وصل الكل لفيلا عدي التي تطل على البحر مباشرة. عهد وهي تتشبث بيد يامن وهي تردف بحماس: عايزه أنزل البحر يا يامن، يلا بليز. يامن بابتسامة ويردف بحنان: طيب يلا نغير، يا عهد، هننزل كده. عهد بحماس: صح، يلا بينا. دلف الكل للمنزل بعد أن رتبت ملك الأغراض، كان الكل قد غير ملابسه. عدي وهو يردف بغيرة: يلا نروح البحر يا أستاذة؛ علشان ملك مردتش تتفسح معايا؛ علشان متنزلوش البحر لوحدكم، مش فاهم أنا. مراد بضحك : بتغيري يا بطة. زيدان بسخرية: الليلة اضرب يا أبو نسب، طيب اختشي، ده إحنا لسه جايين، حتى إذا بليتم، فاستتروا. عدي بعصبية وهو يأخذ تلك العصي الخشبية الموجودة بالمكان ويركض خلفه: إذا بليتم، فاستتروا، يا تربية زبالة، يا زنان، ده على أساس إني لسه بتعرف عليها. ملك بضحك وهي تقف بينهم و تردف بسخرية: خلاص يا عدي، هدي أعصابك. يامن و هو يردف بضحك: خلاص يا بابا ليطقلك عرق، خلاص خد ماما فسحها بليل. عدي و هو يحاوط كتف ملك: تصدقوا فكرة حلوة. ثم أكمل بعصبية: بس بردوا انتوا التلاتة تغورا من وشي؛ علشان مش طايق حد فيكم. خرج الشباب مسرعين وخلفهم مليكة وعهد. زيدان وهو يردف بحماس: بصي يا مليكة، هتتعلمي العوم يعني هتتعلمي العوم. مراد وهو يردف بنفي قاطع : لاء، يا زيدان، مليكة بتخاف ولو خدتها بعد الحدود دي أنتَ حر. في البحر عهد: إحنا نتسابق، أنا وأنتَ يا مراد، وزيدان ويامن، ومليكة تحكم. بعد وقت و كثير من المسابقات والكثير من الضحك واللهو. زيدان : هي ملك فين؟ مراد: بعتوم مع بابا، هو هيرجعها النهاردة. يامن: ونصيحة مني محدش منكم يفكر يروح ياخدها منه، لحسن يغرقه، استني بابا ينام وننزل البسين معاها. مراد بضحك: عهد أنتِ فهمتي ويامن قسمًا بالله، طيب إيه رأيك تيجي معايا وأخدك أنا وهو يرتاح شوية. عهد بطفولة: ماشي. مراد بتشجيع: وريني شطارتك يا عهود يلا. خرجت مليكة من البحر وهي تشعر بتعب شديد. دلفت للشاليه بتعب. في البحر مراد بقلق: أومال فين يامن ومليكة؟ زيدان بتساءل : دخلت الشاليه و يامن بياكل هناك أهو، أنتَ عايز يامن ولا مليكة. مراد بقلق: طب هطلع أشوفها لحسن تكون تعبت زي كل مرة. زيدان وهو يحمل عهد: واديني بقا دي. عهد وهي تحرك قدميها: لاء يا زيدان، أنتَ بتاع غطس وهتمرمطني. زيدان وهو يقذفها في الماء: ده أنا مش هسيبك النهاردة. دلف مراد إلي الشاليه بسرعة وهو يهتف باسم مليكة بقلق حتى سمع لصوت تأوهاتها من المرحاض. اتجه للمرحاض بسرعة وهو يدق الباب بقلق و يهتف بقلق: مليكة أنتِ كويسة؟ مر دقيقة ولم يستمع مراد لصوت مليكة ولا حتى تأوهاتها، حتى شحب وجهه بقلق، وبمجرد أن وقعت عيونه على مقبض الباب يتحرك حتى زفر براحة وهو يردف بلهفة بمجرد أن رأى مليكة: وقعتي قلبي يا مليكة، أنتِ كويسة؟ هزت مليكة رأسها بالإيجاب بتعب وهي تردف بإنهاك: متقلقش، أنا بس معدتي تعبت من الطريق زي كل مرة. مراد و هو يسندها ويجلسها على الإريكة وهو يتجه للمرحاض؛ يأخذ فوطة مبللة وهو يجثو على ركبتيه يمسح وجهها برقة و يهتف برقة: إحنا لازم لما نرجع إسكندرية نروح لدكتور، مش هينفع كل ما تسافري معدتك تتعب كده. نهض مراد وهو يتجه للمرحاض بهدوء ويردف: كويس إنك غيرتي هدومك؛ علشان معدتك متتعبش. في تلك اللحظة دلف ملك، وعدي، ويامن، وزيدان، و عهد من باب الشاليه الذي تركه مراد مفتوح. عدي بحنان وهو يجلس بجانب مليكة يضمها له وهو يمسد فوق ضهرها : مالك يا حبيبتي؟ معدتك تعبت بردو؟ ملك بحنان وهي تمسد فوق خصلات شعرها :ألف سلامة عليكِ يا قلب خالتو. ثم أكملت وهي تردف: خدي اشربي، مراد عملك حاجة سخنة، اشربيها و دخلي نامي. بعد وقت دلفت مليكة لغرفتها ونامت و استيقظت بعد وقت. عدي وهو يتشبت بيد ملك: الحيوان اللي هيكلمني فيكم هاجي أزعله، اتفضلوا انطلقوا، زيدان، مراد، يامن خلي بالكم على مليكة وعهد تمام. زيدان، ومراد، ويامن باحترام: حاضر يا بابا. خرجت ملك مع عدي وخرج الشباب ذهبوا لإحدى المطاعم المطلة على البحر. أثناء جلسوهم وذلك الوقت العائلي الممتع الذي يجعل مليكة تشعر بدفء الأسرة والحنان. زيدان بضحك: يا خربيت مسخرتك يا مليكة، اللي يشوفك وأنتِ ملاك كده ميشوفكيش وأنتِ عفريته وأنتِ صغيرة، ده أنتِ كنتي مجننانا كلنا، تجري وتروحي في كل حتة. عارفة مراد ده جرى وراكِ جري يامن بضحك: بتفكرني بعدي وملك وهي صغيرة، كان بابا دايمًا يقولنا قد إيه كانت متعلقة بيه. مليكة وهي تردف بتساؤل: للدرجة دي؟ عهد: وأكتر كمان مش متخيلة أنتِ كنتِ طفلة شقية شوية وصعب حد يسيطر على حركتك، كان مراد ينادي عليكِ و يفتحلك دراعته تجري عليه تحضنيه وكنتِ طفلة زي القمر. يامن بتذكر: كانت عليها واحدة أيوة يا أبيه مراد، وهي بتلعب في شعرها مش طبيعة. زيدان: كان مراد ياخدك يقعدك على رجليه ويقعد يلاعب فيكِ وأنتِ قاعدة فوق رجليه ولا بتتكلمي مع إن مش عادتك أصلًا. عهد: وأنت بقا كنتِ تحبي تقعدي فوق رجليه وتلعبي في شعره ومع إني دي كانت أكتر حاجة بتنرفزه، بس كان معاكِ يقعد يبتسم عادي. مراد و هو يطالع مليكة ويردف بابتسامة: لدرجة إني أنا الوحيد اللي عرفت أدخلك المدرسة، كنتِ هارية نفسك عياط؛ علشان خايفة وأنا فضلت أتكلم معاكِ وطمنتك، قومتي قولتي ببراءتك وقتها، حاضر يا أبيه ودخلتي. ابتسمت مليكة بحب على تلك الذكريات الرائعة النقية التي يحملها لها أولاد خالها التي تجعلها تذوب بدفء العائلة والماضي الرائع وخاصة ذكرياتها مع مراد التي يتذكرها مراد جيدًا كما تتذكرها جيدًا، بل كأنها تحفظها. قاطع تلك اللحظة الدفائة النقية دلوف تلك البنت التي ترتدي بنطال ضيق قليلًا وبلوزة قصيرة وهي تردف بنبرة