Cairo , Egypt +01508281514 darr@elsayad121216.com

الفصل الثامن عشر (الطوفان الثامن عشر طوفان اللهفة)

طوال طريقهم للمعسكر و سهى لم تصمت ثانية وهي تقص على سامح طفولتها المشاغبة و مراهقتها المتشددة و هدفها التي سعت ورائه حتى وصلت له بالنهاية ونجحت بعملها.. و هو يتابع الطريق بعين و يتأملها بالعين الأخرى، حركة ذراعيها وهي تتحدث .. بريق عيناها الساحر...حتى لعقها لشفتيها... أصبح يستمتع بالتطلع إليها... باتت تسليته الوحيدة في أيامه الروتينية و العملية.... قبلها كان عشقه الأول و الأخير وطنه.. حتى عثر عليها فأصبحت هي وطنه الأصغر الذي يلجأ إليه ليعينه على الصعاب التي يواجهها كل يوم.. إنتبهت سهى لشروده و هو يتابع الطريق بعينيه... فسألته بمداعبة: _ ايه اللى واخد عقلك ؟! إلتفت سامح ناحيتها برأسه و إبتسم بطرف شفتيه و قال بتنهيدة حارة مكررا كلماتها له: _ هو واخد عقلى بس... ده واخد عقلی و قلبی و روحی و لو حللولى دم هيلاقوه فيه . إبتسمت بخفوت وهي تتذكر انها هي من قالت له تلك الكلمات سابقا و قالت بتلعثم من خجلها: _ يا... يا بخته . بينما هز باسم رأسه بيأس و هو يطالع الطريق و صورة حياة لم تفارقه... أيعقل أن يكون عشقها بتلك السرعة... أم أنه وجد بها ضالته... زوجة.. محترمة.. من عائلة كبيرة، ولكن خفقان قلبه المذعور منذ رؤيتها... أكد عليه أنها إحتلته بالكامل ... إبتسم بهدوء و هو يتذكر بريق عيناها الماكرتين و هي تخبره أنها موافقة على الإرتباط به.... لو أمكنه البقاء معها وقت أطول... ليتعرف عليها أكثر...و لكن مواقفهما المرحة هي الذكرى التي ستمنحه الصبر على فراقها... وصلوا أخيرا للمعسكر تنفست سهى بعمق وقالت براحة: _ أنا كده حاسة إنى رجعت بيتى تانى.. مش عارفة لما هنخلص هرجع لحياتي طبيعي إزاى . إبتسم سامح بألم وقال بضيق: _ أنا اللى مش عارف هقدر على بعدك إزاى.. بس نتخطب وهخلى مكتب ديكور يشطب لنا الشقة فورا.. وإنتى تتولى المهمة دى وأول ما تخلص.. نتجوز على طول . اقترب ماجد منهم و صافح باسم و سامح مصافحتهم المعهودة و قال بمداعبة: _ المعسكر نور يا وحوش.. روحتم انتم غيرتم جو و انا مسحول هنا.. اخبارك ايه يا طلبة؟! اجابته سهي قائلة بمزاح: _ واحشني اميجو.. كويس انك فضلت هنا لان اللي جه معايا خطب. ضيق ماجد عينيه و هو يطالعهم بتعجب و هتف بصياح: _ خطب؟! مين خطب مين؟!!!... أجابته سهي ببديهية: _ سامح خطبني تقريبا و باسم خطب بنت عمي. اشاح ماجد بذراعيه و قال بضيق: _ يا حلاااااوة .. انتوا رايحين تحبوا و تخطبوا و انا هنا في البلالايكة ماليش ستين لازمة. إبتسمت سهى بتشفي وقالت: _ ده انت الخير و البركة عيب عليك يا هندسة.. هروح أوضتى أرتاح للعشا.. بعد إذنكم . إبتسم سامح على خجلها.. وحمل حقيبته على كتفه ومضى لغرفته شابكاً ذراعه في ذراع ماجد