Cairo , Egypt +01508281514 darr@elsayad121216.com

الفصل الرابع

وصل عدي لذلك المكان وترجل من سيارته بسرعة وهو يبحث في ذلك المكان عن ملك، لم يجد أي شيء، ولكن وجد رجال شادي. عدي بعصبية: مراتي فين؟ إحدى رجال شادي ببرود: في الطريق مع شادي بيه. ثم أكمل بتحذير: لو معاك سلاح أو تلفون أنتَ عارف إيه اللي هيحصل. عدي بعصبية وهو يرفع يده: اتفضل فتشني. فتشه إحدى رجال شادي وتأكد من أنه لا يحمل أي شيء ولا يوجد أي شيء بسيارته. رفع رجال شادي سلاحهم يصوبه تجاه رعد؛ حتى يضمنوا أن يبقي ثباتًا و تحذريات شادي لهم من قوة عدي تلجم عقلهم بخوف. بعد طريق طويل مليء بالمطبات، تخطاها شادي بكل قوة لدرجة أنها اسقطت ملك من فوق المقعد من قوة تخطيه للمطب وكأن السيارة تحلق، وبالطبع ذلك زاد من ألام ملك كما أنها بدأت تشعر بألم أقوى بمعدتها، فهي الآن بدأت تفقد طفلها. وصل شادي وعدي يتابع السرعة الذي تتقدم بها السيارة ناحيته بذهول من أن تكون تلك هي سرعة قيادته السيارة التي تحمل ملك التي لم تتخطي الشهر الرابع من حملها. أغمض عيونه، يحاول كبح غضبه وهو يري السيارة تتقدم ناحيته، للتوقف أمامه مباشرةً بتلك الصحراء لتنبعث الأتربة بالأرض من قوة احتكاك السيارة بالأرض وسرعتها الفائقة. هبط شادي منها وهو يعدل ياقة قميصه وابتسامة خبيثة مرسومة فوق شفتيه وهو يردف بتشف وشماتة: منور يا عدي بيه، طلعت صح لما قولت إن السينورة اللي في العربية دي الوحيدة اللي هتجيبك لحد عندي راكع. ثم أكمل بنبرة مصطنعة تشبه الفخر: بس شوفت أنا طلعت خال شاطر ورجعتلك عيالك. عدي و هو يدفع رجال شادي. بينما شادي اشار لرجاله ببرود بأن يتركوا عدي. اقترب منه عدي يهتف بصوت جمهوري واحتقار: أنتَ أصلًا مش بني آدم، أنتَ واحد زبالة ومش راجل بتتحامي في ست وأطفال، أنتَ مريض. شادي وهو يهتف ببرود: متعمليش فيها بس السبع رجالة في بعض؛ علشان الغلبانة دي متدفعش تمن الكلام ده وهي فيها اللي مكفياها. عدي بصدمة وهو يراقب نظرات عيونه الممتلئة بالتشفي، اقترب منه يمسكه من ياقة قميصه بعنف وهو يردف بتعصبية: عملت في مراتي إيه؟ شادي ببرود و هو يشير علي السيارة: عندك في العربية أهي، شوف بنفسك. اتجه عدي للسيارة بخطوات سريعة يفتحها وعندما فتح وجد ملك بالمقعد الخلفي مقيدة و يوجد لاصق فوق فمها. عدي بلهفة وهو يحاوط خصرها وضهرها، يعدل وضعيتها بهدوء؛ ليجلسها فوق المقعد وهو ينزع ذلك الاصق عن فمها برقة ويده تمر فوق ضهرها تملس عليه بحنان و الأخرى فك بها قيد يدها وقدميها. عدي بلهفة: ملك يا حبيبتي، أنتِ كويسة، حد عملك حاجه؟ ملك بصوت تأوهات ضعيف ونبرة منهكة: آآآآه، يا عدي جسمي مش قادرة. عدي بقلق وهو ينظر لوجهها الشاحب، أبعد يده عنها وهو يردف بأسف: أنا أسف والله، طب إيه اللي وجعك؟ حد عملك حاجة؟ حد مد ايده عليكِ. ثم أكمل بصوت جمهوري : عملتوا في مراتي إيه؟ ملك بتعب ارتمت فوق صدر عدي غير قادرة على التشبث به. عدي بخوف وهو يمسد فوق خصلات شعرها : ملك يا حبيبتي، أنا هنا مالك، حاسه بإيه؟ طيب عملوا فيكِ إيه؟ تأوهت ملك بضعف شديد وهي تململ بضعف وألم من يده التي تمسد فوق خصلات شعرها برقة وهي تردف بوهن شديد و ألم : آآآآه، يا عدي. ثم أكملت بصوت متقطع وبكاء وهي تردف بوهن وألم: ههما ادوني، ادوني، إبرة وبعدها ابتدي جسمي يوجعني من أي حاجة. ترجل عدي إلى السيارة وجلس بجانب ملك وهو يردف بهدوء صدم شادي وأربكه: اقفل العربية علينا. امتثل شادي لطلبه باستغراب وهو يحاول فهم غياته وما يدور بخاطره. أغلق السيارة عليهم. عدي و هو يمسك وجه ملك برقة حتي لا يؤلمها، وهو يرى وجهها الشاحب، وجبينها المتعرق، وهو يهتف بقلق: ملك يا روحي بصيلي، قوليلي حاسة بإيه إحنا خلاص، هنمشي من هنا. أغمضت ملك عيونها بدموع وهي تطلق تأوه خافت ضعيف يكاد يكون غير مسموع ووصل لمسامع عدي بصعوبة بالرغم من قربه منها. عدي بخوف: أنا وجعتك. أومأت ملك برأسها بضعف. عدي بأسف وحزن: أسف والله، حقك عليَّ، أنا مش عارف أعمل إيه، خلاص مش هلمسك خالص، أسف والله. ملك تشبتت بيده بضعف كأنها تخبره يخوفها من أن يفعل شادي شيء له. عدي بحنان: أنا هنا، مش همشي، مش هسيبك ومحدش يقدر يأذيني، هنمشي حالًا، حاسة بإيه بس؟ ملك بدموع وصوت خافت مجهد وهي تردف بضعف ونبرات متقطعة: أ، أنا بن زف يا عدي، البي بي، هميوت يا عدي. الحقني، أ، أ، أنا، مش ع، ع، عايزاه يموت، الحقني، أ، أ، أنا بموت، بموت. نظر لها بصدمة وهي يراها تنزف، وهي تصرخ صراخات ضعيفة ومتألمة، وتضع يدها علي بطنها بألم شديد، وتطلق تأوهات ضعيفة، خافتة، وتتشبث بعدي بضعف. عدي وهو يقترب منها، يحاوط وجهها، يرفعه له وهو يردف بخوف وحده، وهو يتشبت بيدها بحب ويهتف بنبرة مهتزة و دموعة ملك، يا حبيبتي، خليكِ قوية، تربية عدي قوية أوي، متغمضيش عيونك، متسبنيش أنتِ كمان، مينفعش تسبيني. ثم أكمل ببكاء: أنتِ حياتي، وروحي، وعمري كله، لو حصلك حاجة أو بعدتي عني، هموت وراكِ، وحياة غلاوتي عندك اجمدي، إحنا خلاص هنمشي؛ علشان خاطر أكتر حد بيحبك في الدنيا دي اجمدي ومستلميش، متغمضيش عيونك، أنا، أنا مش هقدر أعيش من غيرك، أنتِ حياتي كلها يا قلب عدي وروحه، متغمضيش عيونك. ولكن كانت ملك بعالم آخر، كأنها لا تسمتع لكلماته، بدأت تستلم لكل تلك الألآم التي احتلت بطنها، ومعدتها، وكل شبر بجسدها، أغمضت عيونها بتعب وهي تستلم لذلك الدوار، تلك الدوامة السوداء والغيمة التي تغطي عيونها، لتفقد وعيها. رأي عدي رأسها تميل للجهة الأخرى وشعر بارتخاء أعصابها بين يده. عدي بهلع وخوف ظاهر وهو يهز رأسه بالنفي و يردف ببكاء كالطفل وهو يضمها له: لاء، يا ملك. سمع صوت إطلاق نار، فعرف أن صديقه والشرطة اقتحمت المكان. وصل صديقه للسيارة وكسر الزجاج وأعطاه سلاح، قفز عدي من السيارة، وبعد اشتباك دام لدقائق استطاعوا أن يقبضوا على شادي ورجاله. وبتلك اللحظة انقض عدي على شادي كالأسد الذي ينتظر لحظة الهجوم على فريسته، بدأ يكيل له الضربات واللكمات بطرف السلاح، سقط أرضًا وظل عدي على حالته وكأنه يخرج كل مشاعر الغصب التي أخافها وكل العجز والخوف الذي جعله شادي بعيشه. عدي بصوت جمهوري : لو حد قرب منه وربنا هموته. صديق عدي بخوف: يا عدي هتضيع مستقبلك؛ علشان ده، مراتك في العربية بتموت فوق بقا. عدي و الدموع مجتمعة في عيونه وهو يردف بقهر بين لكماته: دي علشان عيالي. لكمه مرة أخرى وهو يردف: ودي علشان إحساسي بالخوف والعجز. لكمه بقوة أكثر: دي علشان مراتي اللي أنتَ عذبتها. ثم أكمل بصوت جهموري وهو يكيل له اللكمات بشكل أسرع : دي علشان وجعها، ودي علشان ابني اللي أنتَ حولت تقتله، دي علشان خوفي عليها، ودي علشان دموعها وعذابها. بصعوبة استطاع صديق عدي الوصل له وهو يبعده هو ورجاله عن شادي بصعوبة شديدة. صديقه بعصبية وهو يأخذ منه السلاح: فوق يا عدي، فوق بقا، ملك عايشة وابنك لسة عايش، الإسعاف وصلت ولازم تنتقل المستشفى، الحق ابنك وممراتك بقا خلاص شادي وقع في إيدنا، الحكاية خلصت. في ذلك الوقت كان شادي يحاول الوصول بصعوبة لذلك السلاح البعيد عنه بمسافة بسيطة، ولكن طلقة صديق عدي التي استقرب بقلبه كانت أسرع؛ لتنهي حياة لم يكن بها إنسانًا لم يعرف معني الإنسانية، لتنهي رصاصة حياته