الفصل الأول موافقة تتجوزي أرمل عنده بنت وولد، ليه يا بنتي؟ متاخدي اللي تكوني أول ست في حياته زي مهو هيكون أول راجل في حياتك. أردفت والدتها تلك الكلمات و هي تطالعها بضيق، وعصبية، وخوف. ملك بهدوء وهي تقترب من والدتها: يا ماما وفيها إيه يعني، إيه التفكير الغريب ده، من امتى واحنا بنفكر كده؟ من امتى؟ مش أهم حاجة إن ربنا يرزقني براجل صالح يصوني ويعاملني برحمة ومودة، بعدين عدي ده أنتِ عارفاه كويس، ده ابن خالتو، ويعتبر تربية إيدك، وعارفني كويس. والدتها وهي تردف بهدوء وهي تربط فوق يد ملك: بس عدي عنده تؤم يا ملك وأنتِ إزاي هتقدري تكوني مسؤولة عنهم، فكرك هي دي مسؤولية سهلة يعني؟ ملك بمحاولة منها لإقناع والدتها وهي تتشبت بيدها وتردف بحب: يا ماما لأ طبعًا، بس عهد ومراد لسه صغيرين، يدوبك عندهم أربع سنين، يعني المسؤولية هتكون صعبة ده أكيد، بس السهل فيها إنهم بيحبوني. والدتها بتصميم وهي تهتف بقلق: ملك عدي كان بيحب مراته ومستحيل ينسى حبها في سنة دي، حب عمره يا ملك، عارفة إنك بتحبيه، بس مش هتستحملي تعيشي معاه وهو قلبه معاها، ربنا يرحمها. ملك وهي تردف بهدوء: لو كده، ليه يجي يتقدملي بدل هو لسه منسهاش؟ وبعدين أنا بنت خالته لو كده العيلة كلها هتعرف وهيكون شكله وحش، أكيد مش هيخاطر. والدتها وهي تربط فوق يدها وتهتف بحنان وقلق: ماشي يا ملك، يا حبيبتي، أنا هفكر تاني وهصلي استخارة تاني، وأنتَ كمان فكري في كلامي وصلي استخارة، وربنا يفرجها. بعد صلاة الاستخارة وإعادة التفكير. مازالت ملك على رأيها ووالدتها اضطرت أن توافق، ولكن مازلت تشعر بقلق وخوف من أن يحدث ما في خاطرها وما حاولت أن تقنع ابنتها به، ولكن بلا مفر وتم عقد القرآن؛ لتصبح ملك زوجة عدي بدون حفل زفاف؛ بسبب حالة الوفاة التي حدثت حديثًا بالعائلة واستعجاله لإتمام ذلك الزفاف وملك وافقت أيضًا على ذلك. عهد وهي تتجه لملك وتضمها بحب وهي تردف ببراءة: كده هتفضلي قاعدة معايا علطول، صح. ملك وهي تحملها تضمها لها وتقبل وجنتيها بحب: آه، يا روحي. ملك وهي تعانق مراد وتردف بابتسامة: تعال أنتَ كمان في حضني. مراد بغيرة بعد كده يا ملك مش هتحضني حد غيري وهتفضلي قاعدة معايا. ملك بضحك: ولا حتى عهد. مراد بغيرة: عهد ممكن، بس محدش تاني ولا حتى بابي. ملك بضحك: حاضر. والدة ملك بضحك: حمش أوي. ضحك الكل على مراد الذي يجلس بأحضان ملك ومتشبث بها. والدة ملك بحنان: إيه رأيكم أخليهم يباتوا معايا النهاردة؟ ملك بحنان وهي تتشبث بيدهم الصغيرة: لاء، خليهم معانا النهاردة وبكرة يجوا يباتوا معاكِ، صح يا ولاد. هز مراد و عهد رأسهم بإيجاب بطفولة. والدة ملك بسعادة وهي تربط فوق كتف ملك وعدي بحنان: ربنا يسعدكم يا حبايبي، خلي بالك عليها. عدي بابتسامة وهو يقبل يد خالته ويضمها له: في عيوني يا حبيبتي، متخافيش. عانقت ملك والدتها وكذلك أولاد عدي . واقترب عدي من والدة ملك وهو يعانقها ويقبل يدها و جبهتها: خلي بالك على نفسك. والدة ملك وهي