Cairo , Egypt +01508281514 darr@elsayad121216.com

الفصل الخامس عشر (الطوفان الخامس عشر طوفان الشوق)

بعد مرور إسبوعين.. تجهز الجميع لحفل زفاف فريدة وأدهم رغم عزوف فريدة عن رؤيته أو الاجتماع به و لم يشأ أحد في اجبارها علي ملاقاته أو الضغط عليها في أي شىء حتي شقتهم قد فرشها أدهم بما إختاروه سابقا من اثاث و فرش و هي لم تذهب لشقتها و لا مرة .. دلفت أميرة الغرفة على أدهم الذي كان يجلس مطأطأ رأسه و كأنه يحمل جبال من الهم و الحزن.. جلست الى جواره على الفراش و قالت بحزن: _ هتتجوز وتسبنى يا أدهم خلاص .. كده أربى وأتعب.. وفي الآخر تبعد عنى. إبتسم أدهم إليها و إقترب منها وقال بنظرته الحنونة: _ عمرى ما هبعد عنك يا ست الكل.. هتلاقيني لازقلك كل يوم متقلقيش. حدجته أميرة بقوة وقالت بحزن: _ ده حال الدنيا يا حبيبي.. المهم كل حاجة في شقتك جهزت و لا ناقصك حاجة.. انا لما كنت هناك امبارح انا و سعاد ما كانش فيه شىء ناقص. ربت أدهم علي كفها و قال براحة: _ لا يا حبيبتي انا لسه جاي من هناك و كله تمام.. زى ما فريدة كانت مخططة معايا بالظبط و أكتر. إبتسمت أميرة و قالت: _ و سعاد لالتلي انها كانت بتديها اوامر بكل حاحة عاوزاها و هب نفذت اللي طلبته.. يعني كل اللي بتعمله ده تمثيل مش أكتر. مرر أدهم كفه علي ذقنه و قال بمداعبة: _ ما انا عارف.. مازن فتن عليها ده غير حياة قالتلي انها بتقعد تستناني كل يوم علشان كده كنت برجع بدرى و بقعد اقرأ في الجنينة تحت علشان تشوفني وقت كبير. هزت أميرة رأسها بيأس و قالت: _ انتم مجانين و ربنا.. بتفكرني بيوم ما جلال غصب عليها يتكتب كتابكم و هو في العناية و دفع للممرضة فلوس علشان تقنعها انه تعبان و بيموت و هي عملت هبلة و قال ايه صدقت، بس انا كنت متأكدة انها كانت من جواها موافقة و سامحتك رغم كل حاجة. شرد أدهم قليلا و سحب نفس طويل و زفره علي مهل و هو يمني نفسه بقربها منه.. بينما قطبت أميرة حاجبيها و سألته بتلهف: _ لسه ما قدرتش تقنع ياسين يرجع البيت يا أدهم؟! معقولة قدر على بعدى كل ده؟!... ربت على كفها وقال بهدوء: _ إنتوا مش قادرين تفهموه يا ماما.. يعنى حضرتك تقدرى تبعدى عن بابا ولو يوم واحد . ردت أميرة بسرعة قاطعة : _ لا طبعا.. أبوك ده حب عمرى وعشرة سنين وأبو عيالي. إحتضن أدهم كفيها بين كفيه وقال بنبرة صوته الهادئة: _ كمان ليلى حب عمره يا ماما.. هسألك سؤال مهم.. انتي شايفة في حاجة تعيب ليلي مثلا فا علشان كده هي مش مناسبة ليه؟! أجابته بلين: _ لا يا ابني بالعكس و الله دى اخلاق و ذوق و ما تتخيرش عن فريدة في حاجة و.... وجميلة قوى ما شاء الله. حرك أدهم كتفيه ببديهية و قال مؤكدا: _ و احنا عاوزين ايه تاني يا ماما.. و انا اعرفها من و هي صغيرة و دى بنت يتيمة و طول عمرها وسطنا خلينا نكمل رسالتنا معاها و نسعد ياسين. تنهدت أميرة بتفكير بينما قال أدهم: _ أنا هكلم بابا تانى يمكن أقدر أقنعه.. و هرجعلك ياسين في أقرب وقت ان شاء الله ما تقلقيش. خرج أدهم من غرفته.. وجلس بجوار والده وقال بإبتسامته الهادئة: _ صباح الخير يا حاج. ربت جاسر على ظهره بقوة.. وقال بإبتسامة مرحة: _ صباح النور يا إبنى.. جاهز يا عريس فرحك بكرة! إتسعت إبتسامة أدهم و أجابه بثقة: _ ماتقلقش عليا يا حاج.. كنت عاوز أكلمك في موضوع كده لو سمحتلي. أسرع جاسر قائلا بجدية: _ موضوع الكلب اللي اسمه عمر ده.. ما تخافش المحضر انتهى و كأنه محصلش أصلا و كفاية عليه اللي عملته انت و اللي مازن كمله. صك أدهم أسنانه و قال بضيق: _ ما تجبليش سيرته يا حاج قسما بربي لولا الناس كنت قتلته و بردت نارى منه ده خسيس. إبتسم جاسر وقال بمكر: _ يبقى عارف هتكلمنى في إيه.. أنا مش صغير يا إبني..وكان لازم أتأكد إن ياسين بيتكلم جد.. وبيحبها ولا ده وهم عايش فيه.. بس قدر يثبتلى إنه بيحبها بجد..وهيقدر يقف قصاد الكل علشان يحمى حبه.. كلمه يا أدهم خليه يرجع البيت وحش من غيره. سأله أدهم بتعجب: _ يعني كل اللي حصل ده كان اختبار منك يا حاج؟! أومأ جاسر برأسه قائلا: _ اه طبعا اختبار.. ياسين طول عمره متسرع و يشبط في الحاجة و اول ما يطولها بيرميها.. خوفت يكون احساسه بيها مش حقيقي و انا من يوم البت دى ما ابوها مات و انا بعدها بنتي و براعيها حتي لو هي مش عارفة. إبتسم أدهم بفرحة وقبل والده وقال بإمتنان: _ ربنا يخليك لينا يا أطيب قلب في الدنيا.. انت طول عمرك أرجل حد انا قابلته في حياتي و عمرى ما شكيت في عقلك و رزانتك. ربت والده علي ظهره و قال بهدوء: _ انا عايش بس علشان اسعدكم يا ابني و مش عاوز من الدنيا دي حاجة غير انكم تكونوا بخير و مبسوطين و بس. اخرج أدهم هاتفه و قال بحماس: _ بعد الكلام الحلو ده نرن علي ياسين بقا و نفرحه ده هاييجي طاير مش سايق من فرحته و الله. إستيقظت فريدة متثاقلة على صيحات حياة و هي تهزها بقوة قائلة علي مضص : _ قومى بقا يا عروسة.. دى آخر ليلة لیکی هنا.. و ورانا حاجات كتير. جذبت فريدة الغطاء عليها مجددا وقالت بغضب: _ إطلعى بره يا حياة وسبيني لواحدى مش فيقالك عالصبح. جذبت حياة الغطاء من عليها وقالت بتعب: _ قومى بقا بطلي رخامة.. ورانا بلاوى لسه هو ايه مافيش مسئولية و لا شعور. جلست فريدة على فراشها و لملمت شعراتها وقالت برجاء: _ ما تبعدى عن امي هو انتي حد مسلطك عليا يا بنتي. ابتسمت حياة و قالت محركة حاجبيها بعبث: _ و النبي بلاش الشويتين دول عليا انا يا اختي.. اعمليهم علي حد غيري. تمسكت فريدة بذراعها و قالت بطفولة : _ بقولك إيه يا حياة.. ما تحاولى تبوظى الجوازة دى والنبي.. أنا مش طيقاه أصلا. علت ملامح الحزن على وجه حياة وقالت بخجل: _ أنا السبب.. كنتى المفروض دلوقتي تبقى أسعد واحدة في الدنيا، أنا قتلت فرحتك، سامحينى يا فريدة علشان خاطرى. و دخلت حياة في نوبة بكاء شديدة ..