الفرصة تأتي إليك إذهب أنت وإنقذ ما يمكن إنقاذه لا تترك سوء الفهم يتغلب عليك، لا تترك الوقت يُضيع حبك من يديك، لا تترك شيئاً للظروف لا تترك السفينة بل عليك أن تقودها للأمام، لأن في هذه الحياة دائماً تأتي الرياح بما لا تشتهي السُفن، وفي نهاية المطاف لا تستسلم بمقولة "مر العُمر" تمت بحمد الله…