في الصباح.. جلست سهى على فراش فريدة ومررت أناملها على شعراتها الناعمة البنية بحزن.. إستيقظت فريدة و تطلعت لسهى مطولا وقالت بإبتسامة عذبة: _ صباح الخير. إبتلعت سهى ريقها بتوتر و هي تحاول كبح زمام دموعها و قالت بحزن : _ صباح النور يا عروسة.. خلاص ياديدة.. كبرتي وبقيتى عروسة.. وهتمشى وتسبينا . إحتضنتها فريدة وقالت بألم: _ والله أنا مش عاوزة أسيبكم..بس بابا هو السبب و هو اللي غصب عليا الجوازة دى . ضحكت سهى بلؤم وقالت بعبث هزلي: _ سيبك من الكلام ده ..تضحكى بيه على أي حد غيرى أنا بفهمك من نظرة.. وعارفة إنك مبسوطة.. وبتحبيه وسامحتيه كمان..لأن اللي بيحب عمره ما يكره يا فريدة . ارتسمت على وجه فريدة تعابير الضيق وقالت بحزن: _ بس موجوعة منه يا سهی.. مش قادرة أنسى اللي عمله فيا . أسرعت سهي قائلة بتعقل : _ لو انتي اللي كنتي شوفتي ادهم بيبوس واحدة كنتي هتتصرفي نفس تصرفه و ما كنش هيكون عندك عقل تهدى و تسمعي حتي مبرره .. و انا لو مكانك هعمل زيك .. يا فريدة الحب بيخلينا معميين مش بنشوف و خصوصا لو كان حب ملزق زى حب ادهم ليكي . طأطأت فريدة رأسها و قالت بحزن : _ بس لما ضربونى وجعوني اكتر .. انا كنت باخد كل ضربة مش بلحق اتألم الاقيني اخدت التانية .. مش عارفة لما الظابط سألني انا رفضت اقول اسمهم ليه ؟! ابتسمت سهي و اجابتها ببديهية : _ و لا ادهم و لا مازن كانوا هيهونوا عليكي يا فريدة .. و اللي انتي عملتيه هو الصح كفاية تأنيب ضميرهم عليهم . تنهدت فريدة بشجن و قالت : _ و انا عمرى ما هنسي اللي عملوه فيا مهما ظهر اني سامحتهم او تخطيت الموقف ده . جذبتها سهى لحضنها.. ووضعت فريدة رأسها على صدر أختها بحزن و استسلام .. مررت سهى يدها على شعرات فريدة بحنان وقالت بتعقل جاد: _ لأ هتنسى ... وهتبقى معاه أسعد واحدة في الدنيا.. أدهم بيعشقك مش بيحبك.. وإنتى متأكده من ده.. قومى يالا خدى شاور العروسة.. وجهزي نفسك ورانا بلاوى لسه . إحتضنتها فريدة بقوة وقالت كأن عبئا كبيرا سقط عن كاهلها: _ حبيبتي يا أحلى أخت في الدنيا .. انا من غيرك و الله بتوه . قبلت سهي مقدمة شعراتها و قالت بتأكيد : _ و انا كمان يا قلب اختك و مش عاوزة من الدنيا دى غير انك تكوني مبسوطة و مرتاحة و بس .. قومي يالا علشان مش عاوزين نتأخر علي حاجة كفاية المناحة اللي ماما هتعملها و هتعطلنا . لملمت كريستينا كل أشيائها استعدادا للانصراف فوجدت والدتها تقف عي باب غرفتها و تطالعها في صمت .. ابتسمت كريستينا و قالت بمداعبة : _ يا صباح الفل .. انا محبتش اقلقك و كنت هخرج حالا . دلفت بشرى الا الغرفة و قالت بهدوء : _ أخوكي اتصل بيا صحاني .. انا مش فاهمة هتخرجي من الصبح ترجعيلي بالليل ازاي ده لو فرح اختك مش هتعملي كده . وقفت كريستينا امامها و قالت بعتاب مازح : _ ما هو انتي مجبتليش اخت فبعتبر ليلي و فريدة اصحابي و بحبهم جدا و هما بيحبوني .. تفتكرى مش هكون جنب فريدة من اول اليوم . رفعت بشرى عينيها بملل و قالت بفتور : _ انتي من يوم اللي اسمه مازن ده ما ظهر في حياتك و هو غيرك تماما .. محدش من شلتك او صحابك عمل فيكي زيه . أجابتها كريستينا بتعقل : _ ولا غيرني و لا حاجة بس من يوم ما زورت اخته في المستشفي و انا حبيتهم جدا لا اكتر و لا اقل . طالعت بشرى عنقها و قالت بتعجب : _ فين الصليب بتاعك يا كريستينا .. ليه قلعاه علي غير عادتك ؟! فكرت كريستينا قليلا و قالت بدهاء : _ أصل انا هلبس كوليه يليق عالفستان فااا فا مش هينفع البسه فوقه يا ماما . ابتسمت بشرى بسخرية و قالت بضيق : _ يعني مش علشان محدش يعاملك بحذر لو عرف انك مسيحية مثلا ؟! حملت كريستينا فستانها و حقيبتها و قالت و هي تهرب من امامها : _ مين اللي هيتعامل معايا بحذر يا ماما ؟ ما كلهم عارفين اني مسيحية .. انا هبقي اكلمك فيديو كل شوية و هخليكي تشوفي كل حاجة بنعملها و هصورلك الفرح .. سلام يا ست الكل . وقفت بشرى مكانها مشدوهة و هي تحاول تكذيب حدسها من ناحية مازن .. خاصة بعد ما وصلها من النادى بأنها لا تتحرك سوى معه .. مسدت جبهتها بألم و هي تهز رأسها نافية ما يدور به و تخشاه .. اتاها صوت من خلفها يقول : _ اجهزلك الفطار يا باش مهندسة ؟ التفتت بشرى اليها و قالت بعبوس : _ لا اعمليلي فنجان قهوة مظبوط . تركتها الفتاة و غادرت بينما جلست هي علي فراش كريستينا و هي تطالع سلسالها الذهبي و التي تركته علي مرآتها ... في المساء تزينت فريدة وأصبحت عروسا كما قال الكتاب .. بفستانها الأبيض الواسع.. بذيله الطويل و الذي منحه لمسة أميرات تليق بها .. وحجابها الجذاب.. والطرحة الطويلة... وبلمسة مكياج بسيطة ..والذي زاد جمالها.. تطلعت إليها الفتيات بفرحة مصاحبة ببوادر دموع.. تطلعت إليها سهى وقالت بإعجاب حزين: _ بسم الله ما شاء الله..قمر يا ديدة.. ده أدهم هيتجنن لما يشوفك . طالعتها فريدة بإبتسامة هادئة وقالت برقة: _ حبيبتي یا سهى عقبالك يا عمري . دخلت مى قائلة بقوة: _ يالا يا بنات العربيات وصلت والعريس بره .. مش عاوزين نتأخر عالناس . إقتربت ليلى من مي وقالت بألم: _ مي هو إنتي زعلانة منى في حاجة ؟! إبتسمت می بالم و هزت رأسها بنفى و قالت بهدوء: _ عمرى ما أزعل منك يا ليلى.. وربنا يهنيكي إنتى وياسين يا حبيبتي . إبتسمت إليها ليلي بحب وقالت: _ إنتى غالية عليا قوى يا ميوش و كنت خايفة اكون ضايقتك و انا مش حاسة . بادلتها مي الإبتسام قائلة بثبات : _ وإنتي كمان غالية عليا.. یالا بیستنونا بره و لو دخلوا هيهدوا المكان علي صاحبته . خرجت فريدة أولا و هي تحمل مقدمة فستانها بملامح متجهمة لا تبشر بأي خير .. وقف أدهم مصعوقا و هو يطالعها بإعجاب من جمالها الساحر.. فها قد حان وقت إمتلاكه الحصرى لصغيرته.. وخزه ياسين في ذراعه وقال بهزل: _ هى قمر صحيح..بس إجمد شوية.. وخليها تركب العربية متأخرين . إقترب أدهم من فريدة وتطلع داخل عيونها بحب وقال بقوة: _ أحلى عروسة في الدنيا يا ناس .. إيه الجمال ده بس حرام عليكي . زفرت بضيق وهي تخفى مدى إعجابها به وبوسامته ببذلته الميتالك السوداء.. وقميصه الأبيض .. وببيونه الأسود.. فقد كان لا يقل عنها سحرا ..ولكنها قالت بضيق مصطنع : _ سيبك مـن الكلام ده.. وخليني أركب علشان نخلص من الفيلم الحمضان ده . ضحك أدهم وقال بسعادة و هو يشير إليها على السيارة: _ إتفضلى إركبى يا ست البنات . ساعدتها ليلى في ركوب السيارة.. ليصفر ياسين بجوارها قائلا بإعجاب : _ إيه الجمال ده بس.. فستانك يهبل.. يخرب بيت جمال أمك يا شيخة هتطيري اللي باقي من عقلي . تنحنحت ليلى بخجل قائلة: _ إحم.. إحترم نفسك ..ويالا إفتحلى الباب لو سمحت . تنهد مطولا و قال بنبرة خافتة : _ و امتى بقا هفتحلك الباب و هحشرك بفستانك كده زى فريدة . رفعت طرف شفتها بضيق و قالت بسخرية : _ تحشرني ؟!!!! أنا مني لله و الله و استاهل اللي بيحصلي ده . قرب منها أكثر و قال بهمس خافت : _ ده انا هحشرك و بعدها و ديني هاخدك علي بيتنا و لا فرح و لا زفت و هقفل عليكي بابي بتاع تلت شهور و لا حاجة . خرج ادهم من السيارة برأسه و قال بلوم : _ إخلص يا عم انت لسه هتعاكس .. و الله هنزل اسوق انا و لا الحوجة ليك . عادت ليلي من ذلك المنفي الذي يأخذها اليه بعينيه و كلماته و دفعته قليلا و هي تفتح باب السيارة و صعدتها بخجل بينما غمز لها ياسين وقال: _ أموت أنا.. قمر يا ناس و ربنا . ثم لف حول السيارة و صعد الا جوارها و هو لا يرحمها بعينيه التي لا تخضع سوى لها مهما مرت بجواره من جميلات .. وقف سامح غاضبا بجسد متصلب و ملامح متشنجة ... حاول باسم تلطيف الجو قائلا بهدوء: _ إهدا يا سامح مش كده الناس بتتفرج علينا . زفر سامح بضيق وقال بحدة و هو يشير ناحية سهي : _ إنت مش شايف يا باسم سهى عاملة إزاى .. ده ينفع يعني و تقولي اهدا و الناس و بتاع . تطلع إليها باسم بإعجاب وقال: _ مالها.. ما هی زی القمر أهه . حدجه سامح بغضب وقال بعصبية: _ جرى إيه يا باسم هتخليني أطربقها على دماغ الكل ليه . زفر باسم مجيبا بتريث: _ يا ابني ما فستانها واسع اهه و محترم و شبه سندريلا . رفع سامح عينيه و قال بنفاذ صبر : _ تعرف تخرس و لا متعرفش ؟! انت بتهديني و لا بتشعللني ؟!!!! رفع باسم كفه امام وجهه لتهدأته و قال مسرعا : _ خلاص ياسيدى دى جاية ناحيتنا.. ما تزعلهاش بقا . إقتربت سهى منهم قائلة بإبتسامة عذبة: _ يالا ياسامح نركب . تطلع إليها من قدميها حتى رأسها.. فرغم ما بداخله من نيران الا انها كانت أجمل من أي مرة.. ساحرة..جذابة.. وما أغضبه أكثر أنها رغم فستانها الضيق فقط من الخصر.. والواسع من الأسفل..إلا إنما بدت مثيرة للغاية.. فقال بحنق: _ مزوداها قوى إنتي.. ليه كل ده إنتى العروسة ولا أختك ؟! إقتربت منه.. وقالت هامسة بدلالها الذي يدك كل حصونه بدهاء : _ قريب هبقى العروسة وساعتها..