سعادة: مراد، يا حبيبي، حمد على السلامة. نظرت ملكية لمصدر الصوت وهي ترى فجر خطيبة مراد التي لا ترتاح لها. اختفت ملامحها وتهكمت عندما رأت فجر تتقدم من مراد، تجلس بجانبه بشكل ملاصق له وهي تتشبث، بيده وتردف بدلال: وحشتني، نورت الغردقة. مليكة وهي تتمسك بحقيبتها الصغيرة وتردف برقة: هروح التويلت أنا عن إذنكم. في تلك اللحظة ابتسمت عهد بضيق وهي تطالع فجر بخنق، وتقترب من يامن وهي تهمس: يامن أنا مش عايزة الحرباية دي تبقي مرات أخويا، شوفت المدلوقة دخلت إزاي؟ اقترب زيدان منها وهو يردف بهمس: و أنتِ الصداقة دي بنت مش سالكة وبراوية، مش عارف إيه النسب العرة اللي داخلين عليه ده. يامن بخنق: قصدي مراد انطس في نظره يوم ما حبها. زيدان وعهد بخنق: حبوا برص وعشرة خرص ده حتي الأمير بتاعنا اتكلم. في تلك اللحظة أثناء خروج مليكة استمعت لصوت شخص ينادي باسمها، التفتت واتسعت ابتسامتها و هي ترى ذلك الشخص يقترب منها. مليكة بابتسامة: عز، إزيك. عز وهو يردف بابتسامة: تمام الحمد لله، أنتِ أخبارك إيه يا مليكة؟ مكنتش أعرف إنك هنا. عهد بتساؤل: مش ده عز زميل مليكة اللي واقفة معاه هناك ده؟ نظر مراد لمليكة بغيرة وهو يطالعها وهي تقف مع ذلك الشخص. عز بتساؤل: أنتِ هنا لوحدك؟ مليكة وهي تهز رأسها بنفي، وهي تلتفت بجزعها العلوي تشير على المكان الذي يجلس فيه مراد والبقية، وتردف برقة: تؤ، معايا عيلتي اللي حكتلك عنها، تعالا أعرفك عليهم. عز بابتسامة: يلا. اتجهت مليكة وعز لهناك وهي تردف بابتسامة: عز زميلي في الكيلة، اللي حكتلكم عنه، قرايبي يا عز، مراد، ويامن، وزيدان وعهد وفجر خطيبة مراد. الكل بترحاب :أهلًا بكِ. عز بابتسامة: أهلًا بكم، مليكة علطول بتحكيلي عنكم، فرحان إني أنا اتعرفت عليكم. يامن بابتسامة: إحنا أسعد والله، اتفضل أقعد معانا. عز: لاء، خليكم أنتوا قاعدين، أنا معايا باقي الشلة. زيدان بنفي: لا والله مينفعش، اتفضل أقعد معانا شوية، إحنا حتى ملحقناش نقعد معاك، اتفضل. مليكة برجاء رقيق: خلاص أقعد معانا شوية. جلس عز معاهم عز بتساؤل: أومال فين طنط ملك وعمو عدي؟ مليكة بابتسامة: بيتفسحوا قولنا نسيبهم شوية. ابتسم عز وهو يطالع مليكة ويردف بصوت مسموع: مش أنا نقلتك للباص بتاعنا. مليكة وهي تردف بسعادة: أخيرًا، بجد ميرسي يا عز، أنا كنت شايلة هم الطريق للفيوم في الباص الثاني. عز بنفي: لاء، طبعًا مكنتش هسيبك لوحدك مع الناس بتوع الباص الثاني ده، دول يتخاف عليكِ منهم. زيدان بتوصية: المرة دي كلنا هنكون مشغولين وأول مرة نسيبها تسافر لوحدها خلي بالك عليها. عز بتأكيد: طبعا متخافش، في عيوني لما عرفت إني هي هتطلع لوحدها قولت لازم تكون معايا؛ علشان تفضل تحت عيني وتكون في الجروب بتاعي. يامن: تسلم يا عز وإحنا واثقين إنها هتكون في أمان معاك وإن شاء الله تكون رحلة حلوة. نظرت عهد لمراد وهي تبتلع ريقها بتوتر وهي تردف بهمس: هو مال أخوك مراد عامل زي البركان اللي هينفجر، هو حد عمله حاجة؟ قاطع حديثهم مراد وهو يردف بنبرة حادة: أنا هقوم أروح الحمام. فجر وهي تطالع مليكة وهي تهتف برقة مصطتنعة: مليكة إلا صح مفيش حد في حياتك، يعني مش هنسمع خبر حلو قريب، قصدي بردو في الأول والأخر خلاص مراد هيتجوز قريب ومش هيبقى فاضي لحاجة، وبردو عمو عدي وطنط ملك مش دايمين ليكِ، محتاجة يكون ليكِ حد في حياتك. يامن وهو يردف بهدوء: مليكة أساس عيلتنا قبل عهد، هي مش حد من العيلة، هي العيلة نفسها، مليكة في بيت بابها، ومامتها، وأخواتها اللي واقفين في ضهرها وجنبها مهما حصل، هي منستحملش أصلًا عليها ولا نقبل بحاجة تتعبها، مليكة في عيونا إحنا أخواتها سندها وضهرها. زيدان وهو يربط فوق كتف مليكة بحنان: بالظبط كده، وإذا كان مراد ممكن ينشغل عن عيلته وإخواته وأولهم مليكة فإحنا موجودين. ابتسمت مليكة وعيونها تلتمع بدموع سعادة من كلام زيدان ويامن الحنون. عز وهو يحاول تدارك الموقف: مليكة تعالي نروح نقعد مع الشلة، هيفرحوا لما يعرفوا إنك هنا. يامن بإبتسامة و هو يربط فوق يدها: يلا يا حبيبتي، وأنتِ يا عهد تعالي نروح نشتري الحاجات اللي أنتِ عايزاها. زيدان بتساؤل أخوي: انتوا هتبعدوا؟ عز بنفي : لاء خالص، إحنا على الشط هنا. زيدان بتأكيد: تمام. ثم أكمل وهو يردف بهمس: سبوني أنا مع الحيزبونة واخلعوا، تمام. ابتسم يامن وعهد وهم ينهضوا وكذلك عز ومليكة. خرج مراد و هو يردف بتساؤل: أومال فين مليكة؟ زيدان وهو يردف بهدوء: مع شلتها. مراد بتساؤل: صحابها موجودين و راحت تقعد معاهم؟ فجر وهي تردف بخبث: آه، عز خدها وراح يقعدوا مع الشلة بتاعتهم. نظر مراد لزيدان بغضب، فبادله زيدان النظرة بمعني اهدأ وانتظر. جلس مراد وعيونه تجوب المكان بحثًا عن مليكة بغيرة. عند عهد و يامن عهد وهي تعانق يامن وتردف بطفولة: ميرسي على الفستان يا يامن. يامن بابتسامة وهو يمسد فوق خصلات شعرها : عفوًا يا قلب يامن، تعالي نقعد شوية. عهد بحماس: يلا بينا؛ علشان عايزه أقولك حاجة. يامن بهدوء: عارف، تعالي نتكلم يا قلبي. في الكافيه عهد وهي تردف بخجل: فاكر شهاب زميلي اللي أنتَ قابلته. يامن بهدوء: آه، أكيد. عهد بخجل: عايز يتقدملي. يامن: بتحبيه يا عهد؟ نظرت له عهد بخجل و توردت وجنتيها وهي تخفض وجهها بخجل. ابتسم يامن بسعادة وهو يتجه لها يجلس بجانبها، ويضمها له بسعادة، ويقبل جبهتها، ويردف بحنان: الإجابة وصلت، كبرنا وبقينا بنحب، وحبة و هتبقي عروسة. خبأت عهد رأسها في حضن يامن بخجل. تنهد يامن بقلق لا يعرف مصدره وبعد ذلك أردف بسعادة وهو يمسد فوق شعرها: خلاص أنا هقول لبابا وأقولك يجي يتقدم امتى يا حبيبتي، يلا