Cairo , Egypt +01508281514 darr@elsayad121216.com

الفصل الثالث والأخير

الفتاة : في مرة بعتله تليفون وسط الحاجات اللي بعتها ليه مع الكتب وكنت بشحن ليه على طول عشان أعرف اكلمه. مي : معنى كلامك ده أنه مكنش!! الفتاة : انه مكنش عيان بجد هو كان متدمر بس مش عيان بس حتى التمثيل معرفش يكمله والتمثيل أتحول جد بسبب الدكتور اللي كان مسؤول عنه كان بيقول ليا " كنت بحسه بيستمتع بتعذيبي " كره رامي في حياته والعيشة وخلاه ينتحر. عمر : معنا كده رشاد هو سبب أنتحار رامي. أحمد : المشكلة دلوقتي لو حد بيمثل الدكتور النفسي هيعرف ولو معرفش تبقى كارثة. مي : وتبقى أكبر لو رشاد عرف أنو بيمثل وخلاه يستمر في كده ومن كلامك هو خلاه يستمر لحد أما بقى مريض فعلاً. عمر : ورشاد ممكن يكون بالشر ده. مي : أكيد بعد اللي سمعته ده وأكتر كمان. أحمد : بس هو عمل كده ليه؟ موجهاً السؤال للفتاة الفتاة : رامي عاش حياة مأساوية أبوه راجل خامورجي بيضربهم ويعاملهم أوحش معاملة وفضايح كل يوم حتى التعليم مكانش بيصرف عليه جنيه، رامي كان من وهو في أولى أبتدائي بيشتغل ويصرف على نفسه عشان يدرس مش بس كده كان بيستغله وبيستغل حبه لأخته بأنه ياخد منه فلوس ويهدده هعمل واسوي فيها، حتى أمه ماكنتش أحسن من أبوه بالعكس كانت أوحش هي وأبوه كانو يعملو المصايب ويلبسوها ليه وفضايح وبلاوي زرقة وصلته السجن كمان وهو محبوس جوزو أختو لراجل أكبر منها عشان الفلوس وأما خرج عرف ان اخته أطلقت من الراجل وهربت وسابته ومن ساعتها وهو بيحاول ينتحر ويولع في البيت والفكرة مكانتش بتسيبه إلا أنا كنت أنا بصبره لغاية أما جالي في يوم وجمع ليا كل الحجات دي وقال " هي دي كل حاجه طلعت بيها من الدنيا أنا هعمل حاجه هتريحني شوية من العذاب اللي انا فيه بس متسيبينيش" وبعدين حاول ينتحر بس كان مبلغ المستشفى قبليها فاجُم وخدوه وبعدين فضل عايش هناك وفرحان ويقولي شوية وهقول اني خفيت وهخرج من هنا وهبدأ حياتي من جديد. مي : بس بردو ليه؟ الفتاة : عشان يخلص من أهله ويسيبوه في حاله، بس ملحقش و جه الدكتور ده اللي عمل فيه كده وخلاه ينتحر بعد أما كل حاجه اتقفلت في وشه. أحمد : أحنا مسدقينك بس كل ده كلام إيهه إلي يسبت ده، محتاجين ورق وأثبات نقدمه للنيابة. الفتاة : التلفون ومذكراته هو كان بيسجل كل حاجه كان الدكتور بيعملها على التلفون ويكتبها في مذكراته. مي : مذكرات أيه والتلفون هما فين دول؟ الفتاة : في الأوضة بتاعته في المستشفى. أحمد : أنتي بتقولي أيه الأوضة هتتفضى النهردة. عمر ومي في نفس واحد : يا نهار أسود كده كل حاجه هتضيع لازم نروح المستشفى بسرعة. عمر : شكراً ليكي أنتي اسمك ايه؟ الفتاة : أسمي مي، مي جابر. أحمد : بس لو أحتجنا ليكي نلاقيكي إزاي؟ الفتاة : أنا كل يوم هستنى هنا على الكورسي ده ساعة من وحده لأتنين الضهر هستناكم تجيبو حق رامي. مي : طيب ماشي نروح نلحق الأمل الوحيد اللي هيضيع ده. وانطلق الجميع مسرعين يسابقون الريح إلى المستشفى من أجل العثور على الهاتف والمذكرات ولكن عند وصولهم المستشفى كان الوقت قد فات وها هي الغرفة خالية عند وصولهم إليها حين خرجت نرجس منها فسألتها مي : أنتي لقيتي حاجه وأنتي بتنضفي يا نرجس؟ نرجس : لا ملقتش حاجه، حاجه زي إيه؟ أحمد : مش وقتك دلوقتي، الحاجه إلي كانت هنا راحت فين؟ نرجس : عم صابر خدها الأمنات لغاية أما حد يجي يستلمها ممكن تلحقوه مشي كده. وأشارت إلى ممر يقود للحديقة فأسرع الجميع يركضون كأنهم في سباق إلى عم صابر الذي أفرغ الأشياء في الغرفة وخرج في هذا الوقت كانوا هم قد وصلوا ودخلوا يبحثون في كل شيء ومر الوقت وهم يبحثون حتى غلبهم اليأس. أحمد : مفيش فايدة كلها كتب مفيش حاجه. مي : معقولة يعني كده ضاع الأمل اللي كان باقي لينا. عمر : متيأسيش يا مي بكره نيجي وندور تاني لسه معانا وقت. مي : والبنت الغلبانة دي هنقول ليها ايه!! عمر : أهدي يا مي أستهدي بالله هنلاقيهم أنا عارف أنشاء الله بكره هنلاقيهم، ربنا مش هيضيع حق الشب ده أبداً أنا متأكد. وفي مساء هذا اليوم أرتمت مي علي سريرها تفكر في كل ما حدث بالتفصيل الدقيق فقالت في نفسها يا ترى ماذا أفعل حتى خطر ببالها أن تكون مي التي نادى عليها مريض غرفة ٢٤ لم تكون هي بل كانت الفتاة التي أحبها رامي، حتى فجأه أتصل رقم غريب عليها فأجابت فكانت المفاجئة نرجس تطلبها بسبب أنتحار مريض غرفة ٢٤ لكن الممرضين نجحوا في إنقاذه لكنه ينادي على مي بشكل جنوني فخطر في بال نرجس مي الطبية فاتصلت بها. مي : أنتو فين دلوقتي؟ نرجس : أحنا في مستشفى القصر العيني، تعالي بسرعة المريض حالته خطر. مي : حاضر...حاضر ثانية هتلاقيني عندك. ثم اتصلت مي على عمر الذي جاء في لمح البصر ومعه أحمد وتوجهوا إلى المستشفى ودخلت مي للمريض. مي : أنا مي أنا أهو قول عايزني ليه؟ المريض : أنتي مش مي...أنتي مش مي...مي هناك...هناك! مي : هناك فين قولي وأجبها ليك؟ المريض : رامي مات يا مي....مات...مات وأنا رايح ليه. مي : هجبهالك بس قولي هي فين متخافش. المريض : هناك مكان ما ألتقينا مع الشمس. ثم أغمض عينيه ولفظ أنفاسه الأخيرة ومات مريض غرفة ٢٤ تاركًاً مي في قمة الحزن والأسى وأجهشت بالبكاء حين جائت وواستها نرجس وقالت نصيبه كده متزعليش هو كده أحسن له من العذاب هنا. مي : أنتي مش فاهمة حاجه. نرجس : فهميني طيب اساعدك. مي : رامي كان سايب كتاب فيه سبب أنتحاره و حجات كتير. نرجس : ممكن يكون الكتاب اللي أداه رامي للمريض ده قبل ما يموت. عمر : والكتاب ده فين، هاتيه بسرعة!! نرجس : هناك في المستشفى. أحمد : يلا قومي بسرعة هاتيه واحنا معاكي!! وذهب الجميع إلى المستشفى فوجدوا الكتاب على طاولة أمام نافذة المريض مع التقائهم بضوء النهار الذي بزغ بعد فجر طويل في نهار جديد يشع بالأمل ووجدوا الهاتف مخبأ في الكتاب ومعه مذكرات رامي الذي كتبها بدموعه؛ وبعدها كتبت مي تقريرها.... مي : عاقلاً وسط المجانين، مجنونًا وسط العقلاء هذا هو من يأس من حياته التي لم يختارها، لكن أختار كيف ينهيها محلقًا مع الطيور هذا هو من حاول بكل طاقته لكن كان يعيش في غابة كلما أزال عائقًا ظهر له الاخر؛ حتى أختار إختيار من قد ضاقت به الدنيا الواسعة فأنحصر في غرفة بين كتبه حين ظن أن العلم الذي ظل يبحث عنه سوف يجده في شخص الطبيب الذي يعالجه ولكن خاب ظنه مجددًا حين وجد ذلك الأمل يخبو حين ظهر له الوجه الآخر من العلم حيث جعله ذلك الطبيب يكره حياته، يعامله بقسوة، يجعل حياته البائسة عذاب، حتى قرر أن ينهي عذابه بيده لا بيد شخص أخر وألقى نفسه وحلق بعيداً عن هذة الغابة؛ التي أكل فيها القوي الضعيف التى علو فيها شأن الظالم و صاحب الحق تدنى إلى أدنى مستوى فيها حتى أصبح لا يرى ضوء النهار وسط ظلام الحزن لكنه الأن رأى الضوء في آخر لحظة من حياته؛ ضوء الفجر الذي أخذه إلى عالم بعيد عن الحزن والألم. قرأت مي هذا التقرير وهي جالسة في الحديقة على كرسيها التي كانت تنتظر عليه كل يوم ساعة حتى جائت ساعة الفرج وهي تقرأ عاقبة من زرع المرار لشاب في مكتمل عمره يقضي ما بقيَ من حياته في السجن الذي صنعه للكثيرين؛ في رسالة صغيرة متروكة على كرسيها تقول " أفرحي فلا يضيع حق مظلوم مهما طال الزمن لا تيأسي أبدًا من الحياة فمهما ضاق بك الحال سوف يأتي ضوء النهار بعد ذلك الليل الطويل مع أخر خيوط الفجر وتظهر الشمس أخيرًا شمس الحق التي لا تغيب " المرسل مي. النهاية

Get In Touch

Cairo , Egypt

darr@elsayad121216.com

+01508281514