مش هعمل كده غير ليك إنت لواحدك وبس . إبتسم سامح رغما عنه وقال بهدوء: _ طب إركبي يالا يا قدرى . تطلع إليه باسم بامتعاض وقال متعجبا: _ كده خلصت یعنی.. أمال كنت بتهرى وتنكت في نفسك ليه و مصدعني معاك ؟!!!!! وخزته سهى في ذراعه وقالت بتهكم: _ بقولك إيه ما يغركش الفستان والقصة اللى أنا عملاها دى... لو إتغابيت عليك هزعلك يا بوتجاز انت . رفع باسم حاجبه وقال بصوت ساخر: _ خلاص يا طلبة بقا السماح يا أخي .. اصلك ما شوفتوش و هو عامل زى السمكة في الفرن . ضيقت سهي عينيها و قالت بضيق : _ مالكش فيه خليك في حالك و بلاش تستفزني النهاردة . حرك له سامح حاجبيه ليغيظه و فتح لها باب السيارة لتصعد الى جواره .. فزفر باسم بضيق و قال بحدة : _ علاقة مقززة قسما بربي أنا مالي ما أنا أخليني ف....... . قطب كلماته و أنفاسه و تصنم في وقفته و هو يطالعها تخرج بخيلاء من مركز التجميل بفستانها الوردى و الذي انساب عليجسدها الملفوف بنعومة جعلته يبنسى ريقه الذي سال بفمه و انزلق رغما عنه بحلقه فجعله يسعل بشدة و هو يتابع بنظرات مشدوهة : _ اللهم صل علي جاه النبي .. ايه ده بقا .. البت دي ناوية تجنني صح ؟! ركبت كريستينا وحياة ومى مع مازن المفتون من جمالها و لا يخفي اعجابه او لا يستطيع السيطرة عليه ..فقد إرتدت كريستينا فستانا بلون الكشمير.. طويل بأكمام طويلة..مطرز باللون الأبيض.. بدت به كالملائكة كما يراها دائما.. لم ترحمها عينيه طوال الطريق.. فقالت له حياة بسخرية: _ إرحم عنيك يا مازن.. قربت تخرج من وشك . إبتسم مازن ساخرا وقال بتهكم: _ يا اختي خفة.. إسكتى بدل ما أخليكي تحصلینا جرى . عقدت حياة حاجبيها و قالت بفتور : _ لا و علي ايه براحتك يا اخويا هو البص عليه جمرك .. كمل الله يعينك . قهقهت مي فرمقها مازن بنظرة تحذيرية في المرآة الامامية فأشارت له علي فمها و أنها ستغلقه و ستلتزم الصمت ... أخرجت كريستينا من حقيبتها علبة قطيفة.. تطلع إليها مازن متعجبا.. حتى فتحتها وأخرجت منها خاتم فضی.. بـه حجر أسود عتيق و يبدو باهظ الثمن .... لتتحول ملامح مازن من التعجب إلى الإبتسام فرحا.. إقتربت من كفه الأيمن.. ووضعت الخاتم بإصبعه.. و تأملته بإعجاب علي يده .. إبتسم مازن إبتسامة حالمة و هو يطالعه بسعادة بينما قالت هي بقوة: _ اوعى تشيله من إيدك مهما حصل..تمام . قبل مازن الخاتم.. ثم قبل كفها.. وتطلع داخل عيونها بهيام.. وقال وهو يتابع الطريق: _ عمرى ما هقلعه مهما حصل.. شکرا یا حبیبتی . دست مى رأسها بينهما وضحكت بخفوت وقالت مازحة: _ إحم..نحن هنا ولا نستونا ؟!! زفر مازن بضيق و دفع وجهها بيده و قال بضيق: _ تصدقوا أنا غلطان اللي ركبتكم معانا .. انتي مش عندك ربيتك يا بنتي انتي ؟! إعتدلت مي بجلستها و قالت بغضب: _ هتبوظلي المكياج يا عم الرومانسي .. ثم هسوق ازاي بالفستان ده يا ذكي . تطلع إليها بمرآة سيارته و كأنه رآها للتو و قال بحدة: _ و عيلة صغيرة زيك تعمل مكياج ليه ان شاء الله ..مش فاهم ؟! ضيقت مي عيناها و قالت بصدمة : _ هي مين دى اللي عيلة صغيرة ؟! ١٩ سنة و تقولي عيلة صغيرة . ضيق عينيه و قال بشراسة : _ بت .. و ديني ما الاقيكي حاطة زبدة كاكاو حتي لهعلقك قال ١٩ سنة قال . عقدت مى ذراعيها أمام صدرها و تمتمت بغضب ... فإبتسم مازن بخفوت على حالتها و عاد بعينيه لكريستينا يطالع جمالها متنهدا بقوة و هو يدعى ربه ألا يبعده عنها و يجعلها من نصيبه ... ساد الصمت القاتل في السيارة.. فقالت ليلى لياسين بملل : _ إيه الملل ده.. إحنا راكبين عربية العروسة ... ما تشغلنا أغنية حلوة يا ياسين . فسألها ياسين قائلا: _ عاوزة تسمعى إيه ؟ فكرت قليلا ثم قالت: _ إلعب يالا... أو لا لا اي حاجة تفرفش كده و تخرجنا من مود الاكتئاب ده . ردت عليهما فريدة بغضب: _ شغلنا مالهمش في الطيب يا إبنى إنت . رد أدهم مسرعا وهو يدارى ضحكته: _ لا شغلنا إعتب عليا أنا راضي باللي تقوله . فقالت فريدة بحنق: _ ولا أقولك شغلنا مبقاش أنا يا سينو . ضحك أدهم ضحكة عالية وقال مقتربا منها بجرأة : _ لا يا ياسين شغلنا اللي باعنا خسر دلعنا . صاح بهم ياسين قائلا بضجر: _ بس إنت وهي زهقتونا.. إحنا هنسمع زى ما لولتي قالت.. وإلعب يالا . وصلوا أخيرا لقاعة الفرح..