بقا؛ علشان نجيب حاجة حلوة بالمناسبة الحلوة دي. عند ملك وعدي ملك وهي تطالع عدي بحب وهو يحاوط خصرها وهي تردف برقة: مش هتبطل تخطفني بحركاتك دي. عدي وهو يداعب خصرها و يمسد فوق خصلات شعرها: طبعًا أنا عايش؛ علشان استمتع معاكِ بكل دقيقة في عمري يا ملك، ربنا يخليكِ ليا وميحرمنيش منك أبدًا. ابتسمت ملك بحب وهي تستند على صدر عدي بحب: ويخليك ليا يا حبيبي، أنا بحبك أوي يا عدي. عدي وهو يقبل وجنتيها وهو يمرر يده على وجهها برقة: وأنا بعشقك يا لوكه. ضحكت ملك وهي تردف بدلال: عارف الولاد لو عرفوا إني إحنا جينا اليخت من غيرهم، هتبقي مشكلة كبيرة. عدي وهو يردف بغيرة: آه؛ علشان البشوات كانوا جم، اللي يجي يحضن فيكِ واللي يجي يبوس و يدلع، واللي يجي و ياخدك البحر؛ علشان كنت أولعلك فيهم. ضحكت ملك وهي تردف بدلال: بتغير من ولادك يا عدي. عدي بغيرة: طول عمري، عارفة ليه؟ علشان أنا معرفتش أربي. ضحكت ملك بتغندج وهي تستند على صدره كالطفلة، وتردف بدلال: خلاص متزعلش نفسك يا حبيبي. عدي بغيرة : عيالك دول عمايلهم سودة، بتعصبني. ابتسمت ملك وهي تقف على أطراف أصابعها، تتطبع قبلة رقيقة فوق وجنتيه، وتردف بدلال: هما يعصبوك وأنا أصالحك. حاوط عدي خصرها وهو يردف بخبث: بتثبتيني كمان. ملك و هي ترمش بأهدابها ببراءة وتردف بدلال: تؤ، أنا ليا من غيرك أصالحه. ابتسم عدي بحب وهو ينخفض بمستواه يلامس طرف أنفها بطرف أنفه، وهو يطالعها بحب، ويحاوط خصرها، ويهتف بعشق: هتفضلي طول عمرك بنوتي الدلوعة اللي بعشق رقتها. ابتسمت ملك بحب وهي تعانقه بخجل. عدي و هو يعانقها، ويردف بخبث: لاء، وبتتكسف كمان، مش عارف إزاي؟ ملك وهي تضربه على كتفه: يا قليل الأدب. عدي بمشاغبة: يا قلب قليل الأدب. ملك و هي تتنهد بقلق و تردف بنبرة أم: خايفة على مراد من نفسه ومن فجر يا عدي، خايفة أوي. عدي و هو يربط فوق ضهرها وهو يردف بقلق: أنا قلقان عليه من نفسه أكتر من أي حاجة، أنا صح مش برتاح لفجر وواثق إن في وارها حاجة، بس واثق إن مراد مش أهبل وهيقدر يتصرف، لكن أنا كل خوفي عليه من نفسه والصراع اللي جواه، اللي هو مش قادر يحكمه ده، خايف عليه وعلى مليكة من نفسه. ملك وهي تردف بعدم فهم: شوف مراد ابني محدش بيفهمه قدي، لكن بجد تصرفاته بتخليني احتار، هو بيحب مين مليكة ولا فجر؟ عدي وهو يردف بتنيهدة: مشكلة مراد أنه شبهي، نفس طباعي وطريقتي زمان، سايب الصراع اللي جواه يتحكم فيه ويخليه يغلط من غير ما يفوق لنفسه و ياخد قرار ويوفقه، بس الفرق إنه أحن مني مش قاسي زي وقتها، مراد فاكر إنه علشان ربي مليكة وحاسس إنها بنته ومسؤولة منه، خصوصًا بعد وفاة أهلها إنه كدة مش بيحبها مع إن اللي بينهم أكبر من الحب بكتير، ابنك استغبي زي وبيضيع البنت اللي هو بيحبها وهي بتحبه من ايده. اقتربت