بلا شفقة ورحمة، كما عذب ملك وعدي. انتهت حياته وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة و هو يرى عيون تتابعه بشماتة وتشفي وحمد على أن ذلك العذاب ينتهي بدلًا من أن تتابعه بحزن و تحاول اسعافه. عدي و هو يتابعه باستحقار وهو يردف بكره: داين تدان. صديق عدي بعد أن تأكد من موت شادي وهو يلتفت ويردف بهدوء: شادي مات وبجد الصفحة دي كده خلصت خلاص، روح مع مراتك يا عدي. بعد وقت وصلت ملك للمستشفى ومعاها عدي الذي يتشبث بيدها كالطفل. دلفت إلى غرفة العمليات وبعد وقت خرج الطبيب. عدي بخوف: ملك عايشة، صح . الطبيب بهدوء: اطمن يا ابني، هي عايشة وقوية، والحمد لله قدرنا نوقف النزيف ومخسرناش الجنين، بس لازم ترتاح الفترة الباقية من حملها في راحة تامة؛ علشان ميبقاش في خطر عليها. عدي بسعادة وهو يتجه لغرفة ملك: تمام، تمام. الطبيب وهو يسحبه من ذراعه ويردف بضحك: يا ابني ركز بقا، رايح تعمل إيه عند سلم الطوارق كده؟ أوضة مراتك من هنا (وأشار ناحية اليمين). عدي وهو يدور حوله ويردف بتركيز: آه، صح. الطبيب بضحك: حد ياخده يوصله لأوضة ١٠9. دلف عدي إلى غرفة ملك التي كانت مازالت تحت تأثير المخدر وجلس بجانبها على طرف السرير يقبل وجنتيها وجبهتها بحب، وهو يمسد فوق خصلات شعرها، و يتأملها بعشق. بدأت ترمش بأهدابها وهي تحرك رأسها بضعف، وتفتح عيونها بتعب، وهي تشعر بثقل لسانها و تردف بوهن وصوت متقطع: ع، ع، دي. عدي وهو يتشبث بيدها وهو يردف بلهفة وخوف واضحين، ويغرق ملك بقبلات فوق كل شبر بوجهها ويدها و يردف بلهفة وحب بين قبلاته: إيه يا قلب عدي و روحه وحياته، متخافيش يا روحي، أنتِ والبيبي بخير، و شادي اتقتل علي ايد البوليس. نظرت له ملك بخوف. عدي بحنان وهو يغرقها بقبلاته على وجنتيها و جبهتها: متخافيش يا روحي صحفة شادي اتقفلت، وعهد ومراد كويسين، ربنا يخليكِ ليا. ابتسمت ملك بتعب وهي تردف بوهن: براحة عليَّ يا عدي، هتفطسني. عدي بحب وهو يمرر يده فوق خصلات شعرها ويردف بدموع: معلش يا حبيبتي، بس أنا حاسس زي ما تكون روحي رجعتلي وخايف حد ياخدها مني، أنا كنت هموت لو حصلك حاجة، أنا مقدرش أبعد عنك ولا أعيش من غيرك. تشبتت ملك بيده وهي تحاول الاعتدال في وضعية جلسوها. عدي بخوف وهو يمسد فوق خصلات شعرها: خليكِ مرتاحة، يا حبيبتي. ملك وهي تتشبت بيده وتردف بحنان: ساعدني بس أتعدل. وضع عدي وسادات خلف ضهرها وهو يتشبت بيدها ويده الأخرى تحيط خصرها وضهرها يساعدها في الاعتدال في جلستها. نظرت ملك لعدي الذي ينظر لها بحب كالطفل وهي تمد ذراعيها تعانقه بحنان وحب، وهي تردف بنرة حنونة، وهي تربط فوق ضهره وتداعب خصلات شعره : اهدي يا حبيبي، الحمد لله أنا و البيبي، والولاد، وأنتَ كويسين الحمد لله عدينا على خير كلنا وخرجنا من الأزمة دي كويسين، وأديها خلصت الحمد لله، اهدى، أنا دائمًا جنبك. عدي بحزن وهو يدفن رأسه في كتفها ويردف بحزن: مش هقدر انسي ضعفي واهمالي اللي كانوا هيخليكوا تروحي من إيدي، مش هقدر أنسى إحساسي بالخوف والعجز وأنا شايفك قدامي بتموتي من الوجع و أنا عاجز. ملك وهي تردف بحنان و هي تضمه لها: لو كنت قصرت مكنش زماني في حضنك دلوقتي، لازم ننسي؛ علشان نقفل الصفحة دي ونكمل حياتنا مع ولادنا اللي في حياتنا. وأكملت وهي تضع يدها على بطنها وتردف بحب: واللي لسه هيجوا. عدي وهو يخرج من أحضانها وما زالت يده تحيط خصرها وهو يطالعها بعشق ويقترب منها يلامس طرف أنفها بطرف أنفه ويردف بنرة عاشقة: عارفة الكل كان يقولي بكرة ملك تخلف وتنسى عهد ومراد، لكن اللي شوفته منك إنك أم تانية ليهم. ثم أكمل وهو يقبل