كان الجميع في إنتظارهم ... فقال أدهم لها مداعبا: _ إبقى ورینی هنتزلى إزاى يا ديدة وإنتي محشورة في الفستان كده . تطلع ياسين بليلى رافعا ذراعه و قال بزهو : _ هه قولتش انا حاجة .. قالها محشورى اهه . بينما قهقهت فريدة بسخرية : _ هه هه هه.. خليك في حالك تعرف ولا أعرفك . هز أدهم رأسه بيأس و هو يبتسم بمشاغبة و ترجل من السيارة اولا و انتظر ترجلها ثم جذب ذراعها و جعلها تتأبط ذراعه عنوة .. بدأت مراسم الزفاف كالعادة المصرية بالزفة.. وقفت فريدة بوجه متجهم طوال الزفة..حتى دلفت إلى القاعة مع أدهم.. إستقبلهم الجميع بالتصفيق.. بينما إقتربت فريدة من أدهم وقالت له محذرة: _ مافيش رقص سلو علشان ما نفرجش علينا الناس دى كلها مفهوم . إبتسم وقال هامسا بإصرار : _ هنرقص وحياتك.. وهفرح غصب عنك و عن بوزك اللي انتي ضارباه ده . رفعت كتفيها وقالت بمكر: _ إنت حر أنا حذرتك ... خليك فاكر اني حذرتك . بعد إنتهاء مراسم الإستقبال.. إستعدوا للرقصة الرومانسية..خفتت الأضواء وتعالت الأنعام الهادئة .. قربها أدهم منه بالقوة .. و تعمق في عينيها و هو يردد كلمات الاغنية بنعومة .. لوهلة ظن أنها استكانت له و لكنها بمنتهي المكر كانت تجذب انتباهه حتي تسحق أصابعه بحذائها.. تألم أدهم و كظم صراخه ثم هتف قائلا بنبرة مختنقة : _ رجلی یا مفترية و ديني هديكي في وشك . لاحظ ياسين دعسات فريدة فضحك قائلا: _ يا عيني يا أدهم..رجلك راحت يا معلم . ظلوا على حالتهم تلك حتى إستسلم أدهم من ألم قدميه وقال بضيق: _ لا كفاية كده سلو..نرقص شعبى أحسن . إتجهت لمنصة جلوسهما.. وجلست عليها وجلس أدهم بجوارها.. حتى إجتذبه مازن وياسين وبدأوا الرقص مع أصدقائهم.. تطلعت الفتيات لفريدة بضيق فقالت لهم محذرة: _ مش قايمة... فا متحلموش كتير لقلبهالكم غم وربنا . بينما كانت حياة ترحب بأحد المدعوات إنتبهت له يقف خلفها وكأنه يبحث عن أحد بطريقة قديمة للغاية فهي لم يخفي عليها نظراته التي تتبعها منذ رآها أول مرة .. وخزته في ذراعه وقالت بضيق: _ لو سمحت..حاسب شوية . التفت إليها باسم وقال بدهشة مصطنعة : _ نعم.. إنتي بتكلميني أنا يا أنسة ؟! ردت عليه حياة بتهكم من بروده: _ أمال بكلم أمي.. حاسب شوية قولنا . قطب باسم حاجبيه وقال غاضبا: _ وأنا يعنى واقف فوق دماغك.. ما الدنيا واسعة أهي !! مطت شفتيها في تبرم وقالت بحزم: _ إيه واقفة فوق دماغك دى.. إتكلم عدل احسنلك . تجهم وجهه من طريقتها الفظة و الغير متوقعة .. فإقترب منها و مال ناحيتها و قال بحدة : _ بت إنتي إحترمي نفسك .. مالك كده داخلة فيا ببجاحة . ضحكت بسخرية وقالت بقوة : _ بت لما تبتك.. إزفت حاسب خليني أغور من قدامك . رد باسم مسرعا: _ آه إنتى بتتلككي بقا.. طب مش محاسب وريني هتعملي ايه ؟! فصاحت به بعدما فقدت صبرها: _ إيه بتلكك دى.. إحترم نفسك شوية .. اما قليل الذوق صحيح . إقترب منها و رفع سبابته بوجهها و قال بغضب: _ لولا إننا في فرح كنت عرفتك مقامك . قالت وتعبيرات الإشمئزاز على وجهها: _ بس يا وله.. إنت مفكر إنى هخاف منك مثلا و لا من عضلات الاوفر سايز دى لاااا انت متعرفنيش اصلك . هتف قائلا بضيق وهو يضغط على شفتيه: _ إيه وله دى..إنتى عارفة بتكلمي مين و لا ايه ؟! قاطعته حياة مرددة بصرامة: _ مش عايزة أعرف ..وحاسب بقا إنت دايس على ديلي . إنتبه لأنه يقف على ذيل فستانها يمنع حركتها فقال محرجا: _ أنا آسف..مخدتش بالى والله.. إنتي تقربي لسهى مش كده ؟ أومأت برأسها وقالت ببرود : _ أيوة بنت عمى.. بعد إذنك . إبتعدت عنه ووقفت بجوار الفتيات وهي تتابعه بعينيها دائما .... زفرت سهى بضيق.. ومالت على حياة قائلة: _ ما تعملى حاجة.. ولا تضربی کرسي في الكلوب خلى البت دى تقوم نرقص معاها شوية الناس هيقولوا علينا إيه..غصبينها علي الجواز . فكرت حياة قليلا وقالت بمكر: _ بت یا لیلی..