و هو يقول: _ تعالا معايا يا ماجد و انا هفهمك و بالمرة طمني عالاخبار. إبتعد باسم عنهما و أخرج هاتفه فاقدا صبره وهاتف حياة التي أجابته من أول رنين و كأنها كانت تنتظر إتصاله بلهفة... فقال لها مسرعا: _ وحشتينى . وصلته تنهيدتها الهادئة تلاها صوتها و هي تقول بمشاغبة: _ إحترم نفسك لو سمحت.. وإتكلم معايا بأدب . ضحك ضحكة عالية وقال بتقائية: _ طب ما أنا لغاية دلوقتى مؤدب. شهقت شهقة عالية و خرج صوتها محتدا غاضبا وهي قول له بسخط: _ إياك تكلمنى تانى مفهوم . اسرع قائلا: _ استني بس هو انتي ليه عصبية دايما كده.. بالراحة شوية انا بهزر معاكي و الله. اجابته و هي تنفث بضيق: _ انا مش متعودة اتكلم مع رجالة و كده.. انا اصلا مش متعودة اتكلم مع حد انا بحب ابقي لواحدى. عدل من وضع حقيبته علي ظهره و قال بتعجب: _ ليه بتحبي تكوني لواحدك.. مع انه لما شوفتك وسط عيلتك حسيتك اجتماعية جدا؟! تطلعت بمرآتها و قالت بهدوء: _ مش عارفة انا ليه بحب الوحدة بس ممكن طبيعتي كده.. و كمان لا بحب الخروج و لا التنطيط عاوزة بيت اقعد فيه و مقفول عليا و حلو كده جدااا. ابتسم باسم بسعادة و قال: _ انا بحب الست اللي بتقعد في بيتها معززة مكرمة كده و اوعدك كل طلباتك هتبقي مجابة بإذن الله.. بس المهمة اللي احنا فيها تخلص و اجيب والدتي و والدى من البلد و نتفق عالجواز علي طول ان شاء الله. لفت خصلة من شعراتها علي سبابتها و قالت بخجل: _ مستعجل علي ايه انا من حقي نتعرف علي بعض مش يمكن شخصيتك ما تعجبنيش... مثلا. اتسعت ابتسامته قليلا و هو يقول بمداعبة: _ انا متخيلك دلوقتي و انتي بتقولي... مثلا دى تعرفي لو قدامي كنت هعمل ايه؟! تنحنحت بإرتباك و قالت بعبوس: _ لا انا اللي هعمل.. سلام. و أغلقت الهاتف بوجهه... فنظر لشاشته بتعجب و إنفجر ضاحكا و هو يعدل من حقيبة ظهره مجددا و مضى ناحية غرفته بسعادة... وعقله ذهب لمنطقة دراسة إمكانية زواجهما بسرعة... بعد ان تملك منه الشعور بالرغبة في الاستقرار و بناء بيت و أسرة.. ان كان سامح قد أخذ تلك الخطوة بشجاعة فلم سيتردد هو. تملك القلق من قلب مازن.. وهو يسأل نفسه أين إختفت طوال اليوم.. فهذه أول مرة تغلق هاتفها طوال الوقت بهذه الطريقة المريبة .. حتى قال في نفسه بتوجس قلق: _ یاترى في إيه إنتى فين يا كريستين.. أنا كده هتجنن . دلف ياسين لمنزله وهو يهاتف ليلى.. ضحك وقال بهدوء: _ برافو علیکی . أجابته ليلي بثبات: _ لا ده أنا أعجبك قوى . قطع بيده فرع شجرة و تلاعب به على الأرض و هو يقول بحدة: _ سليم إيه وبتاع إيه ده اللى ياخدك منى.. ده أنا كنت طربقتها على دماغتكم . ضحكت لیلی و قالت بضيق مفتعل: _ إحترم نفسك .. إيه طربقتها على دماغتكم دى ؟! أجابها مسرعا: _ بس إنتي حلقتيله حلقة جامدة برضه . اومات برأسها و قالت بتأكيد: _ طبعا... أنا إديتهاله