وجنتيها: أنا بحبك أوي. ملك بحب: وأنا بعشقك. ثم أكملت بحب: مستحيل أنسى ولادي عهد ومراد، بجد ولادي ومستحيل أهملهم. عدي بحب: وأنا واثق. وأكمل بحب: وأنتِ بنوتي الأولانية وأنا أكيد مش هبطل أدلعها مهما جبنا ولاد، كدة كدة مش هتكون أول طلعة، إحنا بس نخرج من هنا وتلبسي الفستان السماوي. ملك وهي تنكزه في كتفه بخفة: سماوي إيه وبتاع إيه يا عدي، بطل قلة أدب، أنا حامل أصلًا ومش قدك. عدي برفعة حاجب: والله. ملك وهي تحاوط بطنها وتردف بحب: أيوة علشان قلب مامي. عدي بغيرة: هنبتدي ندلع من دلوقتي، مش كفاية عليَّ سي مراد وعمايله الزفت دي، بيغير عليكِ مني يا ملك، كل ما أجي أحضنك يزق إيدي ويحضنك بدالي. ملك بضحك: في إيه يا عدي، مراد بيحنبي و بيقولي ماما وبيغر عليَّ و هو أصلًا هيطلع حنين. عدي بغيرة: ولما هو يغير عليكِ لزمتي أنا ايه ولما هو يقعد يحضن أقعد أنا على دكة الاحتياطي. ملك بضحك وهي تردف بدلال: لاء، طبعًا بعد الشر، خلاص أنا أطلع من المستشفى ونشوف حل الموضوع ده إن شاء الله، حتى نقسمها نبطشيات. عدي بضيق: اضحكِ، اضحكِ. ملك بدلال و هي تقبل وجنتيه: خلاص يا عدي بقا، متزعلش؛ علشان خاطري. ثم أكملت بغيرة: أنتَ بقا الستات مقعدتش تعاكس فيك. عدي وهو يضم ملك له بحنان، يمسد فوق خصلات شعرها، ويربط على ضهرها وذراعيها، وهو يردف بضحك: انتي بتقولي إيه يا ملك بس، ده أنا حالتي كانت تصعب على الكافر، ده أنا علشان أوصل لأوضتك اللي هي في آخر الدور، توهت تلت مرات من كتر ما أنا مش مركز، لحد ما صعبت على الدكتور وبعت ممرض يوصلني لحد أوضتك. ضحكت ملك بخفوت وهي تردف: حالتك كانت صعبة أوي. ثم أكملت بتذمر طفولي: يا عدي، هتنيمني. عدي بابتسامة وهو يستند على السرير يسند رأسه على صدره وما زال يُداعب شعرها في تلك الحركة المقربة لقلب كليهما، ويردف بحب: عارف و أصلًا عايزك تنامي وترتاحي، خالتو مع عهد ومراد وأنا قولتها إنك كويسة، يعني روحي في النوم براحتك خالص. ملك بنوم وهي تستند على صدره براحة تتشبت به وهي تردف بطفولة: بس أنا مش عايزه أنا دلوقتي. عدي بضحك وهو يمسد فوق خصلات شعرها: محصلش أنتِ أصلًا رايحة في النوم. ثم أكمل بحنان وهو يربط على ضهرها: جسمك وجعك لسه؟ ملك بنوم: شوية صغيرين، هو إحنا هنخرج من المستشفى امتى؟ ابتسم عدي وهو يحكم الغطاء عليهم ويقبل جبهتها بحب وهو يدلك ضهرها وذراعيها بحنان: بكرة الصبح إن شاء الله، دلوقتي نامي والوجع هيروح خالص، تمام، تصبحي على خير. بعد مرور شهرين كانت ملك مع عدي عند الطبيب؛ لمعرفة جنس المولد. الطبيبة بابتسامة: مبروك يا أستاذ عدي ويا مدام ملك هي حامل في تؤم ولدين. عدي بصدمة وهو يضع يده على وجهه: يا نهار أسود عليَّ وعلى اللي خلفوني، بردو ولدين، هي المشرحة ناقصة قتلي، حضرتك أنا عندي عسكري مرور في البيت هيبقوا تلات عساكر وحراسة ليلية. فلتت ضحكة من ملك والطبيبة معًا؛ بسبب هيئة عدي. عدي بضيق: طيب ما تسمي يا دكتور كده و تشوفي تاني وإن شاء الله، إن شاء الله، بدون مقاطعة يطلع خطأ طبي ويطلعوا بنتين، أو بنت وولد حتى. الطبيبة بضحك: يا فندم خطأ طبي إيه، ده سونار. عدي بصدمة: يعني مفيش خطأ طبي. الطبيبة وملك بضحك: تؤ، تؤ. (عدي هينجلط) بعد مرور أربعة أشهر في يوم ولادة ملك. كانت جالسة بالغرفة في المستشفى؛ تستعد لدخول غرفة العمليات ومعاها عدي. عدي بحنان وهو يضمها له، يربط على ضهرها ويقبل جبهتها: متخافيش يا حبيبتي، إن شاء الله تخرجي زي الفل و تجيبلنا العساكر، قصدي الولاد. ضحكت ملك وهي تبتلع ريقها بتوتر. والدة ملك بحنان وهي تربط على كتفها: يا بت، يا