ارتدت الفتاتان ملابسهما وفِي أقل من ساعة كانتا في طريقهما إلى مكان اللقاء، حاولت شمس في تلك الفترة حث شهيرة على الحديث ولكنها امتنعت تمامًا بحجة أنه ليس لديهم الوقت الكافي، لذا بدلت شمس ملابس العمل بأخرى وارتدت بلوزة بيضاء وجينز وتركت شعرها منسدل، أما شاهي فارتدت طقم للبحر، عبارة عن بلوزة وشورت من نفس اللون الأحمر وبه نقشات على شكل ورود صفراء صغيرة، ورفعت شعرها لأعلى، ثم وضعت نظارتها السوداء . وصلتا إلى مكان اللقاء وكان وليد في انتظارهما، وبمجرد أن وقعت عينيه على شاهي، شعر أنه فقد الإحساس بكل شيء حوله، لم يعد يرى سواها، عيناه كانت متعلقة بها، قلبه يرتفع صوت دقاته مع كل خطوة تخطوها نحوه، جسده يخبره بالحنين الذي طال والشوق الذي حاول كثيرًا أن يطفئه مع العديد من الفتيات الجميلات، حتى كاد يظن أنه استطاع، ولكنه لم يكن في حاجة سوى أن يراها مرة أخرى ليعلم أنه فشل في هذا . اقتربت الفتاتان وألقت شمس التحية عليه، وبالكاد استطاع أن يتغلب على ما يعتمل بداخله ويجيبها، ثم جلسوا جميعًا، بدأت شاهي الحديث قائلة: ايه بقا الحكاية يا وليد؟ ايه الجنان اللي صاحبك فيه ده؟!، امبارح اتصرف تصرفات مجنونة وقلنا يمكن شارب حاجة، لكن الصبح ايه عذره؟! صمت وليد قليلًا يحاول أن يبتكر عذر لا يسيء لصديقه وأجاب أخيرًا: الموضوع كله سوء تفاهم، احنا فعلًا أسفين على التصرف اللي صدر من قصي، وصدقيني يا باشمهندسة حضرتك غير مقصودة بالمرة، حصل بس التباس بين حضرتك وبين واحدة تانية وده اللي عمل المشكلة . حدقت شمس به في دهشة، فهي ما زالت مستاءة مما حدث ولَم تقتنع بتلك الكلمات فقالت: يا سلام، اتبهدل واتهان والأستاذ تقريبًا كان فاضل يمد ايه عليا وتقولي حصل التباس، أنت بتهزر يا أستاذ؟!، ايه الكلام اللي مالوش معنى ده؟! شعر وليد بالحرج، حاول أن يفكر في حل سريع ينقذه من تلك الورطة، ثم قال: صدقيني.. كل الحكاية إن احنا لينا منافسين في السوق والفترة دي احنا داخلين شغل مهم، والمنافسين عايزين يأخدوا الصفقة مننا بأي طريقة، وصلت لينا معلومات أن في شخصية جاية من طرفهم ومواصفاتها كانت مطابقة لمواصفاتك بالضبط، طبعًا قصي متوتر جدًا بسبب الصفقة لأنها فعلًا مهمة وبيحاول بأي طريقة إنه يأخد باله من كل التفاصيل، وميسيبش حاجة للظروف، وده سبب تصرفاته معاكي، أتمنى إنك تقدري موقفه وتسامحينا على سوء الفهم اللي حصل، ويا ريت نبدأ بداية جديدة، أيه رأيك؟ صمتت شمس، وتبادلت النظرات مع صديقتها وهي من داخلها لم تصدق حرفًا واحدًا مما قال، وعندما حاولت الحديث، أسكتتها شاهي وقالت: خلاص يا شمس، أكيد وليد مش حيضحك علينا، وبعدين أعتقد أنك أخدتي حقك، تبقوا خالصين . ترددت شمس قليلًا، ولكنها في قرارة نفسها تعلم أن تلك الفرصة لن تتكرر قريبًا، وأنها ستنقلها إلى مستوى أخر، فأجابت أخيرًا: موافقة بس بشرط . وليد: اتفضلي . شمس: مش عايزة اتعامل معاه نهائيًا. نظر لها وليد بدهشة وقال: بس ده شرط صعب اوي، لأن ده فندقه وطبيعي هو محتاج يتعامل معاكي، في تفاصيل كتير صعب أخرجه منها . أجابته: والله ده شرطي، أنا مش حأعرف اتعامل مع الإنسان ده تاني . قصي: طب ولو الإنسان ده جه لحد عندك واعتذر لك على التصرف البايخ اللي صدر منه، ممكن تسامحيه؟! تفاجئت شمس والتفتت لمصدر الصوت، فوجدته يقف خلفها، هو بشحمه ولحمه، (قصي الدالي) . جلس على المقعد بجوارها وأكمل حديثه قائلًا: يعني