في وشه علشان يشلني من دماغه للأبد . إبتسم ياسين بثقة و قال بإعجاب: _ يا واد يا سيطرة . لاحظ ياسين وقفة مازن بمفرده.. و يبدو على ملامحه الغضب فقال لليلى مسرعا: _ معلش يا حبيبي.. هقفل دلوقتی مازن شكله زعلان من حاجه .. شوية وهكلمك . فقالت له بقلق: _ تمام لو في مشكلة و لا حاجة إبقى قولى . اجابها بهدوء: _ حاضر... سلام . أغلق هاتفه.. وإقترب من مازن و هو يطالعه بقلق وقال بمداعبة: _ مالك يا مزون... مين اللى زعلك كده؟! إستدار مازن ناحيته وقال بضيق: _ هتجنن يا ياسين کريستينا من إمبارح مش باينة.. وموبايلها مقفول.. ومش عارف عنها أي حاجة لغاية دلوقتي. ربت ياسين على ظهره وقال له مطمئنا: _ ما تقلقش أكيد في حاجة منعاها و لما تكلمك هتفهم. لم تلن ملامح مازن... فتابع ياسين حديثه قائلا بهدوء: _ بتحبها کده یا مازن .. انا خايف من تعلقك الكبير بيها ده قوى. أغلق مازن عيناه و أجابه بتنهيدة طويلة مثقلة: _ اعمل ايه بس دى هي النفس اللي بتنفسه... يوم واحد من غيرها و حاسس إنى زى السمكة اللي خرجت من الماية و بتموت. جلس ياسين الى جواره و قال بتعقل: _ خايف عليك تتوجع يا مازن.. هي أهلها عمرهم ما هيوافقوا و إنت لغاية دلوقتي خايف تكلم أبوك اصلا. إعتدل مازن في جلسته و قال بقوة: _ أنا مش خايف من أبويا و لا حاجة... بس هي اللي مكتفاني و مش عيزاني أكلم حد قبل ما هي تكلم اخوها.. أصله متعصب شوية. زم ياسين شفتيه و قال بضيق: _كمان!!!.. طب و أخوها ده هي هتقنعه إزاى بقا؟! هز مازن رأسه بضياع و قال بحزن: _ مش عارف... و خايف عليها منه قوى.. دى لو بعدت عني هموت بجد يا ياسين. ربت ياسين على ذراعه و قال بهدوء لطمأنته: _ إفرد وشك ده ولو فضلت لبكرة مختفية.. هخلى ليلى تروح لها البيت.. وهتطمنك يا حبيبي. اجابه مازن بإمتنان وهو يستند برأسه على ظهر مقعده مجددا سابحا في صفاء السماء: _ شكرا.. بس أنا هفضل كده لبكره؟!!!.. مش هقدر. جذبه ياسين من ذراعه و حثه على النهوض معه قائلا بترفق : _ حاسس بيك و الله... قوم صلى ركعتين علشان تهدا.. وربك يسهلها من عنده. وقف مازن وأومأ برأسه قائلا بإرهاق: _ عندك حق يالا نطلع و انا واثق في ربنا انه هيسمع دعائي. دلف أدهم لشرفة الردهة بشقته متسللا و أجاب هاتفه قائلا بقلق: _ في إيه يا بابا... عاوز تكلمنى في إيه و مش عاوز فريدة تسمع قلقتني؟! إبتلع جاسر ريقه بتوتر و قال بهدوء: _للأسف يا إبنى إتحدد يوم الجمعة اللي جاى علشان تقدم كفنك.. بعد الشر عليك. مرر أدهم كفه على جبهته و شعراته و قال بضيق: _ لا حول و لا قوة إلا بالله.. إمتى هرتاح من تعب القلب ده بس يارب. فقال له والده مسرعا: _ ما تخافش يا ولدی... صدقني مش هيحصلك حاجة و محدش هيجدر يمسك بس او يطرفك بعينه. إستند أدهم بظهره على الحائط و سحب نفسا طويلا قبل أن يجيبه بتوتر: _ انا