Cairo , Egypt +01508281514 darr@elsayad121216.com

الفصل العاشر والأخير

"الحلم" كان هناك فتاة من شعب أورغونا.. وأجملهن أيضا وكذلك أقواهن، حتى أنها أقوى من الرجال... محاربة شرسة في ساحة المعركة.. كان الأعداء يهابونها... حتى أنهم نصبوا الكمائن لقتلها، ولطالما فشلوا.. كانت تدعى "هلا"... في يوم قررت هلا التوجه لمدينة باي على كوكب يدعى جاي كانت تتجول بالسوق عندما شاهدها ذاك الجيفاي ولحق بها من مكان لآخر.. أزعج ذلك هلا... التي سألته عن سبب فعلته، أجابها أنها من أجمل الكائنات التي رآها في حياته واستطاع من خلال لسانه المعسول جذب هلا... فليس من عادة الجيفاي الكذب... هذا هو سبب تصديق هلا له... في يوم اختلف الجيفاي والأورغونا على كوكب وقرر مجلس شعبنا إرسال هلا للتفاوض فهي لم تخسر من قبل.. ما إن وصلت تفاجأت بوجود ذاك الجيفاي.. فقد كان مسؤولا عن الجيفاي حينها كان اسمه "ريفار" بدأت المفاوضات... كان الجو محتدما... في النهاية قال ريفار: لم أعد استطيع المقاومة، أحسنتِ هلا أنا أنسحب.. ثم همس في أذن هلا: انسحبت بسبب جمالك.. احمرت وجنتا هلا حينها.. منذ ذاك الوقت والعلاقات تتوطد بين الشعبين ومع توطد العلاقات كانت هلا تقع في شباك ذاك... لطالما كانت تصدق كلامه ولطالما وثقت به.. فقد بدا صادقا لآخر لحظة لليوم الذي قرر فيه خطبة هلا،في ذاك اليوم أحضر معه حاشيته وجنوده الذين خبأوا أسلحتهم جيدا قبل دخولهم للقصر، ما إن أوشكوا على إعلان الخطوبة... أشهر أولئك الجنود أسلحتهم وهجموا على المدعوين وقُتِل من قُتِل... فاطمة هل تدركين مدى شنيع فعلته... تقرب منها لأجل قتل المسؤول عن الأورغونا حينها، لكن ما إن رأت هلا ذلك دافعت عنه حتى تمكن من الهرب.. هل تعرفين ذاك الغدر وتلك الخيانة.. ونظرات هلا الحزينة حينها ودموعها.. أعتقد تعرفين قواعدنا... دموع الأورغونا غالية ومن يسكبها يُقتَل.. لكننا لم نستطع فعل شيء حينها وتنامى الحقد وتنامى الألم... يصعب علينا مسامحتهم بعد كل تلك السنين فاطمة: الآن فهمت.. ريان: ما الذي فهمته..! فاطمة: سبب غضبك.. هل تعرف؟ سألت بورو ذات يوم نفس السؤال... تريد معرفة الإجابة. ريان: ذلك ليس مهما الآن. فاطمة: لا بل مهم.. هل تعرف سبب الانقسام الذي حصل منذ زمن. نظر لها ريان باستغراب.. تابعت: كان ريفار الذي لم يقبل تلك الخيانة، فقد خاصم أهله وألتم حوله اتباعه وحصلت الحرب... ريفار لم يكذب ريان.. ما حصل لم يكن بيده.. عليك الصفح عنه.. بدا ريان مصدوما من كلام فاطمة التي تابعت: الغضب والانتقام لم يحلا شيئا يوما... أنت لم تعرف بقية الحقيقة، كان ريفار ضحية مثله مثل هلا.. كان محافظا على تقاليد شعبه ولم يكذب. ابتسم ريان وقال: أجل لكن.. فاطمة: هم الآن بسبب تلك الخطيئة مشردين، هم بحاجة لوطن كما كانت هلا بحاجة لريفار... حين بكت.. ابتسم ريان وقال: نعم صحيح، كلامك صحيح.. كنت أعرف هذا.. لكني لم أكن قادرا على الغفران. فاطمة: عليك الغفران، من فضلك. ابتسم ريان مجددا ثم قال: في ذاك اليوم الذي كنا فيه نراقب النجوم ما الذي فكرتِ به وجعلكِ تبتسمين. فاطمة: سأخبرك، لقد فكرت بجمال كوكبي وروعته رغم كل المصاعب التي عليه وكل الخلافات التي فيه