مسمعتش رد منك؟! تجاهلت شمس الرد عليه ونظرت إلى صديقتها نظرة تعني يجب علينا المغادرة الآن، لمس قصي ضيقها الشديد، فقال: أنا أسف واضح إني دايمًا قليل الذوق، ومد يده في اتجاه شاهي قائلًا: قصي الدالي. _ أهلًا بيك ، أنا شهيرة الدرملي . _اتشرفت بمعرفة حضرتك، ممكن يا وليد تعزم الآنسة شهيرة على جولة في الفندق لحد ما أحاول أقنع الباشمهندسة شمس إن أنا مش واد ملزق وارث فلوس أهلي . نهض وليد على الفور، فتلك هي اللحظة التي كان ينتظرها منذ أن وقعت عيناه عليها، وقد قدمها له صديقه على طبق من فضة، مد يده طالبًا يد شهيرة وقال: يا سلام تحت أمرك، شهيرة هانم تسمح ليا أخذها في جولة في الفندق . نظرت شهيرة لصديقتها التي بدورها كانت ترسل لها نظرات توسل ألا تتركها، ولكنها كانت مأخوذة بتلك اليد التى لم تستطع رفضها، نهضت من مكانها وهي تمسك يده وقالت: أكيد طبعًا، مش حأتاخر عليكي يا شمس، قالت كلماتها وابتعدت مسرعة قبل أن يحدث أي شيء . جلست شمس في مكانها كالتمثال، تشاهد شاهي وهي تبتعد ولا تعلم كيف تتصرف؟، أما قصي فكان ينظر إلىها ويرى كل انفعالاتها وتعابير وجهها التي لو تحدثت لقالت له أكرهك، ومع ذلك شرد قليلًا في تفاصيلها، نعم ليست رائعة الجمال، مجرد فتاة عادية، تمتلك بعضًا من الجاذبية والجمال الرقيق، ولكن بها شيء مختلف عن كل الأخريات، شيء يميزها، ولكنه لا يزال لا يعلم ما هو؟ استمر الصمت بينهما فترة، وهي تحاول أن تنظر في الاتجاه الأخر حتى لا تصطدم بنظراته، ولكنها فوجئت به فجأة يمسك يدها ويجذبها لتنهض من مكانها وهو يقول: قومي بينا يلا . حدقت به شمس في ذهول وقالت: أقوم أروح فين؟! قصي وهو بالفعل يتحرك ويجذبها خلفه: حتعرفي دلوقتي، مضى في طريقه ممسكًا بيدها، يسرع في خطواته، لم يترك لها فرصة للكلام ولا حتى للاعتراض، استمر مسرعًا يهبط درجات الفندق حتى وصل إلى الشاطئ، لم يترك يدها قط، ولَم يبطأ في السير حتى لا تتوقف، تحرك نحو ممشى اليخوت، ثم توقف أمام يخت كبير، وقفز بداخله، ومد يده الأخرى لها حتى يلتقطها . وقفت شمس على الممشى تنظر إلىه وهي مترددة، لا تريد أن تكون معه في مكان منعزل، كما أنها تخشى البحر، وقفت في حيرة، وحاولت أن تسحب يدها من يده، ولكنه لم يقبل بذلك وقال: يلا انزلي، ولا خايفة مني؟! نظرت له بتحدي وقالت: أخاف منك أنت! ليه يعني؟! فأجاب بابتسامة: طالما كده يبقى أنزلي يلا، ولَم يترك لها فرصة الرد، أمسك يدها الأخرى وجذبها للأسفل سريعًا، ليختل اتزانها وترتطم به، وتصبح بين أحضانه، لحظات من الصمت والخجل مرت بها وهي متشبثة بملابسه حتى لا تسقط، يدها على صدره ، تلمس عضلات جسده، تشعر بكل نفس يدخل إلىه، عيناها تعلقت بعينيه، لا تعلم لم شردت فيهما، ما المختلف به؟، شيئًا ما يلمع بداخله، دقات قلبيهما بدت كأنها دقات قلب واحد، متناغمان معًا لا تسرع دقة عن الأخرى، متطابقان تمامًا، ارتعشت شمس قليلًا وزاد ارتباكها، وأدركت أنها أطالت البقاء على صدره طويلًا، فأبتعدت سريعًا إلى الخلف وهي تتمتم بصوت غير مفهوم . وعلى الجانب الأخر انطلق وليد مع شهيرة في جولة داخل الفندق بعربة الجولف، حتى انتهى أخيرًا في مكان بعيد على أطراف الفندق، يكاد يكون منعزل تمامًا، أوقف العربة ودار حولها ومد يده ليساعدها، هبطت شاهي ونظرت حولها لم ترى أحد فقالت: ايه المكان ده؟! فأجابها وليد وهو يحتضن يدها بيده ويضعها على قلبه: ده بقا يا ستي مكاني الخاص، ممنوع حد يجي هنا، أو يفكر حتى . نظرت شاهي حولها وقالت: واشمعنا المكان ده؟ فأجاب: حتعرفي دلوقتي . أمسك يدها وهبط معها بضع درجات حتى وصل للشاطىء وأشار لها ناحية اليمين، لتلقي نظرة تجعلها غير قادرة على النطق . وقف وليد يتأمل تعابير وجهها وهو يود لو يستطيع أن يأخذها بين أحضانه لتعلم كم أشتاق إليها، ثم قال لها: أيه رأيك عجبك؟ تأملته وعيناها تلمع بالدموع وبعد أن بحثت طويلًا عن كلمات قالت: أنا مش مصدقة اللي أنا شايفاه ده، مش عارفة أقول ايه؟! تنهد وليد بقوة وأضاف: ليه مش مصدقة؟!، احنا اتفقنا قبل كده إننا لازم يكون عندنا شاليه زي ده، ورسمنا كل حته فيه، الرسمة فضلت معايا، كل حاجة كانت فيها عملتها، حتى الورد الأحمر اللي على المدخل ولون الخشب وشكل التراس، والسطح زي ما كنتي عايزاه، مش كده وبس، تعالي معايا . أمسك يدها واتجه إلى الكوخ وصعد الدرجتين الأماميتين ثم فتح الباب لها، لتكتشف أن ما ستراه بالداخل له النصيب الأكبر من الدهشة، وقفت شاهي فاغرة فاها، لا تملك المقدرة على أن تعبر عما يجيش في قلبها الآن، تركت دموعها تتحدث نيابةً عنها، مزيج غريب من الدهشة والحيرة والشوق والحنين اجتاحها، شعرت معه كأنها عادت ثمان سنوات إلى الوراء، وأن الزمن قد توقف وعاد بها من حيث توقفا سويًا، وقفت والانبهار يشل حركتها، لقد كانت تقف في كوخ أحلامها، نفس الكوخ الذي رسماه سويًا.. نفس التفاصيل، لم يتغير به شيء، حتى من الداخل كل شيء كما كانت تحلم، نفس ألوان الستائر، والمفروشات، نفس شكل الأثاث، نفس اللوحات التي كانت تغرم بها في المعارض موجودة هنا على الجدار، كل التفاصيل حتى الصغيرة منها لم يغفل عنها ولَم يغير شيء فيها، كأن التصاميم والرسومات التي كانا يقومان بها سويًا خرجت من الورق وأصبحت حقيقة . ظلت تطوف من غرفة لغرفة ومن مكان لأخر وهي عاجزة عن تصديق ما تراه، وعندما وصلت لغرفة النوم وعبرت بابها وقفت مصدومة إنها ليست فقط كما طلبت بل وهناك على الجدار خلف الفراش.. تقبع صورتها على الحائط كما لو كانت هي، نعم هي تتذكر هذا المشهد جيدًا، كان قبل الفراق بيومٍ واحد، كانت سعيدة جدًا في ذاك اليوم، لقد باغتها يومها وسرق منها قبلة، كانت قبلتها الأولى، ولَم تكن تعلم أنها ستكون الأخيرة، كيف رسم هذا المشهد بتلك البراعة؟، مشهد القبلة، كأنها تراه أمامها من جديد، حتى أنها شعرت بنفس الإحساس الذي راودها يومها، كما لو كان مذاق شفتيه ما زال في فمها، ملمس وجهه على وجهها، يداه التي تحاوطها، ااه، آهه صدرت منها بلا وعي، والتفتت تنظر إليه وجسدها تسري به رعشة خفيفة، وكأنها ترسل له رسائل حب وشوق خفية، ويبدو أنه فهم الرسالة، فاقترب منها ببطء شديد وهو يتأملها جيدًا، يمشي بعينيه على تفاصيل وجهها الذي اشتاق إليه كثيرًا، ثم توقف أمامها ورفع يده يلمس بها بشرتها الناعمة، ويتحسس شفتاها بأنامله، ثم حركها نحو شعرها وأزاح المشبك، لينسدل على وجهها وكتفيها كما يحبه هو، ثم عاد ينظر مرة أخرى إلى عيناها بشوق ولهفة كبيرة وهو يتنهد بقوة، فهو يعشقها حد الموت، يرغب بها كرغبة الميت للحياة، ولَم يعد يقوى على التحمل أو المراوغة، لذا لم يفكر كثيرًا بل انصاع إلى أوامر قلبه، واقترب منها لينال قبلته التي لطالما حلم بها وانتظرها طويلًا . أما هي فكانت تتلذذ بشعورها بقربه، بلمسة يده على وجهها وشعرها وشفتاها، كانت خدرة من شراب عشقه، لم تكن