مش قلقان على نفسی... انا خايف من ردة فعل فريدة لما تعرف. اجابه جاسر بردا قاطعا: _ إياك تقولها حاجة... إحنا هنروح و نرجع من غير ما حد يحس غير إعمامك و إحنا و بس ده لو امك شمت خبر هتقلب الدنيا. أوما أدهم برأسه و قال بتفهم: _ حاضر... لله الأمر من قبل و من بعد. انهى جاسر حديثه معه قائلا لطمأنته: _ و الله ما حد هيمس منك شعره.. ده انا أفديك بروحي.. ما تقلقش نفسك و إطمن. اعتدل ادهم في وقفته و قال بتنهيدة مقتضبة: _ تسلميلي يا حاج.. مع السلامة. أغلق أدهم هاتفه بعد مكالمة والده.. وإستند بذراعيه على سور شرفته..و تطلع للسماء و ناجي ربه قائلا بداخله بتوسل: _ يا رب.. أرجع سالم علشان ما أسيبش فريدة لوحدها و لا احرق قلب امي عليا... أنا ماليش ذنب في موضوع الطار ده.. يا رب إنت عالم بيا. إحتضنته فريدة من ظهره وقالت بمداعبة: _ واقف هنا لواحدك ليه... زهقت منى؟! إلتفت إليها وتطلع داخل عيونها بشوق.. ثم قبل أنفها وقال بجنون: _ بحبك قوی یا ديدة نفسى أحضنك قوى لغاية ما تدوبى جوايا ومحدش يشوفك غيرى. ردت فريدة وهي تتأمله بحب: _ حبيبي.. أنا كمان بحبك قوى.. إوعى تبعد عنى يا أدهم.. إنت ما تعرفش أنا إتعذبت إزاى وإنت مسافر.. أنا لو كنت سامحتك علشان شكيت فيا وضربتني.. بس عمری ما هسامحك على بعدك عنى السنين اللي فاتت دی كلها. إحتضنها بقوة وإستنشق عبير شعراتها وقال بهمس مثير: _ بكرة تسامحيني.. أنا واثق.. بس اوعى تبعدى عنى إنتي كمان.. أنا بتنفسك يا عمري. فقالت بسرعة مشاكسة إياه: _ طب يالا ندخل بقا.. في فيلم رعب يجنن علي التليفزيون. إبتعد عنها وقال متعجبا: _ فيلم رعب في شهر العسل؟!!!... شکلی کده هغير رأيي. لكمته في صدره وقالت بغضب: _ مش هتغير رأيك بقا.. إستحمل يا وحش. وإنهالت عليه بالضربات.. فضحك على طفولتها ومرحها وركض من أمامها قائلا بتأسف: _ آسف..والله أسف.. خلاص بقا. ردت بعند وتحدى: _ طب إيه رأيك هتشوف الفيلم غصب عنك بقى عقابا ليك يا سمج. جلس على مقعد منزوی و قال بتوجس: _ طب هو فيلم إيه إن شاء الله ؟! جلست على الأريكة أمام التلفاز وقالت بنبرة صوت مخيفة: _ drug me to hell. إتسعت عينى أدهم وقال بسخرية : _ ده كفاية إسمه يا مفترية انتي. وقف وسار ناحيتها ثم غمز لها بعينه و قال هامسا و هو ينحني من خلف الاريكة مقتربا من وجهها : _ طب ما تيجي ونجيب مليجي. قطبت حاجبيها بضيق وقالت بتذمر _ أجى فين.. هو إنت ما بتشبعش يا أدهم ؟! إبتسم بمكر و قال بمزاح: _ إنتى إفتكرتي إيه.. قصدی تیجی جنبي نتفرج من هنا احسن. حدجته بغضب وقالت بوعيد: _ شكلك هتقضی شهر العسل في المستشفى يا بيبى. وقذفته بوسادة الأريكة.. إلتقطها.. وبسرعة.. قفز من على ظهر أريكتها و جلس بجوارها وإجتذبها لحضنه..