خلی الواد بتاع الدي جي يشغلنا أغنية عاش يا وحش اللي سهي قارفانا بيها دى . ردت ليلي مازحة: _ ماشي يا معلمي.. خلصانة وقتي . إقتربت حياة من فريدة وقالت بخبث ومكر لا مثيل لهم: _ تعرفي أنا مبسوطة قوى يا ديدة إن الأمور بينك وبين أدهم بدأت تهدا و بتخافي علي زعله اهه . قطبت فريدة جبهتها و سألتها بتعجب : _ زعل ايه اللي بخاف عليه مش فاهمة ؟! حركت حياة ذيل فستانها ببراءة و قالت : _ اهه مش بتسمعى كلامه وقعدتي في الكوشة زى ما قالك . ردت فريدة بغضب: _ أنا قاعدة بمزاجي على فكرة هو ما قاليش حاجة . تابعت حياة حديثها وهي تدعى التعجب و الاندهاش : _ معقوووول .. ده أنا سمعته بوداني بيقول إنه هو اللي قالك ما ترقصيش علشان بيغير عليكي. ضيقت فريدة عينيها و تطلعت اليه و هو يرقص مع مازن و قالت بحدة : _ هو قال كده ؟! عبثت حياة بأظافرها و أكدت بدهاء : _ ايوة هو اللي قال ... لا وكان مبسوط من قعدتك قوى .. ربنا يهديكي ليه يا حبيبتي . قطبت فريدة حاجبيها وقالت بضيق: _ بقا هو مبسوط من قعدتي.. طيب.. قدامي ياحياة.. وعاوزة نرقص لغاية ما الفرح يخلص . تطلعت حياة بسهي و رفعت اناملها بعلامة النصر و ساعدت فريدة علي الوقوف و فرد فستانها ... إبتسمت سهى بسخرية و هي ترى فريدة تقف و تقترب منهم وقالت بثقة: _ عملتها السوسة و قيمتها .. أنا إيماني بشرها عمره ما يتهز أبداااااا . إقتربت ليلي من منظم الحفل وطلبت منه الاغنية كما طلبت منها حياة .. وهي عائدة وقـف ياسين أمامها وقال متعجبا: _ كنتى بتقولى للواد ده إيه ؟! ردت ليلى ببديهية: _ بطلب منه أغنية هنرقص عليها.. خليك معايا بقا علشان هغنيهالك . وتركته مبتعدة وعلى ثغرها إبتسامة مثيرة.. إتبعتها عينيه حتى وقفت وسط الفتيات ورقصت مع فريدة.. ومع بداية الأغنية..تطلعت ليلى لياسين وغنت قائلة: _ لما أشوفك جای یعنی بالجمال ده إزاى ما أروحش...قلبي كان قافل ولولا يا واد عيونك ما إنفتحش..عاش يا وحش. بينما تطلعت كريستينا لمازن وأكملت الأغنية قائلة: _ كل ما أهدا وأقول هديت.. ألقى نفسى عليك جريت.. إيه النظام.. إيه الكلام.. إمتى هعرف بس أنام.. قلبي تعبان من هواك.. نفسى تطلب شوق معاك.. قلبى بقا على طول مطبق من غرامك ما إنت وحش. عاش يا وحش. لاحظ سامح حركات سهى الزائدة... فحدجها بغضب..فاكتفت بالتصفيق وغنت له قائلة: _ أنا قلبي حالته بتتأخر طول ما إنت راسی کده وتقلان... حبك بجد كده إتأخر ما تقوله ييجى السكة أمان.. عاش يا وحش. تطلعت حياة لباسم لوهلة ورقصت مع فريدة قائلة: _ إيه النظام.. إيه الكلام.. إمتى هعرف بس أنام..قلبى بقا على طول مطبق من غرامك ما إنت وحش..عاش یا وحش . وقف الشباب يتطلعون للفتيات وعلى ثغر كلا منهم إبتسامة عشق.. سوى شخص واحد وهو أدهم.. شعر بالغيرة فقال لمازن: _ خلى بتاع الدى جي يشغل أغنية يا انا يا انتي . إنفجر مازن ضاحكا وقال موافقا : _ عندك حق تختار الأغنية دى.. بس خش عليها إنت.. وأهه بالمرة كل واحد مننا يرقص مع الحتة بتاعته . بدأت الأغنية.. وإندمجت معها الفتيات.. ثم وقف أدهم أمام فريدة متحديا وغنى قائلا: _ يا أنا يا إنتي.. يا أنا يا إنتي يا واجعة قلبي وجيبالى الصداع . ردت فريدة مغنية له بتحدى: _ أهه إنت.. أهه إنت ..ما إنت اللي واخدها عافية وعاوزها بالدراع.. طب إوعى الفحت لتنزل تحت تقع تتعور . رد أدهم وهو يحدجها محذرا: _ يا بت إتهدى ما إنتيش قدى أنا جن مصور.. هضرب وأكسر . أشاحت فريدة برأسها وقالت: _ يا عم قصر . تابع أدهم بإبتسامة غامزا : _ في النار ببيت . ردت فريدة متحدية: _ وأنا قلبي ميت . إقترب منها وقال بمداعبة : _ ما هو ده النوع اللي أنا عليه بدور . تعالت صيحات الشباب مع زيادة سرعة النغمات.. فخلع أدهم سترته.. فصاح ياسين مازحا: _ السلك لمس . هنا إحتضنها أدهم.. ورفعها عن الأرض ولف بها لتتعالى معه صيحات الجميع .... مال ياسين على مازن قائلا وهو منهار من كثرة الضحك: _ الواحد حضر أفراح كتير بس كده عمری ما شفت . ضحك مازن وقال ساخرا: _ والله عمرى ما ضحكت زى النهاردة .. يارب خير . غمزت سعاد لاميره ان تتحدث مع والدة ليلي قليلا و ان تلمح لها بخصوص ليلي و ياسين .. فأومأت اميرة برأسها و ابتسمت و هي تقول : _ منورانا يا ام ليلى والله عقبال ما تفرحي بليلى كده ان شاء الله . ربتت والده ليلى علي كفها و قالت بإمتنان : _ تسلمي يا ام ادهم .. ربنا يفرحك بيه كده وبعياله ان شاء الله وعقبال ما تفرحي بياسين . أسرعت سعاد قائلة بفرحة : _ والله مش عارفه ليه الواحد حاسس كده انه فرح فريده هيجيب وراه افراح كتير اهي سهى متقدم لها عريس وحياه متقدم لها عريس وعقبال ليلى كده ان شاء الله . تنهدت والدة ليلى براحة و قات بتأكيد : _ هي فعلا والله متقدم لها حد اليومين دول .. ابن اختي ما انتم عارفينه شاب زي الفل وغني وجايب فيلا في التجمع الخامس وهياخذها تعيش معاه في مصر وحاجه كده كامله من مجاميعه . أتسعت عيني سعاد و أميرة من الصدمة .. بينما قالت لها أميرة بإندفاع : _ مين ؟!!!! قريبها من امتى واتقدم لها امتى ده هي ليلى عارفه الكلام ده ؟! أجابتها والده ليلى بهدوء : _ لا والله انا ما كلمتهاش .. قولت كده لما الامور تهدا وتفوق شويه من جواز فريده .. وخلاص فريده اتجوزت لا هتقعد تتنطط ولا هتنزل كل شوية .