رق قلب فريدة عليها وقالت بضيق: _ تانى يا حياة هنرجع للكلام ده تانى.. إنتى مالكيش ذنب.. أنا اللي مش قادرة أسامحه علي عدم ثقته فيا. قالت لها حياة بصوت متحشرج من بكائها وهي تكفف أنفها بكم سترة منامتها: _ بس لو ما كنتش أنا وقعت بينكم.. كنتم دلوقتى هتبقوا فرحانين ومبسوطين. إحتضنتها فريدة وقالت بحنو: _ خلاص بطلي عياط.. إنتي ناسية إنه بكرة فرحى.. فين الزغاريد و الاغاني و الرقص. إبتسمت حياة بخبث بعدما أثرت دموعها الزائفة في فريدة و قالت بتمثيل يرتقي لأفضل أفلام السينما: _ ما انتي هتمثلي انك مبسوطة و انتي من جواكي زعلانة. ملست فريدة علي شعراتها و قالت بحنو: _ لا يا حبيبتي مش بمثل و لا حاجة.. بطلي عياط بقا. أبعدتها عنها و كففت لها دمعاتها بينما دخلت ليلى الغرفة عليهما وهي تزغرد فأفزعتهم .. ثم قالت بمداعبة: _ صباح الخير يا أحلى.. وأرق.. وأجمل عروسة في شط اسكندرية كله. ضحكت فريدة وقالت بهزل ساخر : _ أهه عفريت العلبة وصلت و هتصدعنا بقا .. فين كوكى يا لولة؟! زمت ليلى شفتيها وقالت متصنعه الغضب: _ بقا أنا عفريت العلبة.. هعديهالك بمزاجي.. وكريستين زمانها جاية.. بس المفاجأة الكبرى و الحصرية ليا بعد ما شربت مع ابوكي القهوة ... هي إن سهى في الطريق دلوقتي. تعالت صرخات فريدة وحياة.. فدلفت مى الغرفة بفزع قائلة بتعجب: _ بتصوتوا ليه يا مجانين انتم؟! ردت فريدة وهي تقفز على الفراش بفرحة: _ سهى في الطريق لهنا يا ميوش ..واو كده هفرح بجد و الله. زمت ليلى شفتيها وقالت بسخرية: _ تعالى يا أدهم شوف الهبلة مراتك وهي بتتنطط على السرير زى العيال. ردت عليها فريدة بعدما توقفت بضيق: _ مش عاوزة أسمع سيرته.. أنا هدخل آخد دش بسرعة وأغير هدومي. و حملت منشفتها بحدة و دلفت للحمام ... تطلع ثلاثتهم لبعضهم بضحكة شريرة فقالت حياة بثقة: _ قال مش عايزة تسمع سيرته قال.. دى طول الليل بتقف في شباكها مستخبية علشان تشوفه. تنهدت می مطولا و قالت برقة: _ عقبال ما أحب و اتحب كده يا رب.. و لو إنه مافيش أمل شكلها. ملست ليلى على ذراعيها و قالت بحب: _ بالعكس بقا.. إنتى قمراية و ربنا بكرة يرزقك بعريس زى القمر. رفعت می ذراعيها للسماء و قالت برجاء: _ آميييين يارب. لقد كان يقود سيارته بسعادة.. عائدا لعشه مرة أخرى.. وإبتسامته العريضة عوضت عن تغير ملامحه بعدما نحف قليلا.. فها هو يحقق أهم خطوة في حياته .. سيرتبط بمن تمناها قلبه... حلم عمره وحب حياته... وصل للمنزل أخيرا.. صعد مسرعا لشقتهم، طرق الباب ففتح له أدهم بإبتسامة.. ثم إحتضنه وقال بفرحة: _ كده فرحتى كملت.. نورت البيت يا سينو. إحتضنه ياسين بقوة وقال مازحا: _ حبيبي أعريس ..هو الحج فين هنا و لا نزل؟! أشار له أدهم برأسه علي والده الجالس علي طاولة الافطار... إقترب منه ياسين بخجل.. فوقف جاسر بإبتسامته الهادئة وقال بعتاب هادىء : _ ولو إنى زعلان منك علي سيبانك للبيت .. بس إنت كبرت في نظرى.. راجل من ضهر راجل صوح. إحتضنه ياسين بفرحة وقال بهدوء: _ ده إنت حبيبي يا حج.. وما أقدرش على زعلك. إنتبه ياسين لأميرة الجالسة تتابع الموقف بدموعها .. فإقترب منها و جثى أمامها على ركبته.. وتطلع إليها بشوق وقال بمداعبة: _ وحشتينى قوى يا فرجينيا.. ما تعيطيش بقا. كففت دموعها وقالت بضيق: _ قدرت تبعد عنى إسبوعين يا ياسين.. أبوك كان بيشوفك في الشغل.. وكنت دايما مع أخوك.. وأنا هنت عليك. أجابها ياسين بألم وإرهاق قائلا: _ كنت تعبان يا ماما ومحتاج أقعد مع نفسى.. كان لازم تتأكدوا إنى كبرت .. وأقدر أمشي حياتي لوحدى وزى ما أنا عايز مش اكتر. ضمت وجهه بين كفيها و قالت بحنو: _ و احنا معاك في اي حاجة المهم تكون مبسوط و سعيد يا قلب أمك. وقف أدهم وقال بصرامة: _ لا بقولكم إيه.. أنا فرحى بكرة.. وعاوز زغاريد للصباح الباكر.. ده أنا كبير العيلة دى يا جدعان.. وهتجوز بونبوناية العيلة.. يعنى ما فيش زعل ولا دموع..فرحة وبس. إبتسمت أميرة ومن بين دموعها تعالت زغاريدها .. التي وصلت لمسامع الجميع.. فقالت سعاد بضيق: _ إيه ده.. هو أنا علشان مش قادرة أزغرد أميرة هتكسبنی رودوا عليها يا بنات. تعالت الزغاريد بالمنزل كله.. ورغم غضبها التي ترسمه على ملامحها.. إلا إنما كانت في قمة سعادتها.. فها هي تقترب من زفافها على حلم عمرها.. وعشقها الأول والأخير .... أدهم في سيارة سامح كانت سهي تطير من الفرحة .. أدارت المذياع وأخذت تغنى معه بسعادة.. تطلع إليها سامح متعجبا من تحولها وقال بمزاح: _ اللي يشوفك وإنتي كنتي مقاضياها عييط للقائد علشان يوافق إنك تحضرى فرح أختك.. ما يشوفكيش دلوقتى يا نانسي يا عجرم. ضحكت ضحكتها العالية وقالت بمكر: _ دول شويتين يا هندسة.. علشان نبلف الراجل.. ما هو كده ريح الزبون وبيعله اللي هو عاوزه. ضحك باسم عليها وقال مازحا: _ أبوس إيدك إرجعي سهى تانى أهلك هيعلقونا لو رجعتلهم طلبة وربنا. ردت سهى برقة: _ ما تقلقش عليا.. سهى موجودة وزى الفل . إتسعت إبتسامة باسم وقال بتأكيد و هو يطالع الطريق بهدوء: _ أيوة كده.. إثبتى على الأداء ده بقا. أطلقت لشعراتها الغوغائية العنان والتي طيرها الهواء بنعومة أسرت عقل سامح معها.. تطلع إليها بحب... فوخزه باسم في يده وقال بتذمر: _ بص قدامك.. عاوزين نوصل بالسلامة مش ناقصين. حدجه سامح بغضب في مرآة السيارة وقال بضيق: _ تصدق سهى عندها