ثم ضمها بذراعه قائلا بتنهيدة ملتاعة: _ هو لازم یعنی نشوف الفيلم ده.. عندى قضية مهمة وكنت عاوز نناقشها مع بعض و ما ينفعش تتأجل. إبتسمت بخجل وقالت بإصرار: _ لا.. أنا عاوزة أشوف الفيلم بقا ماليش دعوه. مرر أنفه مداعبا على رقبتها وقال بصوت خفيض: _ طب والقضية دى كلها مرافعات وأدلة وموكلين، وأنا لازم أديها حقها ..ولا يتحكم فيها بالإعدام يرضيكي يعني. إبتعدت عنه قليلا و قالت بعند: _ اه يرضيني و برضه هنشوف الفيلم .. ده أنا بقالى يومين بستناه. جذبها إليه ثانية و داعب أنفها بأنفه و همس أمام شفتيها همسا حارق لاستمالة مشاعرها: _ و أنا بقالى ٢٢ سنة مستنيكي تكبرى و اتجوزك وأ....... . تنحنحت بخجل و قاطعته و هي تبتعدت عنه وقالت بضيق: _ على فكرة إنت قليل الأدب. أومأ برأسه وأغلق التلفاز.. وحملها قائلا: _ إستعنا عالشقى بالله. مر يومان.. ومازن لم يترك وسيلة للوصول إلي كريستينا و لم يفعلها .. و بالمقابل لم يصل لشئ أيضا... فهاتف ياسين فاقدا صبره وقال بتوتر : _ أيوة يا ياسين انت فين؟! أجابه قائلا بهدوء: _ مزونة حبيبي صباح الفل.. أخبارك إيه يا معلم قدرت توصل لكريستين؟! هز رأسه نافيا وقال بنبرة متألمة: _ لا يا ياسين.. مافيش اي خبر عنها هتجنن خلاص. فسأله ياسين بقوة: _ طب و إنت ناوى تعمل إيه دلوقتى؟! مرر مازن يده على ذقنه النامية وقال بتخبط: _ مش عارف.. مش عارف أي حاجة و لو فضلت کده ممكن أتصرف غلط و أضيعها منى من غير ما احس. هدأه ياسين قائلا بضيق: _ مش کده يا مازن إهدا و فکر کويس انا بقيت خايف عليك اكتر. سحب مازن نفسا طويلا قبل ان يقول له برجاء: _ إنت كنت قولتلي إن ليلى ممكن تروحلها البيت صح؟!! هز ياسين رأسه بتأكيد وقال: _ طبعا.. و هي اللي قالتلي كمان. تجدد الامل بقلب مازن فقال له مسرعا: _ طب ما تشوفها كده فاضية و لا وراها حاجة لانا جبت اخرى و الله. اجابه ياسين بموافقة: _ حاضر أنا هقفل معاك دلوقتي.. وأكلم ليلى أشوف سستمها إيه. انهت زهرة فنجان قهوتها و تركته علي الطاولة و هي تقول بفضول: _ يعني يا سعاد دلوقتي سهي في معسكر من بتوع الجيش دول؟! يا اختي و انتي مأمنة في عز اللي بيحصل لظباط الجيش ان بنتك تكون في وسط النار؟! تنهدت سعاد بقلق و قالت: _ اكيد قلقانة عليها و مش بس قلقانة ده انا بموت من رعبي بس وجود سامح معاها مطمني.. انا شوفت في عنيه حب ليها خلاني ارتاح و اتطمن انها معاه مافيش حاجة هتمسها الا لو دى ارادة ربنا.. ربنا يحفظهم و يرجعهم بالف سلامة. ربتت أميرة علي ساقها و قالت بتعقل: _ ربنا يكملك بعقلك يا سعاد.. بكرة لو سهي نجحت بشغلها هتبقي بطلة و كلنا هنكون متشرفين بيها و عيالها ان شاء الله هتبقي راسهم في السما بأمهم و ابوهم و اللي عملوه. اسرعت زهرة قائلة: _ الشهادة لله اذا كان سامح او باسم فهما رجالة بمعني الكلمة و ربنا بيحب بناتنا انه رزقهم بزوجين زيهم الواحد يبقي مطمن عليهم و مش شايل