وتركته وذهبت إلى غرفتها الأولي تبكي دون صوت وهي تشعر وكأنها على وشك الموت فعليا، لم تتوقع أن تنتهي الأيام القليلة السعيدة بتلك الطريقة السريعة ولكنه أنهى كل شيء بيديه فهي قوية، ولن تجعل الحزن يتملك منها مهما كان ولكنها كانت تشعر وكأن دموعها لا تأتي من عينيها، ولكن من قلبها. فهي تشعر بالندم الشديد أنها اعتقدت أنها اخيرا وجدت سعادتها ولكن لن يفيدها الندم على ما فقدت وما أضاعت لن تتضعف أمامه مهما كان الثمن فالحزن لن يعيد إليها ما فات. الشوق هو غذاء الروح يجعلك تشعر لأقصي أنواع الألم من أجل من تحب ويجعله ينسي كل شيء حدث فقط لشوقه إليه وهذا ما كانت تفعله زهرة مع ليل ورغم كل شيء فهي لم تكن تريد أي شيء سوي أن تعيش حياة سعيدة هادئة ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه. خرج ليل إلى عمله وهو يشعر بغضب شديد بينما ذهب الجد مع صديق عمره في نزهة لهذا وبسرعه البرق كتبت له ورقة صغيرة "أنا عاوزك تطلقني وعندي أخويا وعيشتي معاه أهون من أي حاجه عشان كده قررت إني أرجع تاني لمكاني الطبيعي ولزهرة وارجو تنفيذ طلبي في اسرع وقت ممكن" وخرجت ولم يوقفها أحد فالأوامر هي حماية الفيلا فقط لذا لم يوقفها أي منهم وأوقفت تاكسي وركبت وهي تنظر إلى الفيلا بكل حزن وهي تقول: وداعا فيلا الجوهري. يا قاسي القلب قد أشعلت أحزاني ناراً بها مقلتي ذابت وأجفاني آلام بعدك كالإعصار هائجة ضجت بها مهجتي، واعتل شرياني تأتي إلى بذكرى عشتها فرحاً بين الجفون وفي صدري ووجداني أعانق الطفل عبر الطيف أحضنه فأشعر الدفء أنفاساً بأحضاني طويت عمراً مضى شوقا لمغترب يا ليته ساعة بالشوق يلقاني يا قاسي القلب هل طيفي يمر بكم أم عمه الهجر ممتداً بنسيان أنا التي ما اشترت سلوى بحرقتها علي ألاقي بها قبراً لأحزاني فخذ فؤاداً بنبض قد غدا قلقاً وعد به زاهياً يا زهر بستاني لا تهجر القلب إن أهداك خافقه ارحم به دمعة فاضت بتحنان أم أنا، فلذتي، قد صرت عاجزة. عن التصبر فارحم نار حرماني على الجانب الآخر" كان كل من كرم، وعيد في انتظار وصول زهرة على احر من الجمر كل منهم يراقب مدخل الشارع أحدهم من خلال جلوسه في شرفة الشقة والآخر بالأسفل. وأخيراً ها هي قد وصلت، ولا تعلم ماذا ينتظرها ، وصلت زهرة إلى باب الشقة ودقت الجرس والغريب هو سرعة شقيقها في فتح الباب، وحين فتح الباب شدها بسرعه إلى الداخل وهو يضمها إليه، ويمثل شوقه إليها. كرم وهو يغلق الباب وحشاني قوي يا زهرة البيت من غيرك كان مضلم. زهرة بحب حقيقي وانت كمان وحشتني والله قوي، وربنا عالم أنا كنت عليك ازاي ده انت أخويا، واخر حاجه سبها ليا بابا وماما صحيح زعلت منك في وقت سابق، بس إنت وعدتني إنك هتتعالج، وترجع زي الأول زي أيام زمان صح ؟ کرم تفتكری واحد زي ممكن يرجع زي الأول ؟ زهرة وهي تقترب منه وتمسك بيده ورحمه ماما وبابا لتبطل يا كرم أنا هعالجك هوديك احسن مصحة بس أرجوك لازم تبطل عشان خاطر ربنا هتقف قدامه يوم القيامة إزاي يا كرم. تخيل كرم الموقف واصاب جسده هزة وقال: تفتكري ربنا ممكن يقبل مني توبه وانا بالقذارة دي ؟ زهرة ربك غفور رحيم يا كرم وبغفر أي ذنب أهم حاجه تتوب الله. كرم بسرعة إنزل من هنا ومتجيش هنا تاني مهما حصل. زهرة بتعجب في ايه يا كرم ؟ كرم بحزن وقد ندم بالفعل لرؤيته لها كم تحبه بقوة، وتريد له الخير دائما، ولكن هو كان مثل الشيطان أراد تسليمها إلى تاجر مخدرات فقط من أجل نفسه لا والف لا لن يفعلها. كرم في إني اتفقت مع عيد أجيبك واجوزك له بس والله خلاص أنا فقت ونظمت سامحيني واوعدك هجيلك تعالجيني بس اهربي بسرعة علشان خاطري زهرة وقد رأت أمامها شقيقها ثانية الخائف عليها الذي يريد حمايتها بكل قوته فضمته إليها بقوة وقالت له بكل سعادة والدموع تنهمر على وجهها دموع الفرح لعوده كرم ثانيا فقد ظل طوال الليل يريد والديه أمامه ونظرات الحزن جعلته يشعر كم هو حقير نعم إنها هلاوس، ولكن عاد إليها وهذا كل ما يهمها. زهرة عارف إني مش زعلانه أقسم بالله العظيم أنا في قمة سعادتي لأن، وأخيرا كرم رجع للحياة من تاني کرم بعدين نتكلم المهم دلوقتي تمشي يا زهرة أبوس ايديك. زهرة: حاضر يا حبيبي وهكلمك ونتقابل برة بعيد عن هنا. 00 کرم ماشي بس يلا. فتح كرم باب الشقة، ولكن وجد أمامه عيد، وبعض من رجاله. عيد وهو ينظر إلى زهرة نورتي حتتك يا ست الكل. كرم بحده عيد زهرة هتمشي، وأي اتفاق بينا أنا سحبته حتى لو هتقتلني. عيد وهو يدفعه ويمسك به رجاله ويغلق الباب خلفه. عيد ده أنا ما صدقت ترجع عشان نتجوز زهرة بقوة، وحدة وانا قلت ليك مليون مرة لو إنت آخر راجل في الدنيا مش هتجوزك عازوني أنا في الآخر أتجوز تاجر مخدرات ده في أحلامك يا عيد. عيد بغضب شديد لو مش بمزاحك يبقى غصب عنك يا زهرة . هناك قلوب قاسية، وعليها حجاب كالحجارة بل وحتى الحجر ينكسر، لكن تلك القلوب لا تنكسر ولا تميل أبدا وبداخلها الحقد والكره، لم يعد يتأثر بذكر الله. قال تعالي: بسم الله الرحمن الرحيم ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ صدق الله العظيم (۱) سورة البقرة على الجانب الآخر في شركة ليل كان يجلس وهو يشعر بالحزن الشديد والقرف من قلبي يتألم عليك وكأن نبضات قلبي توقفت عندما أسمع صوتك سيعود لي نبض قلبي، وسأصبح بخير حينها على نفسه لما قاله إليها، وهو عكس ما يحدث بداخله فهو يحبها وبقوة يعشق ابتسامتها ، وطفولتها ، وبراءتها يحبها من كل قلبه، ولكن لا يعلم لما جرحها هكذا دون أن يدري، وكأنه لم يكن يرى زهرة ، وانما والدته التي دمرت والده كليا من شدة تحكمه بها، وحين غضبت زهرة اعتقد أنها ستكون مثل والدته وأصبح كالثور الهائج لذا دون شعور منه قسى عليها انتفض واقفا واخذ متعلقاته الشخصية وبعدها توجه إلى الخارج، ولكن قابله صالح الذي أراد الاطمئنان على رجاله فذهب معه إلى الفيلا، وأخبر صالح أن زوجته صديقه مقربه من زهرة جدا وتعرفها جيدا ولم تصدق أنها ستلتقي بها لذا قال له أنه غدا سوف يتناول العشاء معهم. وصلوا اخيرا إلى