Cairo , Egypt +01508281514 darr@elsayad121216.com

الفصل الثامن

زفرة راحة أطلقها محمود بينما يسترخي على الكرسي مريحا رأسه على حافته يحدث باطنه *أف، كان يوما طويلا، يا لله! من كان يفحص الأطفال من قبل؟ هل فعلا لديهم تكلفة الطبيب أم أنه كان هناك أطباء فعلوا مثلي؟ وتلك الماكرة لم ألمحها أبدا، منذ أن قابلتها صباحا اختفت كأنها تهرب مني، لنرى الآن كيف ستهربين عندما آتي لمكتبك! لاحظ الممرض كريم البسمة الواسعة تملأ وجهه، فقال بمرح مستغربا ¤بعد كل هذا التعب تبتسم؟ الدار محظوظة بك يا دكتور، هل تعلم؟ قليلون هم من يقدمون خدماتهم من قلوبهم. رد عليه وهو يستقيم محافظا على ابتسامته الهادئة ¤صدقني كريم، أنا لم أفعل شيئا عظيما، المساعدة الحقيقية هي تأمين العمليات الجراحية بالمجان وهذا ما سأعمل عليه بإذن الله، هؤلاء الأولاد يستحقون بالفعل. ربت كريم على كتفه بإعجاب وامتنان وودعه على أمل لقائه في آخر الأسبوع المقبل واتجه رأسا الى الهاربة منه، كان على وشك طرق الباب حين تسمر وهو يتأملها مستلقية على الأريكة الجانبية بالمكتب وعينيها مغمضتين. تسمرت قدماه مكانيهما كما تمردت عليه مقلتيه تلتقطان مرآى هيئتها المسترخية، جفونها السوداء المسدلة على وجنتيها المحمرة وسط بياض وجهها وطرف الطرحة يكاد يظهر بعض الخصلات السوداء...امتدت يده وكأنه سيلمس تلك الخصلات أو يعيد طرف الطرحة مكانها لكنه أوقفها في الهواء قبل أن يضمها بشدة كما يلجم نفسه عن التقدم نحوها، لا يعلم كم بقي ثابتا مكانه فقط ينظر إليها، لا يريد أن تنتهي اللحظة محلقا بسماء صفاءها وبراءتها لكن لكل شيء نهاية، صوت أطفال بالحديقة أيقظها ترفرف بجفنيها فيرفرف معهما قلبه وقد نسي تماما أنه لازال على وقفته على المدخل وما إن وعت جيدا أجفلت من حضوره، فشهقت وانتفضت واقفة تحرك يديها بتوتر تدخل شعراتها داخل الطرحة وتسوي هندامها قبالة بسمته البلهاء ¤ددد...كتوور م..محمود ماذا ...أنت هنا ...ما الذي؟ رد عليها بنبرة متأثرة فضحت ما يجيش به صدره ¤ لقد أنهيت عملي وجئت لأراك قبل مغادرتي، أنت متعبة، لم لا ترتاحين بغرفتك؟... نومك هنا غير مريح وغير لائق ويمكن لأي شخص الدخول عليك. للحظة كانت ستطلق أسر أحاسيسها لتحلق بغيمة عشقها المغرية ككل مرة تلتقي به لكنها ألجمت نفسها بقوة، تجيبه بجدية وحزم ¤ مثل دخولك أنت علي دون استئذان! ...اسمع دكتور محمود! أنا لا أسمح بالتمادي لأحد! إلزم حدودك من فضلك ...عن إذنك! تركته للمرة الثانية في ذلك اليوم لا يفقه من مواقفها شيئا لكن المكر غطى محياه متمتا لنفسه* الأيام بيننا وسنرى!* ثم غادر و قلبه قد اتخذ الدار عنوان سكن له. **** جالسان على نفس الطاولة المنزوية بالمقهى المقابل للمركز وطلبا نفس المشروبات، لبن ساخن محلى بالعسل وقهوة سوداء مرة، لم ترفع وجهها منذ غادر والدها أما هو فلم يرفع عنها عينيه كأنه يستغل فرصة توترها ليحفظ معالمها، ارتشف رشفة من القهوة ينشد منها دفعة شجاعة لما يريد أن يصل إليه ثم أجلى حنجرته ليخرج كلماته ¤كيف حال ساقك؟ أجابته بينما تنظر لكأسها رهين قبضتيها المتشنجتين ¤ بخير . زم شفتيه يهدئ من وجيب قلبه الملتاع وقرر أن يدلي ما بدلوه مباشرة، فلقد فكر و أدار المسألة بعقله من كل جوانبها ودائما تفضي إلى نتيجة واحدة، يريدها بجانبه، يحدثها يحميها، بلمس أو بدونه يريدها في حياته، يحتاجها كما تحتاجه. شيء ما لا يعرف كنهه يشعره بأنها له، تخصه ومسؤول عنها، لذا سيأخذ بيدها كما تفعل مع كل من تقابله وتساعد دون مقابل، تنشر الخير والسلام أينما حلت حتى أخجلته من نفسه، مع أنه كان يخلص في عمله لكنه عمله على أي حال أما خارجه، فليست له أنشطة ولا يلعب دورا في حياة الناس من حوله، سيغير ذلك إن شاء الله و ستكون هي أول من يقدم لها العون، سيحبها بلا مقابل ولن يهدأ حتى يراها تضحك من قلبها وتبكي من أبسط الأشياء كالفتيات، سيزرع الأمان بقلبها وصدرها ليطفو على صفحة مقلتيها فتتخلص من برودتهما. ¤هل كنت جادة حين طلبت مني حمايتك من الرجال وحتى من نفسي ؟ تركزت أنظاره على يديها تشدان الأسر على الكوب حتى خشي أن يُكسر بينهما، فأردف ¤ إن كنت جادة، فأنا مستعد لذلك. رفعت عينيها إليه بحدة وحيرة، لا تفهم قصده بالضبط، فأمالت كأسها على شفتيها وارتشفت منه لتسلك الغصة بحلقها وتنطق بكلمة يتيمة ¤ كيف؟ أجابها مفسرا ومسلطا نظراته على عينيها السوداوين، يلتقط كل ردة فعل منهما ¤ سأحميك بكل ما في الكلمة من معنى، لن يتجرأ أحد على الاقتراب منك وطبعا أنا أولهم لكن لأفعل ذلك يجب أن تكوني أمام عيني وفي بيتي أي في عصمتي. لاحت له الحيرة والريبة كردة أولى فوأدها بمهدها، مستدركا ¤ تذكري أنك طلبت من زيد أن يثق بي، لن تقولي ذلك لو لم تكوني واثقة من صدق وعدي و كلمتي. صدقته وظلت تتساءل عن المقابل؟ تعاملها المستمر مع مختلف أنواع البشر علمها أن معظمهم لا يقدم شيئا بالمجان، فاستفسرت منه بينما تفكيرها منحصر بوالدها وخوفها عليه ¤لا أصدق بأنك توافق دون مقابل، لابد هناك شيئا أفيدك به. أراد إقناعها بأي شكل حتى تأمن جانبه، فأخبرها بفائدة هي بالفعل ستعود بها عليه ¤ عائلتي تلح علي لأتزوج ومنحوا لي مدة لأختار بنفسي وإن رفضت سيضغطون علي لأتزوج إبنة خالتي التي أعتبرها بمثابة أخت لي، تربينا سويا ولا أكن لها إلا مشاعر أخوة، لذا أنت ستوصدين ذلك الباب وتريحينني من المشاكل. يعلم بأنه تمادى لكنه مجبر، أما هي فلا تعلم لمَ أحست بخيبة أمل من جوابه وكأنها تنتظر منه شيئا آخر، هكذا أصبحت مؤخرا، تريد شيئا وباطنها يذهب باتجاه آخر، كأنها أصبحت مزدوجة الفكر والإحساس، نفضت عنها تلك الأفكار الغريبة تجيبه قبل أن تتراجع ¤أنا موافقة لكن بشروط. لم يتوقع موافقتها بهذه السهولة، لابد أنها خائفة يائسة وتبحث عن مصدر أمان تركن إليه، ظل ينظر إليها منتظرا شروطها، فأكملت ¤ أولا... لا أريد حفل زفاف. رمقته بنظرة تساؤل ردها بهزؤ ¤ إنه شأنك، فأنا حظيت بواحد وصدقيني لم يعجبني أبدا. ها هي من جديد تلك النغزة المزعجة تصيب وسط صدرها بألم من إجاباته سوف تجن أكثر من جنونها، أجفلها ليث بقوله ¤ ثانيا؟ زمت ثغرها وهناك علقت زرقاوتيه للحظة قبل أن تجفله بنبرتها الحانقة ¤ لن أعيش معك في بيت لوحدنا لذلك يجب أن تعود لبيت أهلك وتتأكد من وجود غرفتين بجناحك. وضع راحة يده تحت ذقنه يسند مرفقها على الطاولة، يبتسم بقوله متعمدا ¤ نا .!!! جناحنا. لم تجبه فقط تحدق به، فأكمل ¤أنا موافق، كل شروطك ستنفذ بعون الله. همت بالوقوف، فأشار لها بالرجوع إلى مكانها، يستدرك بمكر ¤ سمعت شروطك ولم تسمعي طلباتي. استعمل كلمة طلباتي عمدا مما جعلها تستسلم بينما تشعر بالخجل من وقاحتها، فاستطرد مبتسما بظفر ¤سأنفذ كل شروطك لكن بالمقابل أمام الناس أنت زوجتي بكل ما في الكلمة من معنى، وجب عليك احترامي في وجودي و غيابي وإعلامي بمكان تواجدك طوال الوقت. تجمدت لوهلة وكأنها تفكر ثم أومأت بنعم لم يكفيه، فطالبها بتأكيد شفهي ¤قوليها ورد، يجب أن أسمع موافقتك ينطقها لسانك. ليست نغزة هذه المرة بل شعور منعش بنفس المكان أزال تلك النغزة كأنها لم تكن! لماذا و كيف؟ هل تطلب منه إعادة نطق إسمها مجردا لتتأكد؟. **تبا.. تبا! ماذا بي؟ يجب أن أبتعد! فوجوده يشوش على كياني* سارعت تقول : ¤ اتصل بأبي و حدد معه موعدا لتحضر عائلتك، هل يمكننا الذهاب الآن؟ سرور تفشى بخلايا جسده ونشوة سعادة ألمت به لكونها ستكون ملكه وبجانبه، فقام يشير لها كي تتقدمه وأثناء طريق العودة لم تنبس ببنت شفة وهو أيضا، كأنه يخشى تراجعها فآثر الصمت. أوقف السيارة أمام منزلها ولم يرى منها سوى حركة خفيفة من رأسها، فبادر بالقول ¤إعتني بنفسك ورد، أراك قريبا إن شاء الله. ردت وقد تأكد حدسها بأن نطقه لاسمها مجردا يبعث الإحساس اللذيذ بصدرها وتساءلت إن كانت ستشعر به كل مرة ينطق فيها اسمها بتلك الطريقة. دخلت بيتها تنوي رؤية مريم قبل أن تأوي لغرفتها حتى يساعدها سقفها كالعادة على تفصيل الأمور وترتيبها وكذا فهمها لكنها توقفت ومسامعها تلتقط أصوات قادمة من الصالون، فاتجهت إليه لتجد مريم و خالتها مع ابنتها والسيدة عائشة تغرقن في بركة من الدموع. تهدل كتفا ورد باستسلام وحلم سقف غرفتها بات بعيدا وسلمت أمرها لله تلقي السلام بينما تدخل عليهن. ***قبل قليل*** بعد محادثتها مع السيدة عائشة قررت التفكير بوضوح أكثر و إزالة حرفي *لو* من عقلها فلن تفيد في وضعها شيئا، أما هو لن تزيله إنما ستزيحه جانبا، يجب أن تتواصل مع خالتها وتبني معها علاقة ودية، هي الآن بمثابة والدتها وكما قالت السيدة عائشة سترأب الصدع الذي أحدثه الشيطان بينهم وهكذا يهنأ الأموات والأحياء لكن كيف ستتواصل معها ولا تملك رقم هاتفها؟ هزت كتفاها و أرجأت الأمر كله إلى عودة ورد وخرجت من غرفتها كأنما تصفية الأمور مع ذهنها أنعشها وأزال الخمول عن جسدها، سمعت أصوات السيدة عائشة ونعيمة قادمة من المطبخ، فاتجهت إليهما تلمح سرورهما برؤيتها، أجلستها نعيمة إلى طاولة المطبخ وأحضرت لها عصير برتقال تشاورها فيما كان حديثها والسيدة عائشة عن المطبخ والطعام. رنين الهاتف الداخلي للمنزل أسكتهن وقامت نعيمة تجيب قبل أن تنظر إلى مريم، تقول : ¤ هناك سيدتان على الباب تستأذنان للدخول، يقول كرم أن إحداهما خالتك يا مريم. إشتدت أطرافها وعلا التنمل جسدها، لم تدري بأنها ستواجه قرارها بهذه السرعة، شعرت بلمسة على يدها، فالتفت إلى السيدة عائشة التي أومأت لها تشجعها، فنظرت إلى نعيمة تشير لها بموافقة عبرت عنها الأخيرة باقتضاب ¤ أدخلهما كرم. سحبتها السيدة عائشة من يدها وخرجتا باتجاه الباب الداخلي حيث تركت يدها وسبقت ترحب بهما ومريم جامدة مكانها مثبتة عينيها عليهما. تقدمت خالتها ومدت يدها لتصافحها بينما تقول بعاطفة اختلطت بالوجوم والحزن مع الكثير من الترقب ¤ أهلا ابنتي، كيف حالك؟ نظرت لوهلة الى يدها الممتدة ثم عزمت أمرها وصافحتها مما أسرّ قلب الأخرى تضم كفها بحرارة ومالم تتوقعه هو هجوم تلك العاصفة المسماة ابنة خالتها لمار تحضنها بقوة. دعتهن سيدة المنزل إلى غرفة الضيوف ثم إلى الجلوس، فسحبت السيدة هناء مريم لتجلس بجوارها والبسمة تنير محياها معبرة عن سعادتها بابنة أختها الوحيدة بينما كانت لمار من استأنف الحديث ¤أنا سعيدة جدا بالتعرف إليك مريم، لا أصدق للآن أن لدي إبنة خالة، كنت أود التعرف أيضا إلى خالتي رحمها الله، فلقد كنت متشوقة لرؤيتها من دوام حديث أمي عنها لكن الموت سبقنا إليها. امتقعت الوجوه بحزن، فقالت السيدة هناء بنبرة تهدجت بالبكاء وهي تضم مريم من كتفيها ¤ لكنها تركت قطعة منها لتهون علينا القليل من حزن فراقها. سالت الدموع تعبيرا عن حزن القلب لفراق الأحبة قبل أن يرفعن رؤوسهن إلى مكان وقوف ورد التي ألقت السلام للتو. ارتاحت مريم لوجودها، فقامت إليها وأمسكت بيدها تسحبها إلى الأريكة المقابلة لتجلسها عليها وتجلس قربها. تحدثت ورد قائلة ¤ كيف حالك سيدة هناء؟ أجرك الله بأختك سيدتي، كلنا لها. أجابت السيدة و الدموع تملأ عينيها ¤رحمها الله يا بنتي و سامحنا الله فيها. حينها تدخلت مريم مستغلة جملتها الأخيرة، تستفسر ¤ أخبريني خالتي، ما سبب القطيعة؟ تشنجت ملامح وجهها بتوتر تناظر ابنتها المشفقة عليها، يغمرهما الخوف من قتل هذا الود الذي أبدته مريم لكن السيدة هناء تذكرت نصيحة هشام بأنها يجب أن تصبر وتصر على مصالحة إبنة شقيقتها حتى تكسبها، فالتفتت إليها، تحكي لها قصة الماضي الأليم ¤ أنا وشقيقتي رحمها الله الابنتين الوحيدتين للسيد جمال آل علام، من أكبر عائلات المدينة، لم أكن أكبرها سوى بسنة، أقسم بأنني أحببتها كما أحبتني أيضا لم نكن نخفي على بعضنا أي شيء نتقاسم كل ما نملكه لدرجة أن إحدانا دائما ما كانت تترك غرفتها لتنام بجانب الأخرى ولم يكن بيننا اختلاف سوى صفة لعينة دمرت عائلتي وحرمتني من شقيقتي الوحيدة ووالدي، كنت أرستقراطية بكل ما في الكلمة من معنى، متعجرفة لا يرضيني شيء في الوقت الذي كانت فيه ليلى بسيطة جدا بل كثيرا ما كانت تستهجن طريقة عيشنا لهذا كان أبي دائم الشجار معها لاختلاطها بأناس كنا نعتبرهم سامحنا الله رعاع وخدم لنا، في سنتي الأخيرة بالجامعة توفيت والدتنا وتأثرنا بشدة خصوصا ليلى، فهي كانت الوحيدة التي لا تحكم عليها وتدافع عنها أمام والدي، حينها أنا خطبت لزوجي من عائلة الصياد وكان ذلك فخرا لوالدي، فحاول تدبر زوج من نفس المستوى لها أيضا لكن ليلى كانت لديها خططا أخرى، فلقد تعرفت بشاب ما في الجامعة وأحبته. زاد نحيبها وهي تكمل ¤ أخبرتني عن سرها لأساندها في معركتها مع أبي لكنني تخليت عنها ..شعرت بالخزي حينها من معرفة أهل زوجي بالموضوع وفكرت بأنها ستجلب العار لعائلتنا وسيشمت بنا أهل وسطنا ...فأخبرت أبي.. تشاجر معها يومها حتى أنه صفعها وحبسها بغرفتها وأخفى المفتاح كما منعنا من التواصل معها أو إطعامها. شهقة بكاء حادة خرجت من صدر مريم مشفقة على والدتها لكن خالتها أكملت السرد وكأنها تائهة مع الذكرى ¤ندمت على ما فعلت و نظرة الخيبة التي رمقتني بها لا تفارق عقلي لكن لم يكن بيدي شيء لأفعله ..أخبرنا أبي بأن زفافي وشقيقتي سيقام بيوم واحد لأنه قبِل طلب أحد أصدقائه لليلى من أجل ابنه لكن شقيقتي هربت بعدها بيومين، لا أحد منا عرف من وكيف ساعدها؟ ...بحث عنها أبي بجنون طالني أنا الأخرى لأنه حسبني أعرف هوية الرجل الذي هربت معه وأنا لم أكن أعرفه، تعجرفي منعني حتى من أن أستمع لكل تفاصيل شكواها ..أصيب أبي بجلطة دماغية بسبب ارتفاع ضغط الدم و توفي ...لم يتحمل الفضيحة.... حينها فقط علمت أنني دمرت عائلتي و فجأة أصبحت كل معتقداتي بلا معنى، لم يعد يهمني مظهري و لا مستواي كل ما أردته ولازلت أريده أن نعود أسرة كما كنا، سعداء، أن يعود أبي وأختي آآآه! ..