ملك، متخافيش مش هتحسي بحاجة خالص، انتي هتاخدي بنج كامل، ربنا ريحك من الطلق. ثم أكملت بضحك: يعني هتغمضي عين تفتحي تلاقي العساكر. ملك بعبوس وهي تحاوط بطنها البارزة أمامها وتمرر يدها عليها بحنان: محدش يقول على عيالي عساكر. والدة ملك بضحك: عدي اللي بيقول كده في ذلك الوقت طرقت الممرضة الباب ودلفت للغرفة وهي تردف بهدوء: يلا يا مدام ملك، أنا جبت لحضرتك كرسي. عدي وهو يحاوط خصر ملك و ضهرها يساعدها على النهوض ويجلسها على ذلك الكرسي المتحرك. أمام غرفة العمليات والدة ملك وهي تمسد فوق خصلات شعرها بحنان: يلا يا حبيبتي، ربنا معاكِ ويقومك بالسلامة، توكلي على الله ومتخافيش. كان عدي يحمل مراد وعهد والاثنان يمدوا ذراعهم لملك بطفولة يريدوا أن تحملهم. ملك بحب وهي تمد ذراعيها تأخذهم من عدي وهي تردف بنبرة أم حنونة: هاتهم يا عدي. أجلست ملك عهد ومراد فوق ساقها وهي تحاوطهم. عدي بخوف: حاسبوا بطن مامي، محدش يخبطها في بطنها. عهد ببراءة وهي تقبلها من وجنتيها: متخافيش يا مامي. ملك وهي تقبلها من وجنتيها وتضمها لها بحنان: حاضر يا عيون مامي. مراد وهو يستند على ملك بطفولة ويردف ببراءة: متخافيش يا مامي، لا الله إلا الله. ملك بحب وهي تقبل وجنتيه وتضمه لها بحب: محمد رسول الله، يا قلب مامي. حملهم عدي وأجلسهم على إحدى الكراسي و اقترب من ملك يعانقها ويقبل جبهتها وهو يردف بنبرة مهتزة، فهو دائمًا يخاف من تلك اللحظة التى بدأت فيها عذاب زوجته الأولى بها حتي انتهت بمفارقتها الحياة على أثرها بعد أعوام: هستناكِ ربنا يرجعك ليا بالسلامة. ملك وهي تضع يدها تحت وجنتيها وتردف بحنان: متخافش، لا الله إلا الله. عدي بحب وهو يقبل يدها: محمد رسول الله، بحبك. ملك بحب: وأنا بموت فيك. دلفت ملك إلى غرفة العمليات وبعد وقت بسيط خرجت الممرضة وهي تحمل طفلين بين يدها. الممرضة بابتسامة: مبروك يا أستاذ عدي، ربنا رزقك بقمرين. عدي بخوف: ملك كويسة؟ الممرضة بابتسامة: جدًا، انتقلت أوضة عادية، مبروك. عدي بفرحة وهو يحمل طفل ووالدة ملك تحمل الآخر وهم يردفوا بسعادة: الله يبارك فيكِ، ما شاء الله. والدة ملك بسعادة : ما شاء الله يا عدي، زي القمر، كبرلهم في ودانهم. عدي و هو يقترب من أن الصغير وبهمس بسعادة وصوت عذب: الله أكبر الله أكبر الله أكبر وبعد ذلك بدأ أن يفعل ذلك مع الطفل الآخر. ذهبوا لغرفة ملك في انتظار أن تعود لوعيها. بدأت ملك تفتح عيونها وهي تشعر بانسحاب البنج من جسدها الذي سبب لها رعشة في كل أنحاء جسدها وألم الجرح في بطنها؛ كي تنجب أولادها، فتحت عيونها وهي تشعر بألم في معدتها في أبسط حركاتها ح9تي لو رمشت بأهدابها، تلك الحركة تؤلمها، نظرت بجانبها بضعف وجدت عدي يجلس بجانبها ويده تمر فوق خصلات شعرها، تمسد عليهم بحنان. عدي بابتسامة وهو يقبل جبهتها: حمد علي السلامة يا حبيبتي. ثم أكمل وهو يريها الطفلين النائمين على السرير بسلام وهو يردف بحب وسعادة: شوفتي يامن وزيدان. سحب ذلك السرير المتحرك الذي يناموا عليه بهدوء بقربه من ملك، نظرت لهم ملك بحب وهي تردف بدموع: حلوين أوي. عدي بسعادة وهو يقبل جبهتها: ربنا يباركلي فيهم وفي ولادي، وفي بنوتي. ابتسمت ملك بضعف وهي تردف بألم: أنا عايزة أشيلهم، بس الوجع صعب أوي، مش قادرة أتعدل وحاسة برعشة. عدي بحنان وهو يمرر يده على ملامح وجهها بحنان يمسد فوق خصلات شعرها ويحكم الغطاء عليها: معلش يا حبيبتي، ده علشان بس البنج بيخرج من جسمك وابتديتي تحسي بالجرح، الف سلامة عليكِ يا روحي. ملك بتعب: كنت خايف عليَّ. عدي وهو ينظر لها بحب: كنت هموت مش بس كنت خايف، الحمد