ف هكلمها بقى كده في الهدوء ويا رب المره دي توافق . مصمصت أميرة شفتيها بضيق و قالت : _ و كانت فين اختك دى قبل كده .. اللي ما سمعنا عنها و لا حتي شوفناها بعزا المرحوم جوزك .. فضلت سيباكم للدنيا كده و فجأة افتكرت انها اختك دلوقتي . تنحنحت سعاد لكبح زمام غضب أميرة و قالت بتلعثم : _ وووو ... وبعدين ما ينفعش تتجوز ابن خالتها انتي ما سمعتيش في التليفزيون انه جواز القرايب بيجيب عيال مش طبيعيه ... وريهام سعيد مأكده الموضوع ده .. انا شايفاها في البرنامج امبارح . قهقهت والده ليلى و قالت بمزاح : _ ايه اللي انت بتقوله ده يا ام مازن ... اومال لو ما كنا قاعدين دلواقتي في فرح ادهم وفريده والاتنين اولاد عم وعادي ربنا يهنيهم اهو . انتبهت أميرة لتسرع سعاد فقالت بتوضيح : _ لا هي سعاد قصدها انه اولاد العم بيجيبوا عيال طبيعيين عادي انما اولاد الخاله بيجيبوا عيال مش ساويين وزي ما قلت لك ريهام سعيد مأكدة في البرنامج امبارح انه اولاد الخالاااااات ما ينفعوش مع بعض خالص . تنهدت والدة ليلى و قالت بتعقل : _ والله اللي فيه الخير يقدمه ربنا انا هكلمها واحاول اقنعها .. انا مش عارفه هي رافضه ليه بس يا رب خير ادعوا لها . التفتت اميرة لسعاد و قالت : _ قوليلها يا سعاد ليلي دى تبقي لينا ايه خصوصا انا .. تعرفي يا ام ليلى ..... الا انتي اسمك ايه بدل ما انا قاعده اقولك يا ام ليلى وعمرنا ما فكرنا نسألك اسمك ايه ؟! أجابتها والدة ليلي قائلة بخجل : _ اسمي ليالي . هزت سعاد رأسها بتفهم و قالة مداعبة : _ ليالي وليلى وكده يعني . أومأت ليالي برأسها و قالت بتنهيدة حزينة : _ ايوه .... اصل ابو ليلى كان بيحبني جدا فلما اجينا نسمي ليلى خصوصا ان هي جايه بعد سنين ما عرفناش نخلف فيها .. من كتر حبه فيا سماها ليلى . ربتت أميرة علي ذراعها بحنو و قالت بمكر : _ يا حبيبتي ربنا يخليهالك يا رب ... والله انا كمان سبحان الله برضه بحبك لله في لله .. بصي انا طيبه جدا مع كل الناس وبتعامل مع كل الناس بحب كده ... بس اجي بقى لعند مرات ابني وفوق ما تتخيلي المعامله اسالي سعاد اهي مجرباني مع فريده .. انا حماه ما فيش الكلمه دي عندي انا ام لما بيكون عندي مرات ابني دي بالدنيا بعمل لها اللي محدش بالدنيا يعمله . قاطعتها سعاد قائلة : _ حق الله اميرة مالهاش زي و كل اللي فريدة طلبته جابتلها اضعافه و ما استخسرتش فيها شىء . تابعت أميرة قائلة بزهو : _ اهه سمعتي بودانك ... انا ربنا ما رزقنيش ببنات .. و زوجات اولادي يبقوا زي بناتي ان شاء الله ومرات ياسين دي هحطها جوه عيني ده ياسين ده الصغير بتاعي وقلبي كده والدلوعه ... فمراته دي يعني اللي هتشاور عليه هتشاور بس كده هعمله ليها فورا . أجابتها ليالي بتعجب : _ ربنا يسعده يا رب ويرزقه ببنت الحلال .. والله ما تعرفوش غلاوته عندي لما يجي يوصل ليلى كل يوم نص الليل كده .. بقعد مبسوطه بيه يعني يا زين ما ربيتى .. و هو برضه اخوها الصغير . مطت سعاد شفتها و قالت بنزق : _ صغير ؟!!! طيب ربنا يسهل لهم يا رب ويسعدهم . أشاحت اميره بذراعيها فأصدرت مشغولاتها الذهبية صوتا يشبه غضبها و هي تقول بحنق : _ ولا صغير ولا حاجه مش شايفه الفرق يعني كتير ده هما كام شهر بس مش حاجه يعني .. مكبره الموضوع ليه يا ام ليلي .. واخوها كمان مش كفاية صغير دى . تعلقت سعاد بذراعها كي تهدأ فقالت لها بضيق : _ بقولك ايه يا سعاد ما تقومي تلميلنا الليله دي بقى الواحد دماغه وجعته واتاخرنا كفايه عليهم كده خليهم يروحوا بقى . إنتهى الفرح.. ودعت فريدة الجميع.. ولكنها تعلقت بحضن أمها وقالت باكية: _ ما تسبينيش يا ماما.. مش عاوزة أبعد عنك . ردت سعاد بدموعها: _ هى دى الدنيا يا حبيبتي.. ربنا یهنیکی و يسعدك و يخلف عليكي بالذرية الصالحة . فقال لها جلال بضيق: _ يالا يا بنتى أدهم زهق كفاية بقا . تطلعت إليه فريدة بحنق وقالت: _ ما يزهق.. أعمله إيه يعنى ما اسلمش علي امي . فقد أدهم صبره و جذبها من ذراعها بغضب وقال: _ إنجزى بقا.. هيقفلوا علينا القاعة و هنبات عالارض بسببك . صعدت فريدة سيارتها.. ولوحت لوالديها.. بينما زفر أدهم بضيق وقال بحدة: _ ساعة بتسلمى على الناس.. إنتي مهاجرة..