تربط على يده: خلي بالك من ملك. بعد وقت وصلت ملك وعدي لمنزلهم ومعاهم عهد و مراد. ملك وهي تحمل مراد وعدي يحمل عهد، دخلوا إلى غرفتهم وغيروا لهم ملابسهم، وبعد وقت خلد مراد وعهد للنوم. دخلت ملك الغرفة وغيرت ثيابها لفستان بيتي يبرز جمالها وعندما خرجت لم تجد عدي، خرجت تبحث عنه في المنزل و هي ترتدي ذلك الروب الطويل، سمعت صوته قادم من أحد الغرف، فاتجهت لها وفتحت جزء بسيط من الباب بهدوء، رأته يقف أمام صورة إنجي زوجته السابقة وهو يقول بدموع: مش مصدق إني اتجوزت حد تاني وبقا في حد تاني مكانك، شايف صورتك فيها، مكنتش أتخيل إن كل ده يحصل وتبعدي عني ويكون في حد هنا غيرك، بس أنا بحاول أطلع من وجع فراقك وأعيش زي ما وصتيني، بحاول أحب غيرك. دلفت للغرفة وهي تحكم غطاء الروب وهي تطالع عيونه المدمعة وأردفت بنبرة حاولت أن تكون باردة؛ تخفي خلفها تحطم قلبها: الحب مش بيجي بالمحاولة يا ابن خالتي وأنتَ أكيد سيد العارفين. عدي وهو يمسح دموعه ويتشبث بمعصم ملك وهو يردف بأسف: م، ملك أنتِ. ملك بهدوء وهي تشير له بيدها بمعنى أن يتوقف وهي تردف بحزن: متبررش يا عدي، لو سمحت متكدبش، أنا سمعت كل حاجة والكلام ده ملوش غير معنى واحد، ثم اقتربت منه وهي تطالعه بدموع و تردف بألم: بدل أنتَ مش قادر تنسها ولا عايز، اتجوزتني ليه وأقنعتني إنك نسيت؟ أنتَ كده كدبت عليَّ وخدعتني يا عدي، هو أنتَ فاكرني إيه؟ علشان أقبل إني أكون بديل، هو أنتَ شايفني رخيصة للدرجة دي؟ عدي وهو يتشبث بيدها ويردف بأسف ورجاء: لاء طبعًا، أنا بس واثق من حبك ليا ولولادي، ملك علشان خاطري اسمعيني شوية، أنا عارف إني غلطان، بس أنا محتاج مساعدتك، أنا وولادي محتاجينك، أنا عايز أخرج من كل ده، محدش غيرك يقدر يساعدني، علشان خاطري متسبنيش وعلشان خاطرهم عندك. دفعت يده بهدوء وهي تردف بحزن: تصبح على خير يا عدي. عدي بحزن: رايحة فين؟ ملك بحزن وهي تحكم الروب فوق جسدها و تردف بتهكم: متخافش مش هحطك في حاجة أنتَ مش عايزاها يا عدي، أنا هطلع أقعد برة. ثم أكملت بحزن: علشان أنتَ تعبان يا عدي تصبح على خير. أغمض عيونه بضيق وهو لا يعرف ماذا يقول أو يفعل بذلك الصراع الذي يدور بداخله وذلك التخبط؟ توجه للداخل وخرجت ملك من الغرفة. بدأت تسير في المنزل بحزن وهي تتذكر كلمات عدي التي سمعتها بأذنها، كم كانت مغفلة عندما شعرت بأنه نسى ألام فراقها وبدأ يحبها وعشقه يملأ قلبها؛ لتصطدم بذلك الحائط المؤلم المليء بالأشواك التي غرزت في قلبها بعد أن كانت ترى حلمًا ورديًا استيقظت على كابوس بشع. دخلت إلى إحدى الغرفة والتي كانت غرفة نومه هو وإنجي ووجدت ملابسها بكل مكان، وصورها، ورائحتها بالغرفة، عطرها يملأ كل مكان بالغرفة، اقتربت من الكومد وجدت أكثر من زجاجة مليئة بالعطر التي كانت تضعهُ، أغمضت عيونها بحزن، فقد أيقنت أنها الآن لم تستطيع أن تحقق ذلك الكلام، لن تصل لتلك المكانة في قلبه مهما فعلت، لقد أيقنت ان كلام والدتها صحيح ستظل إنجي عائق