هم حاجة.. عقبال مي يا رب. رفعت أميرة كفها و قالت برجاء: _ يارب يا مي يا بنت زهرة ربنا يكرمك بشاب زى الفل يقدر قيمتك يا حبيبتي و يسعدك و يصونك. امنت سعاد علي دعائها قائلة: _ اللهم امين يا رب.. اهي البت مي دى فاكهة العيلة كفاية ضحكها و دمها السكر... بس نشوفها تلاقينا ضحكنا من غير ما تتعب نفسها. تنهدت زهرة بأسي و قالت: _ اتغيرت يا سعاد خلاص.. بقت مهتمة بشغلها و بالمحل الجديد اللي بتعمله ده و لا بقيت اشوفها و لا اقعد معاها و مش بتاكل لما حساها هتقع مني. قهقت أميرة قائلة بمداعبة: _ اسمه رشيم يا ولية يعني بتخس علشان تبقي زى بتوع الازياء دول. ضحكت سعاد ضحكة عالية و قالت بسخرية: _ رشيم ايه بس اسمه رچيم يعني نظام غذائي صحي علشان جسمها يبقي متناسق . مصمصت أميرة شفتيها و قالت بحنق: _ ماشي يا بنت البندر يا متعلمة.. ما كانش دبلوم ده اللي وخداه.. هتتنططي علينا بيه. اسرعت زهرة قائلة بمداعبة _ ايه يا حموات هنشتغل و لا ايه؟! ضيقت سعاد عينيها و قالت بضيق: _ متفكرنيش يا زهرة للبت فريدة وحشتني و هموت و اروح لها اتطمن عليهم. اشاحت زهرة بكفها و قالت بمزاح ساخر: _ ولا هتموتي و لا حاجة ديتها بس اجيبلك فطيرة مع شوية جبنة صعيدي و وقتها هتنسي اسمك. ضربتها أميرة علي كفها و قالت بتلهف: _ طمنيني يا زهرة علي اخواتي في البلد.. و علي اهل بلدنا كلهم. اومأت زهرة برأسها و قالت: _ كلهم بخير الحمدلله.. و كل ستات عيلتنا باعتينلك السلام... ان شاء الله في يوم تعدى الغمة دى و ترجعي هناك يا حبيبتي. تنهدت أميرة بخوف و قالت: _ لو قصادها ابني مش عاوزة ادخلها تاني.. بس ادهم يكون بخير و خلاص. طأطأت زهرة رأسها و هي تهزه بحزن فهي علي علم بأن هناك اقاويل بشأن تقديم أدهم لكفنه كي يتركوه و شأنه.... فتحت عيناها البنيتان الناعستين بتثاقل.. ثم قامت بفركهما بإصبعيها بحركة خفيفة متثائبة بصوت خفيض... و إبتسمت بهدوء وهي ممددة ورأسها على صدره.. مدت يدها لتمسح على صدره العارى برفق ودلال..ثم إرتفعت بجسدها عن الفراش قليلا.. لتتأمل وجهه بنظرات مطولة.. قبل أن تهمس له بدلال: _ أدهم..قوم بقا الضهر أذن.. كل ده نوم يا كسلان. علت على شفتيه إبتسامة ساحرة.. وفتح عينيه وتطلع إليها بحب... ثم قبلها في وجنتها وقال: _ یا صباح الورد.. وحشتيني الشوية اللى نمتهم والله. فقالت له بضيق و هي تطالع أشياءً خطيرة بعينيه : _ قوم بقا.. هنقضيها طول الوقت في السرير.. مش كفاية ما عملناش الهنى موون زى ما كنت واعدنى. تنهد بخوف عندما تذكر موضوع الثأر.. فهذا ما منعه من قضاء شهر العسل معها كما تمنى.. لاحظت فريدة تغير ملامحه فسألته بقلق: _ مالك يا حبيبى سرحت في إيه كده؟!! خلل أصابعه بشعراتها الناعمة وقال بحب: _ إوعي تزعلى منى .. لو ربنا أراد هعملك شهر عسل يجنن في المكان اللي تشاورى عليه