ملك من عدي تضع صدره وهي تردف بعشق: متقعدش تجلد في نفسك كده، دي كانت غلطة وكلنا بنغلط عادي وأنا نسيتها؛ لأني الحب، والحنية، والأمان اللي بعيشهم معاك كفيلين مش ينسوني زمان، كفلين ينسوني اسمي. ابتسم عدي بعشق وهو يعانقها بحب: أنا حياتي معاكِ جنة، يا ملاكي وصدقيني أنا هتصرف في موضوع مراد ده، أنا واثق إن فجر دي وارها حاجة وإن مراد بس بيحاول يقنع نفسه أنه مشدود ليها؛ علشان هي مختلفة عن البنات اللي بيتعامل معاه، لكن متخافيش أنا هحل الموضوع ده. ملك وهي تردف بحب وتقبل وجنتيه: وأنا واثقة من كده، ربنا يخليك لينا، و يحمي ولادنا، و يحرسهم، ويسترها معانا. عدي: يارب هجيب بكرة بناتي حبايبي هنا؛ علشان أخدك ونسهر بليل. ملك بخجل: يا عدي بقا. عند مليكة و عز عز بقلق: أنتِ كويسة يا مليكة؟ مليكة بإبتسامة جاهدة وهي تحاول إخفاء دموعها: آه، بالعكس انبسطت إني قعدت معاكم شوية، أنا هقوم بقا؛ علشان الكل روح وأنا كدة مسهراك. في تلك اللحظة أتى مراد وهو يردف بحدة أفزعتها: يلا يا مليكة؛ علشان نروح. نظرت له ملكية باستغراب وهي تردف بهدوء: يلا. في الطريق زيدان وهو يربط فوق يد مليكة المستندة على زجاج النافذة بصمت ويردف بحنان: مالك يا قلب أخوكِ، تعبانة؟ مليكة بابتسامة وهي تجاهد لإخراج نبرة عادية تحبس فيها حزنها: عايزة أنام بس . بمجرد أن دلفوا للمنزل حتى أغلق مراد الباب بقوة أفزعتهم جميعًا، حتي عهد و يامن الذي وصلوا للمنزل قلبهم. مراد بعصبية وهو يردف بصوت عالي: من امتى وأنتِ بتقعدي مع شاب لوحدك يا مليكة؟ إيه خلاص كل حاجة بقيت من غيري ومن غير إذني؟ نظرت له ملكية بصدمة ودموع وهي تردف بدموع: أنا كل حاجة هعملها لوحدي؛ علشان ده اللي هيحصل، خليك في حياتك اللي أنتَ داخل فيها يا مراد وابعد عني. كاد أن يتحدث حتي قاطعته وهي تردف بانهيار وهي تركض لغرفتها تغلق الباب خلفها بقوة: ابعد عني، متكلمنيش سبيني في حالي. نظر مراد لأثرها بصدمة وهو يردف بتساؤل وقلق: هي مليكة مالها؟ زيدان و يامن بضيق: غبي. قص له زيدان عن كلام فجر وسبب ذهابها مع عز. أغمض مراد عيونه بضيق بعد أن أدرك خاطئه. مراد بأسف: طب يا جماعة، امشوا أنتوا وأنا هصالحها. يامن برفض: لاء يا مراد، كفاية اللي عملته ووصلتها للحالة دي، سيبها وأنا وزيدان هنخش نصالحها وبعدين عهد. مراد بنفي: لاء طبعًا، مينفعش أنا اللي مزعلها، وهي أصلًا كانت مضايقة مني ومينفعش حد يصالحها غيري. عهد بتساؤل: يطب واحنا نضمن منين إنك متزعلهاش تاني؟ مراد بتأكيد: مش هقدر والله، متخافوش، أنا هاخدها بهدوء، وصوله، واعتذر ليها، وانتوا خشوا ورايا؛ علشان تصدقوا. عهد، وزيدان، ويامن بإيماء: تمام. يامن بتأكيد: بس لو زعلتها تاني يا مراد متزعلش من اللي هنعمله. هز مراد رأسه بصمت وهو يتجه للغرفة يطرق الباب وهو يردف برجاء: مليكة، افتحي يا حبيبتي، خلينا نتكلم، أنا أسف. لم يستمع مراد لأي صوت سوى شهقات مليكة المكتومة وهي مستندة على الباب، تضم ركبيتها لصدرها وتبكي بحزن. مراد برجاء: مليكة، يا حبيبتي؛ علشان خاطري افتحيلي، أهون عليكِ تسبيني واقف قلقان عليكِ كده. لم يتلقى أي رد، فخرج مراد من المنزل وصعد لغرفة مليكة من خلال التراث. مراد وهو يتجه لها بسرعة وهو يجثو على ركبتيه أمامها، يضع يده أسفل دقنها، يرفع وجهها له، و يمرر يده على وجهها، يمسح دموعها ويردف بحنان: إيه اللي مقعدك كده يا مليكة؟ اخص عليكِ، قومي يا حبيبتي. حاوطها جيدًا وهو يسندها؛ لتنهض ويجلسها على الإريكة وهو يأخذ كوب ماء يقربها منه، وهو يمسد فوق خصلات شعرها بحنان وهو يهتف برقة: متقعديش كده تاني، يلا خدي اشربي وخدي نفسك واهدي، يلا يا حبيبتي. شربت القليل من الماء مراد وهو يجلس بجانبها، يبعد خصلات شعرها المنسدلة عن عيونها، يعيدهم خلف أذنها وهو يمسح فوقهم وفوق مقدمة جبهتها، وهو يمرر أنامله فوق وجهها يمسح دموعها: أنا أسف يا حبيبتي والله، أسف إني اتعصبت عليكِ من غير ما أفهم ولا نتكلم، أسف إني اتعصبت، أنا بس اضايقت، متعود إن بنوتي بتشاركني في كل حاجة وتيجي تحكيلي، وفجأة حسيت إنك بتبعدي عني، زي ما يكون حد خطفك مني، وأنا بصراحة مستحملتش، وفقدت أعصابي معرفتش أسيطر على نفسي، أنا أسف والله، مش هتكرر تاني. ثم أكمل بحدة نسبية: أما بالنسبة لكلام فجر، فده هبل ده بيتك وإحنا عيلتك، نشيلك العمر كله في عيوني كمان مش كلهم، عدي وملك دول محل بابكِ ومامتك وأنا هنا مكان بابكِ الله يرحمه وإحنا إخواتك يا حبيبتي، مفيش حد يقدر يتكلم في كده واللي يفكر يزعلك أنا أفرمه حتى لو فجر، وأنا هجبهالك تعتذر لك. نظرت له ملكية بحزن طفولي وهي تردف بحزن: أصلًا خطيبتك دي أنا مش عايزة منها، كده، كده، محدش يقدر يوقع بيني وبين عيلتي، بس علفكرة هي كلامها صح. مراد بتساؤل حنون وهو يردف بهدوء كأنه يحادث طفلة: في إيه بس يا حبيبتي؟ مليكة بضيق: أنتَ فعلًا مشغول عني، وشوية شوية، هيبقي ليك حياتك ومش هتبقي فاضي ليا، أنا بقالي يومين زعلانة منك وأنتَ مش مهتم وفي الأخر جاي تلومني إني ببعد عنك. مراد وهو يمسد فوق خصلات شعرها بحنان ويردف بأسف: يا مليكة يا حبيبتي، أنا مقدرش أنشغل عنك مهما حصل، مفيش أب بينشغل عن بنته، أنتِ مش بنت عمتي، أنتِ متربية على إيدي، مكانتك في قلبي مكانة بنتي اللي كبرت على إيدي، حبيبتي أنا بس انشغلت في ضغط الشغل؛ علشان السفر والله وكنت عارف إنك مضايقة، بس قولت هصالحك وأعوضك لما نيجي وكنت عاملك مفاجأة؛ علشان ميهونش عليَّ زعلك وأنتِ عارفة مش بحبك تكوني زعلانة مني من أيام ما كنتِ قد كده، مهما حصل يا مليكة مفيش حاجة ممكن تاخدني منك؛ لأني مفيش حاجة بتخلي أب يبعد عن بنته أو حد ياخد مكانها وده وعد مني ليكِ مهما حصل، تمام أنا أسف بقا، حقك عليَّ يا لوكه، متزعليش، ها اعتذاري مقبول. ابتسمت مليكة بحب وهي تهز رأسها بإيماء: خلاص مش زعلانة، بس لو لقيت المفاجأة وحشة هزعل تاني. ابتسم بحب وهو يردف بابتسامة: لاء، حلوة، هتعجبك، أنتِ واثقة مين عز ده بقي؟ مليكة: ده زميلي في الكيلة ومعايا في اتحاد الطلبة. بعد وقت مراد بحنان: أخر كلام مش زعلانة. مليكة بطفل: تؤ، خلاص، سامحتك. مراد بابتسامة: نامي؛ علشان هاخدك الصبح بدري؛ علشان تشوفي الهدية الشكولاتة بتاعتك تحت الرواية الجديدة. مليكة بسعادة طفولية: ميرسي أوي يا مراد. مراد بابتسامة ويردف بنبرة حانية: عفوًا يا حبيبتي، تصبحي على خير. بعد أسبوع عاد الكل لإسكندرية بعد أن استمتعوا بتلك الأجواء العائلية والمتعة الذي عاشوها معًا وتلك الأجواء الدافئة. يامن: يلا يا عهد يا حبيبتي؛ علشان أخدك الكلية. عهد: يلا بينا. بمجرد هبوطهم من المنزل خرجت مليكة وهي تردف بدموع: خالو عدي، أنا عايزه أروح لبابا وماما دلوقتي. نهض عدي وملك وهم يتوجهوا لها بحنان يضموها لهم. ملك وهي تردف بحنان: مالك يا قلب خالتو؟ عدي وهو يمسد فوق شعرها: في إيه يا حبيبتي؟ مليكة ببكاء: عايزه أروح لبابا وماما. مراد وهو ينهض يتجه لها وهو يردف بحنان: طيب خلاص اهدي، هاخدك ونروح دلوقتي أهو، يلا بينا. نظر له عدي وملك بقلق. مراد وهو يربط فوق ضهرها: يلا يا حبيتي خشي بس إلبسي جاكت؛ علشان ننزل. دلفت مليكة لغرفتها سريعًا. عدي وملك: طيب استني نغير ونيجي معاك. مراد بنفي: لاء، بلاش هي شكلها مستعجلة، خليني أريحها؛ علشان شكلهم وحشوها أوي، أنا هاخدها من البيت ومش هسيبها خالص لحد ما أرجعلها لحد باب البيت. عدي بقلق: خلي بالك عليها. مراد: في عيوني. في الكيلة عند عهد عهد بسعادة: استناني يا يامن، هنزل أبلغه المعاد اللي اتفقنا عليه وأجي. يامن بسعادة: ماشي يا قلبي. دلفت عهد للكلية حتى وصلت للمكان الذي يقف به شهاب مع إحدى أصدقائها وفي تلك اللحظة اقتحمت أذنها تلك الكلمات التي ضمرت قلبها لألف قطعة. شهاب ببرود: بكرة بعد ما أتجوز عهد وأخد فلوسها الهبلة دي، هسيبها وأجيلك يا حبيبتي. عند مراد كان أمام مدفن عائلة مليكة يترك لها مساحتها الخصوصية و عيونها مسلطة عليها، قاطع ذلك وصول رسالة صوتية له وبمجرد أن فتحها كانت الصدمة عندما اسمتع لفجر خطيبته تردف: أنا همضي مراد على تنازل عن أملاك والده حتى لو اضطريت اهدده بحبيبة القلب مليكة، وده أصلًا اللي بدأت أنفذه، أنا قولت لعمها عن مكانها وقريب أوي هياخدها منه. رفع مراد عيونه بصدمة وخوف على باب المدفن وانقبض قلبه برعب وهو يرى رجال ملثمة تقتحمه و مليكة بالداخل. انتظروا الجزء الثاني من نوفيلا فرصة ثانية