بينهم، هي في قلبه وملك بخارجه تمامًا، وجودها في حياته فقط هو مجرد كلام صوري على أوراق رسمية، أغلقت الغرفة وجلست علي الأرض تبكي بقهرة وقد سمحت لنفسها أن تنهار تمامًا وهي تخرج كل تلك الشهقات المكتومة في جوفها بعد أن حاولت إخفائها أمام عدي، ظلت على هذا الحال فترة من الزمن، لم تعرف كم هي وبعد ذلك مسحت دموعها وهي تأخذ أنفاسها بتعب من شدة البكاء، خرجت من الغرفة بهدوء توجهت لغرفة عدي وجدته نائم بملابسه، يبدو أنه غفا، شهقت شهقة مكتومة ببكاء؛ عندما وجدته يهلوس باسمها، ابتسمت بتهكم عندما أكد لها مكانتها في قلبه، انسحبت من الغرفة بهدوء تتوجه لغرفة عهد ومراد و اقتربت منهم تحكم الغطاء عليهم، تململ مراد بطفولة وفتح عيونه وهو يقول ببراءة: لوكه أنتِ بتعيطي؟ هزت ملك رأسها بنفي وهي تقول بصوت مرتعش: لاء، يا حبيبي، خالص. مراد وهو يقترب منها بطفولة يمسح دموعها بأصابعه الصغيرة: لأ يا لوكه عيونك حمرة ووشك كمان. جلست بجانبه وهي تردف بحزن وبكاء وتلك المرة، هي غير قادرة على التحكم بنفسها: أنا زعلانة أوي يا مراد. مراد ببراءة و هو يحاول أن يضمها له بين احضانه الصغيرة. نزلت ملك بمستواها وهي تسند رأسها عليه وهو يضمها له، يربط على ضهرها بيده الصغيرة وهو يردف ببراءة وهو يقبل وجنتيها: متزعليش يا لوكة أنا بحبك وبشوفك مامي ومش بحب تعيطي، أنا بحبك. بكت بحزن، كأن عناق ذلك الطفل الصغير عناق رجولي مليء بمشاعر حنان وأمان، كأنه رجل كبير ليس طفل لم يتعدى الأربع أعوام. يده الصغيرة التي تمسد على ضهرها وخصلات شعرها بحنان وهو يقبلها من وجنتيها كانت لمسات كأنها كالسحر، شعرت بها بحنان شديد وقد بدأت تهدأ حتى غفا كليهما. لم تخطئ عندما كانت تقول إن مراد سيكون شخص حنون ومليء بالحنان، لم يتعدى الأربع أعوام، ولكن تصرفاته وحنانه كأنه شاب كبير. حل الصباح واستيقظ عدي عندما داعبت الشمس عيونه، استيقظ وهو يشعر بألم برأسه، وضع يده بجانبه على السرير؛ اعتقادًا منه أن ملك نائمة جانبه، ولكن بالطبع لم يجدها، ابتسم بضيق على سذاجته بعد ما حدث وتلك السكين التي قتلها بها بدم بارد وبكل برود حتى لم يكلف خاطره أن يعتذر لها، كيف يتخيل أنه سينهض يجدها بجانبه، لا يعرف كيف أصبح قاسٍ بذلك الشكل على ملك التي لم يكن يتحمل حزنها، كيف استطاع بتلك السهولة أن يجعلها تتألم بدون أن يهون عليه ذلك، نهض يبحث عنها بقلق في أرجاء المنزل حتى توجه لغرفة عهد ومراد وعندما دخل وجد ملك نائمة فوق ساق مراد ومراد يده فوق يدها وغارق في النوم، ابتسم على مراد الذي استطاع أن يكون أحن على ملك منه، أحكم الغطاء عليهم وقبل جبهة مراد وقبل أن يقبل جبهة ملك تذكر أن ملك زوجته وأنها بموضع إنجي، ابتعد عنها بضيق وخرج من الغرفة مسرعًا وبمجرد خروجه حتى فتحت ملك عيونها بدموع، نهضت بهدوء وتوجهت للخارج تغير ذلك الفستان الذي كانت تعتقد أنه بداية جميلة لعلاقتها مع عدي التي كانت عبارة عن سراب خيلته مخيلتها لها؛ بسبب تلك المشاعر الحمقاء