المقدمة
فتحت باب أحد الغرف في مستشفى الأمراض النفسية، فوجدت ذلك الطفل القابع في ذلك الركن المظلم يبكي دافناً رأسه بين ركبتيه خائفًا من أمه التي توبخه على أتفه الاسباب من أقل الاشياء، فحين تقدمت أول خطوة بعدما كانت مهزوزة؛ وجدت ذلك الشاب المراهق جالس في غرفته السوداء التي ينير فيها ضوء بسيط من هاتفه وجهاز الكمبيوتر وحيدًا في عالم أخر مليء بالحقائق والخداع الذي يجعل الوقت يمضي حين يغلق باب غرفته هاربًا من معركة والديه أمام بابه، فوضعت الخطوة الثانية وكأني أهوي في الرمال المتحركة حين وجدت ذلك الشاب كبر وأصبح يضرب أولاده حين لمحت ذلك الشاب يحاول رمي نفسه من تلك الشرفة ومشهد أباه الذي يضرب أمه لا يفارق باله حين رأى أخاه يحاول منع أباه من ضرب أمه حين أستضم في الجدار وتناثرت دمائه في كل الأرجاء، أو حين يراه ذلك الطفل في الشارع من أسفل وهو يحاول أن يرمي بنفسه فيفرك عينيه لا يصدق ما يجري، فحين يغلقها أرى ذلك الشاب الذي قتل والده وهرب مصدومًا مما فعلته أمه في أخته حين باعتها من أجل النقود، حين مر بذلك الشاب القابع في ذلك الزقاق يتعاطى المخدرات هاربًا من والده الثري الذي لا يجعل له قيمة ومعاملته كلها بالنقود لا قيمة فيها للأنسان؛ يأخذ من ذلك الرجل المشرد تلك المخدرات التي يبيعها منذ أن وجد نفسه وهو صغير يعيش في عالمها متسولاً في الشوارع حين يستضم بهم ذلك اللص وهو هارب بعد سرقته من أجل والده المريض الملقى في المستشفى، فعدت في ذلك الوقت ولم أكمل وأغلقت الباب؛ بابًا يحتوي على إنسان وتفاصيله.
