Cairo , Egypt +01508281514 darr@elsayad121216.com

الفصل الثالث والأخير بعنوان فارس

فارس في اليوم التالي ذهب عياش إلى الكهف وكان بادي هناك يقوم بحراسته اطمأن المعلم على بادي ثم دلف إلى الكهف بعد أن أمره بعدم اتباعه مهما حدث أو سمع، دخل المعلم الكهف فوجد الجرة تقبع هناك في مكانها في منتصف الكهف اقترب عياش من الجرة بتروي لكنه صُعق مما رأى، لقد كانت الجرة تظهر وجه إنسان على جدارها الخارجي ارتد عياش خطوات إلى الوراء يحاول أن يستوعب الصدمة التي تلقاها هل هذا هو المالك الحقيقي للجرة؟ هل اختارت الجرة أخيرًا مالكًا لها؟ لكنه إنسان! كيف سيأتي هنا؟ كيف سيتمكن من الحصول عليها؟ دارت الأسئلة في عقل المعلم دون توقف أنهكته من كثرتها لذا هرع يخرج من الكهف إلى مجلسه دون أن ينسى أن يشدد في أمره لبادي بعدم دخول الكهف مهما حدث ثم تركه وعاد إلى مجلسه ورأسه يضج بالأسئلة التي ليست لها إجابة. استيقظ من نومه بحماس فاليوم سوف تخبره والدته كلمتها الأخيرة في موضوع قد طال كثيرًا دون أن ترضيه بالإجابة. خرج من غرفته وكله حماس متجهًا إلى المطبخ الذي تعد فيه والدته الإفطار قبل ذهابها إلى العمل وذهابه هو إلى المدرسة، كانت تقف توليه ظهرها تعد له شطائر المدرسة اقترب يقبل رأسها ولم يستطع تمالك نفسه كثير فانفلت زمام لسانه يسألها بحماس: «_أخبريني يا أمي هل يمكنني الذهاب إلى الرحلة التي تنظمها المدرسة إلى معابد الأقصر؟ لقد وعدتِني أنكِ سوف تعطيني الرد اليوم» تهربت والدته من نظراته وانشغلت بإعداد الإفطار أو هكذا أظهرت لكنه عنيد ولم يستسلم بسهولة لذا دار حولها وأكمل برجاء: «_أرجوكِ يا امي وافقي، أعدك أنني سأكون مسئول وسأتوقف عن الاندفاع وتجربة كل شيء أرجوكِ» لم تستطع والدته التهرب كثيرًا أمام إصراره على جوابها عليه لذا أخذت نفسًا عميقًا قبل أن تقول بحزم: «_فارس أنا لست موافقة ولن أوافق أنا أعلم كم أنت مندفع ولا تستطيع السيطرة على نفسك ما إن ترى كل ما هو جديد عليك لذا لا ذهاب مع المدرسة، انتظر حتى نهاية العام وسوف نذهب جميعنا في رحلة عائلية إلى الأقصر» حاول التأثير عليها فقال يحاول استماتة عطفها: «_لكن يا أمي.....» قاطعته تنهي الحوار بحزم: «_لا يوجد لكن، لقد قلت كلمتي يا فارس ولن أبدلها هيا اذهب إلى غرفتك واستعد للمدرسة» اتجه فارس إلى غرفته يستشيط غضبًا ونقمة لكن ليس أمامه ما يفعله فما أن تقول والدته كلمتها لا يستطيع أحد أن يؤثر عليها ارتدى فارس ملابسه على عجل لا يريد التأخر على المدرسة وخرج سريعًا من الغرقة مارًا بوالدته بوجه غاضب ثم رحل دون أن يقول كلمة واحدة وقف فارس أمام منزله ينتظر حافلة المدرسة وشردت أفكاره في محادثته مع والدته منذ قليل هو يعلم أنها لديها الحق في خوفها عليه فهو يعترف أنه شخص مندفع متهور يلقي بنفسه في تجربة كل جديد دون تفكير في العواقب، لكن لمَ لا تدرك والدته أن شغفه هكذا؟ هو شخص يعشق التجربة ويا حبذا إن كانت محفوفة بالمخاطر يسمع دائمًا حديث والدته مع صديقتها وكيف تحاول كل واحدة منهن أن تطمئن أمه أن ما يمر به مرحلة عادية من مرحلة المراهقة وخاصة أنه في السابعة عشر من عمره لكنه اكتشف مؤخرًا أن هذا هو فعلًا شغفه في الحياة إنه لا يفعل هذا لأجل إثارة قلق وخوف والديه ولا يفعله حتى يحصل على اهتمامهما فهما بالفعل يهتمان به وبمشاكله لكنه يفعل هذا لأنه يحبه يجد فيه متعته وغايته أتت حافلة المدرسة فتوقف عن التفكير وصعدها فانطلقت به إلى المكان الذي علم بسببه شغفه بالمخاطرة والتجربة عاد بذكرياته إلى ذلك اليوم الذي قرر فيه تحدي كل شيء بداية من كسر قوانين المدرسة وتحدي خوفه والانسياق وراء فضوله في دخول مبنى متهالك في مدرسته، هذا المبنى كان محور فضول فارس وما زادته الشائعات المنتشرة على ذلك المبني إلا فضولًا فهو مبنى قديم ومختلف تمام الاختلاف عن أي مبنى آخر في المدرسة ورغم أنه ليس متهالك بالمعنى المعروف فحالته جيدة جدًا حقًا، ويستطيع أن يتحمل سنوات عدة إلا أن المدرسة اعتبرته متهالك وأصدرت قانون أنن ممنوع على أي طالب دخول هذا المبنى تحت أي ظرف ومع هجر المدرسة له صدرت عليه شائعات مختلفة في أنحاء المدرسة وكلها قصص مرعبة إلا ان كل ما يدور لم يجعل فارس يشعر بالنفور من المبنى بل كان يجذبه أكثر وفي يوم قرر فارس أنه سوف يتسلل إلى المبني لـ يرى ما فيه ويعرف هل يستحق حقًا مع ما يدور حوله من شائعات وقد نجح فعلًا في ذلك وقدر على التسلل إلى داخل المبنى لكنه لم يرَ ما يثير الشك أو يلفت الانتباه ورغم ذلك ظل يتردد على المبنى من آنٍ لأخر ولا يعرف سبب لذلك ذهبت مُهيرة إلى المعلم كي تطمئن على باهي لكنها وجدت المعلم في حالٍ غريبة ولم تجد باهي سألت مُهيرة متعجبة: «_أين باهي يا معلم؟» نظر لها المعلم نظرة شاردة وعاد بذاكرته إلى الليلة الماضية عندما استفاق باهي بعد وقت ليس بالقصير كان لا يتذكر أي شيء ومع ضغط المعلم عليه آخر ما استطاع تذكره أن فضوله ساقه فدخل الكهف وبعدها لا يذكر شيء، أدرك المعلم حينها أن الجرة سيطرت على عقله وهذه حيلة أخذتها للدفاع عن نفسها ضد المتطفل الذي اقتحم مكان أمنها أخبره المعلم أن الجرة اعتبرته عدو لذا دافعت عن نفسها بالسيطرة على عقله وأنه مازال تحت سيطرة الجرة عليه ولا سبيل للخلاص من سيطرتها إلا عن طريق الخروج في مهمة خارج الغابة وهذا كان في منتهى الخطورة فمنذ تواجد الدببة لم يخرجوا من الغابة، لم يسمعوا عن أحد غادر الغابة من قبل ولا يعلموا ما يوجد خارج الغابة وكان المعلم عياش ولأول مرة غير واثق من شيء قاله لكن إصرار باهي على فض سيطرة الجرة عليه كان أقوى من أي شيء وأمام قوة إصراره على التحرر جهزه المعلم بكل ما سيحتاج إليه في رحلته للخلاص وطلب منه باهي ألا يخبر أحدًا عن مكانه وإن سأله أحد يقول أن باهي يمكث عنده للعلاج لفترة ثم رحل باهي في ظلام الليل مع وعد بالعودة قريبًا أفاق عياش من غفلته على نداء مُهيرة له فقال بخمول غريب عليه: «_اذهبي الآن يا مُهيرة لا أشعر أني بخير» وصل