حتي لو برة مصر. فسألته مباغته: _ ادهم هو إنت عملت إيه مع عمر.. لأنى واثقة إنك ما عديتهاش كده وخلاص... احكيلي بليز . قطب حاجبيه بتعجب.. وقال بغضب: _ إيه اللى فكرك بالحيوان ده؟! أسرعت فريدة مستلقية وقالت بثقة : _ فضول مش أكتر.. ومش هسيبك غير لما تقولى عملت معاه إيه؟! زفر أدهم بضيق وهو يتذكر لقائهم و مواجهته له بقذارته و حقارته .. وقال بعينين مشتعلتن من الغضب: _ لما شوفته قدامي.. حسيت إنى موجوع منه قوى و بكرهه قوى.. فهم من نظراتي ليه إنى عرفت اللي حصل.. ضحك بسخرية وقالى بتحدى و لا كأنه قاتلني : _ لازم تفهم إنى حبيتها قبل ما أعرف إنها خطيبتك و انه يوم ما كنت جاي البيت عندكم لاول مرة قابلتها في الشارع كنت هخبطها بالعربية و من اول ما شوفتها قلبي دق قوى. تطلع ادهم بفريدة رافعا حاجبه و قال بلوم: _ ليه اليوم ده ما قولتيش انكم اتقابلتم و انه رخم عليكي. رفعت عيناها بملل و قالت: _ كمل يا ادهم لانه لما عرفت انه صاحبك محبتش اوقع بينكم طبعا. خشي ان يزعجها بكلماته فأردف قائلا بعبوس: _ قالي لما شوفتها بعد ما كنت هخبطها بعربيتي.. ولما حاولت أتكلم معاها ..ضربتني في وشى وإختفت.. دورت عليها كتير بس ما لقيتهاش.. وإتفاجأت بيها داخلة علينا.. وعرفت بعدها إنها خطيبتك. قاطعته يومها وقولتله وأنا بقرب منه: _ مش خطيبتى وبس يا خاين ..دى حب عمری كله وإنت أكتر واحد عارف أنا إتعذبت إزاى وهي بعيد عنى... رد عليا ببجاحة : _ طب أعمل إيه يا أدهم حبيتها غصب عنى.. ومش هقدر أبعد عنها خلاص و اللي عملته ده عملته علشان تكون ليا و اكيد مش هتقبل علي نفسك تنجوزها بعد ما...... . ما حسيتش بنفسى غير و أنا بخرج فيه كل نارى وكل ما كنت بفتكر نظراتك وكلامك.. كنت بزود في ضربى فيه.. لحد ما الناس لحقوه من بين رجليا قبل ما أموته.. وحذرته لو قرب منك تانى هقتله المرة دى بجد.. كنت سايبه سايح في دمه بعدها مازن عرف عنوانه وراحله وسط اهله و ضرب كل اللي قابله و طلبوا ليه الحكومة هربته وسلمت نفسي و ابويا خرجني. إبتلعت فريدة ريقها بصعوبة وهي تتذكر تلك الايام القاسية .. وقالت لائمة: _ ربنا يسامحه.. ويسامحك إنت كمان. تطلع إليها بألم.. وقال راجيا بندم: _ سامحيني بقا يا ديدة انتي عارفة اني بحبك والله.. وندمى هيموتنى و كلامك بيوجعني اكتر. عادت داخل حضنه مرة أخرى وقالت بهدوء: _ وأنا كمان بحبك قوى.. و سامحتك من قلبي يا ادهم لانه مايقدرش يعمل حاجة غير يحبك. لم تكن تصدق نفسها و هي تفك تلك الشفرات الاصعب في حياتها و ربما تنكشف او يظهر لهم مكانها و لكنها كانت اكثر حرصاً رغم اندفاعها و عدم استكانتها و ما ان انتهت حتي وقفت سهى بفرحة وقفزت صارخة بصوت عالى: _ أيوة بقا.. واو.. أحمدك وأشكر فضلك يا رب لولاك كان كل حاجة فشلت.. دى معجزة. سمعت طرقات سريعة على باب غرفتها.. فتحت