لله إنك ولدتي بالسلامة. ملك بحب: ربنا يخليك ليا. ثم أكملت بحنان: متخافيش عهد ومراد مش هيأثروا بخلفة يامن و زيدان، بالعكس ربنا يقدرني وأديهم حنان واهتمام وحب زي الأول وأكتر، عهد ومراد ولادي. عدي بحب وهو يقبل يدها وجبهتها وهو يردف بعشق: وأنا واثق من كده يا حبيبتي، وأنا معاكِ، متخافيش. ملك بحب: طيب هات عهد ومراد قعدهم جنبي. عدي بقلق: بلاش يا ملك، دول بيتحركوا كتير وأخاف حد يخبطك في الجرح ده، مش هتستحملي. ملك بحب: هاتهم بس و متخافش. حمل عدي عهد ومراد ووضعهم بجانب ملك بهدوء وحذر وهو يحيطهم بيده حتى لا يتحركوا. ملك بألم وهي تمد يدها الاثنتين قليلًا تتشبث بيدهم وهي تردف بحنان ووهن: حبايب قلب مامي وقلبها، شوفتوا أخواتكم. عهد ومراد هزوا رأسهم بإيجاب ببراءة. ملك بحنان: حلوين. هز مراد وعهد رأسهم ببراءة. ملك بحنان وهي تتشبت بيدهم الصغيرة: دلوقتي انتوا بقتيوا أخوات كبار ولازم تساعدوني؛ علشان ناخد بالنا منهم، متفقين؛ علشان أنا مش هعرف أعمل حاجة لوحدي. عهد بحزن طفولي وبراءة: مامي يعني أنتِ مش هتكوني مشغولة معاهم و متقعديش معانا. ملك بحنان وهي تقبل وتداعب يدهم، وتردف: لاء، طبعًا، انتوا قلب مامي وأنا مقدرش أبعد عنكم، متخافوش وبعدين ده مش معناه إن انتوا مش هتساعدوني، متفقين. عهد ومراد بطفولة: متفقين. ملك بحنان: أنا بحبكم أوي. عهد ومراد بحب و براءة: وإحنا كمان. ملك بحنان وهي تمسد على ضهرهم بحنان و تردف بحب وسلم: يلا ربعوا رجليكم علشان بابي يجيب زيدان ويامن. عهد بسعادة طفولية وهي تصفق بسعادة: الله، إحنا هنشليهم. ملك بحنان: آه يا روحي، يلا ربعي رجلك، يلا يا مراد. جلس مراد وعهد كما أخبرتهم ملك. عدي وهو يحمل زيدان بحذر وابتسامة حب وسعادة: بسم الله الرحمن الرحيم. وضعه على ساق مراد وهو يردف بهدوء: مراد يا حبيبي خليك حاطط إيدك تحت دماغه، بس بالراحة؛ علشان ميصحاش. مراد بطفولة: حاضر يا بابي. وبعد ذلك حمل عدي يامن ووضعه فوق ساق عهد. عهد بطفل: هعمل زي ما قولت لمراد يا بابي. ملك وهي تداعب أنف الأطفال الصغار وهي تردف: حلوين يا ولاد؟ عهد ومراد بسعادة طفولية وحب: أوي. عهد ومراد ببراءة: ينفع نبوسهم. ملك بحب: ينفع طبعًا، بس بالراحة؛ لحسن يصحوا. ثم أكملت بابتسامة: أنا بس أخف شوية وهنغرقهم بوس أنا وانتوا متفقين. عهد و مراد بسعادة: متفقين وانحنوا قبلوا وجنتي الأطفال الصغار. و عدي يتابعهم بحب ملك وهي تمرر يدها بحنان علي شعر الأطفال وجبهتم وهي تطالعهم بحب أموي وحنان وهي تبتسم بدموع و تردف بضحك: احلي حاجة إنهم الحمد لله مش شبه بعض، مفيش شغل أنا مش كريم أنا كرم، جت سليمة قدر ولطف. ضحك الكل و بعد ذلك اقترب عدي منهم يقبل جبهة عهد ومراد، وجبهة الطفلين، واقترب يقبل جبهة ملك ووجنتيها، وهو يردف بحب: أنا بحبكم أوي. عهد، ومراد، وملك بطفولة: وإحنا كمان أوي. بعد مرور أيام علي خروج ملك من المستشفى كان عدي بعمله وعاد متأخرًا، وعندما دلف للمنزل، كان هادئًا على غير العادة، لا يستمع لأصوات بكاء زيدان ويامن، وخاصة زيدان الذي تقريبًا لا يتوقف عن البكاء وكأنه يشعر بلحظة قربه من ملك، ليبدأ في بكاء هيستري لا يهدأ سوى وهو في أحضان ملك وهي تداعبه و تغرقه بسيل من القبلات، ومراد الذي لا يترك لعدي لحظة واحدة يقترب من ملك ويعانقها أثناء نوم زيدان، الفترة الهادئة التي يمروا بها ولا تتكرر كثيرًا في يومهم. تنهد بغيرة من قرب أولاده من ملك الذي لم ينعم به منذ ولادتهم وبدأ يجوب بنظره المنزل وهو ينتقل بين أرجائه بهدوء؛ بحثًا عن ملك. دلف لغرفته بهدوء و ابتسم بحب وهو يراها مستندة على