حق ده إنت ثقيل ثقالة.. وباعدين شبطت فينا ليه.. مش فاهم. صاح به باسم بحنق وهو يتابع الطريق مجددا بعينيه كطير ترك ققصه وخرج للحرية وقال: _ زهقت يا أخي، وعاوز أروح فرح من زمان ما حضرتش أفراح.. كفاية تدريبات و تنطيط ودم و قتل... نغير جو شوية. طالعه سامح من المرآة الأمامية و قال بتأكيد: _ في دي معاك حق مش هنكر. طوال الطريق و سامح يسترق النظر لساحرته التي سلبته أغلى ما يملك... يذوب امام ضحكتها و التي تظهر معها أسنانها المتراصة بدقة... و تلك الشفتين المرهقتين لأى عين... و هو يسأل نفسه بإبتسامة شغوفة.. كيف إستطاعت أسره بهذا الشكل ... لامست شعراتها وجهه بنعومة و الهواء يطيرها ليقسم بداخله أنه قبلها لم يكن كائن حي يشعر و يتأثر بأيا كان ... و الآن سيعطيها حياته بأكملها و إهتمامه و قلبه... وصلوا أخيرا لمنزل عائلة المهدى... ترجلت سهى من السيارة مسرعة.. و وقفت بداخل حديقتهم... أصدرت صفيراً عالى.. إنتبه له الجميع.. فإستقبلها والدها فاتحاً ذراعيه فركضت ناحيته و ارتمت بحضنه الدافىء و التي إفتقدته بشدة.. دام الصمت لدقائق..حتى قال لها جلال بلهفة: _ نورتي الدنيا كلها يا حبيبة قلبي. قالت وهي تتطلع إليه بشوق: _ وحشتنى قوی یا جلجل قوى.. مش مصدقة اني انا قدامك و لمساك. تمسك بكفيها و قال و هو يتابع ادق تفاصيلها التي افتقدها: _ إنتي اللي وحشتيني يا قلب جلجل. وقف سامح وباسم يتابعان لقائهما بإبتسامة هادئة.. إقتربت سهى من سامح بإبتسامة وقالت بنظرات ذات مغزی: _ بابا ده الرائد سامح اللي حكيتلك عنه. و أشارت ناحية باسم و قالت بهدوء: _ وده بقا الرائد باسم. صافحهم جلال بود وقال مرحبا: _ نورتوا الدنيا كلها.. مش عارف أشكركم إزاى.. كنتم قد الأمانة وحافظتوا على بنتى زى ما وعدتوني. رد سامح بإبتسامة و هو يطالعها بنهم: _ هو الصراحة يا حاج بنتك بميت راجل.. إحنا كنا مسمينها طلبة في المعسكر. ضحك جلال وقال بفخر: _ حبيبتى يا سهى... المهم تكونوا إستفدتوا منها و قدرت تساعدكوا. أومأ سامح برأسه مؤكدا: _ من ناحية إستفدنا.. فهي فادتنا كتير جدا أكتر ما حضرتك تتخيل و انا كنت أتخيل.. و جيت بنفسي أرد أمانتك ليك مؤقتا لغاية المهمة ما تخلص . قطبت سهي حاجبيها و قالت بتعجب: _ امانة ايه انا مش فاهمه حاجه؟! أسرع جلال قائلا بتوضيح: _ انا كنت قلقان بالاول و متردد في موضوع انك تنضمي للجيش بس في يوم لقيت سيادة الرائد جالي السنتر و قعد معايا و طمني و وعدني انه هيرجعك ليا بالسلامة و طمني انك هتكوني تحت عينه كل ثانية و انا لما شوفته و اتعرفت عليه وثقت فيه. ثم طالع سامح بإبتسامة ممتنة و تابع قائلا: _ كان بيطمني عليكي بشكل يومي و عمره ما اتأخر عن ده و دلوقتي رد الأمانة ليا. عقدت سهي ذراعيها امام صدرها و وقفت امام سامح و باسم و هي تقول بمكر: _ يعني كنتم عاوزني معاكم و بتمثلوا انكم بتطفشوني. رفع باسم ذراعيه و قال مسرعا: _ و ربنا يا طلبة معرف حاجة عن الحوار ده خالص.. انا برىء.. اهجمي عالهندسة لوحده بقا. طالعت سهي سامح بنظرات ثابتة و هي تنتظر تفسيره فتحرك حلقه اخيرا و قال بثبات: _ من أول يوم شوفتك فيه و انا حسيت بالمسئولية من ناحيتك مش عارف ليه.. و لما اتأكدت انك جادة في شغلك اتمسكت بيكي و لما سيادة اللوا قال انه والدك رجع في كلامه بعد ما وافق مكانش بإيدي حاجة غير اني اروحله اقنعه و أطمنه و علشان ما تبعديش عن... عن المهمة. إبتسمت سهي بهدوء و هي تتعمق في عينيه بحب.. بينما ركض مازن عليها وإحتضنها ورفعها ودار بها قائلا بسعادة: _ وحشتيني.. وحشتيني يا سو .. أخيرا شوفتك. ضحكت سهى وقالت له ليتوقف: _ وإنت كمان وحشتنی قوى بس نزلنی دخت و الطريق كان طويل تعبني. أنزلها على قدميها وهو يطالعها بشوق ثم قال بتعجب: _ طريق ايه اللي طويل؟! انتي مش كنتي في بلد عربية يعني بالطيارة مجرد دقايق! زمت سهي شفتيها و قالت بتلعثم: _ أيوة، بس انت عارف بقا المطارات و الاجراءات و الهبد ده و كده. وقفت الفتيات في شرفة غرفة فريدة و صاحوا جميعا بها: _ إطلعي بقا.. وحشتينا ياسو.. يالا. و كأنهم أنقذوها فلوحت لهم بيدها.. وإقتربت من سامح قائلة بخفوت: _ هما جهزوا المضيفة علشانكم.. في أي وقت تحبوا تدخلوا قولوا لمازن تمام. أوما برأسه وقال هامسا: _ بس ما تبعديش عنى فترة طويلة..علشان التأمين وكده. إبتسمت إبتسامتها المثيرة وقالت برقة: _ مش عارفة.. بس هنخرج النهاردة كتير.. لسه ما حضرتش فستان والفرح بكرة. زم شفتيه وقال محذرا: _ ربنا يستر.. لو الفستان ماعجبنيش.. و دینی ما هتحضري الفرح. حدجته بغرور و أشاحت بكتفها و تركته وإبتعدت بخيلاء.. فعض على شفته وهو شارد و هائما بها كعادته .. ابتسم باسم لمازن و جلال الذين يتابعونهم و توقفت أعينهم عند سامح بملامح متجهمة فوخزه باسم في ذراعه قائلا بتحذير: _ لم عنيك أهلها صعايدة الله يخرب بيتك. أشار لهما جلال بالجلوس و سار أمامهما هو و مازن.. فمال عليه باسم و أردف قائلا بسعادة: _ بس شوفت إنت ماسورة البنات اللي فوق دي... حاسس إنى مش هرجع بإيدي فاضية و هرتبط و هزلك بقا. مال سامح عليه و قال هامسا: _ طب إتلم إنت احسنلك خلي اليومين اللي هنقعدهم يعدوا بسلام. صعدت سهى الدرج راكضة فقابلت أدهم الذي صافحها قائلا بفرحة : _ وحشتيني يا منكوشة هانم .. و الله الدنيا كانت وحشة من غيرك. إبتسمت له بمكر ولكمته في صدره وقالت بغضب: _دى بقا علشان تبقى تمد إيدك علي أختي تاني يا دكر. انحني قليلا متألما و هو يقول بحدة: _ آآآه.. يا قوية.. أنا أساسا عمرى ما هعملها تانى.. بس هي ترضى عنى بقا لانا خلاص جبت آخرى. ابتسمت سهي بسخرية و رددت و هي تحصي علي أصابعها : _ تجيب آخرك و تجيب عيلتك و تجيب معارفك و تجيب اتنين موظفين كمان علشان هي توافق ترضي عنك بمزاجها. اسرع قائلا: _ يا ستي موافق و الله و اعمل كل اللي هي عاوزاه.. بس حرام اتحرم من صوتها و بصتها ليا كل ده.. خلاص بموت. رق قلبها له وقالت بإبتسامة ماكرة: _ ما تقلقش یا دكتور.. سيبها علي الله و عليا.. مبروك أعريس. تركته مبتعدة فرفع أدهم حاجبه متعجبا وقال: _ أعريس؟!!... إنتي حولتي لراجل و لا ايه؟! ايه اللغة الجديدة دى! ردت عليه بسخرية وهي تصعد الدرج: _ أيوة حولت .. وبقى إسمى طلبة كمان. حك رأسه و قال بإندهاش : _ طلبة!! إستقبلتها سعاد بدموعها، وفتحت لها ذراعيها و إحتضنتها وقالت بدموعها: _ بنتي..