Cairo , Egypt +01508281514 darr@elsayad121216.com

الفصل الثانى

تجلس بداخل السيارة المزينة وبجانبها عريسها وزوجها خالد، ويلتف حول السيارة الكثير من السيارات التى تصدر أصواتًا عالية وسط فرحة خالد، أما غادة فكانت في عالم آخر، تنظر من شباك السيارة شاردة وتعود بالزمن للوراء تجلس غادة فى غرفتها ممسكة بالتليفون وتطلب رقم منزل خالتها غادة: ألو، أيوه يا خالتي؟ فوزية: ازيك يا غادة يا بنتي غادة: الحمد لله ، كويسة، خالتي هو أحمد موجود؟ فوزية: لا يا بنتي، أحمد لسه مجاش، بيتأخر في الكلية اليومين دول، وعلى طول مشغول غادة: طب ممكن يا خالتي لما يجي يكلمني؟ فوزية فى حزن: حاضر يا بنتي تغلق فوزية مع غادة التليفون وتحدث نفسها فى حزن: دي البت مقهورة يا عين أمها، الله يجازيك يا أحمد أما غادة فبعد غلقها للتليفون وضعت يديها على رأسها في ضيق قائلة: برضه مش موجود، بقالي أكتر من شهر بحاول أوصله علطول مش موجود، هى إيه الحكاية بالظبط ؟! فى كلية الطب: يقف أحمد ومعه فتاة جميلة في نفس عمره ممسكة ببالطو أبيض، يميل أحمد عليها ويهمس لها فى أذنها فيضحكان سويًا، ولكنه يتوقف عن الضحك حين يرى غادة تقف أمامه ويبدو على ملامحها الصدمة أحمد: غادة! غادة في سخرية مملوءة بالحزن: ازيك يا أحمد، بقالي كتير مشوفتكش أحمد في تردد: معلش يا غادة انتِ عارفة الكلية صعبة ازاي؟ تنظر غادة للفتاة الواقفة أمامه قائلة: عارفة يا أحمد، عارفة الفتاة: مين دي يا أحمد؟ وقبل أن يجيبها قاطعته غادة والدموع في عينيها مكتومة: أنا غادة، بنت ...بنت خالته الفتاة: أهلا وسهلاً، اتشرفت بيكِ، وأكيد هنتقابل تاني تنظر غادة لأحمد في ألم قائلة: أكيد تتركه غادة وتذهب ودموعها محبوسة فى عيونها، ظلت غادة صامدة تحبس بداخلها صرخات وبكاء مرير ولكن منعتها كرامتها من البكاء، جلست على محطة المترو تنتظر قدوم المترو وهى شاردة حتى أنها لم تشعر بقدوم أكثر من مترو أمامها، ظلت شاردة تفكر في حالها حتى فوجئت بمن يضع يده على كتفها، رفعت عينيها إليه لتفاجأ أنه أحمد، نظرت غادة للجهة الأخرى حتى لا تنظر إليه، فنظرة واحدة منه كفيلة أن تنهار أمامه، تمالكت نفسها واستجمعت قواها قائلة: خير يا أحمد، عايز إيه؟ أحمد: غادة، عايز أقولك، أنا .... ابتسمت له غادة ابتسامة حزينة قائلة: عايز تقوللي إيه يا ابن خالتي؟ إني مبقتش أنفعك، وإنك دلوقتي بقيت طالب في كلية الطب، وكلها كام سنة وتبقى دكتور، ومن حقك ترتبط بدكتورة زيك مش كده؟ أحمد: لا يا غادة، مش كده صدقيني، بس غصب عني الموضوع مش بإيدى، انتِ غالية أوي، دا انتِ عمري اللي فات كله، صدقينى يا غادة انتِ أكتر من أختي تضحك غادة في ألم: أختك! يعني لما كنت بتقوللي يا حبيبتى وإنك نفسك أبقى جنبك العمر كله كان قصدك إني أختك؟ يعني لما كنت بتجيلى ترمي فى حضني همومك وأوجاعك وتخليني أشاركك أحلامك كان عشان أنا أختك؟ يعني سهري جنبك وأنت عيان وخوفي عليك أكتر من نفسي دا عشان أنا أختك؟ يعنى حبك ليا كان..... وهنا لم تستطع غادة إكمال حديثها وشعرت بصوتها يختنق بداخلها، همّ أحمد بالحديث، فرفعت غادة يدها في وجهه توقفه عن الحديث قائلة: كفاية يا أحمد، كفاية وجع لحد كده، أنت دبحت قلبي بسكينة ومش من السهل حد يداويه همّت غادة المغادرة ولكن أوقفها صوت أحمد قائلاً: غادة! نظرت له غادة، فأكمل حديثه: ممكن ماما متعرفش موضوع نهى؟ غير لما أقولها في الوقت المناسب؟ نظرت له غادة فى ألم وتركته وغادرت، وصوت صرخات قلبها يعلو بداخلها لا يستطيع الوصول إلى فمها، انقطعت علاقة غادة بأحمد تمامًا وانقطعت عن زيارة خالتها بحجة انشغالها بالدراسة، حتى أنها لم تعد تهتم أن تعلم بأخبار أحمد وهنا أفاقت غادة من شرودها على صوت خالد يدعوها للخروج من السيارة للذهاب إلى القاعة المقام بها حفل الزفاف، تمسك غادة في ذراع خالد وتسير أثناء الزفة، وهي تشعر وكأنها بداخل فيلم تشاهده وسينتهي في وقت ما، وأنها ما هي إلَّا مشاهدة وليست هي البطلة ، ظلت تنظر لمن يجلس بجانبها، مَن هذا الغريب الذي أصبحت مكتوبة على اسمه؟ من هذا الذى اختارته ليكمل لها مسيرة العذاب التى توالت عبر حياتها؟ مَن هذا الرجل التي أمنته نفسها وهي تعلم تمام العلم أن لا أمان مع رجل؟ ظلت على هذا الحال إلى أن انتهى حفل الزفاف وذهبت إلى منزلها الجديد برفقة ما يدعونه زوجها. جلست غادة على سريرها خائفة، فهي مازالت تشعر أنها مع رجل غريب فى مكانٍ واحد، وأن كل من حولها شاركوا في هذه الخطة للتخلص منها وإلقائها فى حضن رجل سوف يكمل مسيرة عذابها، اقترب خالد منها في حنان فانتفضت حين لمسها، فأشفق عليها قائلاً: بس يا حبيبتي متخافيش، ده أنا نظرت له غادة فى قلق دون أن تجيبه, فأمسك يدها فى حنان قائلاً: بصي يا غادة، أنا عارف يا حبيبتي إن جوازنا جه بسرعة، وإنك ملحقتيش تاخدي عليا، بس أنا عايز أطمنك، أنا عمري ما هخليكِ تعملي حاجة غصب عنك، ومش عايز فى يوم أشوف نظرة الخوف في عينيكِ، انتِ مراتي يعني على اسمي، وواجبي ناحيتك إني أعيشك في أمان، مخلكيش تخافي من أي حاجة نظرت له غادة في ارتياح بثّه لها كلامه معها، يا لك من رجل طيب يبدوعلى ملامحك الحب والحنان، هل يمكن أن يكون قد بعثك القدر لي لتعوضني عما عانيته في حياتي، هل يمكن أن يكون ما أراه في عينيك هو حب صادق؟ ولكن لا، أنت رجل، والرجال ما أسهل عليهم تمثيل الحب ببراعة ، حتى يسقط القناع عن وجوههم ليظهروا بالوجه الحقيقي الذي يغطي الخداع والكذب و..... الخيانة أكمل خالد حديثه قائلاً: إيه يا غادة، هتفضلى ساكتة؟ غادة: خالد، ممكن أطلب منك طلب؟ خالد: طبعًا يا حبيبتي غادة: ممكن ننام النهاردة ؟ أنا حاسة إني قلقانة ومش واخدة على المكان، ولا ... خالد: ولا واخدة عليا مش كده؟ على العموم زي ما تحبى يا غادة، أنا قولتلك مش هغصب عليكِ في أي حاجة، انتِ مراتي، ولازم أحطك تاج فوق راسي نظرت له غادة محاولة إقناع نفسها أنه يتظاهر بالطيبة والحب، نام الاثنان بعد أن أبدلا ملابسهما، وسريعًا ما غط خالد في نومه، أما غادة فلم تستطع إيقاف عقلها عن الرجوع بالزمن إلى الوراء من جديد.. تجلس غادة على أحد المقاعد فى الجامعة تحتسي مشروبها ويبدو على ملامحها الحزن الذي أصبح رفيقها منذ بُعدها عن أحمد، تجلس بجانبها رحمة صديقتها التي تعرفت عليها في الكلية، وأصبحت في وقت قليل الصديقة المقربة لها التي تلقي بأوجاعها في حضنها رحمة: وبعد هالك يا غادة! لحد امتى هتفضلي حزينة كده، فات كذا شهر من ساعة اللي حصل، انسي بقى غادة: أنسى؟! أنسى إيه يا رحمة؟ أنسى عمر ضيعته بحب في إنسان أناني واخدني إستبن، ولا أنسى إني بسببه مدخلتش الكلية اللي كنت عايزاها، لمجرد إني فضلته على نفسى، لو النسيان سهل مكنش حد بات موجوع تحاول رحمة التخفيف عنها في مرح قائلة: يا ستي دا كتر خيره إنه عمل كده، عشان تدخلي الكلية وأعرفك، وإلَّا كان زمانك في هندسة وبتبصي للغلابة اللي زيي من فوق لتحت تضحك غادة على كلامها رحمة: أيوا يا ستي، اضحكي محدش واخد منها حاجة تنظر رحمة إلى شخص ما قادم وتكمل حديثها: أووووبا، حظك في رجليكِ يا غدغد، المعجب الولهان جه غادة: قصدك مين؟ رحمة: هيكون قصدي مين يعني، هو في غيره؟ غادة: سيف!!!!

Get In Touch

Cairo , Egypt

darr@elsayad121216.com

+01508281514