بقلق.. فوجدت سامح أمامها يطالعها بنظرة شمولية و سألها بخوف: _ مالك يا سهى إنتي كويسة بتصرخي ليه. رفعت نفسها وإحتضنته ولفت ذراعيها حول رقبته.. و قالت بفرحة: _ خلاص يا سامح هنمسكهم ولاد ال....... . أبعدها عنه وقال بعيون قد لمعت من الفرحة : _ عرفتي الميعاد اللي هيعدوا فيه النفق صح؟! أومأت برأسها مؤيدة وقالت بحماس: _ أيوة يوم الخميس ان شاءالله .. لو عرفت أساميهم مش هتصدق.. الكبار یا سامح.. خلاص هنمسكهم وهنعرفهم إحنا مين وحق ريان هيرجع من عنيهم و هروح ازور قبره و انا قادرة اشوفه و اتكلم معاه و اقوله جبتلك حقك. إحتضنها سامح بفرحة.. ودار بها بسعادة ثم أنزلها على قدميها وهو مازال محتفظا بها بين ذراعيه وهتف بجنون: _ انتي عارفة احنا كده وفرنا علي نفسنا وقت قد ايه و ان شاء الله هنحمي كام شهيد جديد. ابتسمت بهدوء و هي تتطلع داخل عينيه .. وقد إختلطت أنفاسهم اللاهثة ليقترب منها أكثر دون وعي منه و هو يذوب علي شفتيها بعينيه.. فأطرقت سهى رأسها و تطلعت حولها بإرتباك... لاحظ سامح نيته المتسرعة..فإبتعد عنها قائلا بتخبط: _ إحم.. أنا.. أنا.. مش مصدق اللي وصلنا ليه بالفترة القصيرة دى. سارت قليلا وجلست امام حاسوبها وقالت: _ تعالا اوريك كل المحادثات اللي قدرت اخترقها و الاحداثيات كمان و هعرفك البرامج الجديدة اللي بيستخدموها علشان احنا منحسش بيهم. اقترب منها و طالع كل المعلومات التي تحصلت عليها بإنبهار و سألها بفضول: _ البرامج دى واثقة فيها يا سهي و لا هما كشفوكي و ده طُعم؟! اجابته مسرعة: _ انا وصلت للمعلومات دى بحفظ ربنا ورعايته غير كده كنت هتكشف و كنا كلنا هنروح فيها.. ما تقلقش انا لو مش واثقة من معلوماتي ١٠٠٪ مش هقولها ده غير اني مش هضحي بيك و دى اهم نقطة ركزت عليها و انا بشتغل. ابتسم بخفوت و قاوم مشاعره التي لو اطلق لها العنان لإلتهمها و لن يسمي عليها و قال بثبات يحسد عليه: _ طب تعالى معايا للقائد.. يعنى علشان نعرفه وكده بآخر التطورات دى. إبتسمت على حالته المرتبكة رغم تظاهره بعكسها وقالت بقوة زائفة هي الاخرى : _ يالا بينا.. مبقاش عندي صبر و نفسي اشوف انطباعهم. وقفت و سارت امامه فوجدته واقفا مكانه فطالعته بتعجب بينما اشار لها برأسه علي حاسوبها و قال بإبتسامة ماكرة: _ مش هتاخدى اللاب توب بتاعك. ضربت جبهتها و عادت لمكتبها قائلة: _ اخ.... ازاي نسيته ده؟!! من فرحتي مخي لسع خلاص. حملت حاسوبها و ارتدت نظارتها الطبية و قالت و هي تتقدمه: _ انا جاهزة يالا بينا. سار خلفها و هو يحاول تجاهل التطلع ناحيتها و التركيز في تلك المعلومات التي توصلت اليها.. و الاهم هو كيف سيتخلص منها يوم العملية حتي لا يتركها علي نارها بإنتظاره.. و الاهم هل سيعود اليها سالماً......

Get In Touch

Cairo , Egypt

darr@elsayad121216.com

+01508281514