حبيبتي.. أخيرا رجعتی یاسهی.. انا بحلم و لا ده بجد؟! ضمتها سهى بقوة وقالت بشوق: _ وحشتينى يا ماما و وحشتني ريحتك و كل حاجة فيكي .. أخبار صحتك إيه يا ست الكل؟! تطلعت سعاد لوجهها بلهفة وقالت: _ أنا بخير طول ما إنتم بخير يا قلب ماما. ركضت ناحيتها فريدة وقالت بوهن: _ وحشتيني يا سو.. كنت محتجاکی قوی. إحتضنتها سهى وقالت بألم: _ سامحيني يا قلبي ما كنتش جنبك.. قسما بالله كنت هخليهم يصعبوا عليكي من اللي هعمله فيهم. مسحت فريدة على ظهرها وقالت بفرحة: _ مش مهم.. إنتي معايا دلوقتى و دى أهم حاجة. طالعتها سهي بحب و قالت: _ كبرتي يا صغننة و هتتجوزى اول واحدة فينا خلاص. اومأت فريدة رأسها بخجل و قالت: _ شوفتي الدنيا.. بس انا عمرى ما هبعد عنكم و دايما هكون حواليكم و قرفاكم. بعد السلامات..والحكايات...والروايات..جلست الفتيات سويا... تفاوت حوارهم بين ضحك.. وغناء ورقص وتحضيرات للزفاف.. دخلت عليهم كريستين قائلة بمداعبة: _ بدأتوا من غيرى يا أندال. تطلعت إليها سهى بإعجاب من جمالها وقالت بتعجب: _ مين الموزة دى يا بنات؟! ردت فريدة هامسة: _ دى كوكي الحتة بتاعت مازن.. ايه رأيك فيها؟! تطلعت إليها سهى من قدميها حتى شعراتها السوداء الساحرة.. وقالت بسخرية: _ یا مازن يا جامد.. أنا كطلبة ممكن أتجوزها وقتي وربنا. رفعت فريدة حاجيها وقالت متعجبة: _ طلبة؟!!! طلبة مين ؟! تنحنحت سهى وقالت مسرعة: _ مااا... ماتخديش في بالك انتي. إقتربت كريستينا من سهى وقالت بإبتسامة شغوفة: _ إنتى أكيد سهى صح؟ ردت سهى قائلة بإبتسامة إعجاب: _ ده أنا لو مش سهی..هبقی سهی مخصوص..إيه الجمال ده يا قمر انت؟! ردت كريستينا بإبتسامة مشاغبة قائلة: _ ميرسي.. بس برضه إنتي أجمل.. وأجمد... صاروخ صاروخ یعنی..زي ما بيقولوا علیکی. وضعت سهي ساقا فوق الاخرى و قالت بغرور مداعبة: _ و الله يا بنتي كل اللي قالوه حقيقي بس انا مش بحب أتكلم عن نفسي كتير. تابعت ليلى حوارهم بشرود و تركتهم ووقفت في الشرفة شاردة.. إرتسمت على شفتيها إبتسامة رقيقة.. قبل أن تطبق عيونها للحظات لترسم صورته في مخيلتها.. إسبوعين كاملين لم تره بهم ..لم تكن تعلم لما عشقته لهذا الحد.. و تتسائل بكل لحظة.... أين هو ؟! إقتربت منها سهى وقالت بتعقل : _ سرحانة في إيه يا لولة كده؟! التفتت إليها ليلى بإبتسامة باهتة وقالت: _ مافيش يا حبيبتي.. بس واقفة في الهوا شوية. عاينتها سهى.. وقالت بمكر: _ عليا يا بت انتي.. الواد ياسين وحشك مش کده؟ تطلعت إليها ليلي بتعجب وقالت بإرتباك : _ ياسين؟!! هو إنتى عارفة يا سو؟! ربتت سهى على كتفها وقالت مسرعة: _ أيوة عارفة لانه كان بيكلمني يوميا يحكيلي عنك و عن حبه ليكي ..واللي عرفته برضه أنه هو وعمى ومرات عمى وأدهم هيزوروكم قريب جدا. إتسعت عينى ليلى وقالت بفزع: _ يا نهار إسود... المجنون ده كلم أهله.. أوريهم وشى تانى إزاى. إبتسمت سهى على حالتها وقالت ببديهية: _ أكيد كان هيكلمهم يا ليلى.. وعمى جاسر حطه تحت الإختبار.. وإتأكد إنه شاريكي جدا.. وبيحبك جدا جدا جدا. تهللت أسارير ليلى وقالت بتعجب: _ يعنى عمك موافق إنه يرتبط بيا وأنا.. وأنا يعني. قاطعتها سهى قائلة بإعتراض: _ هششش..مش عاوزة أسمع الكلمة دى.. الحب ما يعرفش الفروق مهما كانت.. حبيه يا ليلي لأنه بيموت فيكي. فركت ليلي اناملها بخجل و قالت: _ هو قالك كده؟! لملمت سهي شعراتها و قالت بتأكيد: _ حبيبتي انتي لو مش ملاحظة حبه ليكي تبقي عامية يا اختي و انا خلقي ضيق و ماليش في المحن ده.. انا داخلة قبل ما اتشل و انا واقفة. تطلعت ليلى أمامها بسعادة و هي تحمد ربها بداخلها و تعود لتفس سؤالها أين هو؟!!!.. إستعدت الفتيات لشراء باقي لوازم الزفاف.. وإحضار فستان العروس معهم.. في الحديقة .. إقترب أدهم من فريدة وقال مازحا: _ عاملة إيه يا عروستی.. هتوحشينى لبكرة قوى. إبتسمت فريدة بسخرية وقالت بحدة: _ هاهاهاهه..رخم.. بقولك إيه تاخد كام وتخلع من الليلة دى و تشيلني من دماغك. إنهار أدهم ضاحكا و مال ناحيتها وقال بهمس مثير: _ من ناحية هخلع ف أنا هخلع بس هخلع حاجات تانية بكرة بإيديا وأسناني. إتسعت عينى فريدة من جرأته ورفعت سبابتها أمام عينيه وقالت بغضب: _ إنت وقح وقليل الأدب. غمز لها بعينه و قال بتنهيدة ساخنة: _ اصبري بس و انا هعرفك تطولي لسانك علي جووووزك ازاي يا هانم.. كلها ليلة بس و اقفل عليكي بابي. صكت أسنانها بغضب وإبتعدت عنه مسرعة.. و هي تبتسم بخجل و تتنهد براحة .. إقترب سامح من سهى وقال هامسا: _ وحشتينى قوى. تنحنحت سهى بحرج وقالت بحذر: _ وطى صوتك يا مجنون العيلة دى كلها مش واكلة معاك في حاجة؟! عاين سامح هيئتها وقال عابسا : _ إنتى رجعتى للبسك القديم ده تانى.. ومكياج وكعب عالى.. قاصدة تضايقینی یعنی. زفرت سهى بضيق وقالت برجاء: _ حرام عليك والله.. نفسى أحس شوية بأنوثتي يا أخي خلاص قربت انسى اني بنت. مال عليها هامسا بشراسة من بين أسنانة : _ إنتى تحسى بأنوثتك ماشي.. بس شعب مصر كله يحس معاكى مش هسمحلك. ضحكت سهى ضحكتها الرنانة فوخزها سامح في ذراعها وقال: _ وطى صوتك لهديكي في وشك والله اوقعلك صف اسنانك اللي انتي فرحانة بيه ده. إختفت سهى الرقيقة الجذابة وعاد طلبة مرة أخرى و هي ترفع حاجبا و تطالعه بقوة وقالت بغضب: _ إتكلم على قدك يا هندسة ..