"في النهاية .. كلنا بشر" زاد الذهول عشرة أضعاف.... أمسكت أعصابها وقالت: أنت كائن فضائي أليس كذلك!.. نظر لها الكائن الغريب ذو القزحية البنفسجية والشعر الأخضر الفاتح، صاحب البشرة الخضراء الغامقة الذي توقف لبرهة عند سؤالها ثم تابع المسير نحوها.. تراجعت فاطمة للخلف واصطدمت بالمادة الشبيهة بالزجاج... وقف الكائن أمامها... أغمضت فاطمة عينيها وأزاحت وجهها برعب نحو الأرض... رفع الكائن يده... في اللحظة التالية شعرت فاطمة بألم طفيف كألم وخز شوكة في رقبتها..بعد ذلك أبعد الكائن يده.. فكرت أنه لا يجب عليها إظهار خوفها لذلك رفعت رأسها في اللحظة التالية... كانت على وشك قول شيئا عندما سمعت الفضائي يقول: هل نجح جهاز الإيماي نظرت له باستغراب وقالت: جهاز!! هل أنت أحمق... يا فضائي... لكن الفضائي في اللحظة التالية وضع أصبعه على فمها كما لو أنه يطلب منها السكوت.. من دون وعي منها سكتت.. ونظرت للكائن باستغراب هنا ابتسم الكائن وقال: مذهل هذا ينفع بالفعل.. لم تضِع دراستي حولكم.. رائع لم تكن عبثا... هنا قالت فاطمة باندفاع: دراستك!.. يا فضائي... الكائن الذي قال بهدوء: فضائي... لا.... لا... لا... أنتِ الفضائية... أوووه صحيح بماذا يسمي أهل كوكبك أنفسهم... أوووه تذكرت الأرضيين... إذا أنتِ الأرضية الفضائية... فهمت فاطمة قصده وأدركت أنها في نظره غريبة وشعرت بأنه ليس عدوا أو هذا ما أوحى لها كلامه لذلك ابتسمت وقالت: إذا وما الذي يلقب به شعبك؟ الكائن: جيفاي.. جيفاي نحن معروفون بالجيفاي في أرجاء المجرة.. فاطمة بهدوء: أهلا أيها الجيفاي.. الآن كيف تفهم لغتي.. الجيفاي: اعتقدت أنكِ شعرت بوخزة إبرة قبل قليل لقد قمت بزرع جهاز من تصميمي مخصص للبشر... أوووه هكذا أيضا تدعون أنفسكم صحيح؟. فاطمة: نعم ندعوا أنفسنا بالبشر... تابع بحماس شارحا أكثر عن الجهاز: صممته كي يستطيع البشر التأقلم مع الأوضاع المختلفة التي قد تصادفه كالتغيرات المناخية مثلا وكذلك برمجته ليسهل على المستخدم التكلم بأي لغة في مجرتنا تقريبا كلها فاطمة: فهمت أنا أتحدث لغة مفهومة لديكم الآن... هذا يذكرني... ما سبب وجودي هنا؟ الجيفاي الذي حرك قزحيتيه يمينا وشمالا وبدا عليه الارتباك: صدفة! فاطمة بنظرة لؤم: صدفة... واضح أنك تكذب. الجيفاي: نحن الجيفاي.. لا نعرف كيف نكذب... كنت أحاول تقليدكم وحسب.. نعم ليس صدفة... موروثاتك هي ما جعلنا نختارك.. من خلالها أدركت أن لديكِ الذكاء والشجاعة وكذلك سرعة البديهة، معدلاتها كلها عالية عندك أوووه.. وكذلك اللياقة البدنية فاطمة باستهزاء: هل تمدحني الآن!. (الجيفاي) وهو يمد يده ليصافح فاطمة: لا.. لا.. أبدا... أمسكت بيده وقالت: جيد. الجيفاي الذي أشار بيده لنفسه: أنا اسمي ألوا وأنتِ؟ فاطمة باستغراب: اخترتني ولا تعرف اسمي... ألوا: لا... لست من أختارك.... أقصد لست وحدي.. فاطمة باستغراب: من معك إذا! الجيفاي: عليّ أن أعتذر بصراحة عني وعنهم وأشار بيده للخلف حيث بدأ المسير ودخل خلال نوع من الضباب قالت فاطمة في نفسها: يعتذر... ما القصة؟ في اللحظة التالية تبعته فاطمة خلال الضباب الذي بعد أن خطت أول خطوة فيه تجد نفسها محاصرة بكائنات الجيفاي من كل طرف الذين بدأوا بالتهليل وقول: سلام للمساعدة.... سلام وعبارات أخرى جعلت فاطمة تعتقد أن الجيفاي شعب مسالم، كانت قادرة على التمييز بين الجيفاي فألوان عيونهم مختلفة وكذلك درجات لون بشرتهم الأخضر مختلفة.. أدركت أنهم تماما كالأرضيين.. شعب بعروق مختلف.. لكنهم في النهاية كلهم بشر. استطاعت تمييز ألوا.. واتجهت نحوه وقالت: تبدون لطفاء.. ألوا: لطفاء لا تنغري كثيرا بما نبديه. فكرت فاطمة للحظة ثم قالت: ما الذي ورطتني فيه.. ألوا: لقد ورطت الأرض كلها وبات مصير شعبي ومصير أهلك (يقصد البشر) في يديكِ فكرت فاطمة على الفور بأمها المريضة: لم أفهم... ألوا: بسبب نزاع ما تم تدمير كوكبنا وبتنا مشردين في النهاية نحن جميعا نشكل الجيفاي.. لقد قُتِل منا الكثير خلال الحرب بعد أن كنا مهيمنين على عدة كواكب أخرى... أصبحنا الآن بفضل الحرب التي حصلت... تماما... لا شيء... لا نملك سوى هذه المركبة... أما ما ورطتك فيه... لقد اشترطت علينا المجموعة المجرية... فاطمة باستغراب: المجموعة المجرية؟! ألوا: نعم تلك المجموعة التي تدير مجرتنا... هم من صفوة الكائنات.. أصبح شعب (الأورغونا) مسؤولا عنها مؤخرا بعد أن كنا نحن المسؤولون... ثم قال بصوت مزعج: الأورغونا الحمقى.... سكت لبرهة... ثم تابع: لقد قرروا أنه يتوجب علينا إشراك شخص من كوكب آخر في لعبة والفوز فيها وأن على ذلك الشخص أن يوافق... طلبنا من حلفائنا لكن جميعهم رفضوا... حتى أن بعضهم أهانونا... اتمنى لو نستطيع رد جمائلهم لنا (يقصد رد إهانتهم لكنه قال ذلك بطريقة ساخرة وحاقدة) ثم قال مع غصة إلى أي درجة وصلنا من الانكسار.. لو كان لدينا تلك القوة... آاااه... فاطمة بسرعة بعد أن أنهى كلامه: لست موافقة... فهذا ما جلبتموه لأنفسكم. ألوا بغضب وصوت مرتفع: لا تتحدثي عنا بهذه الطريقة... أنتِ لا تعرفيننا جيدا بعد.. رغم كل شيء شعب الجيفاي صادق وقلة هم الكاذبون... ليس مثلكم يا بشر... تنهد بعد أن لاحظ الصدمة على وجه فاطمة ثم تابع: صحيح ما اسمك مجددا.. أنتِ أنثى صحيح؟ فاطمة بعد أن تمالكت نفسها قالت بهدوء: فاطمة... إذا كيف ستقنعني بالموافقة؟ ألوا: لم يعد الخيار بيدك فبمجرد صعودك لهذه المركبة أصبح شعبك بخطر... أنتم تتعاونون معنا الآن باعتقادهم... هم لن يفكروا بأنّا أجبرناكِ.. بل بموافقة تامة منكِ... ذلك كان اتفاقنا معهم... آه وكذلك نحن مطاردين... بالتأكيد بعد أن استهزأنا ب... ابتسمت فاطمة بطريقة غريبة: ألم تقل أنكم لا تكذبون... كل الذي أراه هنا هو الكذب... ألوا بغضب مجددا: هم من أجبرونا على الكذب... لولا قسوتهم معنا وإجبارنا على الاستعانة بكائنات دونية لما وصلنا لهنا... نحن كنا شعب مسالم رغم كل شيء... فاطمة في نفسها: مسالم!... ونحن كائنات دونية أيضا!... ويريد مني المساعدة!... هل يمزح معي!... أغمضت عينيها، كانت تفكر ثم فتحتهما وقالت: سأساعدكم... لكن عليك معرفة أني أفعل ذلك فقط من أجل سلامة أهلي لا أكثر ولا أقل.... لا يهمني مصير شعبك الجيفاي.... ألوا الذي بانت عليه الفرحة: شكرا.. شكرا لكِ بالتأكيد سأرد الدين... الآن حان وقت التجهز لكل شيء ستبدئين التدريب... سأعلمك كل ما أعرفه خلال مدة بسيطة... لا تقلقي سيكون كل شيء بخير..