فارس إلى المدرسة يسيطر عليه إحساس بالغرابة وانقباض القلب ودون أن يشعر وجد نفسه يتسلل إلى المبني المتهالك، أخذ يتجول فيه بلا هدف ودخل أحد فصوله يتأمل جدرانها بسأم إلى أن لاحظ فجأة فارق بسيط في الجدار يعوق الوصول إليه عدة مناضد تحرك يزيحها وقد دب في جسده الحماس استغرق إزاحتها منه وقت ومجهود ليس بالقليل ومع إزاحة المنضدة الأخيرة اكتشف أن هذا الفارق سببه أن هناك باب بنفس مستوى ولون دهان الجدار لا يعلم كيف لم يره من قبل ها هي مغامرة جديدة وتجربة جديدة هل يرمي نفسه فيها دون تفكير في العواقب أم.. لم يعتَد فارس على التفكير الكثير لذا قام بإدارة مقبض الباب ودلف بسرعة ما كان وراء الباب المقفول سؤال بسيط لكن إجابته كبيرة، لم يتمكن فارس من إيجاد الاجابة بسهولة فقد وقف عقله عن العمل ولم يستطع تفسير ما يرى الأمر غريب ومربك، كيف تكون خلف الباب مدرسة أخرى؟ هذا ما وجده فارس خلف الباب كان هناك مدرسة أخرى لا يعلم أحد عنها شيء ليست موجودة على الخريطة ولم يسمع بها أحد قط وما زاد الأمر غرابة أن المدرسة كانت عادية لا يوجد بها ما يثير الريبة مدرسة عادية جدًا، بها طلاب عاديين جدًا ومدرسين عاديين جدًا، الشيء الوحيد الذي لاحظه فارس أن مستوى المدرسة أقل من مستوى مدرسته وأنها أقدم، لم يرضي الشكل العام فضول فارس لذا أخذ يتجول في المدرسة يسير في دهاليزها دون اهتمام حقيقي إلى أن وجد نفسه في حديقتها وقد ضل طريق الخروج وقبل أن يتأفف بملل حدث ما جعل عينيه تكاد تخرج من محجرها هناك إعصار قوي وشديد أتى في اتجاهه، ثوانٍ فقط هي ما تفصل الإعصار عن الفتك بفارس الذي أغمض عينيه بقوة وانطلقت من حنجرته صرخة قوية مفزعة دقائق مرت وقد انتظر فارس فيها أن يطيح به الإعصار ويبتلعه إلا أن شيء لم يحدث، فتح فارس جفنيه ببطء ما لبث أن فتحهما على أقصى اتساع غير مصدق لما يحدث معه كان يريد مغامرة وقد خلقت لأجله واحدة فها هو يقف الآن في كهف حجري صنع من حجر رمادي يكاد يجزم رغم عدم معرفته بعلم الأحجار أنه حجر نادر الوجود، أرض الكهف عشبية خضراء في كل جانب من جوانبه الادأربعة توجد زهرة مختلفة الشكل واللون وفي المنتصف ثبتت منصة حجرية متوسطة الطول وضعت عليها أغرب جرة عسل فخارية رآها في حياته فغير أنها مطلية بالذهب فإن بها شقوق غريبة طُعم كل شق بحجر مختلف من الأحجار الكريمة ناهيك عن فتحة الجرة التي سدت بحجر أوبال عظيم اقترب فارس من الجرة في بطء فاغرًا فمه بدهشة وما أن اقترب منها فارس حتى انعكس على حجر الأوبال ضوء لا يعلم من أين أتى وتدلى فكه أكثر عندما عكس حجرها الضوء إلى ألوان الطيف استدار فارس سريعًا عندما سمع صوت غاضب يسأله من يكون ومن أين أتى وما أن استدار حتي تأكد أزه هالك لا محاله فقد كان يقف على الفتحة الوحيدة الموجودة في هذا الكهف دبين عظيمين الحجم أحدهما ضعيف البنية علم فيما بعد أنهم ينادونه باسم المعلم. تمت

Get In Touch

Cairo , Egypt

darr@elsayad121216.com

+01508281514