التي تكنها له وذلك القلب الذي حطمه عندما اصتدمت بنيران حبه السابق الذي لم يتخلى عنه؛ لتذبل أحلامها الوردية كالورود وتغرق في نيران الغيرة وألم أن تعيش مع شخص تحبه، ولكنه يعيش بقلبه وعقله مع امرأة أخرى تحت عيونها ومسامعها على حساب مشاعرها، وأنوثتها، وقلبها، تنهدت بضيق هي تضع التلج علي عيونها المتورمة وهي تضع بعض المساحيق التجميلية تحت عيونها تحاول أن تخفي ذلك التورم، مسحت بواقي دموعها واتجهت للخارج بعد أن غيرت ملابسها وارتدت بيجامة بيتيه، اتجهت للمطبخ تحضر الفطار، فوجدته يقف في المطبخ تجاهلته تمامًا، حتى أتاها صوته الهادئ وهو يردف: حطتي تلج على عيونك. ملك بهدوء: حطيت. عدي وهو يردف بنبرة رجاء: قررتي إيه؟ ابتسمت ملك بسخرية وهي تردف بتهكم: هو أنتَ سبتلي حل، أنا اتحطيت في الأمر الواقع، هو ينفع وحدة تتطلق يوم صباحيتها يا ابن خالتي؟ أغمض عيونه بضيق بعد أن أيقن أنه لم يستطع إصلاح الموقف، بل أفسده، نظر لها وهو يقول بأسف واعتذار: أنا. ملك بضيق وهي تردف بحزن وهي تكمل تحضير الفطار: اسكت يا عدي علشان ولا حتى مليون اعتذار مش هيصلح اللي اتكسر امبارح، اطلع وأنا هجبلك الفطار. عدي وهو يحاول أن يتحدث معاها: طب أنا بعملك قهوة، أعملك معايا أنتَ بتحبيها. ابتسمت ملك بتهكم وهي تقول بحزن: اقرأ الفاتحة لإنجي يا عدي بما إنك افتكرتها دلوقتي؛ علشان هي كانت بتحب القهوة إنما أنا مش بحب حتى ريحتها. أغمض عيونه بضيق وهو لا يستطيع إصلاح أي شيء، بل يفسده أكثر ويؤلمها أكثر، أكثر، لفظ أنفاسه بضيق وهو لا يجد للاعتذار التافه أي نتيجة، اقترب منها قبل جبهتها وخرج على الفور بضيق من اقترابه منه. أغمضت عيونها بدموع و هي تشعر بأنفاسه الغاضبة أثناء خروجه؛ لأنه اقترب منها؛ بسبب كلامها الذي أرغمه على ذلك. خرجت بهدوء ووضعت أمامه الفطار. عدي بتساؤل: مش هتأكلي؟ ملك بهدوء: لاء، مش عايزه بالهنا والشفا أنتَ. عدي بقلق: بس أنتِ بتتعبي يا ملك وسكرك هيوطي لو مكلتيش. ملك بضيق: هبقا أكل مع عهد ومراد لما يصحوا. عدي : طب رايحة فين؟ ملك بخنق: طالعة البلكونة. خرجت ملك التراث وهاتفت والدتها وبعد محاولات عديدة اقتنعت والدتها أنها بخير وأخبرتها أن عهد ومراد سيبقوا معاها هي وعدي؛ بسبب تمسكهم بها. أغلقت معاها ملك و بعد ذلك بدأت تبكي بصمت وهي ترى أن عدي وضعها موضع إنجي كنسخة متشابهة منها؛ لأنه يشتاق لها. بعد وقت شعرت بيد صغيرة فوق كتفها واستمعت لصوت طفولي برئ: صباح الخير يا لوكه. مسحت دموعها بسرعة؛ لأنها تعرف إن عدي يحمله والتفتت له تقول بابتسامة زائدة: صباح النور يا قلب لوكه من جوة. مد ذراعيه لها فحملته وهي تعانقه بحب، طبع قبلة علي وجنتيها. ابتسمت ملك بحب وهي تأخذهم معاها للمطبخ؛ لتحضر الفطار وتتناول معهم وجبة الإفطار. وبعد وقت جلست أمام التلفاز ومعاها مراد وعهد، كان مراد يجلس بحضنها وعهد فوق ساقها تداعبها ويضحكوا، فهي حقًا معاهم تشعر بنقاء وبراءة كفيلة أن تخرج ضحكة نابعة من قلبها. كان عدي يتابعهم بابتسامة، لم يكن يعرف هل من أجل سعادة أولاده أو بسبب إعجابه بملك الذي يلاحظه منذ فترة قبل زواجه بها؟ لذلك دائمًا يشعر بالخوف أن يقترب منها ويتحول ذلك الإعجاب لعشق وتندلع في صدره نيران الذنب وشعوره بأنه يخون إنجي كلما يدق قلبه لملك، و لكن للأسف هذا ما يحدث. أكثر من يفهم تفاصيلها ويعشقها يعرف عنها كل شيء، يدق قلبه عندما تضحك وينتفض عندما تحزن بسببه وهو يبقى قاسٍ معاها، قربه منها يجرحه وبعده عنها يؤلمها، ما ذلك الوضع الذي وقع فيه؟ احتار بين ظلمات الماضي وأضواء المستقبل الماضي بألامه وذكرياته، يجذبني له، يبعدني عن المستقبل والحياة وعود الماضي بكل تفاصيله وذكرياته تقيدني، بينما تتناثر الفرص أمامي لإغلاق صحف الماضي السوداء، يقيدني حب سابق عن عشق جديد، نيران الحيرة عبارة عن أشواك تؤلم عقلي وقلبي و تنهك مشاعري. قلبك يتوهج من أجل عشق جديد وحياة جديدة بعيدًا عن الماضي، ولكنه أيضًا ينزف على فراق حبيب كان لك كل شيء في يوم ما، يبقيك داخل تلك الذكريات رافضًا أي تدخل أو أي حب يراها خيانة طلب عدي لهم طعام وبعد وقت جلسوا أمام التلفاز كلهم. لاحظ عدي تعب ملك؛ بسبب أنها لم تأكل جيدًا وبالطبع ذلك بسببه. استندت ملك فوق ساق مراد بتعب وأغمضت عيونها بنوم وكذلك عهد التي كانت غارقة في النوم بأحضانها. ابتسم عدي على هيئتهم وخاصةً مراد الذي يُداعب شعر ملك بحنان، اقترب يحمل مراد وعهد يضعهم بغرفتهم وبعد ذلك حمل ملك يضعها على السرير بهدوء، يحكم الغطاء عليها، جلس يُتابعها وهي نائمة عقله ومشاعره يرفضوا أن يبتعد عنها؛ لأن إعجابه بدأ يصبح حب قوي. يجب عليها أن تأخذ حقوقها، ولكن هناك جزء يؤكد له أنه بتلك الطريقة يكون خائن. غفا أثناء تفكيره وبعد وقت استيقظت على صوت هممته، حاولت إيقاظه، ولكن فجأة ارتمى في حضنها، يتشبث بها، بدأت تربط على ضهره حتى استيقظ، ابتعد عنها بسرعة وهو ينظر لها نظرة لم تفهم معناها، لقد ألمها مرة أخرى، خرج من الغرفة سريعًا متوجهًا سريعًا لغرفة إنجي، يغلق على نفسه، خرجت خلفه ملك أغمضت عيونها بحزن عندما استمعت لصوت أغنية من الغرفة تعبر عن مدي اشتياقه لها. "بقيتي في الطريق أبعد من الحلم اللي أنا حلمته، صحيح الشيء إذا خسرناه بنفهم وقتها قيمته، بقيت خايف وأنا لوحدي ووجعي قصادي مد الشوف، كأني طفل في إيدكِ وسبتيه تاه في وسط الخوف. بمر بعيني على الذكري كأني فوق إزاز حافي ولسه كل ما أتصور بشوفك ماسكة في كتافي وهمشي لوحدي في الشارع وأحس بطيف على الفتارين. بغمض عيني وأتخيل معاد هنعيشه تاني بعيد ونبقي كبرنا أنا و أنتِ وتبقي الغمازات تجاعيد، يطول الليل وأنا مشتاق لحضن زمان وتنهديك وخايف لو يفوت عمري ممتوش وراسي على إيدك ولسه بروح لكل مكان وبطلب قهوتين بردو، أنا قلبي يعيش ازاي وطيفك لسة بيطارده؟ توجهت ملك لغرفتها تبكي على تلك الألآم التي تحرق قلبها ونيران الغيرة التي يشعلها عدي بها، حتى غرقت في النوم. مر شهران لم يتغير بها وضع ملك وعدي، بل ازداد، ابتعدوا عن بعض كثيرًا كأنهم أصبحا غريبان لم يعرفوا بعضهم يومًا ، كلٌ منهم غارق في ألامه ووحدته بمفرده. تجهزت ملك لذلك الزفاف الذي ستحضره مع عدي، ارتدت فستان أحمر داكن، طويل، بسيط و كانت ملامحها باهتة من الحزن وارتدي عدي بدلة رمادية. تركت ملك عهد ومراد عند والدتها تلك الليلة. طوال الزفاف كانت ملك تتابع كل شيء حولها بحزن شديد، رفضت تمامًا أن يقترب عدي منها، طالبة أن لا يظهر للناس عكس كل شيء، لا يحتاج للتمثيل. بعد الزفاف وصلوا المنزل ملك بدموع: عدي أنا عايزه أطلق. عدي بصدمة: إيه؟ ملك و هي تضربه علي صدره بقوة وهي تقول ببكاء حاد ونبرة متألمة: أنتَ مصدوم، أنتَ إيه؟ مش بني آدم، أنتَ فاكر إيه، إن مش بني آدمة، مش ست، ثم اكملت بصراخ وهي تضربه على صدره: مليش حق أعيش يعني، ثم أكملت بنبرة مهزوزة: الله يحرق الحب اللي يعمل كده في قلب البني آدم. ثم أكملت بصراخ: مش عايزه أسمع منك أي كلمة، مش مستحملة أسمع صوتك وأنتَ بتكدب، أنتَ إيه يا عدي، مش بتحس بحد غير نفسك، مش مهتم غير بيها، أنتَ امتى بقيت أناني كده؟ أنتَ ليه مصدوم دلوقتي، ليه عملت فيا كده، عملت إيه علشان أكمل؟ أنتَ أناني يا عدي وأنانيتك دي مش على حساب حد غيري، على حساب المغفلة اللي حبيتك، اللي أنتَ ضمرتها. ثم اكملت وهي تجذبه من ياقة قميصه: لما أنت بتحبها ومش عايز تنسها، دخلتني بينكم ليه؟ انطق، دخلتني بينكم ليه؟ ثم أكملت بصراخ يصاحبه بكاء متألم ونبرة منكسرة وهي تنظر له في عيونه: أنتِ فاكر إني معاك عايشة، أنا بموت كل يوم، أنتَ بتقتلني وأنتَ حاسس وفاهم يا عدي، مش إنجي اللي ماتت، أنا، أنا اللي بموت يا عدي، هي اللي عايشة معاك وأنا اللي ميتة، هي اللي في قلبك وأنا حتى مش شايفة نفسي في عيونك، أنتَ كام مرة نادتني باسمها؟ كام مرة كنت زعلان وروحت استخبيت في أوضتها؟ كام مرة كلمتني على إني أنا هي؟ كام مرة عيطت بليل وأنت بتبص على صورها وبتحكي لها كل حاجة؟ كام مرة بعدت عني علشان فوقت إني أنا مش هي؟ أكملت بصراخ: كام مرة قومت من جنبي بتقول اسمها، عدي أنا لحد دلوقتي مراتك على الورق، أنتَ دفتني أنا بالحياه على حساب إنها تعيش معاك، لغتني، قهرتني بالرغم من كل التنازلات اللي اتنزلتها علشانك وخلتني مسواش، مبقتش قادرة أبص في المراية، كسرت قلبي بدل المرة ألف، موتني في اليوم بدل المرة مليون، وجعت مشاعري وكل حاجة فيا، أنا مبقتش ست يا عدي، مش عارفة أحس معاك إني ست ولا بني آدمة. أكملت بصراخ وهي تقترب منه تقف علي أطراف أصابعه تمسك ياقة قميصه، تجذبها بقوة وهي تقول بصوت متألم: بس عارف حاجة الرك على الهبلة اللي حبتك، واستحملت كل ده؛ علشانك وتنازلت، أنا اللي غلطانة؛ علشان حطيت نفسي في وجع أكبر مني، لو حبي ليك يا عدي هيذلني ويخليني مش قادرة أبص في المراية هدوس عليه وعلى قلبي؛ علشان أنا كرهت أنانيتك يا عدي، ثم أكملت بصوت حزين ودموع أبت النزول وهي تردف بكبرياء: طلقني يا ابن خالتي.