الفيلا، وبحث عنها ووجد تلك الورقة التي تركته إليها، ولكن فقد ذهبت بقدميها لمن يريد أن يؤذيها فقلبه يتألم عليها، وكأن نبضات قلبه توقفت وسيعود له نبض قلبه فقط . بعدأن يراها أمامه، ويطمئن عليها بعد أصبح خوفه عليها يفوق كل مراحل الخوف، نزل مسرعا إلى الأسفل، وبعدها توجه إلى رجال صالح وهو يقول: ليل: انتم شوية كلاب إزاي تخرج مراتي من غير ما حد يوقفها. OV رد أحدهم يا فندم التعليمات بس حماية الفيلا فقط ، ومراقبة اربعه وعشرين ساعة. صالح بحده ليل اهدي في أي اللي حصل معاك ؟ ليل بغضب جنوني زهرة راحت لأخوها برجلها ، وانا مش عارف أعمل إيه؟ صالح إنت تعرف مكان البيت ؟ ليل بغضب وانا لو اعرفه كنت هقف ارغي معاك. صالح: استني أنا انجي قالت ليا أن هي كانت بتروح لزهرة البيت وعارفه أخوها وكل حاجه. ليل بأمل ولهفه أرجوك بسرعة كلمها وأعرف العنوان واحنا في الطريق وخلي مجموعه من الرجالة تيجي معانا. وانطلقوا إلى منزل كرم بعد أن أعطت انجي العنوان إليهم. اخيرا وصلوا وصعد الجميع وطرق ليل الباب ، وحينها قال عيد ده أكيد المأذون راجل بيفهم عارف إني مستعجل. وطلب من أحد رجاله فتح الباب وحين وجدته زهرة أمامه قالت بكل فرح والدموع تنهمر من عينيها جعلته يريد أن يفتك بشقيقها، ولكنه وجده مرمي ارضا، وفي حاله يرثي لها. عيد بحده وهو يمسك زهرة، ووضع السلاح على رأسها بدأ أن قاموا بل بربط جميع رجاله وهو يقول انت ليل الجوهري أنا عارفك من الصور في الجرايد بس. ليل وهو يقترب منه سيبها أحسن ليك وإلا قسما بالله العظيم هخليك تتمنى تموت من اللي هعمله فيك زهرة بقلق على ليل: امشي يا ليل بس خد أخويا معاك هو وصيتي ليك تعالجه وبس أرجوك. ليل مش هسيبك حتى لو هموت إنت مش بس مراتي إنت حبيبتي وطفلتي وكل كلمه قلتها ليك والله كنت كداب أنا مقدرش أعيش من غيرك لحظة واحدة سامحيني يا حبيبتي أنا حيوان أنا السبب في إنك تمشي ويحصل كده معاكي حقك عليا. زهرة وهي تشعر بسعادة برغم ما هي به إلا أن سعادتها بكلام ليل جعل الموت الآن لا يفرق معها فقد علمت أنه يحبها مثلما تحبه. في ذلك الوقت كان عيد وصل إلى قمة غضبه وهو يقول: زهرة دي ملكي أنا لوحدي، ولو مش ليا مش هتكون لغيري هقتلها، واحرق قلبك عليها كان الجميع مشغول بالحديث بينما لاحظ صالح وجود باب خلفه دخل وبعدها قام بالانتقال إلى الصالة عن طريق الشرفة وبعدها اقترب ببطء شديد من عيد وقام بضربه بمسدسه على رأسه فسقط من مغشيا عليه تحت أقدام زهرة ، التي جري عليها ليل مسرعا وهو يضمها إليه ويقول بصدق شديد. ليل: أنا آسف سامحيني مكنتش أقصدك بكلامي. صالح مقولتش ليا هنعمل إيه ؟ ليل يتأدب كل كلب منهم ، وبعدين نبقى نشوف زهرة: أخويا لأ يا ليل، أخويا عاوز بس يتعالج كرم مش وحش يا ليل أرجوك ع خاطري، أنا أرجوك يا ليل. ليل: صالح شوف احسن وانضف مصحة، ودخلوه فيها يتعالج وهات ليا كل التفاصيل. صالح: إن شاء الله. زهرة بحب وسعادة ربنا ما يحرمني منك أبدا. ليل ولا منك يا زهرتي