ضهر السرير غارقة في النوم وهي ترتدي فستان أسود يصل حتى ركبتيها، جعلها تبدو كالملاك وبجانبها كتاب به قصص أطفال، يبدو أنها كانت قبل أن تغفو تقص لمراد وعهد قصة قبل نومهم وهم مستندين على ساقها ويدها تحيطهم بحنان، تنهد بحب وهو يشعر بشفقة، تلك الآونة أمام ملك الكثير من المسؤوليات التي تحاول أن تنهيها كلها بدون تقصير. اقترب منها بحنان وبمجرد أن شعرت بخطواته استيقظت وهي تردف بنوم: أنتَ جيت يا عدي. عدي وهو يقبل جبهتها ويردف بحب وهو يحمل عهد ومراد يضعهم علي السرير: آه، يا حبيبتي، لسه جاي. ملك بتعب: محستش بنفسي وأنا بحكي القصة للولاد ونمت. ثم أكملت بأسف: أنا عارفة إني مقصرة في حاجات كتير، تقريبًا كل حاجة، حقك عليَّ، بس أنا فعلًا الوضع الجديد مش سهل. عدي وهو يجلس أمامها يضع يده تحت وجنتيها، وهو يقبل وجنتيها، ويردف بحنان وحب: ملك يا حبيبتي، أنا فاهم وحاسس بالوضع الجديد، ثم انك مش مأثرة في أي حاجة، مهتمة بكل تفاصيلي، وبيبتنا، و بالولاد؛ لدرجة إنك بتخليهم يناموا معانا في الأوضة؛ علشان ميغيروش من إخوتهم، ده كفاية عليك زيدان ويامن، وبالذات زيدان، يامن ده ملاك أصلًا. ابتسمت ملك بحب وهي ترتمي على صدره، تحاوط خصره، تتشبت به، وهي تخفي رأسها في صدره وتردف بحب وصوت منهك: أنا بحبك أوي علفكرة، ربنا يخليك ليا. عدي بحب وهو يضمها له يقبل جبهتها ووجنتيها: و يخليكي ليا يا حبيبتي، وحشتيني أوي. ملك بحب وإنهاك: وأنتَ كمان أوي. عدي بحب وهو يحاوط وجهها بين يده ويردف بحنان: شكلك تعبان أوي محتاجة ترتاحي، نامي شوية. ملك بتعب: هقوم أحضرلك الأكل وأنام. عدي وهو يمسد فوق خصلات شعرها: يا حبيبتي أنا مش جعان وحتى لو هقوم أسخن أنا. ثم أكمل بحنان: أنا اخدت أجازة؛ علشان أنا عارف إني المسؤوليات كتير عليكِ، خصوصًا في سفر خالتو وهفضل معاكِ لحد ما تيجي من السفر. ملك بحب وهي تقبل وجنتيه وتردف بإنهاك: بجد مش عارفة أقولك إيه، ربنا يخليك ليا. عدي بحب وهو يمسد فوق خصلات شعرها، وهو يردف بحنان: متقوليلش حاجة، قوليلي بس محتاجة إيه أعمله ليكِ. ملك بتعب: محتاجة أنام، عايزة أنام أوي يا عدي. عدي بحنان وهو يمسد فوق خصلات شعرها ويربط على ضهرها: يا قلب عدي، نامي يا حبيبتي، أنا النهاردة هسهر بيهم، واقترب منها يقبل وجنتيها، ولكن أوقفهم بكاء زيدان. عدي بغضب، وهو ينظر له، ويردف بخنق، وهو يضغط على حروفه: أبو شكلك عيل. نظرت له ملك بتعب ودموع وهي تتنهد بإنهاك وتحمله من سريره تضمه لأحضانها وتحمله، تسند رأسه على كتفها و تربط على ضهره بحنان وتردف بحب: هششش، بس يا قلب مامي. عدي بحب: طيب هاتيه يا ملك، يا حبيبتي، وأنا هتصرف، أنتِ عارفة زمان كنت بسهر بعهد ومراد لوحدي، نامي أنتِ؛ علشان تعبانة. ملك بسعادة: بجد. عدي و يسند رأسها على ساقه ويمرر يده على خصلات شعرها يربط عليهم بحب، ويردف بحنان وهو يحكم الغطاء عليها: آه، أهم حاجة أنتِ نامي. ملك بحب: أنا بحبك. عدي و يمسد فوق خصلات شعرها بحب: وأنا بعشقك. وخلال دقائق كانت ملك وزيدان غارقين في النوم. عدي بغضب مكتوم وهمس: يا سلام، يعني لما اطمنت إن هي نامت و إني مش هحضنها دلوقتي احلو النوم، ده أنتَ عيل رخم. وهكذا كانت الأيام بين عدي وملك وأطفالهم مليئة بالحب والحنان الذي أغرقوا به أطفالهم، والحنان والود الذي كان دائمًا بين عدي وملك، فهو لم يتركها في كل تلك المسؤليات بمفردها، بل دائمًا كان بجانبها يساعدها، ويدعمها، ويحتوي خوفها وانهاكها من تراكم المسؤوليات عليها وتلك التجارب الجديدة. بالطبع لم تخلو من الخلافات المضحكة بين عدي وأولاده بسبب؛ غيرتهم