ده إنت في أرضى وملعبى.. وممكن ما تخرجش من هنا حي. إبتسم سامح بمكر وقال: _ أيوة كده..إسترجلي احسنلك. رفعت سهي عيناها للسماء و قالت ببكاء مصطنع: _ يارب.. و احنا جايين قالي ارجعي سهي و لما رجعت عاوزني ارجع طلبة.. عاوز يجنني انا عارفة.. يارب يعني من بين كل الرجالة متوقعنيش غير في ده! قبض علي ذراعها بحذر من ان يلاحظه احد و قال بصوت خفيض: _ عاوزة تتجوزى راجل غيري يا هانم ده انتي يومك لون شعرك. تأوهت من قبضته و قالت برقة: _ غيرك ايه بس ده انا حطيت عيني عليك من اول ما شوفتك و قولت هو ده اللي كان ناقصني حلو و كاريزما و عاجبني. ابتسم سامح بخفوت و هو يتفرس في ملامح وجهها و قال بثبات يحسد عليه: _ و انا كمان حبيتك من اول ما شوفتك و حسيت انك بتاعتي او اني اعرفك من زمان. سعل باسم بصوت عالي و قال بهدوء: _ باعدين بقا.. جو اعترافات ليلية ده تعملوه باعدين الناس هتاخد بالها منكم و هيتعمل معاكم الصح. طالعاه سهي و سامح بضيق بينما ابتعد هو عنهما قليلا و هو يبتسم بتشفي... كانت لهفة ياسين لليلى لا توصف... تصنعت اللامبالاة عند رؤيته و تجنبتهم جميعا .. ولكن قلبها كاد أن يخرج من محجره.. ويركض إليه.. إقترب منها قائلا بهمس: _ وحشتنی عنیکی قوی اكتر مما تتخيلي. زفرت بضيق وأشاحت ببصرها عنه.. فإبتسم بمكر.. وإستدار ناحيتها ..و وقف قبالتها و تطلع داخل عيونها بشوق.. وقال بمداعبة: _ ما فيش واحدة بحبك کده.. ولا كده.. ولا كده . كانت مي تراقبهما بتعجب من طريقة نظراتهما و همسهما الغريب بينما إبتسمت ليلي رغما عنها وقالت بحزم: _ لا مافيش.. إسبوعين ما أشوفكش و جاي تكلمني عادى كده ...ويالا إبعد عنى لحد يلاحظ حاجة. اجابها ببديهية: _ و انتي فاكرة الاسبوعين دول مروا عليا كده.. بعدى عنك كان علشانك و مكنتش هقدر ابص في عنيكي غير و انا قدها يا ليلي. تطلعت باللاشىء و قالت علي مضض: _ برضه مش مسمحاك. رفع ياسين يديه في الهواء و تنهد قائلا بإبتسامة رائقة : _ وجنت على نفسها مراكش. ووقف فوق طاولة بمنتصف الحديقة وقال بصوت عالي لفت به انتباه الجميع : _ يا جماعة.. دقيقة لو سمحتم.. أنا دلوقتى نفسى تشاركوني أسعد لحظات حياتي.. أنا كا ياسين حبيت .. ومش حبيت وبس.. لا بموت في اللي بحبها ومش عاوز غيرها من الدنيا.. ونفسي توافق عليا. كذبت مي حدسها و ترجمتها لحوارهم و هي تهز رأسها بنفي كأنها ترفض ما سيقوله و دقات قلبها تقصف بعنف و خوف.. بينما تابع ياسين هاتفاً بقوة: _ وقدامكم كلكم بقولها بحبك وإنتي أغلى حاجة في حياتي.. لا انتي حياتي كلها. ثم إقترب من ليلى.. المتجمدة بذهول ووقف أمامها لتتسع دهشة الجميع متسائلين بصدمة.. "هل محبوبته التي اعلن عنها امامهم بزهو هي ليلي" جثى أمامها على ركبته.. وتطلع إليها بحب وقال: _ كبرت حبك جوايا زى اللؤلؤة جوة الصدفة بتاعتها.. ولما كبرت اللؤلؤة وبقت قد البحر بأمواجه وغضبه وطوفانه.. فتحت لها الصدفة وسمحت لها تخرج. ثم فتح كفي يده كالصدفة.. ليظهر خاتم يتوسطه لؤلؤة رائعة الجمال.. يحيطها بعض الماسات الرقيقة..و أردف قائلا بحب: _ علشان تزيد جمال إيدك لو وافقتى عليا وقبلتى تلبسی خاتمی و وافقتي بيا شريك لحياتك الجاية. إبتسم ياسين برقة وقال بحماس: _ تقبلي تتجوزيني.. يا أحلى وأغلى حلم حلمت بيه. غريبة جدا هذه الحياة بينما تمنح السعادة لشخص.. تسحبها و بمنتهي القسوة من غيره.. رفعت حياة كفها و مسحت دمعة مي التي انسابت في صمت و شددت علي كفها و هي تبتسم لها كي تطمأنها أنها ليست بمفردها.. تمسكت مي بكفها و بادلتها ابتسامتها بإبتسامة منكسرة و لكن بعينين صلبتين قادرين علي اخفاء وهنها و ألمها... وقفت ليلي تحدجه وهي في عالم آخر ..لم تكن مستوعبة لما يحدث معها.. أخرجها من شرودها صياح الجميع.. لتدخل في طوفان خجل عارم و هي تطالعهم بإستحياء .. إقترب منها جاسر وقال بجدية: _ أنا لو لفيت الدنيا مش هلاقي بنت في أخلاقك يا ليلى لياسين... وأتمنى إنك توافقي عليه. تطلعت ليلى بياسين الجاثي امامها بإنتظار كلمة منها... إنهمرت دموعها بفرحة إقتربت منها سهى وقالت مازحة: _ زمان الواد رجله نملت إخلصى موافقة ولا ندور له على عروسة تانية؟ اومات ليلي برأسها وقالت من بين دموعها: _ موافقة. صرخ ياسين قائلا بسعادة و هو يقفز في الهواء: _ وافقت..واو.. وافقت.. أنا مش مصدق.. إقرصنی یا مازن. فوخزه مازن في ذراعه قائلا بحزم: _ لبسها الخاتم يا أهبل.. أنا لو مكانك يا ليلي أرجع في كلامي. رد ياسين مسرعا: _ عندك حق... لترجع في كلامها .. هاتي إيدك بسرعة. اجابته ليلى بصرامة: _ لأ.. أنا وافقت صحيح.. بس لسه موافقة ماما طبعا و باعدين نشوف موضوع الخطوبة و الخاتم و كده. رد جاسر موافقا: _ عندك حق يا ليلى.. بعد ما نفرح بأدهم وفريدة.. هنروركم إن شاء الله يا بنتي. إندمج الجميع في المباركة لياسين وليلى.. غافلين عن تلك العينين اللاتى ملأها الحزن و رغم ذلك تقدمت ناحيتهما و باركت لهما محتفظة بألمها لنفسها و عادت مجددا و وقفت بجوار حياة التي سالتها بقلق من ثباتها الغريب : _ إنتى كويسة يا مي ؟! إبتسمت می بخفوت و قالت بهدوء: _ ماتقلقيش عليا... اختك بقت مصفحة ضد الزعل..