في جناح الفندق أستيقظ كل في نفس اللحظة التي استيقظت بها زهرة شعرت هي بالخجل الشديد بينما انتفض هو من التخت وهو يقول بسرعة شديدة. ليل أنا ورايا شغل، ولازم أروح حالا هدخل الحمام، وبعدها هلبس، وانزل على طول، ولو حابه تخرجي تقدري تنزلي زي ما إنت عاوزه لم تلحق زهرة حتى أن ترد عليه فقد ذهب من أمامها مسرعاً، توقعت أنه قد تأخر عن عمله لا تنكر زهرة رقتها معاها تلك هي المرة الأولى التي تشعر فيها بالاطمئنان منذ وفاة والدتها سوى بين يديه شعرت وكأنها طفلة صغيرة تحتمي بأبيها الذي فقدته منذ طفولتها شعرت به وكأنه هو شقيقها الذي أراد لها السوء اليوم فقط شعرت بالراحة وأنه هناك من تحتمي به. على الجانب الآخر كان الآخر " كان الجد يجلس برفقة برفقه صديق عمره محمد، وهم يتسامرون سويا حتى قال له محمد بكل جديه. محمد قلت لي ليل حقيقة وجود زهرة هنا وحياتها ومشكلتها مع أخوها ولا لسه ؟ 19 الجد: بصراحه لأ لسه مش عارف أعمل إيه؟ ولا عارف رد فعل ليل هيكون إيه؟ محمد ليل لازم يعرف في أقرب وقت ممكن محدش عارف أخوها ده ممكن يعمل إيه سكوتك ممكن يكون فيه ضرر لزهرة نفسها من غير ما يكون قصدك. الجد: أنا كنت مستني بس ليل ياخد عليها زهرة بنت متتعوضش أبدا، وهي الزوجة اللي أتمنتها ل ليل، وأوعدك إني هقوله أول أما يرجع إن شاء الله تعالى. وربنا يستر. محمد یا رب " على الجانب الآخر لدي زهرة يومان، وهي حبيسة تلك الغرفة لم تراه نهائيا، أو تخرج من الغرفة. حتى أنه لم يتصل بها، ولا مرة واحدة للاطمئنان عليها، وهي لا تعرف كيف تصل إليه ؟ فلا يوجد في الدنيا أصعب من الكتمان، وهو يتوغل بداخلك، والوجع بداخلك لا تستطيع التعبير عما يحدث بداخل روحك وقلبك كسرة غريبة، وأسئلة كثيرة تمر بخاطرك، ولا يوجد لها إجابة نهائيا شعور بالضياع، ورغبه بالصراخ، ولكنك لا تستطيع أن تفعل سوي الصمت فقط، لا تعلم ماذا فعلت، والحزن ينهش داخلك، والاكتئاب يسيطر عليك، والألم يجعلك تعيش أصعب أوقات حياتك. كانت زهرة تعيش تلك الحالة لا تعلم ماذا فعلت له ؟ وكيف اختفي هكذا دون كلمه واحده؟ هل ندم على ما حدث بينهم ؟ إن كان هكذا فليخبرها، وهي سوف تتحمل فهي كالجبل تستطيع تحمل كل شيء، لكن هذا الإهمال والصمت لا تستطيع تحمله لذلك قررت العودة إلى القاهرة إلى جدها ولن تخبره أي شيء نهائيا. أمسكت بسماعة الهاتف، وأخبرت الاستقبال بحجز لها إلى القاهرة وبالفعل ما هي إلا ساعات قليله وكانت بمنزل جدها، وحين كانت تدخل لمحها شقيقها وهو يبتسم بخبث شديد ويخرج دخان سيجارته من فمه بابتسامه انتصار فالآن أصبحت بين يديه. ألمت فحيت ثم قامت فودعت ، فلما تولت كادت النفس تزهق.