ردت عليه باقتضاب بعد أن ألقت نظرة سريعة على وجهه بطرف عينيها:- _نايمين في أوضهم. ابتلع ريقه الذي جف وأخذ يفرك يديه ببعضهم البعض وقال:- _أنا عارف إنك زعلانة مني فمتعمليش الحبتين دون وبصيلي يا ليلة أنا بكلمك!! أمسك ذقنها بلطف وأدار وجهها إليه وقال بندم شديد:- _تتكسر إيدي قبل ما تتمد عليكِ تاني، أنا عارف إن اللي عملته كان أكبر غلط في حق ست أصيلة شيلاني وشيلة بيتي في فترة غيابي وصاينة لعرضي، مكنش لازم أقولك الكلام ده ولا أمد إيدي بس أنا راجل كرامته أغلى حاجة عنده وأنتِ يا ليلة مبتقصريش وفي كل مرة بنتخانق فيها بتقوليلي كلام جارح صعب. هبطت من عينيه قطرتين من الدمع فشل في كبحهم وقال بصوت مُختنق:- _أنتِ مكنتيش كده يا ليلة في فترة الخطوبة، ليه مصارحتنيش من وقتها إن اعاقتي عبء كبير عليكِ كده، ليه تعايريني يابنت الناس بحاجة مش بإيدي. تمتمت بالأسف واقتربت منه محتضنة إياه، أخذت تلعب في الأغطية وعلى حين غُرةٍ منه غرزت في ظهره سكين أعدته في انتظار اللحظة المناسبة سكين اخترق ظهره اختراقًا وطعنته طعنات متفرقة، وبعدما تأكدت من موته بين يديها نظرت إليه نظرة كلها حزن وقالت بصوت خفيض يشع بالظلم والقهر:- _قصدك فترة الخطوبة اللي عمتني فيها بحلاوة البدايات، فاكر الكلمتين اللي قلتهم دول هيخيلوا عليا؟ وإني هسيبك تستغفلني لحد ما اتفاجئ بالمحروسة في بيتي وأنا بخدمها. وضحكت ضحكة ساخرة ثم أكملت:- _خلاص الغشاوة ابتدت تنزاح، كنت عايز تعملني خدامة لأمك اللي بتستغل كل فرصة تبجلها عشان تهيني فيها وعاملة قدامك الحنينة المضحية، ويا ريتك اكتفيت بكده! عايز تخليني كمان خدامة للمحروسة اللي هتتجوزها؟ وأنا اللي شيلة قرفك وقرف ولادك ومستحملة عجزك، أنا تعمل فيا كده؟ عايز تجيب اللي تشاركني فيك؟!! وهنا تساقطت قطرات الدمع من عينيها وضمته إلى صدرها، فلطخت الدماء وجهها وثيابها ناصعة البياض وقالت وسط الضجيج الذي اعتمل داخل صدرها بصوت متهدج:- _أنت ليا لوحدي فاهم يعني إيه ليا لوحدي! أنا طعنتك باديا دول، طعنتك عشان تموت في حضني ومفيش واحدة تشاركني فيك. وغطت جسديهما بالغطاء الذي تناثرت عليه بقع الدماء واحتضنت جثته ونامت، غافلة عن الشاهد الوحيد على جريمتها التي ستتمكن من إخفاءها جيدًا حتى تأتي ابنتها الصغرى دائمة التبول وتفضح أمرها، ابنتها التي وضعت لها منوم بكمية صغيرة جدا عكس باقي إخوتها خوفًا من تأثيره عليها لصغر سنها، فاستيقظت وأخذت بفضول تسترق السمع من خلف الباب، والتقطت أذنيها اعتراف أمها بقتل أبيها!