و واثقة في ربنا إنه مخبيلي الخير. ملست حياة علي ذراعها و سألتها بتعجب: _ انتي امتى كبرتي كده؟! ابتسمت مي بسخرية و قالت: _ المهم اني كبرت وفهمت الدنيا.. لسه دورك يا حياة انا هقدملك في كلية خاصة وهتكملي تعليمك و اول ما اشغل السنتر بتاعي هجيبلك عربية تروحي و تيجي بيها و مش هخليكي تحسي بأي نقص. عدلت حياة من وضع حجابها و قالت بتأكيد: _ معاكي حق... ده كلام فريدة ليا و انا هعمل كده و متحمسة جدا. إستغل مازن هذه الحالة من المباركات وإقترب من کريستينا وقال هامسا: _ هو أنا لو خطفتك دلوقتى حد هيحس بحاجة . أطرقت كريستينا رأسها بخجل و هي تلف شعراتها خلف أذنها.. فأردف قائلا: _ بقولك إيه وحشتيني.. هو أنا مش هقعد معاكى شوية بقا ؟! ردت كريستينا وهي تتطلع حولها بحذر: _ مافيش وقت يا حبيبي والله..ده أنا حجزت فستاني بالعافية . غمز لها بعينه و قال بنظرات عابثة : _ و احنا بقا هنحجز بدلتي و فستانك إمتى لأنا خلاص تعبت و جبت آخرى و الله . وضعت أناملها علي كفها و قالت بصوت خفيض : _ بس خلاص مالك النهاردة أهلك هياخدوا بالهم مننا . أجابها ببديهية : _ ما ياخدوا .. أساسا بعد فرح فريدة و أدهم لازم نتفق اننا نعرف أهلنا عن موضوع ارتباطنا و ربنا معانا بقا . تنهدت بقلق و قالت بملامح متجهمة : _ يارب .. تفتكر اللي احنا بنفكر فيه ده ممكن يتحقق يا مازن ؟ فكر مازن قليلا.. ثم على ثغره إبتسامة ماكرة وإقترح عليها فكرته قائلا: _ هستناكى بعد ما تخلصوا مشاويركم تجيني السنتر بتاعي مفهوم . رفعت كريستين حاجبها متعجبة وقالت مستفهمة: _ مش فاهمة ليه ؟! إقترب منها مازن أكثر قائلا بخبث وقد سلط أنظاره الجريئة عليها: _ عندنا كوليكشن فساتين سهرة سنيهات يجنن.. تعالى شوفيهم يمكن حاجة تعجبك و أهه أعرف أتكلم معاكي عن موضوع احلامنا اللي عاوزين نحققها دى . إبتسمت بهدوء وقالت وهى تمرر أصابعها في شعراتها: _ يعني إنت عاوزني علشان الفساتين و أحلامنا و كده . رد مازن مسرعا: _ لأ... اوعى تفهميني صح لانك وحشاني قوى و الله و هموت و اقعد معاكي . تركته و هي تبتسم ابتسامة حالمة .. لم تترك عينى باسم وجهها كأنه يتشربه لداخل قلبه.. إنبهر بجمالها الزائد عن الحد.. ولاحظ وقوفها بمفردها أغلب الوقت.. عاينها بجرأة شديدة.. وهو مسحور من إبتسامتها.. وشقاوتها وحركاتها الزائدة.. و هي قد لاحظت نظراته ناحيتها فبادلته اياها بنظرات غاضبة .. وخزه سامح قائلا بخوف: _ لم عنيك هتودينا في داهية انت نسيت انهم صعايدة دلوقتي . أسبل باسم جفونه بطريقة مبالغ فيها وتنهد قائلا بهيام : _ هو في جمال كده.. مزة مزة یعنی . طالعها سامح بإعجاب : _ معاك حق .. هي جميلة قوى . إنتبهت سهى لتأخرهم فصاحت قائلة بغضب: _ يالا يا بت إنتي وهي قدامي.. ورانا بلاوى لسه . أجابتها حياة و هي تحمل حقيبتها : _ ياريت للجو هنا خنيق قوى . قطبت سهب جبهتها بعدم فهم و أشارت لهن بالتقدم أمامها .. إنصرفوا جميعا.. وجلس الرجال بالحديقة.. فوقف سامح وتنحنح قائلا بتوتر: _ أنا شرف ليا يا جماعة قعدتي معاكم.. بس ياسين فتح نفسي وجرأني أطلب طلبي منكم . تعجب جاسر منه وقال مستفهما: _ طلب إيه يا إبنى.. في حاجة نقصاكم في المضيفة ؟! رد سامح مسرعا لتوضيح موقفه قائلا: _ بالعكس يا حاج.. أنا مش عارف أشكركم إزاى على حسن إستقبالكم.. بس الأول حابب أعرفكم بنفسى.. أنا الرائد سامح الشريف بالقوات المسلحة.. و أنا من عيلة مقتدرة ماديا.. إبن اللواء سعد الشريف لواء جيش متقاعد.. هو اللي ربانی وكبرني. لغاية ما بقيت رائد في القوات الخاصة وتقدروا تسألوا عنى براحتكم جدا. قاطعه مازن قائلا بصدمة : _ رائد في الجيش !! هو مش المفروض حضرتك ظابط شرطة ؟! ساد التوتر فأسرع جلال قائلا بتوضيح : _ لا يا مازن هو ظابط جيش و سهي كانت معاهم في معسكر خاص بالقوات الخاصة و مخرجتش من مصر .. بس انا كنت خايف من ردة فعلك فخبيت عليك . وقف مازن مشدوها و قال بغضب : _ اختي كانت في معسكر جيش مع رجالة غريبة كل الفترة دى يا بابا .. مش حضرتك قولتلي انها سافرت مع زميلاتها في جهازها لمأمورية و علشان يطوروا نفسهم ؟! وقف أدهم بجواره و قال بتعقل رزين : _ مافيش فرق يا مازن .. بس هي كانت خايفة انك ترفض فا اضطرينا نخبي عليك بس الاكيد انك عارف سهي كويس قوى و عارف انها بميت راجل . وقف سامح بدوره و قال بجدية قاطعة : _ يا استاذ مازن انا دلوقتي بطلب ايد اختك للجواز .. تفتكر لو مش متأكد من ادبها و احترامها و قوة شخصيتها كنت طلبت ايدها منكم . أسرع مازن قائلا بعصبية : _ بس دي مش أصول يا سامح باشا .. بنت تقعد وسط رجالة كل ده لوحدها ده لو حد عرف تبقي فضيحتنا بجلاجل . خرج جاسر عن صمته و قال بنبرة ثابتة : _ و انت بقا اللي هتعرفنا الاصول يا استاذ مازن ! طالعه مازن بنظرة هادئة بعض الشىء و قال بتأدب : _ أنا ما اقصدش حاجة يا عمي بس انكم خبيتوا عليا ده واجعني قوى . أجابه عثمان ببديهية : _ بسبب تسرعك ده يا مازن ما كانش ينفع تعرف .. امتي هتعقل كده و توزن الامور و كلامك.. انت مبقتش صغير . ربت أدهم علي كتفه و هو يشير له بالجلوس مجددا .. بينما قال مازن بضيق : _ مش تسرع يا عمي بس انا بخاف علي اخواتي و بغير عليهم مش أكتر . جلس سامح و هو يقول بتعقل رزين : _ أختك معانا شافت حاجات كتير و اتمرنت زيها زي المجندين و استشهد واحد من اهم رجالتي و هي كانت مش بتتعامل غير معاه و قدرت تتخطى كل ده و تقف علي رجلها و عاوز اعرفك انها كانت سبب في