لكنه يبقى كوكبي الذي أحبه.. أنا بشرية في النهاية. ريان: هذا جميل بالفعل، تماما مثلي أنا أورغونا في النهاية... وأحب شعبي... عم السكوت للحظات عندما قاطع ذاك السكوت صوت ريان مجددا: لدي فكرة، سأقوم بركل هذا الجدار فهو الجدار المؤدي للفتحة التي فيها الراية. فاطمة: هيا جرب من فضلك. في اللحظة التالية وجه ريان ركلة لذلك الجدار الذي هو من الواضح مجرد طبقة رقيقة، فهو لم يتحمل الركل ليفتح الطريق أمامها لمكان الراية لكن تناثر الركام جراء الضربة بكل مكان والفتحة صغيرة، بدأت فاطمة تبحث بين الركام عن أي شيء يلمع حيث كانت توجه الضوء من السوار على الأرض. لاحظ ريان شيئا يلمع اتجه نحوه وأمسكه، لمع سواره لذلك خبأ يده التي فيها السوار والجوهرة خلف ظهره وقال: فاطمة ما الذي كنت ستتمنينه لو أمسكت الراية الماسية. نظرت له فاطمة وقالت: هذا ليس وقتها. ريان: من فضلك أجيبيني.. فاطمة: حسنا، لدي أمنيات كثيرة... لا أعرف أي واحدة منها سأختار... كنت سأتمنى أن يتصالح الجيفاي والأورغونا وأن تحل كل مشاكل الذي شاركوا في هذا السباق إن كان حلها لخير يعم الكثير وأن يتوقف ألوا عن الكذب عفوا أقصد المزاح.. ثم سكتت ونظرت للأرض. ريان: هل ما زال لديكِ أمنية أخرى. فاطمة بابتسامة باهتة: نعم، أتمنى أن أعود للأرض وأن أرى أهلي مرة أخرى لقد اشتقت لهم. هنا ابتسم ريان وأخرج يده من وراء ظهر وصرخ: أعلم أنكم تسمعونني جيدا يا مجلس المجرة أتمنى أن تتحقق أمنيات فاطمة.. كلها... كلها أمنيات معقولة. قال ذلك وسط ذهول فاطمة التي سالت الدموع من عينيها فجأة أحاط ضوء دافئ بفاطمة التي أدركت أنها الآن عائدة إلى الأرض في تلك اللحظة قال ريان: (عيونك كمجرة فاطمة... عيشي من أجل من تحبين... من أجل من يحبونكِ... تلك الأرض ستعمر بمن هم من مثلك.. أحبك... أراك قريبا حتى وإن لم تذكريني...) بدت الصدمة على وجه فاطمة التي تذكرت بعد ذلك وصولها للأرض... حيث تمددت على الأرض وسالت الدموع من عينيها وقالت: لقد بدأت أحبك أيضا. وأمسكت التراب الذي كان على جانبها وقالت: الحمد لله عدت. كانت مدركة أنها في أي لحظة ستنسى كل ذلك.. لكنها لم تكن تعرف متى.. لذلك لمست رقبتها لتجد أن الجهاز الذي غرزه ألوا اختفى، ثم جاء الرجل العجوز..... بينما كانت في الحافلة عائدة لبلدتها الصغيرة غفت، وعندما استيقظت قالت: كان حلما جميلا أتمنى لو كان حقيقة... نظر لها والدها وقال: بماذا تهمسين صغيرتي؟. فاطمة: لقد رأيت حلما غريبا .. كان جميلا. والدها: أتمنى أن تكون أيامك كلها جميلة. ما إن وصلت فاطمة للمنزل استقبلتها أمها بالأحضان والقُبَلْ فقد كانت سعيدة لعودة ابنتها الوحيدة أخيرا، ثم شكرت الله الذي استجاب لها دعاءها.. مضت السنين وتخرجت فاطمة من كلية الطب وبدأت المشوار في تحقيق حلمها. كانت تمشي في أحد طرق العاصمة عندما اصطدمت بذلك الشاب. قالت فاطمة: آسفة لم أق.... لم تكمل كلامها فقد بدا الشاب مألوفا عندما نظرت إليه حيث تابعت: هل أعرفك..؟ ما اسمك؟... عفوا لكنك تبدو مألوفا لي نوعا ما! الشاب بابتسامة أخاذة: اسمي ريان، لا أعتقد... وتلك قصة جديدة بدأت ....

Get In Touch

Cairo , Egypt

darr@elsayad121216.com

+01508281514