على ملك وعهد. وهكذا كانت حياتهم حتى شب أولادهم وأصبحوا شباب ناضجين، وبالطبع ملك كانت دائمًا تذكر إنجي أمام عهد ومراد و تريهم صورها، وتتذكرها دائمًا، ويدعو لها بالرحمة، و يزورا قبرها بشكل أسبوعي حتى تبقي في بال أولادها. صباح يوم ما كان الكل يجهز للذهاب للمصيف. كانت ملك في المطبخ منهمكة في تحضير الأطعمة وفجأة شعرت بشخص يحاوط خصرها ويسند رأسه على كتفها، يقبله ويقبل وجنتيها، ويردف بحب: الجميل مشغول، قولت أحضرله أنا الشنطة وعلفكرة حطيت الفستان السماوي فيها. ابتسمت ملك بحب ودلال وتردف بخجل: علفكرة هتفضل طول عمرك قليل الأدب ومش هتتغير، هو أنتَ مكبرتش يا عدي؟ أدارها عدي له وهو يقبل وجنتيها وجبهتها، ويردف بعشق بين قبلاته: لاء، طول ما ملك مراتي حلوة وشقية كده، عمري ما هقدر أعجز. ملك وهي تحاوط عنقه وتردف بعشق: وحتى لو، أنا بحبك في كل حالاتك. عدي بحب: وأنا بموت فيكِ. ثم أكمل بحرج: أنا عارف إني الفترة دي متقل عليكِ في موضوع مليكة، بس أنا مكنتش هقدر أسيبها لوحدها بعد وفاة أهلها. ملك: اخص عليك يا عدي، تتقل، أختك الله يرحمها كانت بتعتبرني زي أختها و ليكة بتقولي يا خالتو، معقول أسيبها وهي عروسة كدة تقعد لوحدها، دي بنتي زي ولادنا. عدي بحب وهو يحاوط خصرها: ده أنا بنوتي قلبها كبير أوي. ثم أكمل بغيرة: يشيل الشحطة اللي برة معايا. زيدان ومراد وهم يقتحموا المطبخ: ليه بس الغلط. مراد بتصفيق: اقفش تحرش، بتتحرش بماما. عدي: بتحرش بمين يا جحش منك له؟ هو أنا كل ما أكلمها تطلعولي، انتوا بتتطلعوا منين؟ مراد و زيدان بهدوء في وقت واحد: من واره الباب. ثم اقترب مراد من ملك يقبل جبهتها ووجنتيها و يردف بحب: صباح الفل يا ماما، تحبي أساعدك في حاجة؟ زيدان بدلع وهو يقبل وجنتيها وجبهتها: طيب بذمتك يا لوكة مزة زيك كدة تقف في المطبخ، أنتِ مكانك مش هنا، يا حلو أنتَ. ضحكت ملك. عدي بغيرة: هندخل في جو كل يوم بقا، بتاع البوس، والأحضان، والموحن، وسواق الميكروباص، ابعد عن مراتي يا ولا منك ليه. في ذلك الوقت أتى يامن وهو يردف بضحك: كل يوم نفس الوصلة ونفس التهزيق. ثم اقترب من ملك وهو يقبل جبهتها ويضع يده فوق كتفها يضمها له: صدعتوها وربنا. عدي بغيرة: كملت، كملت. في ذلك الوقت أتت مليكة وهي تردف برقة: صباح الخير يا خالو. عدي بحنان ويربط على خصلات شعرها: صباح الفل يا حبيبتي. مليكة: صباح الفل يا خالتو. ملك بحب: صباح الخير يا قلب خالتو، إيه يا حبيبتي ناقصك حاجة؟ مليكة بنفي: لاء، كله تمام، أنا جهزت كل حاجة، جيت أشوف حضرتك محتاجة مساعدة ولاء. ملك بحنان: لاء، يا قلبي، ربنا يخليكِ ليا. زيدان: صباحك فل. مليكة بضحك: صباحك عسل. يامن بإبتسامة : صباح النور يا لوكه. مليكة بفضول: هو مين اللي هيسوق النهاردة. ملك بحب وهي تتشبث بذراع عدي: بما إني عدي باشا هيقعد معايا واره، فأنا قررت مراد؛ لأني لو يامن هنوصل بكرة الصبح، زيدان هنوصل في ساعة بس ميتين. بعد وقت بسيط وضعوا كل الأمتعة بالسيارة وركب عدي وملك. عهد باستغراب: إيه ده يا مليكة مش أنتِ بتحبي تقعدي قدام؟ مليكة وهي تنظر لمراد: مليش مزاج النهاردة هرجع أقعد جنب زيدان. يامن وهو يداعب خصلات شعر عهد: و أنتِ يا عهود اطلعي اقعدي قدام؛ علشان بتحبي القعدة قدام وعلشان نعرف نتصور. عهد وهي تقبل وجنتي يامن: ميرسي يا يامن. يامن بابتسامة حب: عفوًا يا عهود، يلا. في الطريق مراد بحماس: نشغل أغنية المصيف بقا. عهد ومليكة بغناء: هو شمس وسط رملة. زيدان ويامن بغناء : هي حلوة بنت سمرا.

Get In Touch

Cairo , Egypt

darr@elsayad121216.com

+01508281514