اننا نكشف خلية قتلت منا عشرات الظباط و الجنود و حرقت قلب امهاتهم عليهم . نكس مازن رأسه بينما تابع سامح قائلا : _ سهي بنت غير اي بنت في الدنيا و خلال فترة تمرينها فرضت احترام الكل ليها و قدرت تثبت نفسها وسط وحوش القوات الخاصة و الصاعقة بالجيش . طالعه أدهم قائلا بمكر ليغير دفة الحوار : _ إنجز يا سيادة الرائد هنام منك.. إدخل في المهم . إبتسم سامح وقال بخجل.. ولكم أن تتخيلوا هذا السامح وهو خجل: _ أنا يشرفني إنى أزور أنا ووالدى حضراتكم.. علشان أطلب إيد الآنسة سهى . زفر أدهم بضيق وقال مازحا: _ حمد الله على السلامة.. أخيرا وضحتها . إبتسم جلال وقال بفرحة: _ إحنا يشرفنا يا إبنى إنك تكون واحد منا وتاخد أغلى جوهرة في الدنيا.. بس كله في وقته يا إبنى.. خلصوا مهمتكم .. وبعدها ربنا يقدم اللى فيه الخير . لمعت عينى سامح من السعادة وقال بلهفة: _ يعنى حضرتك موافق يا عمى . ضحك ياسين على حالته التي يعلمها جيدا وقال ساخرا: _ فين ذكائك يا سيادة الراند.. ما قالك يشرفني . عاد سامح بظهره لمقعده و هو يبتسم براحة و إنتشاء ممنيا نفسه بقبض تلك المتمردة بين كفيه للابد ..... بعدما أنهت الفتيات مهمتهم.. جلسوا بإحدى الكافيهات ... فقالت حياة مازحة: _ قولیلی یا سهی.. إيه نظام الصاروخين اللي إنتي جاية معاهم دول؟! حدجتها سهى بغضب وقالت بحزم: _ لا بقولك إيه ..الأسمراني محجوز.. والأبيضاني سنجل.. إشبعي بيه . _ الله..الله..حلوة محجوز دى.. إنتي وقعتيه يا سو و لا ايه ؟! قالتها فريدة بمكر ..فردت سهى بتنهيدة ساخنة: _ وقعته بقا.. وقعني هو .. المهم إنى بحبه قوى ضحكت ليلى وقالت ساخرة: _ إيه الدهولة دي.. بقا سهي بجلالة قدرها.. جريندايزر الموزز.. وقعت خلاص وخايفة علي حبيبها . زمت سهى شفتيها وقالت بتبرم : _ ليه يا أختى ماليش نفس.. وباعدين أنا بحب..راجل ... بجد راجل قوى.. عارفين أغنية عاش يا وحش.. أهي الأغنية دى معمولة علشانه . دخلن جميعهن في نوبة ضحك علي هيأتها و تشبيهها ..فقالت سهى بغضب: _ جتكوا نيلة فصلتونى.. هي البت مي مجتش معانا ليه ؟! أجابتها حياة بتنهيدة حزينة : _ هي مركزة في السنتر اللي هتفتحه و مش فاضية . أومأت سهي برأسها و قالت بتفهم : _ فعلا هي حكتلي و انا فخورة بيها بشكل و عارفة انها هتنجح في فترة قصيرة .. قوموا قدامی نروح.. يالا البيت وحشني . تغنجت ليلي بكتفيها و قالت بنبرة ساخرة : _ مالازم البيت يوحشك مش فيه حبيب القلب . حدجتها سهي بضيق و قالت : _ بلاش انتي يا ليلي علشان لو استلمتك مش هرحمك . اقتربت كريستين من ليلى وقالت بلؤم: _ لولة حبيبتي وقلبي وعقلي و روحي . مطت ليلى شفتيها وقالت بتبرم : _ سيبك من الشويتين دول وإدخلى في الموضوع على طول . فقالت لها كريستين راجية : _ عوزاكي تيجى معايا لسنتر مازن .. عنده كوليكشن فساتين جديدة وكنت عاوزة أشوفهم . ارتسمت على طرف شفتى ليلى إبتسامة ماكرة وقالت: _ عليا برضه.. إنتي حجزتي فستانك خلاص .. بس لو عايزة تشوفي فساتين يا قطة هتيجى معايا لسنتر ياسين . تنهدت كريستين بضيق وقالت بعناد : _ لا هنروح سنتر مازن . ردت لیلی بعند أكبر : _ لا هنروح سنتر ياسين بقا . تشبست كريستين بذراع ليلى وقالت بحزن: _ علشان خاطرى يا لولة.. بصراحة بقا هموت وأشوف مازن.. وغلاوة ياسين عندك وافقى مش عاوزة اروح لواحدى . اومات ليلى برأسها وقالت بهدوء: _ ماشى يا کو کی..بس عدى الجمايل بقا . إستقلت ليلى السيارة مع كريستينا.. وذهبتا لسنتر مازن... صفت كريستينا السيارة.. وترجلا منها ودلفا للسنتر.. إقتربت منهما إحدى الفتيات التي تعمل في السنتر وقالت بإبتسامة ودودة : _ أهلا وسهلا يا فندم تحبوا تشوفوا حاجة معينة؟ ردت ليلي مسرعة: _ هو مكتب مازن فين لو سمحتى ؟ أشارت لهم الفتاة وقالت: _ ده مکتب مستر مازن . تركتها كريستينا وليلى وتوجهوا لغرفة مازن.. فتحتها كريستين.. وأطلت برأسها بإبتسامة متسعة متلهفة ... لتختفى إبتسامتها...والتفتت ناحية ليلي وقالت بغضب: _ شوفتى نبرك يا هانم.. ده إنتي شر . تطلعت إليها ليلى بغضب وقالت متعجبة: _ يخرب بيت لسانك..هو مش جوة ولا إيه ؟! تطلعت ليلى بداخل الغرفة حتى وصلت إبتسامتها لأذنيها وقالت بفرحة: _ ياسين ! هدرت بها كريستين بعصبية وقالت : _ إرتاحتى يا أختى.. ده إنتى بومة . ضحكت ليلى وقالت ساخرة و هي تحرك لها لسانها : _ خليكى على نارك .. بس هو بيعمل إيه في تليفونه كده . ردت كريستين لإغضابها بمكر عابث : _ تلاقيه بيكلم واحدة عالواتس ولا بيشوف أفلام شمال . دلفت ليلى للغرفة بطوفان غضب هادر .. إنتبه عليها ياسين.. فوقف مسرعا وتوجه ناحيتها بإبتسامة هادئة وقال متعجبا: _ ليلي ؟!!! ...بتعملى إيه هنا ؟! ردت لیلی ساخرة: _ إيه قلقت لما شوفتنی یعنی.. كنت بتعمل حاجة على تليفونك مش عاوزني أشوفها مثلا ؟! لاحظ نظرات الغيرة بعينيها والتي يعشقها.. فجلس على طرف المكتب وقال ببرود: _ لا عادی یعنی . إلتقطتت هاتفه وفتحته بغضب.. ثم صاحت به قائلة: _ الباسورد إيه ؟! تنهد ياسين بضيق وقال بهدوء: _ مش فاهمك الصراحة . تنهدت ليلي بقوة فاقدة صبرها وصاحت به قائلة بغضب: _ ياسين.. قولى الباسورد من غير لف ولا دوران . حاول الثبات أمام نظراتها المشتعلة والتي تثيره.. ثم قال ببرود: _ لیلی . ردت مسرعة: _ نعم ؟! ضحك ياسين ضحكة عالية وأشار على هاتفه وقال موضحا : _ لأ.. كلمة السر ليلي . شعرت بسعادة تغزو كيانها وقالت بإبتسامة بلهاء: _ إيه ده بجد ؟! إكتفى بإيمائة من رأسه.. ففتحت هاتفه لتتفاجأ أكثر وهي تتطلع لصورها.. زادت دقات قلبها وقالت بخجل: _ جبت الصور دى منين ؟! انا ما اتصورتهاش اصلا ! إحتضن كفها بين كفه وقربها منه وقال وهو يلتهم عينيها بشوق : _ أنا اللي صورتها.. علشان لما توحشيني أقدر أشوفك وأتكلم معاكي . جلست كريستينا على مقعد متابعة لحوارهم بحنق.. فطالت النظرات بين ليلى وياسين.. فخرجت كريستينا عن صمتها بإبتسامة باهتة وقالت بحدة: _ های یا ياسين إزيك . وقف ياسين من على المكتب وإقترب منها مصافحا وهو مازال محتفظ بكف ليلى بين راحته وقال بود: _ أخبارك إيه يا كوكى . ردت كريستينا بحنق متسائلة: _ كويسة .. هو مازن فين ؟! عاد ياسين لنظراته الشقية تجاه حبيبته.. ورد شاردا في بحر عينيها الازرق : _ هاه..