ده إنتى بينك وبينهم خطوتين يعني . ردت عليه فريدة بأعين حانقة: _ بقولك إيه مالكش دعوة بيا مفهوم . ضحك ياسين وليلى على حالة الشد والجذب الدائرة بينهما .. فصاح بهم أدهم قائلا بغضب: _ إنتوا بتضحكوا على إيه.. وراميين ودانكم معانا یعنی . فقالت له ليلي وهي تخفى إبتسامتها: _ sorry يا أدهم..هفك ودانى وهرميها من الشباك أهه . ركبت سهى مع سامح وباسم.. وبعد رجاء باسم المستميت لسهي ركبت حياة معهم.. طوال الطريق وباسم يحدج في حياة بوله.. فزفرت بضيق وقالت فاقدة لصبرها: _ ما تبص قدامك يا أخينا إنت.. ده ايه الروشة دى؟! إبتسم باسم وقال ببرود و هو يطالعها بنهم.: _ أنا مرتاح كده.. ثم انا جيت جنبك مثلا؟! عقدت حياة ذراعيها أمام صدرها وقالت بقوة: _ وأنا بقى مش مرتاحة.. بطل تبصلى اما غريبة و الله. رد عليها مشاكسا: _أنا حر أبص في الحتة اللي عاوزها. صکت حياة أسنانها وقالت بغضب: _ إنت زودتها قوى.. هو أنا علشان سكتالك.. لا ده أنا لساني طويل وأعرف أظبطك انتي و عشرة زيك. تطلعت سهى لسامح متعجبة وهي تخفى إبتسامتها.. بينما رد باسم بهدوء: _ دى تبقى أحلى تظبيطة.. والنبي قمر. فقال له سامح بحنق: _ إهدى شوية يا باسم.. وإحترم قاعدتي يا أخي مش كده. ردت حياة مسرعة موجهه حديثها لسامح بنبرة قاتمة: _ وإنت بترد ليه.. هو أنا مش هقدر عليه يعنى مثلا؟! إبتسم سامح وقال متنحنحاً بخجل : _ أنا آسف يا أنسة حياة.. كاتش هم . فرد باسم مدعياً الضيق: _ فعلا عندها حق.. مالك ومالنا إنت..ركز في اللي جنبك وبس. تطلعت حياة ناحيته و قالت بتعجب: _ إنت هتصاحبنى يا جدع إنت..لم نفسك أحسنلك. حدجها باسم بقوة وقال: _ هتعملى إيه یعنی.. هاتی أخرك معايا. رفعت ذراعيها في الهواء وصاحت به قائلة: _ لاااااا ..ده إنت ما تعرفنيش.. ده أنا أصوت وألم عليك الناس .. وأقول حاول يغتصبني... وبالجهد الذاتى للشعب المصرى هتبقى عجينة. ضحك الجميع على عفويتها.. اقترب منها باسم وهو يتمالك نفسه من الضحك: _ لا وعلى إيه لا جهد ذاتي ولا إشعال ذاتي... طب أنا عاوز أصلح غلطتي وأتجوزك. علت الدهشة وجوه الجميع.. و إبتلعت حياة ريقها بصعوبة وسألته قائلة: _ إنت قولت إيه ؟! إقترب منها باسم أكثر وهو يسألها بتلهف: _ قولت عاوز أتجوزك.. بصراحة بقا.. أنا معجب بيكى من أول ما عنيا وقعت عليكي.. وبصراحة برضه.. أنا كلمت بباكي وهو ما عندوش مانع..هاه قولتي إيه؟! إقترب منها باسم أكثر وهو يسألها بتلهف: _ قولت عاوز أتجوزك.. بصراحة بقا.. أنا معجب بيكى من أول ما عنيا وقعت عليكي.. وبصراحة برضه.. أنا كلمت بباكي وهو ما عندوش مانع..هاه قولتي إيه؟! ضحكت سهى ضحكة عالية وقالت بإندهاش: _ فرح فريدة وأدهم جر وراه أفراح كتير.. حتى أنا اتقدملي عريس. هنا ضغط سامح مكابح سيارته بسرعة أخافتهم .. والتفت ناحية سهى وعيونه تشع نارا وقال بغضب: _ إنتى قولتي إيه يا هانم ؟! جمع باسم أنفاسه الهاربة من خوفه وقال: _ إنت اتجننت يا سامح.. هو انتم علشان لابسين حزام الامان بتفرمل كده و احنا ورا نولع مثلا . اقترب من سهي بأذنه و قال من بين أسنانه بشراسة : _ سمعيني كده قولتي ايه تاني ؟! أزاحت سهي شعراتها الغوغائية عن وجهه بعد توقفه المتسرع ذلك و قالت : _ كنت هتموتنا يا اخي .. و باعدين انا قولت ايه للي انت عملته ده ؟! قهقه بسخرية و قال بنبرة غاضبة : _ صحيح هو انتي قولتي حاجة بعد الشر ... بس قولتي متقدملي واحد بمنتهي البساطة . مال باسم ناحيته و قال : _ يا سامح انت .... . قاطعه سامح هاتفا بعصبية : _ اسكت انت يا باسم مالكش فيه خليني اشوف مين الحيوان ده اللي متقدملها . وارت سهي ابتسامتها بأناملها بينما قال باسم موضحا : _ يخرب عقلك بتشتم مين يا متخلف عقليا انت .... . التفت اليه سامح و قال بنبرة قاطعة و عينيه تقدح شرارا : _ انت تعرفه و لا ايه ؟! هي حكيتلك مش كده و مخبي عني . صرخ به باسم قائلا بعصبية : _ إنت نسيت يا ابني انت إنك إتقدمت لسهى إمبارح . رد سامح بخجل وكأنه تذكر للتو: _ اه صحيح ... آسف والله بس غصب عنى.. خوفت تضيع مني خصوصا ان والدها ما قاليش كلمة نهائية . إبتسمت سهى وقالت بدلال وهي تذوب داخل عينيه: _ ما تقلقش يا هندسة.. أنا ليك إنت وبس . طالت نظراتهم العاشقة.. تطلعت إليهما حياة بملل وزمت شفتيها بحنق.. فاقترب منها باسم وقال غامزا: _ إتعلمى بقا... شوفي قالتله إيه.. أنا ليك إنت وبس.. نفسي بقا تقوليلي حاجة حلوة كده . ردت حياة قائلة بحزم و هي تطالع الطريق من نافذة السيارة : _ هقولك طبعا... يعنى هسيبك كده.. ميصحش برضه..