تريد أن تفكر، كل ما تتمناه أن تعود مرة أخرى إلى تلك القبلة، وبمجرد أن لامست شفتاه شفتيها، حاوطت عنقه بذراعيها وتشبثت به بقوة، كأنها تعلن له إنك كنت وما زلت حبيبي . وفِي مكان أخر في عرض البحر، كانت تجلس شمس في اليخت، وهو ينطلق يخترق المياه، بعد الكثير من المجادلة بينهما عن التحرك باليخت أو البقاء في المرسى، انتهت في الأخير بأن حسم قصي أمره وقام بإدارة المحرك وانطلق به دون أن ينتظر موافقتها، جلست في أحد أركان اليخت مغمضة عيناها وقابضة بذراعيها على العارضة، متشبثة بها بقوة خشية أن تسقط في المياه بسبب سرعته الجنونية، ظلت هكذا حتى سمعت صوت هدير المحرك يخفت، والقارب يخفف من سرعته حتى توقف نهائيًا، فتحت عيونها لتجد نفسها في عرض البحر، محاطة بالمياه من كل اتجاه، ولا ترى أثر لليابسة . اقترب قصي منها وجلس بجوارها في هدوء وهو يتأمل الأمواج الهادئة أمامه، ثم التفت نحوها: عارفة كل ما بحس أن في زحمة في دماغي بجي هنا، عشان افضي كل الزحمة دي في البحر . أدارت وجهها إلى الاتجاه الآخر له وقالت: ودلوقتي أنا هنا ليه؟ أجابها بهدوء: عشان حسّيت أن جواكي زحمة كتير أوي، فحبيت تيجي هنا، جربي تقعدي كده في هدوء، وترمي مشكلة مشكلة في البحر، اقعدي غربلي كل حاجة جواكي، حتحسي براحة كبيرة، أعتبريني مش هنا، وجربي . حاولت شمس أن تستمع له وتحاول، ولكنها كانت تشعر بالتوتر الشديد في قربه، لذا ابتعدت عنه قليلًا وجلست في مقدمة اليخت، حاولت أن تصفي ذهنها وتقوم بمحو كل الضجيج الصادر من قلبها، جلست تتأمل المياه وتفكر في حياتها، وما لبثت سوى دقائق وعاودتها نفس الذكريات مرة أخرى، كأنها مطبوعة على صفحة الماء، أو كأنها فيلم تراه أمامها، تذكرت كل شيء حتى قبلته الأخيرة التي جاهدت نفسها ألا تتأثر بها، كانت تشعر بالضياع.. لم تعد تعلم من هي، لقد كانت تعرف هويتها في وجوده، أما الأن فهي كالتائهة، تشعر بأنها اقتلعت من جذورها ولَم تعد تعرف أين تكون؟، وبدون وعي بدأت دموعها تنهمر على وجنتيها، كانت تشعر بالبرودة تسري في جسدها ورعشة خفيفة انتابتها، وبكاء مستمر على ما فقدت، لم تشعر به في بادئ الأمر عندما اقترب منها وجلس بجوارها، لم تشعر به البته، كانت في دوامتها الخاصة تصارع ما تبقى بداخلها من أثر تلك الصدمة التي ما زالت لا تستطيع تقبلها . أما هو فجلس بجوارها يرى دموعها، ونحيبها الذي بدأ يعلو، وجهها يتلالأ من أثار الدموع، عيناها تائهتان تبحثان عن قارب النجاة، وجسدها يرتعش، شعر أنها بحاجة للأمان، عيناها تقول هذا، جلس بجوارها لا يعلم ماذا يفعل؟، ولكنه شرد مرة أخرى في الحلمان اللذان رآها فيهما، نعم إنها هي، لم يخطأ، كان الفضول بداخله يتآكله، لماذا رآها في الحلم؟، لماذا هي دون الجميع؟، ما المختلف فيها؟، ما الذي يميزها؟، ما سرها؟، جلس بجوارها يشاهدها وهو يتسائل، وعندما زادت ارتعاشة جسدها نهض سريعًا ليحضر لها ما يدفئها، بحث في الخزانة ثم عاد وجلس بجوارها ومد يديه ليحاوط كتفيها بيديه وهو يضع الجاكيت عليها . انتفضت شمس بمجرد أن شعرت بوجوده ولمست يديه بشرتها، ارتعدت وهو يحاوطها بيديه، كان شبه يحتضنها، وبرغم قربه الشديد رفعت عينيها في مواجهته، لتجد شفاهه أمامها، كأنها تناديها، جذبت نفسها بعيدًا عنه، وقالت له: لو سمحت رجعني . _ طيب استني شوية . بحزم وهي تنظر للأسفل: أرجوك عايزة أرجع . أقترب منها ومد يده ولمس وجنتها برقة ثم قال...