كنت أستمع إليها بدهشة وأنتظر أن تكمل بكل فضول، فتابعت: وما إن عدت وأخبرتهما حتى ذهبا معي للمكان، وجدنا زوجي مثلجًا وليس في وجهه نقطة دماء واحدة، ووجهه مزرق لم يكن فيه روح، صفعتني والدته على وجهي وقالت لي: أنتِ السبب أنتِ من قتلتِ ابننا أنتِ قاتلة ومن هذا اليوم ستدفنين معه. وهنا وضح والده حجرة على دواسة السيارة وأصبح يقود السيارة بيده حتى وجهها تجاه البحيرة وانزلقت السيارة في البحيرة، وأخذاني إلى منزلهما بينما أبلغا في اليوم التالي عائلتي والشرطة بأننا مفقودان، ولم يشك أحد في ذلك، وبعد العديد من الأيام وجدت الشرطة السيارة وجثة زوجي لكنهم أبلغوا عائلتي بأنني مفقودة وربما جرفت المياه جثتي للشاطئ الآخر ومن هنا بدأت معاناتي.. كنتُ أستمع إليها وأنا موهوم، كيف يمكن لإنسان أن يعذب إنسان لهذه الدرجة! ولما بدت الدهشة على وجهي أنا وزوجتي، ألقت عنها ملابسها واستدارت لترينا ظهرها وكم الجراح به، لم تكن مجرد جراحًا لقد كانت ذنوبًا يخلصونها منها، كأن كل السجائر التي شربها العالم اجتمعت لتترك آثارها على ظهرها، لو أنها مطفأة سجائر لما احتملت كل تلك السجائر.. قلت لها أننا يجب أن نتحرك سريعًا ونذهب إلى الشرطة، لكنها رفضت رفضًا قاطعًا، قالت بأنها ستتحرك فجرًا دون أن يراها أحد وتذهب إلى سبيلها وأنها من غير الممكن أن تعود ثانية، خشينا كثيرًا عليها أنا وزوجتي وقلت لها بأنني سأقف بجوارها مهما كلفني الأمر، لكنها تحججت بأن ماكث وروز خطيران ومجرمان حقًا يمكنهما فعل أي شيء، وهي لا تود أن تورطنا، فأصررت أن أوصلها إلى حيث تريد، واتخذت سيارتي وخرجنا فجرًا، بالطبع أنا وهي وزوجتي، فأنا لم أكن متيقنًا بأن زوجتي في أمان وحدها بعد تلك الليلة خاصة ونحن جيرانًا لهما، ومن هنا خرجنا، واتخذنا سبيلنا بالسير تجاه المدينة العريقة، كانت المرأة المسكينة خائفة للغاية، وبينما نحن نسير خرج أمامنا عائق من حيث لا ندري، شجرة اقتُلعت من مكانها وصدت طريقنا، ركنتُ السيارة ونزلت أرى مدى الخسائر وكيف يمكنني تفاديها، فوجدت ماكث خلفي ببندقيته هو وروز يقولان: أعطنا المرأة. فتحت المرأة باب السيارة ونزلت فورًا وهي تقول: أنا هنا لكن لا تؤذوهما. بالطبع حاولت زوجتي الصراخ لكننا في منتصف الطريق ولا أحد يسمعنا، ضحك ماكث وقال ببرود: ليس باليد حيلة بدل أن ترحلا إلى بلدكما وأنتما تحملان النقود لتفتتحا المشاريع سترحلان في صندوقين.. عفوًا أقصد تابوتين. ثم وجه كلامه للمرأة وقال: أما أنتِ فسيتضاعف عذابكِ عذابينِ. أخذانا لنفس المكان الذي حدثت فيه حادثة ابنهما، وقالا: هنا مات صغيرنا وبينما كان ماكث منهارًا وروز تستمع له بكل حواسها وهما في غفلة من أمرهما انقضت المرأة على بندقية ماكث، وحدث بينهما شجارًا بينما حاولت زوجتي أن تعيق قوة روز وانضممت أنا أيضًا للمحاربة مع المرأة حتى خرجت رصاصة طائشة من البندقية استقرت في قلب روز، لقد فاتت زوجتي بمعجزة، وبالطبع سقط حينها ماكث أرضًا وهو يصرخ بجنون وينادي روز، أما روز فظلت تقول وهي تلفظ آخر أنفاسها: قلت لك لنتركها تذهب قلت لك أن تلك المرأة لعنة ستقتلنا كلانا. أسرعت بتكبيل يدي ماكث قبل أن يفيق من صدمته بواسطة حبل كنت أتركه في السيارة احتياطًا إذا حدث عطل ما واضطررت أن تجرني سيارة أخرى، وطلبت الشرطة التي استغرقت قرابة ساعة إلا ربع حتى جاءت وبأخذ أقوالنا وأقوال ماكث وأقوال المرأة؛ حُولت المرأة لمشفى للعلاج استمرت هناك قرابة شهر تتلقى دعم نفسي ومعنوي وجسدي والتقت بأهلها بعد عدة سنوات أما ماكث حُول لمشفى الأمراض العقلية فلم يبدُ بخير بعد أن قُتلت روز.