فإرجع بقا مكانك علشان ما تزعلش منى.. ومن اللي هقوله . عض باسم على شفتيه وقال مداعبا : _ أحبك يا شرس . إبتسمت رغما عنها وقالت مغيرة الموضوع: _ ما يالا يا عم سامح بقا كفاية تسبيل وسوق العربية خلصنا .. يا ريتني روحت مع مي و بابا . وقف ياسين أمام منزل فريدة وأدهم... فابتسم أدهم وقال بحماس: _ يالا يا روحي إنزلي . حدجته فريدة بغضب وقالت بتوتر: _ أنا مرتاحة هنا.. إنزل إنت . زفر أدهم بضيق نافذا صبره..ثم ترجل من السيارة.. ولف حولها..وفتح الباب المجاور لفريدة ... وإجتذبها قائلا بغضب: _ إنزلي بقا زهقتيني يا شيخة .. انتي ايه مش بتحسي ؟! وقفت سيارة مازن وسيارة سامح.. ترجل مازن من سيارته وقال مازحا: _ أيوة كده يا وحش إدبحلها القطة من أولها . أشارت له فريدة بيدها علي ذقنها وقالت بضيق : _ ماشی یا مازن هوريك . وفجأة.. شعرت بساقيها تهويات بالهواء بعدما حملها أدهم فصرخت قائلة بخوف: _ نزلنى يا ادهم إنت إتجننت ؟! تعالت صيحات الجميع.. وصافراتهم.. فقال أدهم مودعا الجميع: _ عقبالكم يا شباب.. يالا بيتك بيتك انت وهي . فقالت سهى مازحة: _ فعلا العروسة للعريس والجرى للمتاعيس . وقالت حياة ساخرة: _ ربنا يهنى سعيد بسعيدة يا اخويا . صعد بها أدهم الدرج قائلا بتحذير: _ ده إنتي داخلة على أيام بيضا بالصلاة على النبي . إبتسمت فريدة بخبث وقالت: _ ده إنت اللي داخل على أيام سودا يا أدهومي . قرب وجهه من وجهها وقال هامسا: _ حلوة أدهومي منك يا مراتی یا حبيبتي . ازدردت فريدة ريقها بصعوبة من توترها وخجلها ..وقالت مغيرة دفة الحوار: _ أنا مش فاهمة إنت شايلني إزاى ده الفستان ده عاوز خمسة كمان يشتالوه معاك . إبتسم أدهم بثقة وقال غامزا بعينه: _ مين ده.. ده أنا جامد قوى تحبى تشوفي . ودفعها للأعلى.. ثم إلتقطها بين ذراعيه مجددا ... تشبثت به بخوف.. فقال مهددا بإبتسامة ماكرة: _ هاه أعملها تانى ..ولا كفاية كده . ردت فريدة بذعر و هي تلف عنقه بذراعها : _ لأ خلاص.. إنت جامد يا عم.. منك الله اتخضيت . دلفا لشقتهما ..والتي إنبهرت بجمالها فريدة.. فقالت بحنق مفتعل: _ نزلني بقا اظن كفاية . تطلع داخل عيونها بنظراته الشغوفة بها.... و رأى تأثير حبه على تعابيرها التي إستسلمت ب لطوفان عشقه.. حتى ولو حاولت إخفائه.. فأنزلها على قدميها دون أن يفلتها من حضنه.. وضمها أكثر خصرها وقال بهيام امام شفتيها : _ أخيرا بقيتى معايا يا ديدة.. أنا أسعد واحد في الدنيا.. ده يوم حلمت بيه من أول ما إشتلتك بين إيديا وإنتى صغيرة.. وبابا قالى دى بقت بتاعتك يا أدهم.. ساعتها ضحكتيلى وإنتي مش حاسة.. ومن وقتها ما سمحتش لحد يشتالك.. ولا يزعلك.. ولما بعدت عنك كنت بموت.. ما فارقتنيش ثانية واحدة.. إنتى حب عمری یا فريدة . ذابت مع كلماته ونظراته التي تقتحم عيناها بقوة.. ونسيت شعورها بالألم والخوف.. إقترب منها أدهم وقبل وجنتها وهمس لها بتنهيدة حارة نابعة من أعماق قلبه المتيم: _ بحبك فوق الحب يا أحلى حاجة في دنيتي . تنهدت فريدة وقالت بإبتسامة خفيفة و هي تستند بأنفها علي وجنته : _ وأنا كمان بحبك قوى.. يا رخم.. يا تلم..يا اللي ما تعرفش ربنا . إتسعت عيناه وقال وهو يخفى إبتسامته: _ إنتى بتشتمينى يا فريدة . ردت فريدة ببديهية: _ ده أقل واجب يتعمل معاك.. يا روحي . فباغتها بقبلة ساخنة وعميقة.. حاولت التملص منه بكل قوتها و لكن لم تستطع صد طوفانه و الذي كبته بدخله لسنوات و سنوات نضجت بها أمامه حتي اصبحت بين يديه... إستسلمت لقوته والتي إمتصت مقاومتها كليا.. أغمضت فريدة عينيها مستسلمة.. وإجتذبها هو من واقعها لذلك الشعور المثير الدافئ والذي إخترقها رويدا رويدا لحلم عاصف وبقوة.. ثم إبتعدت عنه و دفعته قائلة بنبرة مرتجفة كجسدها المنتفض : _ يا قليل الأدب . وتركته ودخلت غرفتهما.. فك أدهم رابطة عنقه وقال بحماس: _ إستعنا على الشقا بالله .