لولا وقوف زوجي رحمه الله بجانبي لكنت ضعت من الكآبة التي أصبت بها. ذرفت العيون الدموع بحرارة عدا حجري البلور الأسود الذي لا يبتل أبدا وصاحبتهما تراقب منقبة عن ثغرة فيما قيل تساعد بها صديقتها على الشيطان الذي سيصور لها مدى ظلم هذه المرأة لوالدتها وكما العادة ومضت فكرة برأسها طبعا بتوفيق من الله لكل من يحب الإصلاح بين الناس. أمسكت بكف صديقتها ومالت جانب أذنها، تهمس لها ¤ البشر يا حبيبتي كلهم خاطئون وخصوصا عندما يفكرون بأن قراراتهم الأفضل لأحبائهم وليكن بعلمك، والدتك لو كانت حية لشعرت بنفس الذنب الذي تشعر به خالتك. إلتفتت إليها مريم مستنكرة، فأكملت ورد مفسرة ¤نعم ستشعر بالذنب حين تعلم بأن والدها مات بحسرته عليها، هذا إن لم تكن قد علمت حقا لذلك كانت تبكي كلما استفردت بنفسها، لذا حبيبتي فكري جيدا وأغلقي هذا الباب الذي فتحه الشيطان على مصراعيه يدخل منه كيف يشاء واحتسبي الأجر لوالدتك. وضعت مريم يدها على صدرها، تعلم بأنها محقة، فلو حدث لوالدها أذى بسببها لكانت ماتت بحسرتها، همت بالتحدث حين دخلت عليهن نعيمة تخبرهن بقدوم السيد هشام، فبدأت دقات قلبها سباقها المعتاد في حضرته. *** دخل هشام يكتمه حنقه من تسرع والدته التي لم تعلمه بذهابها الى مريم، فهو طلب منها أن تمهل هذه الأخيرة بعض الوقت حتى تستوعب الأمر والآن إن أخبرتها بكل شيء وغضبت، ماذا سيفعل وهو يخطط لإحضارها للعيش معهم وبعدها يطلبها للزواج! عينيها الحمراوين كحاجبيها كل ما لمح في تلك الغرفة وظل يحدق بها واقفا حتى تنحنحت والدته، تقول ¤ بني تعال واجلس بجانبي! توجه إليها يجاورها ناظرا إليها بحزمٍ فهمت مغزاه، فردت تفسر له بحزن ¤ كان يجب أن آتِ، لم أستطع الانتظار أكثر، أخبرتها بكل شيء وسأتحمل كل ما ستقوله لي، لن أيأس حتى أجعلها تسامحني و تسمح لي بأن أكون خالتها وألتمس بها سماح أختي رحمها الله. قالت جملتها الأخيرة و هي تنظر إلى مريم، تلك التي قلبها الطيب بطبيعته لم يستطع القسوة على خالتها تطوقها حيرة نزعها من وسط بحرها نزعا صوته الرخيم الرجولي ¤ آنسة مريم لدينا حق يخصك يجب أن تستلميه، إنه مراث خالتي وهو من نصيبك الآن، إذا سمحت سأبدأ بالإجراءات. لم تنطق ببنت شفة، تصغي لخفقات قلبها تعزف لحنها الخاص ¤ أرجوك اقبليه، سأعتبر قبولك للميراث بداية تقبلك لنا بحياتك. تنبهت لرجاء خالتها ودون وعي أومأت بموافقة طار بها قلب هشام الذي جازف ليطلب منها ما هو أكبر ¤ما رأيك لو تنتقلين لبيتنا؟ فهو بيتك الآن بما أننا عائلتك الوحيدة. تجمدت أنظارها عليه ويدها تكاد تهشم أصابع ورد التي تحبس بمشقة إبتسامة مكر ولم تكن الوحيدة، فتدخلت السيدة عائشة قائلة بعتاب لطيف ¤ نحن أيضا عائلتها وهذا بيتها. فردت لمار هذه المرة بملامح بشوشة ¤ طبعا سيدتي لكننا نريدها بيننا، إنها دمنا ولحمنا و من رائحة خالتي الغالية رحمها الله، كما أنني أريد أختا لي، فأنا كما ترين الفتاة الوحيدة....أرجوك مريم لا ترفضي! غمرت الحيرة مريم، لا تنكر إحساسها بالدفيء العائلي من جديد وأن الجميع يحبونها ويريدونها بينهم لكن كيف ستعيش معه وبالقرب منه؟ شدت عليها ورد ترميها بنظرة مساندة، فقررت المغامرة ونظرت إليهم تقول بصوت أقرب للهمس ¤ حاضر سأحضر للعيش معكم. تهللت أسارير الجميع و قامت السيدة هناء إليها لتحضنها بقوة وبعدها لمار بينما يضم يديه إلى جانبيه بقوة كي لا يحذو حذو أمه وشقيقته ويفسد كل شيء. قالت السيدة هناء ¤ سنجهز لك أكبر غرفة في البيت، ستعجبك جدا، متى ستأتين حبيبتي؟ لم تجبها مريم لحيرتها وخجلها، فتدخلت ورد تنقذها ¤يومين سيدتي، أمهلوها يومين تجهز فيهما نفسها. رمقت مريم ممتنة لموقفها، لا تصدق بأن قلبها أخيرا قد يخفف من ثقله وآلامه، تقول ببسمة مستبشرة ¤فليكن إذن، سننتظرك بفارغ الصبر عزيزتي، فلا تتأخري علينا. غادروا بعد وابل من عبارات الأسف والشوق انتظارا لقدومها ولم يخفى على أحد نظرات هشام الخاطفة نحو مريم حتى أن ورد رمقتها بمعنى مقصود ثم سحبتها و تمشت معها إلى أن بلغتا غرفتها، طمأنتها بأن كل شيء سيكون بخير ثم انصرفت إلى غرفتها لترتمي على سريرها، تبحلق بسقف غرفتها الصديق ليساعدها على ترتيب فوضى أفكارها . لم تكن وحدها من انفردت بسقف غرفتها، يبدو أن كل من آوى الى فراشه الليلة يتمعن بجمال سقف غرفته، إلا أنهم لو سُئِلوا عن شكل زخرفة أسقفهم أو حتى ألوانها كانوا ليفتحوا أفواههم بجهل، فأسقف غرفهم كانت عبارة عن شاشات مسطحة لمشاهد تعكس أفكارهم، سقف محمود مثلا يظهر عليه جمالا ساكنا على أريكة بينما هو بطل سقف فاطمة بطوله الفاره و عويناته التي يلمسها كل حين، فاتن بدورها سقفها يركز على حاجبين أسودين يزعزعان أحلامها ومشكلتها أنها لم تعد تكترث بمخاوفها بينما هي تشكل لوحة علقت بسقف صاحب الحاجبين بفستانها المهفهف حولها كشعرها الطويل وضحكاتها مع والدها تملأ أذنيه، الليث سقفه مظلم لا معالم له كمعركته التي سيخوضها ولا علم له بعتاد لها و هذه الظلمة تومض بصورتها كل لحظة، هي' صاحبة المعركة وهذه الأخيرة شاشة سقفها مزدهرة كشاشة مراقبة الطرقات لا تستطيع استيعابها من كثرة المربعات الصغيرة التي انقسم إليها المشهد أمامها، المجرمون يطاردونها، زيد و تورطه معهم، والدها وقلقه الذي يزيد كل يوم عن الذي قبله ومربع مبهم لا تريد له وضوح لأن ذلك يعني فتح باب الجحيم أما المربع الرئيسي المتوسط للسقف، فيحتله هو' مقتحم حياتها، هل حقا سيصبح زوجها؟ زوجها' كلمة لم تتجرأ يوما حتى على الحلم بها، هل يمكن لأحلامها الأخرى أن تصير واقعا يوما ما؟ مريم وهشام سقفيهما مزهر بلون أخضر ومستقبل يحلمان بجمعهما كل على طريقته، حتى سقف شاهي المزخرف بعناية و رقي لم يشفع له وتحول إلى عينين رماديتين مع شعر فضي ألهب قلبها وتركها حائرة ضائعة، فتحاول تشكيل مشهد يجمعهما هي بالأبيض و هو بالأسود أما سمير فسقفه يشرق بأشعة ذهبية حارقة أشعلت أحاسيسه، يعاقبها ويعاقب نفسه قبلها بعدم رؤيتها، فيتمرد القلب بدقاته التي خطفتها فوعده بلقاء قريب وفي أخر الرواق غير بعيد عنه تقبع غرفة أسماء التي تبحلق بدورها بسقف يظهر لها وبشكل غريب رأسا خال من الشعر، تتساءل عن مدى صواب حديث شقيقها؟ هل المعالجة حل النار المتأججة عبر خلايا جسدها؟ هل سينجح الأصلع بأخذ يدها ليحول ظلمة حياتها إلى النور؟ 'الأصلع' ...'الأصلع' ما المميز به؟ إنه عجوز أصلع! لماذا يشغل بالها؟ تحدث نفسها دون صوت فتسترسل شاردة، ..*ممم ليس عجوزا كبيرا، قد يكون بالثامن أو التاسع والأربعون، .وما شأني أنا؟ عجوز ..عجوز! المهم أن يخلصني من عقدي وأعيش حياة طبيعية، أتصالح مع نفسي وشقيقي وخصوصا شقيقي. أما الأصلع فيسبح في بحر النوم هانئا، أليس بطبيب نفسي!؟ "فيا سَقفا رفقا بمبحلقيك وإن لم تكن غايتهم" **** بعد انتهائها من أعمالها اليومية اتجهت إلى الحديقة تجر أذيال خيبة يوم جديد، لم يحضر اليوم أيضا أين تجده؟ فهي لا تعلم عنه شيئا ولا تستطيع سؤال فاطمة بماذا ستعلل لها؟ *أنت أنانية شاهي! تريدينه و لا تعترفين لنفسك، فما بالك بأمام الملأ! طبعا كيف لابنة الحسب والنسب أن تغرم بابن دار أيتام فقير! يالهي! كيف سأواجه والداي و ذلك المتعجرف ابن عمي سيستغلها فرصة ليقلب بابا علي! وأنا أرى الآخر بمنامي كما يقظتي أبحث عن شعره الفضي في كل زاوية! اشتقت إليه، أريد أن أراه علّه يخرجني من حيرتي! ..أنا مستعدة للاعتذار منه فليأتي فقط! لم تدري أنها في خضم تأنيبها لنفسها نزلت دمعة يتيمة على خدها امتدت لها يد صغيرة تمسحها عن وجنتها، فانتفضت شاهي تنتبه من شرودها لتجد صاحبتها واقفة على كرسي الحديقة بجانبها تنظر إليها بعينين مبتلتين، تخاطبها بصوتها الرقيق الطفولي ¤ لماذا تبكين سنبلة؟ هل أنت أيضا تريدين بابا و ماما؟ ظلت شاهي ترمقها بنظراتها المستغربة بينما الصغيرة تسترسل ببراءة ¤أنا أيضا أبكي بعض الأحيان، ليس عندي بابا وماما أنشد لهما ذلك النشيد الذي تعلمناه في القسم. فسألتها شاهي بينما تحبس سيل دموعها الذي لا يحتاج لسبب، فهو جاهز للنزول بأي وقت ¤أي نشيد يا أمل؟ انتصبت الفتاة في وقفتها بجدية بريئة وفردت يديها، تغني النشيد ¤أرسم بابا ..أرسم ماما ..بالألوان ..بالألوان ..أرسم علمي ..فوق القمم...أنا فنان أنا فنان. بدأت الدمعات بالنزول على وجنتيها بينما تسمعها، تكمل ¤ الأولاد بالقسم رسموا ماما وبابا خاصتهم لكن أنا وبعض الأولاد لم نستطع لأنه ليس لدينا و نزلت الدموع من عيني، لكن المعلمة قالت لا بأس بأن لا يكون لدي بابا وماما خاصتي، فكل الأولاد هنا في الدار ليس لديهم، لماذا سنبلة كل من يسكن هنا ليس لديهم بابا وماما؟ بلعت شاهي ريقها بصعوبة عاجزة عن إجابتها، كيف تفهم هذه الطفلة أن للقدر تدابير لا يعلم حكمتها إلا من قدّرها؟ وأن ليس هم فقط من ليس لديهم والدين، فكم من يتيم و والديه على قيد الحياة! ضمت الصغيرة بقوة تتفجر شهقاتها التي وجدت متنفسها أخيرا لتسمع صوتا أضناها شوقها إليه، يهتف بسخرية ¤ أتركي الصغيرة يا فتاة! لقد هشمت أضلعها. **** لليوم الثاني تستيقظ ورد متأخرة، لماذا تستيقظ مبكرة وهي لن تتجرأ وتعتب باب بيتها؟ فخوفها من المجهول قد بلغ مداه و لن تغادر أمان بيتها على الأقل حتى تتزوج الضابط، حينها ستستأنف عملها بعون الله. خرجت من غرفتها باتجاه السلم وأثناء ذلك علا رنين هاتفها، رمت شاشتها بنظرة تفقدية تلمح اسم والدها يومض، فردت بينما تعبر اخر درجة من السلم ¤السلام عليكم ...كيف حالك؟ ¤ و عليكم السلام ابنتي أنا بخير ...وأنت كيف أصبحت ساقك؟ ¤ شفيت أبي الحمد لله لا تقلق علي. تلكأ قليلا ثم قال بعزم لمسته ورد في نبرة صوته ¤ حدثني ليث ...في الحقيقة أنا لم أصدق، لهذا أهاتفك، هل فعلا أنت موافقة على الزواج؟ احمرار زحف على وجنتيها في سابقة لم تحدث من قبل وهي تجيبه ¤ آسفة أبي.... أعلم بأنه كان علي إخبارك أولا لكن لم أخبره سوى بأن يتصل بك ليحدد موعدا لإحضار عائلته . كانت قد وصلت إلى غرفة الطعام حيث تجلس السيدة عائشة برفقة مريم ونعيمة إلى المائدة، يرمقنها باستغراب وهي لاتزال تكلم والدها ¤لا مشكلة حبيبتي، المهم أنك وافقت، هل أنت متأكدة؟ أعني لا أريد أن توافقي لمجرد أنني أكن له معزة خاصة. ردت عليه مبتسمة بدفء ¤اطمئن أبي... أنا وافقت بكامل إرادتي. سمعت ورد زفرة الراحة تصلها عبر الأثير قبل أن تكتسي نبرة صوته السرور بينما يقول ¤ فليكن إذن، سأخبره بأن يحضرهم بعد غد، ما رأيك؟ دقة دقتان ثلاث ...حطت بيدها على صدرها وتجمدت قبل أن تنتفض من صوت والدها ¤ورد ...ورد ما زلت على الخط؟ أخذت نفسا عميقا وزفرته ثم ردت عليه بتصميم ¤نعم ...أنا موافقة، سأخبر أمي لنجهز كل شيء ...بلغ أخي محمود من فضلك. ¤حاضر ابنتي، سأفعل! أراك قريبا عزيزتي إن شاء الله . ¤إن شاء الله، السلام عليكم. دست الهاتف بجيب سروالها المنزلي وجلست إلى المائدة قبالة من ينظرن إليها بترقب، ينتظرن التفسير لما سمعنه. رفعت رأسها و شملتهن بنظرة قبل أن تخبرهن بدون مقدمات ¤لقد وافقت على الزواج بالضابط ليث الجندي. بهتن وللحظة تجمدن من المفاجأة لكن سرعان ما وعين على أنفسهن حين علت زغرودة من فم نعيمة. نظرت إليها ورد بجمود جعلها تخفض صوتها مع نهاية الزغرودة، فأردفت برجاء حازم بينما تحدق بوالدتها ¤ لكن عندي شرط وحيد إن لم تقبليه أمي و تقنعي به العميد مصطفى، فأنا سأتراجع و لن أتزوج أبدا. أمسكت يدها بقلق، تهتف ¤أي شيء يا قلب أمك. زمت شفتيها ونظرت إليهن بينما تضيق عيناها، فهي تعلم بأن قرارها لن يعجبهن لكنه موضوع منتهي. ¤ لا أريد حفلة عرس ...و أنا جادة. تجمدن للمرة الثانية بشكل مضحك حيث فتحن أفواههن و أعينهن، كتمت ورد ضحكتها بشدة كي لا يستهان بشرطها وكانت أول من ردت مريم في حين بدا الانزعاج على وجهي السيدة عائشة ونعيمة ¤ أنت مجنونة ...هل هناك فتاة ترفض إقامة حفل عرس؟ هتفت نعيمة بحنق ¤ أخبريها! فهتفت ورد بدورها ¤ نعم أعرف ...أنا! زفرت السيدة عائشة بضيق، فهي تعلم تلك النظرة الصارمة، لا تتراجع عن قرار أخذته وتعلمت القناعة و حمد الله على نعمه، على الأقل أراحت بالها وسترتبط برجل....رجل جيد بالحقيقة، أصل ونسب وأخلاق، يجب أن توافق على شرطها بدون عرس أفضل بكثير من بدون زواج ..فكرت السيدة عائشة قبل أن تقوم و توقف ورد لتحضنها بقوة وحب ¤ مبارك حبيبة قلبي، بارك الله لكما وعليكما يا كبدي. دمعت عينا السيدة عائشة وأعين الناظرتان إليهما، فأبعدتها ورد تمسح لها دموعها بينما تعقب بمرح تخفي به الكثير ¤ أريد فقط أن أفهم شيئا ...مال النساء و الدموع. ..تحزن، تخفن، تفرحن دائما الدموع مصاحبة لكل موقف، هل تعانين من زيادة في الرطوبة؟ ضحكن لطرافتها و بنفس مرحها الذي يخفي الكثير، فهتفت السيدة عائشة ¤يجب أن أتصل بسهى، هناك تحضيرات كثيرة و محمود هل أخبرته؟ قلبت ورد عينيها بتذمر، ترد بملل ¤بدأنا ....أمي هوني عليك، العميد وعدني بالاتصال به و ما إن يفعل ستجدينه فوق رأسك ثم الموعد بعد غد يعني أمامنا و قت كثير. ردت عليها بحنق بينما تغادر الغرفة تلوح بيدها ¤ ليس لدينا وقت، بالكاد سنحضر أنفسنا، أنت مستهترة ورد... أعان الله ليث عليك. شهقت ورد باستنكار مصطنع مريحة يدها على صدرها ¤ أنا مستهترة و أعان الله ليث؟ لقد باعتني أمي الحبيبة، رحمك الله يا ورد أخذ النسيب مكانك. ضحكت الجالستان معها هذه المرة بمرح حقيقي و قالت نعيمة ¤طبعا ألا يقال ."حماتك تحبك" مطت ورد شفتاها باستهجان و شرعت بالأكل....أما صديقتها فترمقها باستغراب، كيف لا و هي تحلم باليوم الذي تصبح فيه عروسا وتقيم به عرسا كبيرا، فتتساءل عن الذي يجعل فتاة تستغني عن ذلك الحلم؟

Get In Touch

Cairo , Egypt

darr@elsayad121216.com

+01508281514