مش عارف . إرتكنت بذقنها على كفيها بحزن وقالت: _ إزاى یعنی .. هو مش ده السنتر بتاع مازن ؟! رد عليها ياسين وهو في عالم آخر من قرب ليلى منه قائلا بخفوت: _ أيوة.. هو زمانة جاى مش هيتأخر . لاحظت كريستينا تجاهلهم التام لها.. فخرجت وتركتهم.. إقترب ياسين من ليلى وقال وهو يمسك ذقنها بخفة: _ نفسي تعرفي بحبك إزاي.. لأني مهما قولتلك مش هقدر أوصف.. إنتي ملكتيني.. بقيت بتاعك لواحدك من غير ما تقصدي.. عيشت سنين خايف تضيعى منى وأنا عارف إنك مش حاسة بيا.. كان صعب عليا قوى إنى أحبك من طرف واحد.. وأكبر حبك في قلبي وأنا مش عارف إنتى ليا ولا لا. كانت في حالة خدر تامة و هي تتعمق في عينيه شاعرة بدفء لذيذ تفتقده كثيرا منذ وفاة والدها .. بينما تابع هو برقة : _ أنا بحبك قوى يا ليلي .. لأ كلمة بحبك قليلة على اللى حاسه.. أنا بعشقك . وقفت كريستين تطالع بعض الفساتين وهي عابسة ... ثم قالت بغضب: _ ماشی یا مازن لما أشوفك . _ هتعملى إيه يعنى ؟! التفتت خلفها.. ليختفى عبوسها وحلت محله إبتسامة مشرقة.. إقترب منها مازن وهو هائم على صفحة وجهها وكرر كلماته مرة أخرى بهدوء : _ ما قولتيش هتعملى إيه يعنى ؟! ردت هامسة: _ ده أنا هعمل عمايل سودا . ضحك مازن ضحكة عالية وقال بمداعبة: _ يا واد يا جامد.. واقفة هنا ليه تعالى ندخل مكتبى . إبتسمت كريستينا بمكر وقالت: _ مش هينفع..ده فيه جوة ylove stor" قطب مازن جبينه وتسائل بدهشة: _ قصدك إيه ؟! مال بجذعه قليلا وتطلع داخل غرفة مكتبه.. حتى إبتسم وقال ساخرا: _ يا ولاد الإيه . عاد بنظره لكريستينا وقال وهو يجذبها من يدها: _ تعالى معايا.. هو أنا يعنى ماليش نفس في الاستوريهات دى . قالت وهى مندهشة من فعلته السريعة: _ إستنى يا مجنون هنروح فين كده ؟! إتجها لسيارته..صعداها فقالت بضيق : _ خلينا نرجع یا مازن لیلی هتدور عليا دلوقتى مش هتلاقيني . أبعد بعض خصلات شعرها المتمردة وراء أذنها كما تفعل دائما وقال وهو يطالعها بشوق: _ هي مش فيقالك أصلا.. هاه نروح فين بقا وحشااااني . فكرت قليلا وقالت بإغواء: _ بنظرات حمدى الوزير دى .. عالمقطم طبعا . ضحك مازن ضحكة عالية وقال: _ المقطم..هو أنا شاقطك يا بنتي.. وباعدين إحنا في الإسكندرية . زمت شفتيها وقالت مازحة: _ بهزر يا رمضان إيه ما بتهزرش . ضربها على ذراعها وقال مازحا: _ لا بهزر يا أختى . تألمت من ضربته علي ذراعها وقالت: _ آآه..خلاص ما تهزرش تانی... هزارك تقيل وبيوجع . تعلقت أنظاره بهاا وقـال بنبرة حانية: _ بعد الشر عنك..وحشانی یا کوکی . إبتسمت له وهي هائمة بعينيه وقالت: _ وإنت كمان وحشتني.. إنشغلت عنك بفرح ديدة . إقترب منها أكثر.. وقال بخبث وقد سلط عليها نظراته الجريئة: _ خلاص بعد الفرح هتعوضینی تمام . أطرقت رأسها بخجل وقالت: - حاضر يا حبيبى . فجأة إتسعت عيني مازن وقال: _ أوبا..بابا.. هيظبط ياسين وليلى دلوقتی . وإنفجر ضاحكا.. فقالت كريستينا مسرعة: _ يالا ندخل بسرعة المفروض إنى جاية مع ليلى..يالا . دخل جلال المكتب وتفاجأ بليلى فقال مرحبا: _ لولة حبيبتي منورة السنتر.. أخبارك إيه ؟ إبتعدت ليلي عن ياسين وقالت بإبتسامة: _ الحمد الله.. أخبارك إيه يا جلجل . إقترب منها وصافحها قائلا : _ كويس الحمد الله.. واقفة ليه ياحبيبتي.. شربتى حاجة و لا الواد ده شافك نسي اسمه . أجابه ياسين بمداعبة : _ بتقول فيها ده انا نسيت النوم و أحلامه . ردت ليلى بإبتسامة إمتنان: _ شكرا يا عمي مالوش لزوم .. أنا جيت مع کریستینا هتختار فستان ليها . تطلع جلال حوله وقال متسائلا: _ طب هي فين ما شوفتهاش ؟! أجابته ليلي بتوتر : _ واقفة برة حضرتك بتتفرج علي الفساتين . قرص وجنتها مازحا وقال: _ كفاية إنى شوفتك إنتى یا قمر . وقف ياسين بينهما وقال بغضب: _ ما تخف شوية يا عمى..هو أنا شوال بطاطا واقف . ضربه عمه على كتفه وقال ساخرا: _ دى بتاعتى من قبلك يا أستاذ .. ليلي انا اللي مربيها . دلفت كريستينا المكتب وقالت بإرتباك : _ أخبار حضرتك إيه يا عمو . إقترب منها جلال وصافحها قائلا: _ منورة الدنيا يا بنتي .. عاملة إيه يا قمر ؟ ردت كريستينا بسعادة: _ كويسة . فسألها جلال بجدية: _ إختارتي حاجة ولا أخلي البنات يجيبولك الفساتين كلها هنا تختارى منهم براحتك . ردت مسرعة: _ لا شكرا يا عمي علشان إتأخرنا.. يالا يا لولة نروح . حملت ليلى حقيبتها وقالت وعيونها متعلقة بياسين: _ بعد إذنك يا عمو . حرك جلال رأسه وهـو يتابع حوار أعينهم وقال بخبث: _ مع السلامة... نورتونا . ردت ليلى بحرج: _ ده نور حضرتك .. بعد إذنكم . وقف مازن أمام والده و قال بضيق : _ كويس انك جيت يا بابا عاوز اتكلم معاك في موضوع سهي و الجيش ده . لملم ياسين أشيائه و قال بفتور : _ تاني يا مازن هو احنا مش خلصنا .. ربنا معاك يا عمي أنا همشي لإبنك ده زنان .

Get In Touch

Cairo , Egypt

darr@elsayad121216.com

+01508281514